"اللقاءان المثاليان للجزائر هما أمام ألمانيا سنة 82 وأمام إنجلترا سنة 2010" "الحل نفسه في كل بلدان العالم وهو: التكوين المحلي، فإلى متى ستبقون تعتمدون على فرنسا؟" "لا يزعجني أن يقولوا إن مردونا فاز لوحده بكأس العالم 86 لأن الأمر حقيقي" يبقى أوسكار روجيري من بين الأسماء القوية في كرة القدم الأرجنتينية، وهو المعروف أنه صاحب المزاج الصعب، وأنه لا يخاف شيئا، فهو جريء للغاية، ويقول دائما ما يخشى الجميع من ذكره، وبما أنه محلل في قناة "أميريكا" فهو يستغل حصته لطرح المواضيع الشائكة، ولمن لا يعرف هذا الأرجنتيني الصلب، فهو أحد أبطال العالم سنة 86 وشارك في نهائي كأس العالم 90، كما لعب في الفريقين العريقين في الأرجنتين وهما ريفربلايت وبوكاجنيور، ولكن ليس هذا فقط، بل لعب أيضا للفريق العريق ريال مدريد، وحين طلبنا منه أن يجري معنا حوارا، طلب منا الانتظار فقط أن يجري حصته وينهيها حتى يتسنى له: "ترتيب أفكاري وجمع المعلومات التي أعرفها عن كرة القدم الجزائرية" حسب قوله. هل تتابع أخبار كرة القدم الجزائرية؟ نعم قليلا، لكن هذا لا يجعلكم تعتقدون أنني متخصص في كرة القدم الجزائرية. لكنك تعرف بعض الأمور عن كرتنا؟ صراحة في منافسة كبرى مثل كأس العالم، هناك بعض الأمور التي لا يمكن نسيانها، فعندما يتأهل منتخب صغير إلى كأس العالم، ويتمكن من هزم منتخب كبير، أو الوقوف أمامه الند للند وتشكيل صعوبات كبيرة له ، الأمر لا يمكن أن يمر مرور الكرام، بل على العكس، هذه المباراة تصبح مشهورة للغاية، ويسمع بها العالم كله، وفيما يتعلق بالجزائر فإنها حققت المفاجأة في مبارتين من هذا النوع، الفوز الذي حققته أمام ألمانيا في مونديال 82 والتعادل الذي فرضته على إنجلترا في جنوب إفريقيا في المونديال الأخير. ولماذا الفوز على ألمانيا يأتي في المقام الأول؟ لأنه قبل تاريخ تلك المباراة الجزائر لم يسبق لها أن شاركت في كأس العالم، ولم تكن معروفة على المستوى العالمي وبالتالي أيضا في الأرجنتين لم نكن نعرف هذا البلد، وبعدها فزتم على ألمانيا وهو ما يشكل حدثا حقيقيا، أما أمام إنجلترا فقد تعادلتم، والأهم هو أنكم في 82 فزتم على بطل أوربا ذلك الوقت، وعلى من تأهل إلى نهائي كأس العالم في تلك الدورة، هذا السبب هو الذي يجعل من مباراة الجزائرألمانيا مفخرة لكل الجزائريين، ولو تسأل كل الأرجنتينيين سيقولون لكم الكلام نفسه. لم تتحدث عن المواجهة الوحيدة التي جمعت الجزائر بالأرجنتين؟ نعم، لأنها كانت مجردة مباراة ودية، صحيح أننا شاهدنا عروضا قيمة ومهرجان أهداف ب7 أهداف كاملة، وقد ظهر على اللاعبين الجزائريين أنهم يملكون موهبة حقيقية، ولكن مع كل احترامي لمنتخبكم النتيجة ما كانت لتكون نفسها لو تعلق الأمر بمباراة رسمية. هل تتذكر لاعبا معينا من الذين شاركوا في مونديال 82 و2010؟ في 82 كان لديكم العديد من الفرديات اللامعة، ولكن الجميع كان يفضل ماجر، ولكنها ليست وجهة نظري، فماجر هو المفضل لدى الجميع لأنه حقق مشوارا احترافيا مميزا في أوربا، خاصة بفضل هدفه السحري الذي سجله في نهائي رابطة أبطال أوربا بالعقب، أنا من جهتي أميل أكثر للاعب اليساري الذي سجل هدفين أمام منتخب شيلي، كان لاعبا متكاملا، سريعا، تقنيا يملك ارتقاء مميزا، ورجلا يسرى مميزة، هذا اللاعب أعجبني كثيرا، ولم أفهم لحد الآن كيف للاعبي منتخبكم ذلك الوقت وبكل الإمكانات التي كانوا يملكونها لم يحققوا مشوارا احترافيا جيدا في أوربا. القانون ذلك الوقت لم يكن يسمح لهم بالذهاب إلى الخارج قبل سن 28 سنة؟ في سن 28 سنة لم يعد لدينا أمور كثيرة لنقدمها في المستوى العالي، هذا أمر مؤسف فعلا. ماذا عن 2010، من من اللاعبين أعجبك؟ في المنتخب الذي شارك في مونديال 2010 لم يكن هناك لاعب خاص أعجبني، أو أثار انتباهي بشكل خاص، لأن نقطة قوة هذا المنتخب كانت في قوة المجموعة واللعب الجماعي، فقد كانوا يتجمعون جيدا في الخلف ويخرجون الكرة بطريقة جيدة، بفضل الإمكانات الفنية الجيدة التي يملكونها والتي كانت دائما موجدة عند الجزائريين، كانت لديهم المهارات وسرعة التنفيذ، وبالتالي لا أتذكر أي لاعب شد انتباهي بطريقة خاصة، ولكني أتذكر أن الإنجليز جروا كثيرا وراء الكرة. هل تعرف انه من بين ال 23 لاعبا الذين كانوا موجودين في جنوب إفريقيا، كان هناك 18 مكونين في فرنسا؟ لم أكن أعرف هذا، ولكن أعتقد أنه أمر كثير، من الجيد أن نستفيد من وضعية سانحة مثل هذه ولكن ليس بهذا القدر، ف18 من بين 23 أمر كثير جدا، وهو دليل على أنكم لم تعودوا تكونون لاعبين في الجزائر، وهذا يشكل مشكلا حقيقيا، صحيح أن في الأرجنتين الأمر مماثل تقريبا، بما أن معظم اللاعبين يلعبون في أوربا، ولكن جميعهم تكونوا في الأرجنتين، الحل هو نفسه في كل بلدان العالم، وهو تكوين لاعبين على المستوى المحلي، ولا يمكنكم الاعتماد على فرنسا للأبد من أجل تكوين منتخبكم، وحتى وإن كانوا يشعرون أنهم جزائريون ومنتمون لهذا البلد، ولكنهم في الحقيقة لا يجدون معالمهم في الجزائر، فهم لا يعرفون الثقافة الجزائرية، فأي منتخب يجب أن تكون له هويته الخاصة، وهذا أمر لا يمكن أن يحدث دون لاعبين ولدوا وتربوا في بلدهم الأصلي. بكلامك تعطي الحق للفرنسيين الذين سئموا من تكوين اللاعبين للغير، وكادوا يقفلون مراكز التكوين في وجه اللاعبين الأجانب؟ من حقهم أن يسأموا من هذه الوضعية، ومن تكوين اللاعبين للغير، ولكن ليس من حقهم أن يغلقوا أبواب التكوين لأي لاعب، مهما كانت جنسيته وأصله، فلا أعتقد أن في المنتخب الفرنسي يوجد إلا اللاعبين الفرنسيين ومن أصول فرنسية...! ولكنهم أرادوا أن يأخذوا منكم هيڤواين الذي لا يملك من الفرنسيين إلا مكان الازدياد، ما تعليقك؟ لكنهم أرادوا أخذ لاعب واحد فقط مكون خارج فرنسا، وليس ثمانية عشرة لاعبا، ولم يتمكنوا حتى من الاستفادة من خدماته. الجزائريون بدأوا يفهمون الأمر، وأنشأوا بعض الأكاديميات والتي تمكنت إحداها من هزم برشلونة وفيلاريال، ما تعليقك؟ النتيجة ليست مهمة في مثل هذا السن، يجب انتظار ثمار هذا العمل بعد بضع سنوات، ولكن الأمر الأكيد أن نجاح أي مشروع لكرة القدم ولتكوين منتخب قوي يجب المرور من هنا، وهذا بالنسبة لأي بلد. نعرف انك قريب من مردونا كثيرا، وقد حاول تعيينك في الطاقم الفني سنة 2007 بكل قواه، لماذا لم تنجح الأمور؟ الفدرالية الأرجنتينية هي التي لم تقبل ذلك، فامتلاك مدرب واحد بعقلية خاصة وشخصية قوية مثل ديڤو كان أصلا كثيرا عليهم، ولو عينوا آخر مشابها مثلي الأمر كان سيكون زائدا عليهم، فأنا مثل مارادونا لا أقبل أن أسيّر، وهو ما لا يعجب بعض المسؤولين الأرجنتينيين، وهو ما جعلهم يرفضون تعييني. أنت دائما على اتصال مع مردونا؟ بطبيعة الحال، فنحن نلعب مع بعض في القاعة كل أربعاء، ونتغدى بعدها مع بعض، وقبل يومين من الآن فقط، اتصل بي حتى يهنئني بعيد خاص، لأننا قبل 25 سنة من ذلك التاريخ فزنا بكأس العالم، الآخرون لا يذكرون حتى الأمر، وكان مفترضا على الاتحادية أن تنظم شيئا ما من أجل التاريخ، ولكنها لم تقم بالأمر. ألا يزعجك أن يقول الناس إن مردونا هو من جلب كأس العالم للأرجنتين لوحده سنة 86؟ لا بتاتا، لأن الأمر حقيقي، صحيح أنه كان مع مردونا دائما 10 محاربين ساندوه، وكانوا يقومون بالكثير من الأمور حتى يتمكن مردونا من إظهار سحره الكروي، ويتألق خلال أصعب الظروف في تلك المنافسة، وفي أهم الأوقات، ولكن لا ينكر أحد أن كأس العالم تلك ما ميزها هو موهبة مارادونا، ولكن أيضا يمكنني أن أقول اليوم بكل فخر إني بطل للعالم، كلنا كنا أبطالا للعالم، ولا أحد يمكنه أن ينكر ذلك، أو يحرمنا منه. قدمت موسما استثنائيا مع الريال ولكنك غادرت بعد سنة واحدة، الأمر غير معقول وفيه الكثير من التناقضات فما الذي حدث؟ في الريال حدثت أمور غير عادية وغريبة لا يمكنني حتى تفسيرها، وهو ما جعلني أغادر رغم أني وقعت على عقد ل4 سنوات، بعد مغادرتي لم يحقق النادي أي شيء لسنوات كثيرة، وهو ما يعني أنهم كانوا مخطئين فعلا. ربما هذا بسبب مزاجك الصعب، حتى أنك تلقب ب "الرأس الخشن"؟ ألقب بالرأس الخشن لأن رأسي خشن فعلا بالحجم، ولكني أعترف أيضا أني لا أسمح أبدا أن أسير، أو تفرض علي أمور لا أقبلها، ربما بسبب هذا لم أحظ بالقبول، ومن أعطاني هذا اللقب لم يخطئ.