نشرت : المصدر جريدة "الشروق" الجزائرية الأربعاء 13 يونيو 2018 13:57 دشن مترشحون الثلاثاء اختبارات مسابقة التوظيف للالتحاق برتبة أستاذ مدرسة ابتدائية، بممارسة "الغش الإلكتروني" علنا، حيث قاموا بتصوير المواضيع الخاصة بمادة اللغة العربية بعد 12 دقيقة من بداية الامتحان، ونشرها على "الفايس بوك" للحصول على الإجابة، أين تقرر إقصاءهم ومتابعتهم قضائيا دون التسامح، بالمقابل استنكرت نقابات التربية المستقلة تصرفات بعض الممتحنين المنافية للأخلاق، خاصة وأن أبطالها أساتذة المستقبل، مطالبون بضرورة تطبيق أقصى العقوبات عليهم. تمرد عدد كبير من الممتحنين على الإجراءات التنظيمية المشددة التي اتخذتها وزارة التربية،ه ذه السنة من خلال تشديد الحراسة وتنصيب أجهزة كشف المعادن وتفعيل عمليات التفتيش التقليدية، لتفادي أخطاء السنة الماضية، أين أثبتت التحقيقات آنذاك حدوث غش جماعي عبر مختلف مراكز الإجراء، ورغم ذلك تمكنوا من إدخال هواتفهم الذكية إلى قاعات الامتحان، وبمجرد استلامهم للمواضيع وبعد مرور 12 دقيقة عن طريق الاختبار الأول في مادة اللغة العربية، حتى قاموا بتصوير الأسئلة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، أين استنجدوا برواد الفضاء الأزرق للحصول على الأجوبة، على اعتبار أن هدفهم الرئيس هو افتكاك وظيفة مهما كانت الوسيلة المستخدمة. وقالت مصادر "الشروق"، أن مديريات التربية للولايات أعطت تعليمات لرؤساء مراكز الإجراء، بضرورة تطبيق الإجراءات العقابية ضد كل مترشح يضبط حاملا للهاتف النقال أو متلبسا بالغش سواء التقليدي أو الإلكتروني، من خلال القيام بتحرير محاضر ترفع مباشرة للمصالح المختصة لتنفيذ عقوبة الإقصاء من المسابقة وقد تصل العقوبة إلى حد المتابعة القضائية، على اعتبار أن الأمر يتعلق بأساتذة المستقبل. الاستنجاد بالمهنيين وعمال الأمانة وسجلت عديد مراكز إجراء مسابقة توظيف الأساتذة والإداريين، غيابات بالجملة وسط الأساتذة الحراس، أين لجأ رؤساء المراكز إلى الاستنجاد بعمال الأمانات والعمال المهنيين لتغطية العجز في الحراسة، في حين تم تسجيل غيابات عديدة وسط المترشحين، فعلى سبيل المثال بمركز يضم 400 مترشح، تم تسجيل تغيب من 90 إلى 100 مترشح، إلى جانب وصول بعض من الممتحنين متأخرين إلى مراكز الإجراء والذين تم إقصاءهم مباشرة، على اعتبار أنه تم فتح المراكز في حدود الساعة السابعة والنصف صباحا لتغلق على غاية الثامنة، فيما تم منح مهلة نصف ساعة إضافية للمتأخرين. وفي الموضوع، أكد الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين، بوعلام عمورة ل"الشروق"، أنه لو تم جلب كل أجهزة العالم المتطورة فإنها لا يمكن أن تمنع المترشحين أصحاب الضمائر الميتة من الغش، موضحا بأن سياسة اللاعقاب وارتفاع عدد المترشحين الذي وصل إلى أزيد من 740 ألف مترشح وطنيا للتنافس على قرابة 9 آلاف منصب فقط وهذا غير معقول قد زاد الأمور تعقيدا وشجع على الغش -يضيف محدثنا-، مؤكدا أن عدد الممتحنين في الدول المتقدمة لا يتجاوز 27 ألف مترشح وهو رقم "عالمي"، خاصة إذا كان عدد المناصب المالية المفتوحة محدودا.