بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية, وزير الاتصال يستقبل من قبل رئيس جمهورية غينيا بيساو    السيد بوغالي يتحادث مع رئيس برلمان غانا    زروقي: الدولة تولي أهمية قصوى لتجسيد مشاريع المواصلات لفك العزلة عن المناطق الحدودية    السيد حيداوي يشيد بدور الكشافة الإسلامية الجزائرية في ترسيخ القيم الوطنية    إطلاق مخطط مروري جديد في 5 فبراير المقبل بمدينة البليدة    توقيف شخص بثّ فيديو مخلّ بالحياء في منصات التواصل الاجتماعي    الثلوج تغلق 6 طرق وطنية وولائية    معسكر: الشهيد شريط علي شريف… نموذج في الصمود والتحدي والوفاء للوطن    إنتاج صيدلاني : حاجي يستقبل ممثلين عن الشركاء الإجتماعيين ومهنيي القطاع    أمطار رعدية على عدة ولايات من الوطن يومي الجمعة و السبت    ميناء الجزائر: فتح أربعة مكاتب لصرف العملة الصعبة بالمحطة البحرية للمسافرين "قريبا"    دورة "الزيبان" الوطنية للدراجات الهوائية ببسكرة : 88 دراجا على خط الانطلاق    فلسطين: الاحتلال الصهيوني يحول الضفة الغربية إلى سجن مفتوح بوضع عشرات البوابات الحديدية    فايد يؤكد أهمية تعزيز القدرات الإحصائية من خلال تحديث أدوات جمع البيانات وتحليلها    اللجنة الاستشارية ل"أونروا" تطالب الكيان الصهيوني بتعليق تنفيذ التشريع الذي يحد من عمليات الوكالة في فلسطين المحتلة    رئاسة الجزائر لمجلس الأمن: شهر من الإنجازات الدبلوماسية لصالح إفريقيا والقضايا العادلة    كرة القدم/الرابطة الأولى "موبيليس": مباراة "مفخخة" للمتصدرواتحاد الجزائر في مهمة التدارك ببجاية    فلسطين: غوتيريش يطالب بإجلاء 2500 طفل فلسطيني من غزة "فورا" لتلقي العلاج الطبي    انتخابات تجديد نصف أعضاء مجلس الامة المنتخبين: قبول 21 ملف تصريح بالترشح لغاية مساء يوم الخميس    السوبرانو الجزائرية آمال إبراهيم جلول تبدع في أداء "قصيد الحب" بأوبرا الجزائر    وزير الاتصال يعزي في وفاة الصحفي السابق بوكالة الأنباء الجزائرية محمد بكير    الرابطة الأولى: شباب بلوزداد ينهزم أمام شباب قسنطينة (0-2), مولودية الجزائر بطل شتوي    وزير الثقافة والفنون يبرز جهود الدولة في دعم الكتاب وترقية النشر في الجزائر    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية, وزير الاتصال يستقبل من قبل رئيس جمهورية بوتسوانا    وزير الصحة يشرف على لقاء حول القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية للأسلاك الخاصة بالقطاع    وزير الصحة يجتمع بالنقابة الوطنية للأطباء العامين للصحة العمومية    فلسطين... الأبارتيد وخطر التهجير من غزة والضفة    اتفاقية تعاون مع جامعة وهران 2    بوغالي في أكرا    فتح باب الترشح لجائزة أشبال الثقافة    التلفزيون الجزائري يُنتج مسلسلاً بالمزابية لأوّل مرّة    الشعب الفلسطيني مثبت للأركان وقائدها    الأونروا مهددة بالغلق    محرز يتصدّر قائمة اللاعبين الأفارقة الأعلى أجراً    لصوص الكوابل في قبضة الشرطة    شركة "نشاط الغذائي والزراعي": الاستثمار في الزراعات الإستراتيجية بأربع ولايات    تحديد تكلفة الحج لهذا العام ب 840 ألف دج    السيد عرقاب يجدد التزام الجزائر بتعزيز علاقاتها مع موريتانيا في قطاع الطاقة لتحقيق المصالح المشتركة    مجموعة "أ3+" بمجلس الأمن تدعو إلى وقف التصعيد بالكونغو    غرة شعبان يوم الجمعة وليلة ترقب هلال شهر رمضان يوم 29 شعبان المقبل    اتفاقية تعاون بين وكالة تسيير القرض المصغّر و"جيبلي"    لجنة لدراسة اختلالات القوانين الأساسية لمستخدمي الصحة    4 مطاعم مدرسية جديدة و4 أخرى في طور الإنجاز    سكان البنايات الهشة يطالبون بالترحيل    توجّه قطاع التأمينات لإنشاء بنوك خاصة دعم صريح للاستثمار    رياض محرز ينال جائزتين في السعودية    مدرب منتخب السودان يتحدى "الخضر" في "الكان"    السلطات العمومية تطالب بتقرير مفصل    الرقمنة رفعت مداخيل الضرائب ب51 ٪    العنف ضدّ المرأة في لوحات هدى وابري    "الداي" تطلق ألبومها الثاني بعد رمضان    شهادات تتقاطر حزنا على فقدان بوداود عميّر    أدعية شهر شعبان المأثورة    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    صحف تندّد بسوء معاملة الجزائريين في مطارات فرنسا    العاب القوى لأقل من 18 و20 سنة    الجزائر تدعو الى تحقيق مستقل في ادعاءات الكيان الصهيوني بحق الوكالة    عبادات مستحبة في شهر شعبان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كارلوس بيلاردو:"توقفوا عن الحديث عن ماجر فلديكم الإمكانات لصنع آخر بسهولة"
نشر في الهداف يوم 07 - 07 - 2011

"بعد كل الذي فعلته ل مارادونا نعتني في الأخير بالخائن"
"فرنسا مهتمة بليبيا بسبب البترول"
"تنقلت في ليبيا كلها وأؤكد لكم أنّ الليبيين يحبون القذافي كثيرا"
"العقيد كان طيبا معي كثيرا، كان يجعلني أحضر حتى الاجتماعات الحكومية"
"سنة 1972 قلت إنّ مستقبل كرة القدم في شمال إفريقيا، لكنكم لازلتم ترفضون الانضباط"
"سأبقى أثق في الكرة المغاربية ومن المؤسف أن تذهب كل تلك المواهب دون البروز عالميا"
"ما شاهدته في شوارع الجزائر لا تراه إلا في البرازيل والأرجنتين"
سمعنا الكثير من الكلام عن كارلوس بيلاردو البارد الذي يقوم بالكثير من الحسابات، وهو ما جعلنا نتشوق للقائه ومحاورته وكنا على أحر من الجمر في طريقنا إلى "الزاييزا" وهي مقر الاتحادية الأرجنتينية ومركز التدرب للمنتخب الأرجنتيني، وقد استغل بيلاردو الفرصة في البهو المؤدي إلى غرف اللاعبين للحديث مع الصحفيين الثلاثة الذين كانوا ينتظرونه، وهم كل من لويس مارتن من جريدة "الباييس" وخوان كاسترو من جريدة "ماركا" بالإضافة إلى مبعوث "الهداف" و"لوبيتور"، وبعد لحظات قليلة وبعض الكلمات حتى تعرفنا على رجل مخلص، صبور ويحب مهنته كثيرا وخاصة لديه حس الدعابة، وبالتالي شخصية حقيقية لواحد من أبناء الحوض المتوسط بما أن أصوله من صقلية الإيطالية، وقد كان سعيدا للغاية بالحديث مع صحفي مغاربي وهي منطقة يكن لها الكثير من الحب والاحترام ويحتفظ فيها بذكريات جميلة. بيلاردو أيضا ظهر أنه شخص لا يخاف من قول رأيه بأعلى صوته حتى فيما يتعلق بالآراء السياسية، وهو ما ستتأكدون منه خلال هذا الحوار الشيق.
قبل البداية في الحوار حدثتنا عن مرورك القصير بليبيا هل لنا أن نعرف السبب؟
قبل أن أتنقل للتدريب في ليبيا كنت أحب كرة القدم في شمال إفريقيا، ففي سنة 1972 وقبل أن يتحدث أي شخص عن الكرة في إفريقيا كنت قد صرحت بأنه عندما يتمكن الأفارقة خاصة الجهة الشمالية من فرض الانضباط والتعامل بجدية في الكرة سيسيطرون على الكرة الإفريقية، قلت إنّ هذه المنطقة هي مستقبل كرة القدم، لكن للأسف أعتقد أنني حفرت في الرمل طوال السنوات الماضية لأنكم لم تتعلموا الانضباط ولا تريدون تطبيقه، كانت أمامكم العديد من الأمثلة على غرار المدرسة الفرنسية، الإسبانية، الإيطالية ولم يكن عليكم إلا أن تنقلوا هذه الأمثلة لأن المادة الخام موجودة عندكم والمواهب موجودة، عندما ذهبت إلى الجزائر انبهرت بعدد الأطفال الذين يلعبون الكرة، كان يكفيهم مكان صغير للغاية حتى يُظهروا موهبتهم، الأمر مذهل فعلا والأمر الجميل أنّ هؤلاء الصغار كانوا تحكمون في الكرة بطريقة رائعة وجميلة (كان يشير بيديه ويقول تاك، تاك، تاك)، ما كنت أشاهده في شوارع الجزائر لم أكن أشاهده إلا في البرازيل والأرجنتين.
لكن منذ سنة 1972 إلى وقتنا هذا كانت هناك بعض النتائج الجيدة لبلدان شمال إفريقيا، أليس كذلك؟
أفضل سنة كانت 1986، أتذكر أن 4 بلدان من شمال إفريقيا وصلت إلى نصف نهائي "الكان" والجزائر والمغرب تأهلتا إلى كأس العالم، وقد شاهد الجميع كيف أنّ الجزائريين وقفوا الند للند أمام البرازيليين وأسالوا لهم العرق البارد رغم أنّ البرازيليين كانوا يملكون تشكيلة من بين الأحسن لهم عبر التاريخ، والمنتخب المغربي تمكن من المرور إلى الدور الثاني، لكن للأسف دائما النتائج هذه لم تكن بعدها متابعة والسبب مثل ما ذكرته منذ قليل هو عدم وجود الانضباط فلا يوجد عمل جاد.
هل تحمل في ذاكرتك اسما معينا للاعب من تلك الفترة؟
صراحة مع تقدمي في السن بدأت أنسى بعض الأمور (بيلاردو يبلغ من العمر 72 سنة) ومن الصعب عليّ أن أتذكر الأسماء، لكن الأكيد أنّ اللاعب الذي برز في تلك الفترة هو رابح ماجر الذي تألق في أوروبا وحصد الألقاب هناك، وأكرر مرة أخرى لو تعملون بجد وبانتظام وخاصة بانضباط سيكون لديكم الكثير من ماجر وبكل سهولة، لقد شاهدت بأم عيني المواهب الموجودة في الجزائر والحب الشديد الذي يكنّه سكان هذا البلد لكرة القدم، وأنا أعرف جيدا عن ماذا أتكلم، لا أقدم هدايا مجانية للجزائريين من خلال شكرهم لذا أقول لكم توقفوا عن الحديث عن ماجر والآخرين لأنكم قادرون على صنع آخرين بكل سهولة، لديكم الإمكانات لفعل ذلك.
ما هي الذكرى التي تحتفظ بها من مغامرتك في ليبيا؟
أحتفظ بذكريات جميلة فعلا رغم أنّ بقائي لم يدم طويلا، واقتصر على بضعة أشهر، لقد اكتشفت بلدا وشعبا رائعين، لقد كانوا طيبين معي للغاية من اليوم الأول إلى غاية رحيلي.
إذن أنت حزين دون شك بسبب الأحداث التي تدور حاليا في ليبيا.
بطبيعة الحال، أنا حزين جدا بسبب ذلك وأنا في اتصال دائم مع بعض الأصدقاء الذين تركتهم هناك، أتصل بهم في كل مرة لكي أسأل عن حالهم، لست مختصا في السياسة لكن لدي قناعة لا يمكن لأحد أن ينزعها وهي أنّ فرنسا والبلدان الأوروبية الأخرى طامعة في البترول الليبي والثورة هذه ما هي إلا أداة لتحقيق ذلك، خلال تواجدي في ليبيا شاهدت بأم عيني أنّ الليبيين كانوا سعداء وهم يحبون رئيسهم كثيرا، وكان جميعهم موافقين على سياسته، وبالصدفة 10 سنوات من بعد فقط كل شيء تغير، الأمر غير عادي فعلا، ومن هنا نفهم أنه لو لم يكن هناك بترول في ليبيا ولا واحد كان سيهتم بها.
وهل كنت تتحدث مع الرئيس القذافي؟
بطبيعة الحال، كان دائما طيبا معي حتى أنه كان يستدعيني لاجتماعات حكومية، حيث حظرت مثل هذه الاجتماعات ثلاث مرات وكان يجلب لي مترجما حتى أفهم ما كان يقال في هذه الاجتماعات.
ما الذي يقوله لك أصدقاؤك الليبيين الذين يتصلون بك من هناك؟
في البداية لم يكونوا قلقين للغاية من الوضع، لكن في الآونة الأخيرة تأزمت الأمور فعلا، فآخر صديق اتصل بي أكد لي أنه يعتزم ترك البلد تماما، أنا فعلا حزين على هذا البلد.
وكيف ستنتهي الأمور حسب اعتقادك؟
سيتقاسمون البترول فيما بينهم، هذا ما يبحثون عنه أليس كذلك؟ فبدون البترول ليبيا لم تكن لتهم أحدا، فهي بلد صحراوي وفيه عدد قليل من السكان فسكان ولاية واحدة في الأرجنتين يعادلون سكان ليبيا ككل، فرنسا لديها حاجة ماسة للبترول في الوقت الراهن وهو ما جعلها تتدخل في الشأن الليبي، أفضّل أن نتحول للحديث عن كرة القدم لأني أتألم فعلا عندما أتحدث عن ليبيا.
لماذا لم تبق لفترة طويلة في ليبيا؟
لسبب واحد وبسيط وهو أني كنت أشعر بالوحدة ولم أستطع تحمّل ذلك، كنت أملك مشروعا كبيرا لكرة القدم الليبية وكانت لدي بطاقة بيضاء من السلطات العليا في البلاد من أجل إعادة بناء كل شيء من جديد، وانطلقت فعلا في هذا المشروع وبدأت التنقيب عن المواهب وسط الصغار الذين كانوا يلعبون على ضفاف البحر وكانت هناك الكثير المواهب الشابة، ففي البلدان المغاربية طريقة اللعب متشابهة وتعتمد كثيرا على المهارات الفنية والمراوغات، لقد كنت أرى الصغار وهم يلعبون وأستمتع بذلك، كانوا يراوغون ويصلون للمرمى لكنهم يعودون للخلف من أجل المراوغة من جديد، من المؤسف جدا أني لم أتمكّن من المواصلة في عملي وفي مشروعي هناك.
هل تعتقد أنك لو بقيت هناك لفترة أطول كرة القدم كانت ستتطور بطريقة أحسن؟
من غير اللائق أن أقول إنّ كرة القدم في ليبيا كانت ستصل إلى القمة لو بقيت هناك، لكني متأكد أني كنت قادرا على تكوين منتخب قوي لليبيا قادر على فرض نفسه في القارة السمراء، فالكل هناك كانوا قد بدأوا يتعوّدون على طريقتي ويتأكّدوا من سير المشروع في الطريق الصحيح، لقد فهموا هناك أني شخص مثابر وأحب الفوز ولا أستسلم ولا أقبل أبدا بالفشل.
هذا الطابع جعلك تتعرض للانتقادات في الأرجنتين بسبب طريقتك التي تفضّل النتيجة على الأداء، أليس كذلك؟
من قال عني هذا في الأرجنتين!؟ هناك جريدة فقط في الأرجنتين اسمها "كلارين" كانت تكتب كل يوم عبر صفحاتها أني بارد وأقوم بالكثير من الحسابات وألعب بطريقة دفاعية، ومن كثرة ما كتبت وكررت ذلك أصبحت هذه الصفة ملتصقة بي إلى يومنا هذا، لكني رديت بطريقتي الخاصة فعندما فزنا سنة 1986 بكأس العالم دفعت ثمن مساحة إشهارية في تلك الجريدة، وكتبت فيها: بيلاردو فاز بكأس العالم بخطة (3-5-2)، هذه الخطة هي التي تعرضت إثرها للانتقادات عبر صفحات هذه الجريدة ومن طرف صحفييها، لكنها أصبحت مرجعا في كرة القدم ومدرسة في حد ذاتها حيث قلّدنا بعد ذلك الهولنديون وفازوا بكأس أوروبا سنة 1988 بلعبهم ب 3 مدافعين محوريين هم كومان، فان تيڤجيلان وريكارد.
على ذكر هذه الخطة، الجزائر لعبت بها في كأس العالم الأخيرة، ما تعليقك؟
هذا تأكيد على كلامي وأؤكد أنه ليست الجزائر فقط من تلعب بهذه الخطة بل يمكنني عد الكثير من البلدان التي تلعب بخطة (3-5-2)، فبعد كأس العالم 1986 تلقيت العديد من الاتصالات من "الفيفا" والاتحاد الأوروبي حتى أشرح هذه الخطة الجديدة بينما بقوا ينتقدوني في الأرجنتين، وفي الحقيقة الانتقادات لم تكن بسبب الخطة بل لأنهم لم يتقبّلوا أن يصل مدرب فريق صغير مثل إستوديانتس إلى تدريب المنتخب ويحقق معه نتائج جيدة وأن يفوز بثلاثة ألقاب لكأس أمريكا الجنوبية على حساب بوكا جونيور وريفر بلايت وهما أعرق ناديين في الأرجنتين، لقد كانوا يكتبون أي شيء يثير لأن جريدتهم لم تصبح تباع، لكن اليوم كل شيء عاد إلى مجراه مع جريدة "كلارين" الآن أصبحوا جميعا أصدقاء لي حتى وإن كان الجميع في الأرجنتين لا يحبونهم.
كنت أول من يلعب بخطة (3-5-2) لكنك كنت تملك مارادونا.
وأنا بدوري لعبت بهذه الخطة لأني كنت أملك مارادونا، الخطة كانت حتى أحرره بشكل تام ولا أحد يمكنه أن ينكر أن أحسن السنوات ل مارادونا كانت مع بيلاردو.
ألا يزعجك أن يقال إنكم فزتم بكأس العالم بفضل مارادونا؟
لا على العكس الأمر يزعجني لأن في الحقيقة مارادونا حقق كأسي عالم رائعتين بفضلي أنا، الفوز كان جماعيا والكل ساهم فيه، كلنا أبطال العالم وليس مارادونا وحده.
هل تأثرت بما قاله مارادونا بعد أن اتهمك بخيانته بعد أن بقيت في الاتحادية رغم إقالته؟
ليس كثيرا، لأني أعرفه جيدا وأعرف طباعه فهو مندفع، أعتقد أنه قال ذلك في لحظة غضب فقد كنت أملك عقدا مع الاتحادية الأرجنتينية إلى غاية 2011 وكنت أريد تشريف عقدي ولا يمكن اتهامي بسبب هذا، هذا غير مقبول إطلاقا، ففي المنتخب وضعت مارادونا في ظروف مواتية حتى يتألق ويحقق مشوارا جيدا، ومثلما قلت لك سابقا في المنتخب لم يكن مارادونا يوما في أحسن مستوياته مثلما كان مع بيلاردو، وحتى بعد هذا وعندما همّشه الجميع في عالم المستديرة ذهبت إلى الأرجنتين لأبحث عنه وأمنحه الفرصة معي في فريق إشبيلية.
نريد أن نعرف كيف تستطيع الأرجنتين أن تُخرج في كل مرة مواهب مماثلة ونجوما عالميين كل موسم؟
لا أعرف إن كنتم تتابعون عن قرب ما يحدث في مراكز التكوين لكن الأكيد أنّ الأرجنتين أصبحت تكوّن عددا أقل من اللاعبين مقارنة بالسابق، أما السبب فحسب اعتقادي هذا راجع للصعوبات التي أصبح يواجهها الناشؤون ففي العاصمة بوينس أيرس عدد السكان أصبح كبيرا والصغار موجودون بكثرة، بالمقابل لا توجد الكثير من المرافق الرياضية والملاعب التي يمكن للصغار اللعب فيها، الملاعب هذه أصبحت تعد على أصابع اليد، في السابق الشوارع كانت المدارس الحقيقية لكرة القدم وبعدها يتحول اللاعب لمراكز التكوين وهو يملك الكثير من المهارات، لكن في الوقت الحالي الأمور انقلبت وأنا فعلا خائف على مستقبل التكوين في الأرجنتين.
أنت مدرب صريح وواقعي والكل يعرف روحك الرياضية العالية، لذا نود أن نعرف رأيك في المدرب الفرنسي ريمون دومينيك الذي رفض مصافحة كارلوس ألبيرتو باريرا في كأس العالم؟
هل تريد الصراحة؟ لم أرغب أبدا في مصافحة زملائي المدربين بعد نهاية أي لقاء، ففي كل مرة يكون هناك فائز ومنهزم وبالتالي يكون هناك مدرب سعيد وآخر حزين، وفي رأيي الذهاب لمصافحة مدرب قد تفوّق عليك فيه القليل من النفاق، لكن هذا لا يعني أني أبرّر ما قام به دومينيك وأعطيه الحق، بل على العكس هي تقاليد في كرة القدم وعلينا احترامها، فرغم أني ضد هذه الفكرة إلا أني كنت دائما أصافح المنافسين حتى عندما أنهزم، أقوم بالأمر ضد رغبتي.
في المونديال نفسه الجزائر تمكّنت من الوقوف في وجه المنتخب الإنجليزي الند للند وفرضت عليه التعادل، ما تعليقك؟
نعم هذا صحيح، وبعد أسابيع قليلة التقيت كابيلو وأكد لي أنه لم يكن يملك في التعداد اللاعبين الذين كان يريدهم، لكن هذا لا يعني أنه لو كان تحت يده كل اللاعبين الذين أرادهم كان سيفوز حتما على الجزائر، لكن إنجلترا لم تلعب بكل تعدادها وأسلحتها.
نرى أنك متعب لذا سنتركك ترتاح، لكن نريد منك أن توجّه رسالة خاصة للجزائريين؟
أولا أتمنّى أن تهدأ الأمور في ليبيا وهذا حفاظا على الأرواح البشرية قبل كل شيء، وأشكر الجزائريين على معاملتهم الجيدة لي خلال مروري على بلدكم فيما عدا مشكل بسيط واجهته على الحدود، وأؤكد أني أواصل ثقتي في كرة القدم المغاربية وأتمنى أن يتمكّن منتخب من هذه المنطقة من شق طريقه كما ينبغي في كرة القدم العالمية، فمن المؤسف أن ترى كل تلك المواهب تأفل دون أن تصل إلى مبتغاها ودون أن تصل إلى المستوى العالي.
----------------------------
يُنادونه باسم "الأنف الكبير"
يعرف كارلوس بيلاردو في الأرجنتين باسم "ناريغون" بمعنى شخص أنفه كبير، وهي تسمية سيئة نوعا ما ولا يستحسنها الكثيرون في مختلف أنحاء العالم، إلا أن الأرجنتينيين ينادون بيلاردو بهذه التسمية منذ نعومة أظافره دون أن ينزعج هذا الأخير ويطالبهم بالكفّ عن ذلك. وقالي لنا بيلاردو في هذا الخصوص: "أنا لا أنزعج تماما حينما يناديني الأشخاص بتسمية صاحب الأنف الكبير، لأنني من جهة إنسان أنفه كبير وهذا شيء طبيعي، كما أنني اعتدت على الأمر كثيرا".
"أصولي من صقلية وذلك قرّبني كثيرا من المغرب العربي"
قبل أن نشرع في إجراء حوارنا مع بيلباردو تحدّث لنا طويلا عن الحبّ الذي يكنه للمغرب العربي، والذي لم يتمكن من وصفه بالكلمات والعبارات وأرجع ذلك إلى أن أصوله إيطالية وعائلته كانت تقطن هناك قبل أن يتنقل جده للعيش في الأرجنتين مثله مثل الكثير من الإيطاليين قبل حوالي قرن من الآن، وقال لنا في هذا الخصوص: "في سنة 1890 قرّر جدي حزم أمتعته ومغادرة إيطاليا وتبعته كذلك جدتي سنة بعد ذلك، ستقولون لي إن ذلك حدث منذ مدة طويلة، لكنني أؤكد لكم أنني عندما عدت إلى مدينة أصولي شعرت بأحاسيس مذهلة وجميلة"، وكان ذلك قبل كأس العالم التي أجريت سنة 1990 في إيطاليا. وواصل بيلاردو حديثه عن زيارته لبلد أجداده قائلا: "اقترحت عليّ جريدة أرجنتينية القيام ب "روبورتاج" في بلد أجدادي وبالضبط في المدينة التي كانت تقطن فيها عائلتي في قلب صقلية، وما أدهشني كثيرا أن جميع محلات المدينة يطلق عليها اسم بيلاردو، فوجدت حانة باسم بيلاردو وقصابة كذلك تحمل اسم عائلتي، وكان بإمكاني أن أطلب جزءا من الميراث".
بيلاردو - مارادونا... علاقة صداقة تحوّلت إلى كراهية
حكاية طويلة وعلاقة متينة تجمع بيلاردو بالأسطورة مارادونا، فلقد سبق أن فاز هذا الثنائي بالعديد من التتويجات معا، كما أنهما بكيا من شدّة الفرحة واحتفلا في العديد من المرّات معا، إلى درجة أن الأرجنتينيين أصبحوا يعتقدون أن العلاقة بين بيلاردو ومارادونا كعلاقة الأب بابنه، لكن الأمور تغيّرت الصائفة الماضية حينما نشب صراع بين الرجلين عقب إبعاد مارادونا من على رأس العارضة الفنية لمنتخب الأرجنتين، فكان الأسطورة مارادونا ينتظر أن يقف معه زملاؤه بيلاردو وباتيستا لكنهما لم يقوما بذلك، ونفد صبر مارادونا وهو الأمر الذي دفعه للتهجّم على زميليه بتصريحات نارية ووصفهما ب "الخائنان"، وهو ما أدى إلى توتر العلاقات بين الصديقين السابقين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.