نشرت : المصدر جريدة الشروق الأحد 27 مارس 2016 11:06 لا يزال تجار العملة الصعبة بسوق "السكوار" بالعاصمة، يؤكدون أن قرار فتح مكاتب صرف بداية من شهر أفريل المقبل دون تمكينهم من تصريف المبالغ الضخمة التي اقتنوها في السنوات الأخيرة، من شأنه أن يكبدهم خسائر جسيمة، خاصة وأن هامش الربح الذي ستتيحه هذه المكاتب لن يقفز فوق 20 بالمائة في أقصى حالاته، في حين من المرجح أن يحدد عند 5 بالمائة،في وقت يصل الهامش المعتمد في السوق السوداء للعملة 50 بالمائة. وحسبما يؤكده فاعلون بسوق "السكوار"، فقد مني تجار السوق الموازية للعملة الصعبة بساحة بور سعيد بالعاصمة، وعدد من المستوردين بأكبر خسارة في تاريخهم خلال الساعات الأخيرة بعد انخفاض حاد في سعر تداول الأورو والدولار والجنيه الاسترليني، حيث انخفض سعر هذه العملات من دون سابق إنذار ليتقلص الأورو من 200 دج للوحدة إلى 171 دج والدولار من 175 دج إلى 150 والجنيه البريطاني من 240 إلى 210، بعد انتشار خبر التحضير لفتح مكاتب صرف قانونية، في وقت كان هؤلاء قد قدموا طلبيات بالجملة للسوق الأوروبية وفق سلم الأسعار المرتفعة للعملات الصعبة. ووفقا لما يدلي به الخبير الاقتصادي فارس مسدور، فإن سعر الصرف في السوق الموازية للعملة الصعبة تحكمه الإشاعة وأخبار الصحف وتصريحات المسؤولين على غرار ما أدلى به محافظ بنك الجزائر محمد لكصاسي الأسبوع الماضي حينما أعلن عن مرسوم رئاسي ينظم عملية فتح مكاتب الصرف في الجزائر، سيصدر في الجريدة الرسمية شهر أفريل المقبل، إضافة إلى انتشار بعض الأنباء عن انهيار حاد للأسعار بسوق العملة الصعبة، وهو ما أدى تراجع قيمة هذه العملات، الأمر الذي كبد مئات التجار وعشرات المستوردين خسائر وصلت 30 بالمائة من قيمة السلع المستقدمة من الخارج. ويضيف مسدور في تصريح ل"الشروق" أنه بالرغم من اعتماد المستوردين ظاهريا على بنك الجزائر لتحويل الصرف في إطار عملية التوطين البنكي، إلا أن عددا كبيرا منهم يلجؤون إلى سوق العملة الصعبة ببور سعيد و5 أسواق مماثلة عبر التراب الوطني للحصول على الأورو والدولار، كما أن منهم من قدم طلبيات كبرى خلال الأسابيع الماضية، بحكم توقعات تفيد باستمرار ارتفاع الأسعار في المرحلة المقبلة ليفاجؤوا بانخفاض غير متوقع أفرزه قرار محافظ بنك الجزائر الخاص بالتعجيل في فتح مكاتب صرف التي أوضح مسؤول أن هامش الربح فيها لن يقل عن 5 بالمائة وسيصل في أسوأ حالاته 20 بالمائة عند بلوغ ارتفاع حاد في الأسعار وندرة العملات الأجنبية وارتفاع الطلب مقارنة مع العرض، الأمر الذي قال إنه يتناقض مع الأسعار المعتمدة حاليا وحتى في الأيام الماضية حينما بلغ هامش الربح لأول مرة 50 بالمائة. وقدر مسدور خسارة التجار ب30 بالمائة في ظرف أسبوعين، وربطها بالدرجة الأولى بالأشخاص الذين اقتنوا كميات كبرى من العملة الصعبة في السنوات الأخيرة، في حين قال إن مؤشرات السوق قابلة للتغير في أي لحظة بناء على القرارات الرسمية، فيما أكد أن قرار محافظ بنك الجزائر مرجح للتنفيذ، خاصة وأن لكصاسي تحدث عن شهر أفريل المقبل وهو موعد قريب جدا.