نشرت : المصدر جريدة النهار الجزائرية الأحد 02 أكتوبر 2016 09:48 في سابقة خطيرة تعد بمثابة فضيحة من العيار الثقيل، أقدم نهار الخميس الفارط، مواطن يقطن بمدينة قسنطينة يبلغ من العمر 42 سنة، على محاولة الانتحار ووضع حد لحياته بعد أن قام بتقطيع أنحاء مختلفة من جسده بواسطة شفرة حلاقة وسكين داخل مقر مفتشي أقسام الجمارك بالمديرية الولائية في سكيكدة، وسط ذهول وحيرة كبيرتين للموظفين ومسؤولي القطاع، وحسب المصادر التي أوردت الخبر «النهار»، فإن وقائع القضية تعود لما تقدم المواطن التاجر إلى مكاتب مفتشي أقسام الجمارك بسكيكدة، عشية الخميس الفارط في حدود الساعة الثانية بعد الزوال، من أجل إتمام إجراءات الحصول على السيارة التي اشتراها في المزاد العلني الذي نظمته مفتشية أقسام الجمارك لسكيكدة، وهذا بمدينة قسنطينة، أين قام التاجر بشراء الحصة التي تتمثل في سيارة من نوع «لاڤونا»، لكنه تفاجأ أثناء تقدمه للمكتب لإتمام إجراءات الشراء برد أحد أعوان مفتشي الجمارك بأن السيارة التي اشتراها هي من نوع «رونو 21» وليست «لاڤونا»، ليقوم المواطن بمحاولات من أجل تقديم الوثائق التي تثبت بأن رقم الحصة التي اشتراها هي سيارة «لاڤونا»، لكن أحد أعوان الجمارك على مستوى المفتشية أصر على أن السيارة هي من نوع «رونو 21»، لتثور ثائرة المواطن التاجر الذي خرج وعاد بعد أن قام بجلب شفرة حلاقة وسكين وحاول الانتحار ووضع حد لحياته، بعد أن قام بتقطيع أنحاء متفرقة من جسده والصراخ والبكاء، متهما إدارة الجمارك بالتعسف و«الحڤرة» في مشهد هيستيري لم يحرك له مسؤولو مفتشية أقسام الجمارك ساكنا، قبل أن يتم إخطار مصالح الشرطة على مستوى الأمن الحضري الأول بسكيكدة، والتي بدورها طلبت النجدة من عناصر الحماية المدنية بالوحدة الثانوية بميناء سكيكدة القريبة من مقر مفتشية أقسام الجمارك من أجل إسعاف وإجلاء الضحية، الذي تم نقله على جناح السرعة إلى مستشفى عبد الرزاق بوحارة، أين تم التكفل به بمصلحة الاستعجالات، قبل أن يتم وضعه تحت العناية الطبية المركزة بمصلحة الإنعاش بعد أن وصفت حالته بالحرجة . وكيل الجمهورية أمر بفتح تحقيق واستدعى مسؤولي القباضة الرئيسية ومفتشي أقسام الجمارك القضية وبالرغم من سعي بعض الأطراف على تعتيمها وجعلها لا حدث، علمت «النهار» بأن وكيل الجمهورية لدى محكمة سكيكدة، قد تدخل بحزم في تلك الأثناء، مؤكدا بأنه رجل قانون بأتم معنى الكلمة، وأن القانون يعلو ولا يُعلى عليه، أين طلب من عناصر الضبطية القضائية للأمن الحضري الأول بإفادته بأدق التفاصيل حول ملف هذه القضية، كما لم تستبعد مصادر «النهار» بأن يقوم وكيل الجمهورية بدءا من نهار اليوم، باستدعاء جميع أطراف القضية من الضحية الذي يكون قد استعاد عافيته وكذا عدد من مسؤولي ومفتشي أقسام الجمارك ورئيس القباضة الرئيسية وعدد من الأعوان الجمارك المسؤولين على عملية البيع بالمزاد العلني، وهذا من أجل سماع أقوالهم والتحقيق حول خلفيات وتداعيات أقدام هذا المواطن التاجر على قتل نفسه لتقطيع جسده داخل مكتب مديرية الجمارك بسكيكدة، وهي الفضيحة التي من دون شك ستحرك المدير العام للجمارك من أجل إيفاد لجنة تحقيق رفيعة المستوى للوقوف على معاناة هذا المواطن مع «الحڤرة» والتعسف وبيروقراطية قطاع الجمارك في ولاية سكيكدة، خاصة في عمليات البيع بالمزاد العلني، والتي أصبح يتحكم فيها مافيا وبارونات بالتواطؤ مع بعد أشباه موظفي القطاع، حسب تأكيد بعض التجار الذين حضروا للعديد من عمليات البيع بالمزاد العلني للجمارك، والتي تشرف عليها القباضة الرئيسية لجمارك سكيكدة.