بات مجيد بوڤرة منذ أمس لاعبا في نادي ‘'لخويا'' القطري، إذ أنه بعد أن إجتاز الكشوفات الطبية في الصبيحة، أمضى بعد ذلك مباشرة على عقده قبل أن يمتطي طائرة من أجل التنقل إلى فرنسا أين سيلتحق اليوم بالمركز الوطني ل ‘'الريغبي'' في ‘'ماركوسيس''. الآن وبعد أن رسّم إلتحاقه بنادي ‘'لخويا'' وهو الخيار الذي لم يكن يتمناه الجزائريون الذين كانوا يرغبون في بقائه في أوروبا فإنه يوضّح الأسباب التي جعلته يختار اللعب في الخليج من خلال هذا الحوار الذي خصّنا به أمس بعد الإفطار. في حفل افتتاح الموقع الرسمي ل ڤديورة في باريس كنت قد صرحت لنا بأنك لن تتنقل للعب في قطر وفي أسوأ الحالات إذا لم تلعب في ناد ينشط في البطولة الإنجليزية فإنك ستبقى مع ڤلاسڤو رانجيرز، نريد أن نعرف ما الذي جعلك تغيّر رأيك. فعلا، الأولوية بالنسبة لي كانت أوروبا وبعد أن درست العروض التي وصلتني من كل الفرق التي كانت مهتمة بي لم أتحصل على نتيجة إيجابية حيث أنّ كثيرين وعدوني بأندية كبيرة وبقيت أدور في حلقة مفرغة، لقد كنت قي السنة الأخيرة من عقدي مع ڤلاسڤو رانجيرز وكان لديّ خياران لا ثالث لهما هما إمّا تمديد عقدي أو أواصل دون تجديد حتى أجد نفسي حرا من أي إلتزام في نهاية الموسم، لكني سأخاطر في هذه الحالة خاصة أني لست في منأى عن تلقي إصابة خطيرة أجد بعدها نفسي دون أي ناد الموسم القادم. العرض الذي قدّمه لي مسؤولو ‘'الرانجيرز'' من أجل تمديد عقدي معهم كان بالامتيازات نفسها التي أحصل عليها حاليا حيث كنت سأنال الراتب نفسه، أقول دائما الحمد لله لكن مقارنة بما يحصل عليه المدافعون حاليا فهذا ليس ما أطمح للحصول عليه خاصة في سني الحالي (سيبلغ 29 سنة يوم 2 أكتوبر القادم)، إضافة إلى كل هذا فقد طالبوني بتمديد عقدي لمدة سنتين إضافيتين على الرغم من أنّ لاعبين اثنين أو ثلاثة آخرين من الرانجيرز مدّدوا عقدهم مؤخرا ب 5 سنوات وهذا أمر أثر فيّ كثيرا. الرأي العام في الجزائر ليس على علم بهذه المعلومات خاصة ما يتعلق بالجانب المالي لعقدك، فهل يمكن أن توضّح لنا ما تتلقاه حتى يكون على علم بما تناله مقارنة بقيمتك كلاعب دولي؟ لا يمكن أن أتحدث عن رواتبي، لكن لعلمكم أنه في البداية لم أكن أنظر كثيرا للأموال وما كان يهمني أن أؤكد قيمتي، لكن الحمد لله فأنا نلت ألقابا ولعبت كأس العالم وكأس أمم إفريقيا ورابطة أبطال أوروبا وحصلت على عدة إستحقاقات من الجانب الشخصي حيث نلت مرتين الكرة الذهبية التي تمنحونها لأفضل لاعب جزائري ونلت كذلك لقب أفضل لاعب جزائري وكذا لقب أفضل لاعب عربي، لقد كنت سعيدا جدا مع''الرانجيرز'' لكن في النهاية قلت في قرار نفسي إنه لا فائدة من البقاء. لم أكن أدري ما الذي يحدث لكن لم أكن أعلم شيئا عن وضعيتي، في وقت من الأوقات بدأ الشك يتسرّب إلى نفسي وقد جلست مع مناجرة كبار في إنجلترا جاؤوا عندي ووضعت ثقتي فيهم، لكن بعد نهاية السنة الأولى لم أر شيئا واضحا منهم وهذا ما جعلني أغيّر المناجير 3 مرات وهذا من خلال تعيين اسم كبير في كل مرة. لقد كانوا جميعا يعدونني بأندية كبيرة سواء في فرنسا، إنجلترا أو تركيا وكانوا كلهم يعترفون بإمكاناتي لكنهم لم يكونوا مهتمين بجلبي، فعلا تحصلت على عرض جيد من روسيا لكن لم أرد المغامرة واللعب في محيط لا أعرفه وقد يكون التأقلم فيه صعبا عليّ، في نهاية المطاف خرجت بقناعة وهي أنني لا أحظى باحترام ولا أقيّم حسب قيمتي من الأندية. نفهم من كلامك أنك كنت خائفا من مواصلة عقدك إلى نهايته مع الرانجيرز خوفا من تلقي إصابة تجعلك لا تجد فريقا بعد ذلك. نعم، لقد كانت هناك مخاطرة حيث لما يتعافى اللاعب من إصابة يكون دائما في موقع ضعف والأندية التي ترغب في ضمه تتفاوض معه بالطريقة التي تريدها، ودون هذا الأمر فإني موجود مع ڤلاسڤو رانجيرز منذ 3 سنوات وهذا النادي رائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى حيث توّجت معه بكل الألقاب الممكنة على الصعيد المحلي ولعبت معه رابطة أبطال أوروبا وأنهيت مشواري معه بالمناسبة بعد أن لعبت يوم الأربعاء الفارط لقاء يدخل ضمن منافسة رابطة أبطال أوروبا، لكن كنت بحاجة إلى رهان جديد وكنت أريد أن أعرف بطولة أخرى تختلف عن التي كنت فيها مع''الرانجيرز''، كنت أتمنّى أن يأتي الأمر من ناد أوروبي لكن ذلك لم يحدث. هل أنت نادم على عدم الرد على عرض بوردو لمّا كان يدربه «لوران بلان»؟ لا أبدا، لم أندم على أي شيء، خاصة أنّ ‘'لوران بلان'' لما كان يريدني كان ذلك الموسم الأول الذي كنت سألعب فيه رابطة أبطال أوروبا، لقد كان ذلك في الموسم الحاسم الخاص بتصفيات كأس العالم وهذا لما كنا سنلعب أمام زامبيا، مصر ورواندا، لقد فضّلت الاستقرار والبقاء مع ‘'الرانجيرز'' أين كنت ألعب باستمرار لأني لم أكن أريد أن أضيّع مكانتي مع المنتخب الوطني من خلال الذهاب إلى ‘'بوردو''» أين كنت سأكون مطالبا بتأكيد إمكاناتي هناك حتى أكسب ثقة الجميع في هذا النادي، وهو ربما عامل كان سيفقدني الثقة في نفسي وتنعكس كل الأمور عليّ بعد ذلك، إضافة إلى كل هذا فإنّ البطولة التي كنت أريدها هي البطولة الإنجليزية لكن للأسف لم تكن هناك أندية ترغب في ضمي. نرى أن تتويجك بجائزة أفضل لاعب عربي جعلك تتلقى عدة عروض من أندية تلعب في بطولات الخليج ولا نتصور أن''لخويا'' وحده فقط كان مهتما بك، نريد أن نعرف السبب الذي جعلك تختار هذا النادي. اكتشفت قطر منذ 3 سنوات من الآن وكنت قد أُعجبت كثيرا بالطريقة التي يعيش بها الناس في هذا البلد، لقد شاهدت أنّ الجزائريين يحظون باحترام شديد تقديرا لقيمتهم والشهادات المتحصلين عليها، إلى جانب كل هذا فإنّ ‘'لخويا'' أعرب عن اهتمامه بخدماتي منذ موسمين وإلى جانب كل هذا فإن جمال بلماضي هو مدربه. لقد رفضت اللعب في هذا النادي في بداية الأمر رغم أن مسؤولي ‘'لخويا'' قدموا لي خطابا قويا حيث احترموني وشعرت برغبة شديدة منهم في مشاهدتي ألعب عندهم وهذا من خلال العرض الذي قدموه لي والصورة التي رسموها لي وغيّرت لي كل شيء، ولأكون صريحا معكم أؤكد لكم أنني في بداية الأمر رفضت عرضهم بلباقة لأني أردت إيجاد ناد في أوروبا ولا أخفي عنكم أن ما جعلني أغيّر رأيي هم مالكو باريس سان جرمان الجدد (من قطر) الذين اتصلوا بي وهذا الأمر شرّفني كثيرا لأنهم فكروا في جلبي إلى فريقهم، بعد ذلك جرت بعض الأمور جعلتني لا أتنقل إلى فرنسا حيث أن ‘'ليوناردو'' لديه أفكاره و''كومبواري'' أيضا ومن المستحيل أن نرضي كل العالم، لكن ما فعله القطريون معي من خلال تفكيرهم في ضمي إلى ‘'بي. أس. جي'' جعلني أفهم أنّ هؤلاء الأشخاص يحترمون قيمتي أكثر مما يفعل الأوروبيون معي وهذا الأمر جعلني أقرّر أن أدرس عرض ‘'لخويا''. بغض النظر عن الامتيازات التي حصلت عليها في عقدك مع ‘'لخويا'' خاصة من الجانب المالي، هل فكرت من قبل في اللعب في هذه البطولة في نهاية مسيرتك الكروية لما كنت في ڤلاسڤو رانجيرز؟ أكيد، لقد قررت أن أذهب إلى قطر ولعلمكم فإن أفضل شيء في الاتفاق الذي حصل مع ‘'لخويا'' أنّ هناك بعض الأمور الإيجابية التي ستُمنح لي في المستقبل والتي لا يمكنني الحديث عنها في الوقت الراهن. هناك أخبار تسرّبت تفيد بأنك ستكون محللا في قناة الجزيرة بالإنجليزية وستكون عضوا في اللجنة المنظمة لمونديال 2022 في قطر. هناك أمور صحيحة فيما تقوله وهي بحاجة إلى ترسيمها، بصراحة في قطر يعرفون قيمتي في الميدان وخارجه، أنا متأثر لما أجد لاعبين يمضون في بعض الأندية الإنجليزية في وقت أنا أعمل كل يوم وألعب تقريبا طيلة السنة وأحصد ألقابا وأشارك في رابطة أبطال أوروبا وفي النهاية لا أحصل على أي شيء، لكن كان لدي وكلاء أعمال يتصلون بي ليقولون لي: ‘'مجيد بعد 48 ساعة سأجد لك ناديا''، بعد 48 ساعة أتصل بهم وأقول لهم أنني أنتظر دائما وكانوا يردون عليّ أن الأمور صعبة وأنّ الأندية تعيش مشاكل مالية، صدقوني كان دائما هذا هو الخطاب. في ‘'لخويا'' أعترف بأنني حصلت على عقد جيد والحمد لله أنا لا أخفي هذا الأمر، أشخاص آخرون لو كانوا مكاني ورأوا أنه لا يوجد شيء رسمي من جهة وأنّ هناك عرضا جيدا من جهة أخرى فإنهم ما كانوا ليترددوا في اتخاذ القرار. وبالحديث عن ‘'لخويا'' لقد تدربت معه مرتين حتى الآن وأؤكد لكم أني أوجد في ناد جيد جدا فاللاعبون أقوياء من الناحية التقنية والجميع منضبطون حيث أنّ الكل جاؤوا إلى التدريبات في الوقت المحدد، وقد تفاجأت بأنّ جمال بلماضي منضبط كثيرا بدوره وهو يعرف جيدا كرة القدم وأيضا إنسان ذكي، أقول هذا لأوضّح لكم أني لست نادما على أي شيء فيما يخص قراري باللعب مع «لخويا» لأنّ النادي طموح ويريد لعب كأس آسيا ولديه الإمكانات لأنه ناد لديه وزن. وماذا بشأن التشكيلة الوطنية؟ لست قلقا من هذا الجانب لأني أوجد في المنتخب الوطني منذ 2003 وهذا منذ أن استدعيت لأول مرة إلى صنف الآمال، المنتخب الوطني هو حبي الأول والأخير وقد قدمت كل شيء من أجله ومازلت قادرا على تقديم أكثر من هذا، بعد هذا إذا كان هناك لاعب أفضل مني فأنا مستعد لأن أترك له مكاني لأن البلد يمر قبلي. أقول للناخب الوطني إنني مستعد للانسحاب دون مشكل وإذا تطلّب الأمر البقاء في كرسي الإحتياط من أجل تأطير الشبان فسأفعل ذلك بصدر رحب. هذا ما ستقوله إلى الناخب حليلوزيتش. نعم، إذا كان هناك لاعب أفضل مني في مقعد الاحتياط فإنه من الواجب أن يلعب، أقول هذا الكلام رغم أنه مازالت عندي الرغبة والقوة لإعطاء الإضافة إلى التشكيلة الوطنية في الميدان أو خارجه، المنتخب الوطني ليس ملكا لأحد ولو كان يجب القيام بخيارات فليس هناك مشكل حتى إذا كنت سأدفع الثمن، والأكيد أني سأبقى دائما وفيا للمنتخب. تواجد كل من بلحاج، مغني وزياني إلى جانبك في قطر أمر سيسهّل اندماجك هناك. هذا أمر رائع حيث أنه في فترة 3 أيام منذ إلتحاقي بالدوحة التقينا جميعا، من الجانب العائلي أو النفسي فإن هذا الأمر يجعلك مرتاحا خاصة أننا جميعا متحمّسون لتأدية موسم جيد حيث أننا نريد أن نؤكد للجميع أنه ممكن أن نلعب في قطر ونحافظ على مستوانا العالي. بالحديث عن بلحاج فإنه في تربص ‘'لا مانڤا كلوب'' الذي سبق مباراة مراكش كان الأفضل فيكم جميعا وهو الموجود في قطر منذ أكثر من سنة، فهل هذا الأمر يشجعك؟ لما نتكلم عن نذير فإن الناس قالوا بشأنه السنة الفارطة إنّ مسيرته الكروية إنتهت لما إنضم إلى السد القطري وهذا شهرا واحدا بعد أن بدأ مشواره هناك. حتى تضيّع مستواك في مدة شهر واحد يجب أن تكون ساقاك قد تعرضتا إلى كسر... (يضحك). صحيح أنّ الناس لديهم حكم مسبق عن البطولة القطرية لكني أؤكد لكم أنّ المستوى هناك تطور كثيرا وبسرعة فهم بصدد التعاقد مع لاعبين صغار في السن. كان عليّ أن أختار رهانا جديدا وبالنسبة إلى مستواي سنرى في المستقبل ولو أني أعرف جيدا أنه يجب عليّ أن أجتهد في التدريبات حتى أحافظ على مستواي مثلما فعلت منذ أن بدأت مسيرتي الكروية، حيث لم تكمن قوتي أبدا في إمكاناتي الفنية بل في رغبتي الجامحة للتألق دائما ومادامت تحدوني الرغبة فإنه لا يوجد أي مشكل ومازالت لديّ الرغبة في الفوز والتألق.