نشرت : بقلم تشافي هيرنانديز الاثنين 03 أكتوبر 2016 17:05 وبصفتنا لاعبي كرة قدم، تقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة؛ فالكثير من الناس ينظرون إلينا وإلى سلوكياتنا ويرونا كمثال يحتذى به. إذا كانت قد أتيحت لي الفرصة أن أتعلم أشياء عن كرة القدم على يد يوهان كرويف أو بيرند شوستر أو بيب غوارديولا، فهذا بلا شك أمر لا يوصف. حين كنت طفلاً صغيراً في أكاديمية لا ماسيا في برشلونة، كنتُ أتطلع لأكون مثلهم ولذا كنت سعيداً للغاية حين وجدت نفسي ضيفاً على مجتمع غير مألوف بالنسبة لي استقبلني بحفاوة كبيرة لأحاول إلهام الأطفال الصغار. دُعيت إلى مخيم البقعة في الأردن بصفتي سفيراً لبرنامج الجيل المبهر، برناlج المسؤولية الاجتماعية الرئيسي الذي تديره اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وهي الجهة التي تأخذ على عاتقها مسؤولية تنفيذ مشروعات كأس العالم لكرة القدم قطر 2022. كان الهدف من زيارتي هو مقابلة سفراء الجيل المبهر الصغار الذين يعيشون هناك لأحاول نقل خبراتي الكروية لهم بينما أشاهد أمام عيناي الفارق الذي يصنعونه في مجتمعاتهم. قضيتُ مُتّسعاً من الوقت مع مجموعة رائعة من الفتيان والفتيات الذين سلكوا بالفعل طريق مساعدة الآخرين مستغلين قوة كرة القدم. الشرق الأوسط مليء بالملايين من محبي الساحرة المستديرة، من المملكة العربية السعودية إلى الجزائر، ومن تركيا إلى الإمارات وغير ذلك. وفي مخيم البقعة وفي أماكن أخرى في المنطقة، يقدّم برنامج الجيل المبهر ورش عمل "كرة القدم من أجل التنمية" التي تستهدف إحداث التغيير المجتمعي. لكن ماذا يعني ذلك بالنسبة لي؟ إن ذلك يعكس الإيمان بقدرة الرياضة على أن تضطلع بدور العامل المساعد في إحداث تغيير إيجابي مستغلين إياها كفرصة لتغيير المجتمع للأفضل. لطالما آمنت بالتضامن بين الناس بغض النظر عن خلفياتهم أو أوضاعهم الشخصية. لقد نشأت بهذه الطريقة: حين أدرك أنني قادر على المساعدة، فعلي أن أمد يد العون. وفي الحياة بصفة عامة، إذا أتيحت لك فرصة مساعدة شخص ما، على المرء أن ينتهزها. أعتقد أنه يتعين علينا مساعدة من هم في أمس الحاجة للدعم بغض النظر عن جنسيتهم أو ثقافتهم أو دينهم. حين وصلت إلى المخيم، لاحظت على سبيل المثال شعور بعض الفتيات بالقلق من اللعب بجانبي. لكن سرعان ما شاركن في النشاط بحماسة. من المهم أن ندرك أن هؤلاء الفتيات يعشقن اللعبة وأن ممارسة كرة القدم أمر رائع لصحتهن ونموهن. يعمل برنامج الجيل المبهر على تغيير الطريقة التي يفكر بها الناس. يجب أن نتذكر دائماً أننا جميعاً شركاء متساوون في كرة القدم. خلال الوقت الذي قضيته في مخيم البقعة، شاهدتُ واستمعتُ للأطفال الذين أظهروا قدراً كبيراً من الحماسة والمرونة والإصرار بحثاً عن تغيير حياتهم وحياة الآخرين للأفضل من خلال اللعبة. وربما يتمثل أهم جانب من جوانب البرنامج هو أنني وجدت نفسي أتعلم من هؤلاء الأطفال. من يشاهد التلفاز أو يقرأ الصحف أو يحصل على المعلومات من وسائل التواصل الاجتماعي لا يغفل أن هناك الكثير من المشكلات التي تواجه الأطفال واللاجئين حول العالم اليوم. لكنني أحظى بميزة كبيرة تتمثل في إمكانية استغلالي للاسم والسمعة التي اكتسبتها طوال مسيرتي مع كرة القدم في تسليط الضوء على المشكلات التي تواجه الكثيرين. أنا أب وأعي أن الأبوة مسؤولية كبيرة. أدرك ذلك الآن أكثر من أي وقت مضى. وبصفتي والدٌ لطفل صغير، فمن المحزن أن ترى أن هناك عدد كبير من الأطفال حول العالم من خلفيات وعرقيات وثقافات متنوعة قد تأثروا بصورة بالغة بالصراع بغض النظر عن السياسة. من المهم أن نسعى لفهم المزيد عن الصعوبات التي يواجهها الكثير من الأطفال واللاجئين بصورة يومية. أشعر بفخر لمشاركتي في عمل كهذا وأتمنى أن أستغل اسمي في إضفاء المزيد من الأمل والتفاؤل على حياة هؤلاء الأطفال واللاجئين. إذا تمكنت من أن أجعل هؤلاء الصغار يشعرون بنصف مقدار السعادة التي جعلوني أشعر بها، أكون قد نجحت في مهمتي. إن العمل الذي يضطلع به برنامج الجيل المبهر مهم للغاية وأنا محظوظ لرؤيته على أرض الواقع. صحيحٌ أن شيئاً بسيطاً مثل كرة القدم يمكن أن يغيّر من حياة طفل، أو حتى يغير حياة مجتمع بأكمله. بل يمكنه تغيير حياة مجموعة من الناس أو أمة كاملة أو منطقة بأسرها، سواء تعلّق الأمر ببناء بنية تحتية للملاعب في الأردن أو نيبال أو سوريا أو باكستان حيث نملك العديد من المشروعات، أو تدريب أطفال المدارس أو العمال الوافدين في قطر على مهارات كرة القدم، أو ببساطة إلهام الناس والمجتمعات نحو السير خطوة للأمام. كرة القدم هي ربما أعظم أداة رياضية للتغيير في المجتمع اليوم وأدرك أن بلدي الثاني، قطر، تسعى جاهدة لإحداث هذا التغيير عن طريق برامج كهذه. إذا كان لي أن أذكر شيئاً تعلمته خلال مسيرتي الكروية فهو أن كرة القدم تمنح المرء فرصة أن تشترك في شيء يتجاوز نفسك: أن تكون عضواً في فريق، وأن تشارك وأن تنجح مع اشخاص من حولك يمثلون أهمية كبيرة بالنسبة لك. أثناء مغادرتي لمخيم البقعة، تلقيتُ الكثير من عبارات الشكر والامتنان لقيامي بهذه الزيارة وأخبرني الكثير من الصغار أنني بطل بالنسبة لهم. لقد رسم هؤلاء البسمة على وجهي. إذا تمكنت من ألهام هؤلاء الأطفال الذين التقيت بهم في البقعة مثلما ألهمني كرويف وشوستر وجوارديولا منذ وقت طويل، فإن ذلك شرف كبير بالنسبة لي. لست أنا البطل في هذه القصص بل الأبطال هم هؤلاء الأطفال الذين يواجهون هذه الصعاب بصفة يومية حول العالم. هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون ويجب علينا أن نمدّ يد العون لهم.