نشرت : المصدر جريدة "الشروق" الثلاثاء 22 أغسطس 2017 11:08 اكتنفت عملية الحجز الإلكتروني التي أطلقها الديوان الوطني للحج والعمرة في تجربتها الثانية لفائدة الحجاج الجزائريين عدة مشاكل وعراقيل، حيث لم يجد العديد من الحجاج أسماءهم في الفنادق التي حجزوها إلكترونيا، وحتى الذين وجدوا فنادقهم اكتشفوا أنها غير مطابقة للمواصفات التي قدمت لهم أثناء عملية الحجز. وفي السياق، نقل عدد من الحجاج الجزائريين انشغالاتهم وشكاياتهم أثناء قيامهم بمناسك الحج في البقاع المقدسة، وهذا على الصفحة الرسمية للديوان الوطني للحج والعمرة على الفايسبوك، حيث ارتكزت مجمل الشكاوى التي تعهد مسيرو صفحة الديوان بحلها، حول مشاكل الحجز الالكتروني للغرف، والذي اعتمده ديوان الحج والعمرة منذ العام الماضي لتمكين الحجاج من اختيار غرفهم إلكترونيا، وللحد من الفوضى التي كانت تطبع عملية الاسكان خلال السنوات الماضية، غير أن العملية الغلكترونية لم تخل من التجاوزات والمشاكل والتي أصبحت علامة مسجلة تطبع حج الجزائريين كل سنة، وذكر أحد الحجاج من ولاية الشرق بأنهم تفاجؤوا لدى وصولهم للفندق الذي تم حجزه إلكترونيا من عدم وجود إسمهم فيه ويتعلق الامر بفندق "سيف التوبة" ليتم تحويلهم بعدها لمنارة الضيافة، وهو فندق مغاير تماما للمواصفات التي أرادوها، ولا ترقى الخدمات المقدمة فيه للمبالغ المالية التي دفعوها، كما أن كثير من الحجاج تفاجئوا من مستوى الفنادق التي وجهوا إليها والتي تنعدم فيها شروط الحياة، مثل فندق "توبة الرشد" الذي لا يحتوي مصاعد بالرغم من أن الحجاج أغلبهم من كبار السن وفيهم حتى المرضى الذين لا يستطيعون المشي، كما أن النظافة فيه منعدمة، وأفاد أحد الحجاج بأن هناك فنادق امتلأت أكثر من طاقتها بسبب عملية الحجز الالكتروني العشوائية، ليقول "أنا أنام في المصلى يوميا منذ قدومي وإلى يومنا هذا". ونفس الشيء حصل بالنسبة للحجاج الذين حجزوا الكترونيا في فندق "مواسم أجياد" غير أنهم اضطروا للانتظار لساعات طويلية تنهاز 12 ساعة بسبب عدم وجود أسمائهم في الفندق ولا تأكيد الحجز، كما وجد العديد من الحجاج تناقضا واضحا بين الواقع في الفنادق وماهو مدون في بطاقة الاسكان الالكتروني، وخاصة بالنسبة للمسافة، حيث اشتكى الحجاج الذين حجزوا في فندق "صفوة الميعاد" من بعده لمسافة تتجاوز 1كم، في حين تم الحجز على أساس 750 كم. وغير بعيد عن مشكل الحجز الإلكتروني الذي أرَق الحجاج الجزائريين وعائلاتهم هذه السنة، فقد اشتكى الكثير من زوار بيت الله من عدم حصولهم على أمتعتهم، والتي لم تصل الفندق بعد وهو حال الحجاج القاطنين بفندق "روابي زمزم"، كما استاء المعنيون من المرشدين الذين حضروا على حد قولهم للتبضع وزيارة المحلات لا لمرافقة والوقوف على حالة الحجاج.
تسجيل أول وفاة في صفوف الحجاج الجزائريين أكد المدير العام لديوان العمرة والحج يوسف عزوزة بأنه تم استقبال أزيد من 21 ألف حاج جزائري بمكة في ظروف جيدة، مشيرا إلى الأداء الجيد للبعثة الجزائرية والخدمات المقدمة من قبلهم للحجاج الجزائريين، فيما أعلن عن وفاة حاج جزائري بسبب التعب. وقال عزوزة، الإثنين، في تصريح صحفي عقب اجتماع تنسيقي بمركز مكةالمكرمة - نقلته وكالة الأنباء الجزائرية – بأن تقارير مطمئنة وصلته من مختلف فروع البعثة تخص الأداء الجيد للبعثة والخدمات المقدمة للحجاج، وأوضح بأن هذا الحضور وهذه الخدمات بعثت الاطمئنان لدى الحاج الجزائري، والذي يجد البعثة في استقباله في مطار القدوم ونقله إلى الفندق، إضافة إلى تقديم له الخدمة في أمكان تواجده، مشيرا إلى أن المرحلة القادمة عند آداء المشاعر ستكون صعبة، ولذلك قدمت توجيهات في فرع المشاعر لإعداد الخطة اللازمة والتنسيق المحكم مع المؤسسة الأهلية للمطوف للدول العربية لتوفير الخيام والحفاظ على ما تم الاتفاق عليه حول الخدمات التي ستقدم للحاج الجزائري في مشاعر عرفات ومنى وتوفير النقل الكافي والجيد المتعاقد عليه لفائدة الحجاج الجزائريين. ومن جهته عبر القنصل العام للجزائر بجدة عن تفاؤله لإنجاح هذا الموسم إذ أن كل الظروف مهيأة لإنجاح موسم الحج، مشيرا إلى أن القنصلية تتابع باهتمام كبير عملية تحضير موسم الحج منذ تقريبا شهر جانفي الماضي كما قامت بدورها في المتابعة الميدانية وحل جميع المشاكل الإدارية والتقنية العالقة بهدف إنجاح موسم الحج وتوفير الخدمة للحجاج الجزائريين بمكةالمكرمة. وكشف في السياق عن وفاة طبيعية لحاج جزائري من مواليد 1935 وهو رجل مسن كان مريضا لدى قدومه إلى البقاع المقدسة، منوها بالفرع الطبي الذي يبذل جهودا كبيرة لتفادي الحوادث ومتابعة الحجاج طبيا والاعتناء بهم.