ها هو منتخبنا الوطني ينهي تربصه التحضيري الذي أجراه بجنوب “مورسيا” الإسبانية، وبالضبط بمركز “لامانڤا كلوب”، بعد 13 يوما قضاها المنتخب في التحضير لموقعة “مراكش” التي تنتظره في الرابع من الشهر الجاري أمام المنتخب المغربي الشقيق لحساب الجولة الرابعة من تصفيات كأس إفريقيا. حيث كان الموعد ظهر أمس الأربعاء مع مغادرة المركز والتوجه إلى مطار مورسيا القريب من هناك، والتنقل في رحلة مباشرة إلى مدينة “مراكش” المغربية. (14:30) مغادرة أول حافلة خاصة بالعتاد والحقائب وكانت “الهدّاف” الوحيدة التي أبت إلاّ أن تكون حاضرة لحظة مغادرة المنتخب لمركز “لامانڤا كلوب”، حيث وصلنا المركز في حدود الساعة الثانية والنصف زوالا، وحينها كان الموعد مع توجه أوّل حافلة محمّلة بعتاد وحقائب اللاعبين، وكافة أعضاء الوفد نحو مطار مورسيا الذي لا يبعد عن مركز “لامانڤا كلوب” سوى ب 40 كلم. (15:00) نزول اللاعبين من الغرف إلى بهو الفندق بعدها أتى دور اللاعبين الذين شرعوا في النزول من غرفهم، إلى أن إكتمل التعداد في حدود الساعة الثالثة بالضبط، حيث كان كافة أعضاء الطواقم الفنية، الإدارية والطبية ل “الخضر” وأعوان الأمن في انتظارهم ببهو الفندق تأهبا للتوجه إلى المطار، وبما أنّنا كنا حاضرين في الفندق، فإننا لاحظنا جميع اللاعبين وهم يرتدون جوارب خاصة بالإسترجاع. دفعوا من جيوبهم الخاصة ما أكلوا وشربوا خارج الحساب وكانت هناك مفاجأة غير سارة للاعبينا في بهو الفندق، بعدما جلب المناجير عبد الحفيظ تاسفاوت فاتورة لكل واحد منهم تتعلق بما أكله اللاعبون وشربوه خارج الحساب الذي تدفعه الاتحادية لإدارة المركز، فما كان على اللاعبين إلا أن اصطفوا في قاعة الإستقبال من أجل دفعها من جيوبهم الخاصة، وهو ما كان متفقا عليه من قبل مع المسؤولين، إذ أن الأكل والشرب وكل التكاليف تدفعها الاتحادية، أما الأمور الإضافية التي يعمد اللاعبون من حين لآخر إلى أكلها أو شربها خارج الحساب الذي تدفعه “الفاف” فذلك يتحمّلونه هم. مجموعة من الأنصار التقطت صورًا معهم وكالعادة، لا يمل الأنصار ولا ييأسوا من محاولات الاقتراب من اللاعبين، حيث كانوا مرة أخرى على علم بموعد مغادرة الخضر لمركز “لامانڤا كلوب”، وكانوا في انتظار اللاعبين لدى خروجهم من الفندق، والفرصة كانت مواتية لهم كي يلتقطوا صورا للذكرى معهم، قبل أن يودعوهم على أمل العودة بنتيجة جيدة من مراكش أمام المنتخب المغربي. (15:20) الوجهة نحو مطار “مورسيا” وفي حدود الساعة الثالثة بالضبط أقلعت حافلة الخضر نحو مطار مورسيا، أين كان “تاسفاوت” وبعض المسؤولين هناك في انتظارهم، بعدما جهزوا كل شيء من إجراءات إدارية تسهّل اجتيازهم أمام شرطة الحدود، ووصولهم إلى قاعة الركوب. علم الجزائر زيّن الحافلة ولفت انتباهنا علم الجزائر الجميل الذي علق على الحافلة التي تزينت بالألوان الخضراء، الحمراء والبيضاء، في صورة جعلت الإسبان في الطريق من المركز إلى المطار يتأكدون بأن الأمر يتعلق بوفد جزائري رسمي. قنصل الجزائر “الحواس” في توديعهم وعكس ما كان عليه الحال يوم 20 ماي لدى وصول “الخضر” إلى مطار “آليكانت” عندما لم يجد المدرب بن شيخة ومرافقوه أي شخص من السفارة أو القنصلية في انتظارهم، يبدو أن مسؤولينا حفظوا الدرس جيدا هذه المرة، وتأكدوا بأن أمر الإهتمام بالمنتخب الوطني واجب وضروري، حيث كان عبد الكريم حواس قنصل الجزائر في “آليكانت” في انتظار الوفد بمطار “مورسيا” من أجل توديعه قبيل السفر إلى المغرب. سهّل لهم الأمور الإدارية عكس الذهاب وللأمانة، وبما أن “الهدّاف” عايشت مغادرة المنتخب إلى المغرب، فإن القنصل حواس وقف على كل صغيرة وكبيرة، وقام بفضل معرفته بمدير المطار بتسهيل كافة الإجراءات الإدارية والقانونية لمغادرة المنتخب، حيث تم تخصيص جهة لمنتخبنا من أجل ختم جوازات سفر اللاعبين وعبورهم شرطة الحدود في ظرف زمني قصير. 20 مناصرًا كانوا في الإنتظار وحققوا رغبتهم هم أيضا وقبل ذلك كانت هناك مجموعة أخرى من المناصرين استقبلت اللاعبين أيضا في المطار، وكأن بالأنصار أبوا إلا أن يرافقوا زياني ورفاقه في إسبانيا إلى آخر دقيقة قبل رحيلهم نحو المغرب، وحققت هذه المجموعة رغبتها هي الأخرى، والتقط أفرادها صورا مع اللاعبين الذين لبوا طلبات الجميع. مناصرة ل غلاسغو إلتقت بوڤرة صدفة وشاءت الصدف أن يتزامن سفر “الخضر” نحو المغرب وتواجد مواطنة اسكتلندية تناصر نادي “غلاسغو رانجيرز” الذي يلعب له المدافع الدولي مجيد بوڤرة، حيث تعرّفت عليه وتبادلت معه أطراف الحديث، قبل أن تلتقط صورة تذكارية معه، وتتمنى له في النهاية حظًا موفقا في مهمته مع المنتخب الوطني بمراكش، وهي التفاتة استحسنها “الماجيك” الذي بدا سعيدا للغاية وهو يلاقي إحدى مناصرات الفريق الذي يحمل ألوانه في أوروبا. (16:15) دخول قاعة الركوب وكان اللاعبون يرغبون في أن يبقوا مطولا ببهو المطار، عوض المكوث في قاعة الركوب مطولا والرحلة لم يحن وقتها بعد، إلا أن تهافت الأنصار عليهم في كل مرة، جعلهم يلتحقون سريعا بقاعة الركوب في حدود الساعة الرابعة والربع بأمر من الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة. بن شيخة تحدث مطوّلا في هاتفه فيما بقي بن شيخة وقتا إضافيا ببهو المطار يتحدث في هاتفه النقال قبيل الإقلاع نحو مراكش، وربما أبى الرجل الأول على رأس المنتخب إلا أن يتبادل أطراف الحديث مع عائلته الصغيرة وأصدقائه المقربين، قبل أن يدخل مرحلة الحسم هناك في المغرب بعد أن أنهى الشوط الأول، والمتمثل في التحضير لتلك الموقعة. قال للأنصار: “أدعولنا نربحو” وفي الوقت الذي كان بن شيخة يتحدث فيه عبر هاتفه النقال، كان الأنصار الجزائريون المقيمون في إسبانيا، يتوجهون إليه من حين لآخر لمخاطبته، وبعدما أنهى المكالمة، توجه إليهم بكلمة واحدة: “شكرا لكم أدعولنا فقط من أجل الفوز”، وهو طلب ردوا عليه قائلين: “إن شاء الله يا رب”، قبل أن يتوجه بن شيخة إلى قاعة الركوب ملتحقا بلاعبيه وكافة أعضاء الوفد الآخرين. (17:00) الوجهة نحو مراكش التي وصلوها بعد ساعة وربع وفي حدود الساعة الخامسة تماما أقلعت الطائرة نحو مدينة مراكش من مطار مورسيا، في رحلة دامت ساعة وربع قبيل الوصول إلى مدينة مراكش المغربية في حدود الساعة الخامسة والربع بالتوقيت المحلي للمغرب (الفارق ساعة بين إسبانيا والمغرب)، وهناك كان عضوا الاتحادية مبيراك وبرجة في انتظار الوفد الجزائري. ------------------- الإسبان يسألون: “أيّ منتخب هذا!؟... آه إنه الجزائر” إذا كان الإسبان في الطريق من “لامانڤا كلوب” إلى مورسيا قد تأكدوا بأن الأمر يتعلق بوفد رسمي جزائري، بفضل راية الجزائر الكبيرة التي علقت في الحافلة، فإن من كانوا في المطار لم يتعرفوا على هوية هذا المنتخب، لاسيما أن لاعبينا ارتدوا أقمصة بيضاء غير رسمية، وظل الإسبان يسألون عن هوية المنتخب إلى أن علموا بأن الأمر يتعلق بمنتخب الجزائري الذي يعرفونه جيّدا، بحكم أنه المنتخب الذي قهر الألمان على أرضهم سنة 1982، بل هو المنتخب الذي كان وراء تغيير قوانين “الفيفا” ولعب مباريات الجولة الأخيرة من دور المجموعات في المونديال في توقيت واحد تفاديا لترتيب المباريات مثلما فعله النمساويون والألمان. مناصر قائلا ل بوڤرة: “عاودها مثلما فعلت أمام كوت ديفوار” إضطر اللاعبون لدى احتكاكهم بالأنصار إلى الإستماع لكل ما يقولونه لهم تلبية لطلبهم، دقائق قبل الإقلاع نحو المغرب، وبوڤرة واحد منهم، حيث جمعه حديث بأحد الأنصار الذي قال له في النهاية: “مجيد لدي طلب وحيد فقط” فرد عليه مجيد “وهو؟”، قبل أن يجيبه المناصر”أن تعيدها مثلما فعلتها أمام كوت ديفوار، وهو أن تسجل برأسك”، فما كان على مجيد إلا أن ودعه قائلا “إن شاء الله ولو أن المهم أن نفوز وليس أن أسجل”. مناصر “هوّل” المطار بمذياع سيارته هم هكذا أنصار “الخضر” في المهجر، فريدون من نوعهم، حيث لفت إنتباهنا أحدهم أمام المطار لدى وصول حافلة اللاعبين، حيث قام بفتح أبواب سيارته ورفع صوت مذياع سيارته هذه وأسمع اللاعبين أغاني الجزائر التي يعرفونها جيدا. حتى الجنس اللطيف كان حاضرا في توديع “الخضر“ لم يقتصر حضور الأنصار الذين ودعوا “الخضر” أمس في إسبانيا على الشبان فقط، بل أن الجنس اللطيف كان حاضرا وممثلا في عدد من الفتيات إرتدين أقمصة المنتخب الوطني، هتفن بحياة الجزائر والتقطن صورا للذكرى مع اللاعبين هنّ أيضا. صوت زياني يُسمع من كل مكان يبدو أن زياني كان سعيدا لاقتراب موعد الحقيقة وكذا اقترب موعد السفر إلى المغرب، حيث أن ذلك الصوت الخافت الذي قلّما كنا نسمعه، إرتفع كثيرا إلى درجة أننا في بهو مطار مورسيا كنا نسمع كل شيء يقوله حتى ولو كان بعيدا.