تبخرت أحلام شباب جيجل في الصعود إلى الرابطة الثانية المحترفة بعد اكتفائه بالتعادل أمام مستضيفه اتحاد خنشلة لحساب الجولة ال 23 من بطولة القسم الهاوي حيث بات "النمور" في حاجة إلى معجزة حقيقية خلال الجولات الثلاث المتبقية، لقلب الطاولة على الرائد مولودية بجاية وخطف منه ورقة الصعود. ورغم أن كل المعطيات التي سبقت لقاء خنشلة كانت تبدو في صالح "نمور الكورنيش" بما في ذلك الوضعية النفسية لأشبال بوريدان الذين حلّوا بملعب حمام عمار في ثوب الفريق المرشّح للفوز، وكذا مستوى المنافس الذي خرج منذ مدة من رواق التنافس على ورقة الصعود، إلا أن كلّ هذه المعطيات لم تصمد أمام حقيقة الميدان. هدف خنشلة المباغت أفسد الحسابات والأكيد أن أشدّ "الجواجلة" تشاؤما لم يكونوا يتوقعون "السيناريو" المجنون الذي عرفته مواجهة "النمرة" أمام اتحاد خنشلة، حيث وفي الوقت الذي كانت التشكيلة "الخضراء" تهاجم من أجل تحقيق هدف السبق جاء هدف المحليين في الدقيقة (12) ليخلط كلّ حسابات الفريق الجيجلي الذي دخل لاعبوه في سباق ضدّ الساعة لتدارك الوضع واسترجاع أمل الفوز من جديد، خاصة أن النقاط الثلاث كانت وحدها التي تضمن لأشبال بوريدان البقاء في رواق المُتراهنين على ورقة الصعود. عجو أصلح الأمور بسرعة، ولكن... ورغم نجاح وسط الميدان عجو سمير في إصلاح الأمور بسرعة بعد نجاحه في توقيع هدف التعادل بعد ربع ساعة فقط من هدف الفريق الخنشلي في الدقيقة 27 بقدفة صاروخية من حوالي 40 مترا، إلا أن لاعبي التشكيلة الخضراء لم تعرف كيف تستثمر هذا الهدف، الذي وبدل أن يساعد رفقاء بوثرية على التركيز والهدوء فقد دفع بهم إلى ارتكاب أخطاء عديدة كادت تخلط الأمور من جديد على "نمور الكورنيش" لولا أن الحارس بوقادوم كان مرّة أخرى في الموعد بتصدياته الرائعة التي فوّتت على الفريق الخنشلي فرصة مضاعفة المكسب في أكثر من مناسبة. اللاعبون انهاروا معنويا وكان في وسع "النمرة" العودة في النتيجة رغم طرد اثنين من لاعبيها خاصة في ظلّ الفراغات الكبيرة التي ظهرت على دفاع الفريق المستضيف، لكن "النمور" انهاروا معنويا مع مرور الوقت ودخلوا لعبة "طيش برك"، حيث افتقدت هجماتهم إلى التركيز اللازم رغم توجيهات المدرب بوريدان، الذي طالبهم بالهدوء وعدم الدخول في "لعب" المنافس الذي لعب بكل راحة نظرا لعدم أهمية النتيجة بالنسبة إليه، وهو ما يفسّر عجز الكتيبة الخضراء عن العودة في النتيجة وإضافة الهدف الثاني الذي كان أكثر من ضروري للبقاء في رواق المتراهنين على ورقة الصعود. نتيجتا بجاية والرغاية عقدتا الوضع ولعل مازاد في انهيار معنويات "النمور" خلال الدقائق الأخيرة هو ما كان يصلهم من ملعبي الرغاية وبوسعادة، حيث كانت "الموب" متقدّمة على الفريق البوسعادي بهدفين لهدف، في حين كانت المسيلة متقدّمة على ضيفها، وهو مالا يخدم "النمرة" التي كان لاعبوها يعرفون أن هذين النتيجتين ستخرجهما بشكل شبه نهائي من سباق الصعود، ولو أنه ثمة عامل آخر ساهم في تحطيم "النمور" وهو الطريقة القتالية التي لعب بها الفريق الخنشلي، الذي بدا وكأنه يلعب لقاء كأس إلى درجة أن الكثيرين ممن شاهدوا المواجهة جزموا بأن لاعبي الاتحاد تحصلوا على هدية ما من أحد منافسي "النمرة" على ورقة الصعود حتى يهزموا الجواجلة بأي ثمن، لاسيما أن الفريق نفسه كان ظهر بمستوى باهت جدا في آخر لقاء له أمام اتحاد عين البيضاء. الشباب أكمل المواجهة بتسعة لاعبين لم تكف التشكيلة الخضراء معاناتها أمام الفريق الخنشلي وتأخّرها في النتيجة منذ الدقيقة 12، بل تلقت فوق هذا ضربتين موجعتين ساهمتا بشكل أو بآخر في اكتفاء الفريق الجيجلي بنقطة التعادل. حيث أقدم حكم المواجهة على طرد المهاجم وسيم سعودي والمدافع رضا كريم، وهو ما جعل "النمرة" تكمل المواجهة بتسعة لاعبين فقط، علما أن الفريق الجيجلي كان تعرّض لنفس المصير تقريبا في لقاء الرغاية بملعب بوالرمل بعد طرد الحكم الذي أدار هذا المواجهة المدافع بن شويب. بن شويب يعاقب بثلاث مباريات وعلى ذكر المدافع بن شويب الذي لم يكن حاضرا في مواجهة أول أمس، فقد تلقى هذا اللاعب صفعة موجعة من الرابطة الوصية التي قرّرت معاقبته بثلاث مباريات، وهو ما يعني غيابه عن المواجهتين المقبلتين لفريقه أمام نجم مقرة وأمل بوسعادة، وهي ضربة أخرى للفريق الجيجلي الذي سيحرم من ثلاثة من أبرز لاعبيه خلال لقائه القادم أمام نجم مقرة، بإضافة كل من سعودي ورضا كريم اللذين يتمتعان بمكانة خاصة في خطي الدفاع والهجوم. الأنصار استجابوا لنداء بوريدان ولم يتنقلوا استجاب أنصار الفريق الجيجلي للنداء الذي وجّهه لهم المدرب بوريدان عشية لقاء خنشلة، والذي دعاهم من خلاله إلى عدم التنقل إلى ملعب حمام عمار تفاديا لأي احتكاك بأنصار الفريق الخنشلي. حيث وعلى الرغم من أهمية مقابلة أول أمس إلا أن مدرجات ملعب خنشلة لم يلاحظ بها سوى ثلاثة مناصرين للفريق الجيجلي، ولو أن البعض أكدوا أن الأنصار "عرفو صلاحهم" عندما عزفوا عن مرافقة الفريق إلى خنشلة. م. مسعود