نشرت : المصدر موقع "الشروق" الجزائري الثلاثاء 25 سبتمبر 2018 12:14 رئيس مصلحة "بيار وماري كوري": السكانير متعطّل منذ أربع سنوات جمعية مرضى السكري: أكبر المستشفيات لا تحتوي على آلات قياس السكر خياطي:سوء التسيير واللامبالاة وراء مصيبة مستشفياتنا بن أشنهو: "الصابوطاج" وراء تعطل الأجهزة بالمؤسسات الصحية جهاز سكانير معطل منذ 4 سنوات بأكبر وأعرق مصلحة لعلاج الأورام في بلادنا.. جهاز فحص العين وتصويرها داخليا معطل بمستشفى آخر لأزيد من 5 سنوات.. أجهزة تصفية الدم لمرضى القصور الكلوي معطلة لأزيد من عامين، "محرار، بخاخة، جهاز قياس الضغط الدموي والسكري" غير موجودة في قاعات الاستعجالات.. وهنا يطرح السؤال عن المتسبب في الأمر إن كان سوء تسيير أو نهب مفضوح أو انعدام ضمير؟ جولة بسيطة في مستشفياتنا تجعلك تتحطم نفسيا وتموت حيّا إذا كنت مريضا فقيرا وفي حاجة إلى علاج عاجل، فقد تطلب الأمر من أحد مرضى السكري الذي أصيب بتعقيدات في عينه المرور عبر 3 مستشفيات جامعية لإجراء فحص على عينه دون أن يتمكن من الأمر، ففي كل مرة يصادفه القائمون على المصلحة بأن "الجهاز معطّل" ليقصد في نهاية المطاف القطاع الخاص، أما المرضى الذين يحتاجون إلى فحص السكانير و"الإيارام" الرنين المغناطيسي فحدث ولا حرج فالمواعيد بلغت عام 2019 منذ الآن وهناك من المرضى من ماتوا دون أن يحين دورهم بشهادة أطبائهم. وأكثر ما يثير الغرابة في الأمر هي أن تلك الأعطاب باتت متكررة ومزمنة ولم تكلف وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات نفسها التحقيق في حقيقتها وخلفياتها ولم تعكف على إيجاد حلول قطعية لها رغم أنها سهلة وواضحة وتتطلب فقط جدية في التعامل معها برأي العديد من الأطباء الذين استطلعنا آراءهم، أبسطها إقرار عقود صيانة بعدية لاستعجال الحلول وخدمة المريض. والغريب في الأمر أن أبسط الأجهزة الطبية لاستقبال وعلاج المرضى في قاعات الاستعجالات على غرار الكراسي المتحركة و"الشاريو" وآلات قياس السكري والضغط و الأكسجين.. باتت مفقودة في أكبر المستشفيات الجامعية ما يطرح العديد من الأسئلة حول نوعية العلاج قبل الحديث عن مجانية العلاج. كمال بوزيد رئيس مصلحة الأورام "بيار وماري كوري" السكانير متعطّل منذ أربع سنوات ولا ندري السبب! أكّد البروفيسور كمال بوزيد رئيس مصلحة الأورام الطبية ببيار وماري كوري ورئيس الجمعية الجزائرية للأورام السرطانية أنّ أجهزة التصوير الطبي والأشعة هي أكثر ما يتعرض للأعطاب في مستشفياتنا، كاشفا عن تعطل جهاز "السكانير" بمصلحته منذ ما يزيد عن أربع سنوات والسبب غير معروف، حسب ما أوضحه فالمراسلات التي يقوم بها إلى الإدارة لم تلق أي رد. وقال بوزيد: "هنا أنا أتحدث عن سكانير بمصلحة بيار وماري كوري بالعاصمة ولا داعي لأحدّثكم عن "سكانير" عين صالح الذي تأثر بالزوبعة الرملية وهو في غلافه أي إنه لم يستعمل أبدا ومنذ ذلك لم يصلّح إلى الآن". وعدّد المختص حالات خلل التجهيزات المختلفة خاصة "الماموغرافي" عبر الولايات الداخلية، ما جعلهم في مرميين في حالة إهمال تامة. واستغرب المتحدث تكرر الأعطاب على مستوى التجهيزات المختلفة في القطاع العمومي دون تسجيل ذلك في القطاع الخاص الذي يشهد نفس الإقبال. وأكد بوزيد أنه أمام هذه الوضعية ما على الطبيب سوى توجيه المريض نحو القطاع الخاص لإتمام علاجه وهو ما يسبب حرجا كبيرا للمحتاجين والفقراء ويكون سببا في تدهور حالتهم الصحية. البروفيسور طاهر ريان رئيس مصلحة أمراض الكلى بمستشفى "بارني" الأزمة المالية أطالت عمر الأعطاب ولابد من عقود صيانة وقائية أكد البروفيسور طاهر ريان رئيس مصلحة أمراض الكلى بمستشفى بارني أنّ كثيرا من أجهزة الدياليز تتعرض لأعطاب متكررة ورغم توفر مصلحته على تقني لصيانتها إلا أنه يعجز أحيانا بسبب انتهاء صلاحية قطع غيارها ما يدفعهم إلى مراسلة الإدارة لاقتناء قطع غيار جديدة لكن انعدام المال وغلاءه يؤخر الأمر ليستمر الخلل على مدار شهور وأحيانا تفضل الإدارة كما قال اقتناء جهاز جديد، لاسيما أن عمر جهاز الدياليز لا يجب أن يتعدى 7 سنوات على أكثر تقدير. ودعا ريان إلى ضرورة إقرار حلول عاجلة ومنها عقود صيانة وقائية مع بعض الممونين وكذا عقود صيانة بعدية حيث إن المديرين يرفضونها لغلائها وتكلفتها إلا أنها تعد مفيدة وأنفع بكثير وتجنبنا ضعف ما يصرف حاليا طبعا مع اليقظة لكل ما قد يشوب الأمر من تلاعبات واحتيال. مصطفى خياطي رئيس "الفورام" سوء التسيير واللامبالاة سبب مصيبة مستشفياتنا فضّل مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "فورام" التعليق على واقع الأعطاب المتكررة والمزمنة لبعض التجهيزات في المستشفيات والمؤسسات الصحية بأن الأمر إذا أسند إلى غير أهله فانتظر الساعة" في إشارة منه إلى سوء التسيير الذي تتخبط فيه مؤسساتنا الصحية وسياسة الإهمال واللامبالاة المنتهجة بشكل دائم، حيث قال إن سوء التسيير واللامبالاة هي مصيبة مستشفياتنا. وعاد خياطي في حديثه إلى سنوات السبعينيات عندما تحدث عن مخطط وطني آنذاك لاقتناء أجهزة سكانير في كل دائرة غير أنّ الذي وقع هو الاقتناء غير الموحد لتلك الأجهزة ما جعلنا في كل مرة نستنجد بشركة معينة لتصليح أعطاب متكررة وكان الأولى يقول خياطي اقتناء الأجهزة من شركة واحدة وإجبارها على فتح مصنع لها بالجزائر لتوفير قطع الغيار في بلادنا بدل اللجوء إلى استيرادها بالعملة الصعبة بين كل حين وآخر. وقال خياطي استنادا إلى تصريحات سابقة لوزير الصحة عبد المالك بوضياف إن من أصل 400 جهاز سكانير 200 جهاز معطل ومنها ما لم يشتغل أبدا، مؤكدا غياب استراتيجية وطنية لصيانة الآلات ومتابعة تشغيلها. وركز المختص على عدم تكوين المهندسين المشرفين على تشغيلها فالكفاءة منعدمة وأحسنهم يمتلك بكالوريا بينما يفتقد آخرون المستوى أصلا وجدوا أنفسهم في مناصبهم بعد خبرة في المجال وحاجة لسد الفراغ. واتّهم خياطي بعض مديري المستشفيات والمؤسسات الصحية بالتماطل في متابعة ملف الأعطاب حيث إنهم لا يتجندون بما يكفي لإصلاحها وتبقى مراسلات التبليغ عن العطب والمطالبة بتصليحه عالقة في مكاتب المديرين عكس القطاع الخاص الذي يتحرك فورا لتصليح أي خلل ويتنقل بنفسه خارج البلاد إذا تطلب الأمر ذلك. فتحي بن أشنهو مختص في الصحة العمومية: "السابوتاج" وراء تعطل الأجهزة في المؤسسات الصحية أوضح فتحي بن أشنهو طبيب مختص في الصحة العمومية أن هنالك شروطا ومعايير لاستعمال كل جهاز مهما كان حجمه وقيمته سواء في المستشفى أم في المؤسسة الصحية الجوارية ومن أهمها التنظيف قبل الاستعمال وبعده لاسيما بالنسبة إلى بعض الأجهزة التي يستعملها كثير من المرضى وقد تكون مصدر عدوى لمن يليهم على غرار البخاخة لمرضى ضيق التنفس فقد تكون سببا في الإصابة بالسل أو غيره من الأمراض المعدية إذا لم تطهر وتنظف بعد كل استعمال. ومن أهم شروط استعمال التجهيزات الطبية الكفاءة، فلا يكفي، يقول محدثنا، أن تمتلك مؤسسة صحية جهازا ما مهما كانت جودته دون كفاءة في تشغيله وضبطه. وعاد المختص في تصريحه إلى عدم جدوى تدشين المؤسسات الصحية هنا وهناك دون التفكير الجدي في استراتيجية وطنية لتخصصاتها أو تجهيزاتها، فبعض العيادات الجوارية لا تتوفر حتى على محرار أو جهاز بسيط لقياس الضغط الدموي. بن أشنهو قال: "إننا في بعض الحالات حمّلنا تلك الأجهزة أكثر من طاقتها وشغلناها أكثر مما يجب لذا تعرضت للعطب في غياب عنصر آخر هام وأساسي هو عدم التكوين والصيانة أي إنه لا يوجد كفاءة في الاستعمال." ووضع بن أشنهو أصبعه على الجرح عندما تحدّث عن "السابوتاج" من قبل بعض المحسوبين على قطاع الصحة ومن قبل بعض رؤساء المصالح الذين يفكرون في مصالحهم الخاصة فقط وأضاف: "لابد من فقع الدملة فالسكين بلغ العظم"، فهناك أجهزة باهظة الثمن اقتنتها الجزائر لكنها للأسف لم تستغل سوى بضعة أشهر فقط وبعدها ركنت إلى الزاوية. واتهم المتحدث بعض الأشخاص في المستشفيات بتعطيل عمدي للأجهزة والتماطل في تصليحها للبزنسة بالأمر على حساب صحة المرضى بتواطؤ مع الخواص حيث يحول إليهم مرضى المستشفيات مستغربا توجيه المريض من القطاع العمومي نحو القطاع الخاص. وتساءل المتحدث: "لماذا لا يوجد مصلحة مركزية للإعلام والتبليغ عن كل التجهيزات التي بها عطب". وتابع بن أشنهو قائلا: "إن نظامنا الصحي من الناحية النظرية يعد من أحسن الأنظمة لكن القائمين عليه للأسف لم يدمجوا معه "التسويق الصحي". فيصل أوحادة رئيس الجمعية الجزائرية لمرضى السكري: أكبر المستشفيات في الجزائر لا تحتوي على آلات لقياس السكر كشف رئيس الجمعية الجزائرية لمرضى السكري فيصل أوحادة أن أكبر المستشفيات الجامعية في الجزائر تفتقد آلات قياس السكري في الدم، حيث تطلب قاعات الاستعجالات من المرضى العودة إلى ديارهم واصطحاب آلة قياس السكر وهذا ما يتسبب للكثير في مضاعفات صحية خطيرة تصل إلى الموت خاصة في حالة النزول الحاد لنسبة السكري في الدم. وأضاف المتحدث أن أغلب العيادات الجوارية بدورها تفتقد آلات قياس السكر في الدم، بالنسبة إلى تحاليل مرضى السكري فإنها منعدمة في المؤسسات الصحة العمومية ما يضطر المرضى إلى إجرائها عند الخواص بمبالغ مرتفعة، وانتقد المتحدث الطريقة البدائية التي تتعامل بها المستشفيات لعلاج القدم السكرية حيث تتوجه إلى البتر مباشرة وهذا بسبب غياب الأجهزة والفحوص الطبية الحديثة، ومن المرضى من لم يجد حسب أحادة حتى مكانا لبتر قدمه، وفي ما يتعلق بالنساء الحوامل المصابات بالسكري فحدث ولا حرج حيث يؤكد أوحادة أن أغلب مصالح التوليد لا تملك الإمكانيات ولا الأجهزة للتكفل الأمثل بهن ولسان حال الأطباء: "اذهبوا وموتوا في بيوتكم.." سعداوي رشيد رئيس جمعية المصابين بالأمراض التنفسية أكبر مصالح الاستعجالات تفتقد كراسي متحركة لإسعاف المرضى انتقد سعداوي رشيد رئيس جمعية المصابين بالأمراض التنفسية غياب أبسط الوسائل الطبية في المستشفيات، مؤكدا أنه اصطحب مريضة قاربت التسعين من عمرها إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا حيث لم يجد حتى كرسيا متحركا لحملها ما اضطر أهلها إلى إرجاعها إلى المنزل وهي في حالة متقدمة من المرض، وأضاف المتحدث: "قبل أن نتحدث عن غياب الأجهزة الطبية في المستشفيات فإن أبسط وسائل استقبال المرضى في قاعات الاستعجالات مفقودة وهذا بسبب اللامبالاة، وكشف محدثنا أن أغلب أدوية المصابين بالأمراض التنفسية غائبة تماما في المستشفيات ما يجعل المرضى يعانون الأمرين.