ضيّعت جمعية الخروب عشية أول أمس نقطتين ثمينتين فوق أرضية ميدانها أمام اتحاد العاصمة كانتا ستكونان كافيتين لضمان البقاء نهائيا نظرا للنتائج المسجلة في هذه الجولة، في مباراة لم يظهر فيها الخروبية الكثير عكس المباريات الفارطة. ولم يكن أشبال بوغرارة في يومهم خلال هذه المواجهة أمام العاصميين الذين عادوا بنقطة ثمينة، فيما تبقى التشكيلة الخروبية مطالبة بالتدارك في الجوالات القادمة قبل فوات الأوان، وتتطلب تجند الجميع ومن كلّ النواحي تجنبا لأي مفاجأة غير سارة، خاصة أن أول أمس كان كلّ شيء مدبرا لتعثر الفريق، بداية من التحيّز الواضح لحكم المباراة صحراوي ومساعديه وكذا محافظ اللقاء حامي (من رابطة عنابة). اللاعبون لعبوا تحت الضغط ودخل معظم لاعبي الخروب أول أمس تحت ضغط شديد، حتى منهم من تأثر بالإشاعات التي روّجت قبل هذه المواجهة والتي مفادها أن المباراة "مخدومة"، وهو ما جعل اللاعبين يدخلون المواجهة خائفين من التعثر، وهو ما يفسّر الأداء غير المقنع لزملاء جيل، زيادة على ذلك فالخبرة لعبت دورا كبيرا حيث ظهر جليا على أرضية الميدان التفوّق من هذه الناحية، في ظل امتلاك التشكيلة الخروبية لعدة شبان أمثال معنصر، بوناب وحتى كاسيس، كما أن هناك عاملا مهما - حسب جميع الخروبية- أثر في مردود التشكيلة، ويتعلق الأمر بحكم المباراة صحراوي الذي أكدت بخصوصه أسرة "لايسكا" أنه جاء من أجل هذه النتيجة بدليل تحكيمه السيّئ، حيث كانت كلّ تدخلاته ضد فريقهم عكس منافسه الذي تركه يفعل ما يشاء، أين أخرج العناصر الخروبية من المباراة بطريقته الخاصة بفضل تحيّزه الواضح للفريق المنافس، الذي حسب مسيري "لايسكا" كان مسيرو الاتحاد والمدرب المساعد دزيري ينادونه باسمه رفقة مساعديه في أيّ لقطة خطيرة ل "لايسكا" بوغرارة: "لم أفهم تصرّفات الحكم.. ولماذا يستهدفون "لايسكا" بالضبط؟" كان المدرب بوغرارة الأكثر تأثرا بنتيجة أول أمس، حيث تهجّم على حكم المباراة صحراوي ومساعديه، الذين لم يكن تحكيمهم بريئا بدليل أن هذا الحكم - حسب بوغرارة- جاء من أجل تكسير جمعية الخروب، معتبرا ذلك "حقرة" تمسّ فريقه، مؤكدا في الوقت نفسه أن هذا الحكم تعمّد تصفير مخالفات للمنافس وبالإشارات بمقربة من منطقة الحارس بن خوجة، في حين تغاضى عن تصفير مخالفات لفريقه في عدة مرّات، فيما يقدم على منح مخالفات فقط في وسط الميدان، كما تغاضى عن منح بطاقات لعناصر الفريق المنافس بإشارات من مقعد احتياط الاتحاد، وإعلان تسللات وهمية خاصة في لقطة معنصر في الشوط الأول، وبلقرع وبوسفيان في المرحلة الثانية. وتساءل بوغرارة عن سرّ هذا الاستهداف، وطالب المسؤولين باتخاذ الإجراءات اللازمة ضدّ مثل هؤلاء الحكام، الذين يكسرون عمل طيلة الأسبوع بطريقة تحكيمهم التي تمسّ مصالح فرق. هذا، ودوّن حكم المباراة والمحافظ تقريرا آخر ضد "لايسكا" في ورقة المباراة، ما تجعل الفريق مهدّدا ب "الويكلو" مجددا خاصة أن الخروب يملك إنذارا من قبل. "هل لايسكا ليست من الجزائر حتى تحرم من لاعبيها على حساب فرق أخرى؟" وواصل بوغرارة حديثه، حيث أكد أن حكم المباراة صحراوي ومساعديه سبب من أسباب التعثر، مضيفا في نفس الوقت أن ما حدث لن يثني عزيمة شبانه العازمين على رفع التحدّي، وأن "لايسكا" ستبقى في القسم الأول. كما عبّر المدرب بوغرارة عن استيائه من السياسة التي يتعامل بها مدرب المنتخب الوطني الأولمبي أيت جودي، الذي رفض تسريح مهاجم النادي مصفار، عكس اتحاد العاصمة الذي أقدم على تسريح لاعبه مكلوش بحجة الإصابة (اللاعب شارك أول أمس)، وهي المرّة الثانية التي يقدم فيها هذا المدرب على هذه الفعلة - حسب بوغرارة- ، الذي أضاف: ما سرّ هذه الحملة؟ وهل جمعية الخروب ليست فريقا من الجزائر حتى تستثنى عن بقية الفرق في تسريح لاعبيها؟". بعض الأطراف استغلّت الوضع لضرب استقرار الفريق وقد استغلّت بعض الأطراف تعثر أول أمس لتروّج إشاعة مفادها أن اللقاء مرتب، حتى هناك من سرّب إشاعة صبيحة المباراة مفادها أن والي الولاية وراء ذلك بعد زيارته للتشكيلة، رغم أن المعني حضر من أجل الدعم المعنوي وحدّد منحة خاصة للاعبين في حال الفوز (قدرت بالمجموع 25 مليونا)، كما أن هناك بعض الأطراف التي تصطاد في المياه العكرة أقسمت أن الأمور "مخدومة"، وأن بعض الأنصار استفسروا لدى اللاعبين ومنهم من اتّهمهم ببيع المباراة، وهو ما أثر في اللاعبين حتى في المباراة. وأكد اللاعبون أن هناك أيادٍ خفية ومن الخروب تريد إسقاط الفريق وضرب استقراره، من خلال تسريب هذه الإشاعات التي لا أساس لها من الصحة. كرة أوزناجي حبست الأنفاس ولعلّ الشيء الذي جعل البعض يؤكد أن اللقاء فيه "اللوش" هي اللقطة التي ضيّعها أوزناجي في الوقت بدل الضائع بعدما وجد نفسه وجها لوجه مع بن خوجة، الذي كان رائعا في تصدّيه لكرته أسقطت لاعبي الاتحاد ومقعد الاحتياط على الأرض، خاصة أن تلك اللقطة كانت ستسمح لهم بالعودة بالنقاط الثلاث، إلا أن "العدالة الإلهية" أنصفت الخروبية، خاصة أن في تلك اللقطة كانت قبلها مخالفة ل بلقرع تغاضى عنها الحكم بمقربة من خط 18 لاتحاد العاصمة. نتائج الجولة صبّت في صالح الخروب رغم تعثر الجمعية أول أمس فوق أرضية ميدانها إلا أنها أبقت على جميع حظوظها في البقاء، من خلال نتائج الجولة التي صبّت في صالحها، خاصة بخسارة العلمة بملعبها وخسارة عنابة بالعاصمة أمام شباب بلوزداد وتعثر البليدة فوق أرضية ميدانها أمام الحراش، وهي نتائج أنصفت أشبال بوغرارة. تصرّفات دزيري أثارت الاستياء رغم أن اللقاء انتهى في روح رياضية عالية بين اللاعبين، إلا أن المدرب المساعد للاتحاد دزيري بلال كان له تصرّف غير رياضي لا يشرّفه كمدرب أو كلاعب سابق، بعدما قام بالتهجّم على أنصار "لايسكا" والتعدّي عليهم بالحجارة بعد نهاية المباراة، وتوجيه لهم كلمات يستحي المرء قولها، على حدّ تعبير الخروبية الذين استاؤوا كثيرا من ذلك وهم الذين لم يتعوّدوا على مثل هذه التصرّفات. ولم يكتف دزيري عند هذا الحدّ بل تهجّم على رجال الأمن وقام بالاعتداء على أحد منهم قبل أن يوجّه لهم إشارات غير أخلاقية. وقد أجمعت أسرة "لايسكا" أن دزيري أفسد العلاقة بين الاتحاد و"لايسكا"، وأن هذا الاسم مرفوض مستقبلا في الخروب، وأن ما قام به يبقى وصمة عار في جبينه. فضيحة الأواسط تتطلب تحرّك الإدارة تبقى فضيحة أول أمس من صنع أواسط الخروب الذين سجّلوا هزيمة مذلة أمام رائد البطولة اتحاد العاصمة (12/1)، وهي نتيجة لم يسبق أن انهزم بها أواسط "لايسكا" منذ تأسيس الفريق. ويبقى الأمر الخطير هو أن التشكيلة لعبت المباراة دون مدرب، ناهيك عن اللاعبين الذين كانوا يتأهّبون لتسجيل غيابهم عن المباراة لولا بعض الوسطاء الذين قاموا بجلب اللاعبين إلى الملعب وتفادي تسجيل الغياب هذا، في الوقت الذي حمّلت إدارة النادي المسؤولية لمدرب النادي الذي ترك الفريق دون علمهم على حدّ تعبيرهم، واعتبرت غيابه إخلاء للمنصب. وحسب إدارة النادي، فإن المعني تمّ إرساله من مديرية الشبيبة والرياضة.. هذه المهزلة التي صنعها الأواسط ومهما كان وراءها تتطلب تدخل الإدارة والضرب بيد من حديد، لأنها تمسّ سمعة فريق كبير اسمه جمعية الخروب.