نشرت : المصدر جريدة الشروق السبت 20 فبراير 2016 10:11 اتخذ صرافو السوق السوداء للعملة الصعبة يتقدمهم تجار "السكوار" بساحة بور سعيد بالعاصمة، خلال الأيام الأخيرة قرارات استعراضية برفع هامش الربح الذي بات يعادل اليوم أزيد من 55 بالمائة من القيمة الحقيقية للعملة. وبلغ أمس سعر صرف الدولار الأمريكي مستويات قصوى وخيالية، لم يتم تسجيلها من قبل، ليعادل 170 دينار، في وقت يفضل وزير المالية عبد الرحمن بن خالفة رمي الكرة في مرمى محافظ بنك الجزائر محمد لكصاسي، ليبقي هذا الأخير يلعب دور المتفرج وسط انهيار حاد وتاريخي للدينار الجزائري . وبالمقارنة بين الأرقام التي تحصلنا عليها من سوق "السكوار" للعملة الصعبة، وأرقام بنك الجزائر لنهار أمس، فقد بلغ السعر الرسمي للأورو 118 دينار مقابل 190 دينار بساحة بور سعيد بالعاصمة، في حين تجاوز أمس الدولار الأمريكي كافة الخطوط الحمراء ليبلغ بالسوق الموازية 170 دج، مقارنة مع 106 دينار ببنك الجزائر، ولم يسلم الجنيه البريطاني هو الآخر من الزيادات المفرطة والتي تمثل هامش ربح ضخم للتجار، حيث بلغ سعره بالسكوار 240 دج مقابل 151 دينار ببنك الجزائر، وهو ما يطرح عددا من التساؤلات حول مصير العملة الوطنية التي تتجه من سيء لأسوأ . ويتوقع خبراء وأخصائيون أن يزداد الوضع سوءا خلال المرحلة المقبلة، بالنظر إلى ازدياد الطلب على العملة الصعبة بعد صدور رخص الاستيراد بشكل رسمي وتوزيعها على المستوردين، ويتعلق الأمر بالمنتجات الزراعية والغذائية المدرجة في إطار اتفاقية "الفيفو" سابقا مع الاتحاد الأوروبي، والتي ستصدر نهاية الشهر الجاري أو بداية مارس على أكثر تقدير، في حين أن رخص استيراد السيارات والإسمنت والحديد أيضا ستكون جاهزة خلال أسابيع، ناهيك عن اقتراب موسم الاصطياف والحج واللذين يتم الشروع في التحضير لهما بداية من مارس المقبل.
وأمام كافة هذه المؤشرات غير المريحة، عاد سعر البترول بداية من أمس ليشهد انخفاضا جديدا ويبلغ 33 دولارا للبرميل بعد أن عادل في وقت سابق من نهار أول أمس 35 دولارا، في حين يربط تجار السوق الموازية بشكل كبير بين سعر البترول الذي كلما انخفض وساءت أوضاع الاقتصاد الوطني، إلا وارتفع سعر صرف العملة الصعبة بالسوق الموازية، مع العلم أن هامش الربح بات يعادل 55 بالمائة، وهي نسبة عالية جدا وكانت لن تزيد عن 20 بالمائة في حال فتح مكاتب صرف مقننة.