يضطر المرضى الراغبون في إجراء كشف بالأشعة بجهاز السكانير، للتوجه إلى العيادات الطبية الخاصة ودفع أموال طائلة، بعد تعطل جهازي السكانير المتواجدين على مستوى المستشفى الجامعي وهران منذ شهرين، ورفض مسؤولي المؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر استقبال المرضى، بداعي أن السكانير مخصص فقط لمرضاها. ويعيش قطاع الصحة في ولاية وهران على وقع تناقضات صارخة، فمن جهة استفادت من مؤسسات استشفائية ضخمة، خلال السنوات الأخيرة، بآلاف الملايير، ومن جهة أخرى يفتقد المريض لأدنى الخدمات الطبية والأدوية الضرورية، لدرجة أفرغت المادة الدستورية حول ''مجانية العلاج'' من محتواها. وينطبق هذا الأمر على مصلحة الأشعة التي صرفت عليها الدولة الكثير لاقتناء أجهزة سكانير بالملايير، لتخفيف الضغط عن المواطنين، على غرار جهاز السكانير المركب منذ سنة بمصلحة الاستعجالات الطبية لمستشفى وهران، لتفادي تحويل المرضى نحو المصلحة المركزية للأشعة. لكن تعطل هذا الجهاز دفع بمسؤولي المستشفى إلى تحويل المرضى نحو المصلحة المركزية للأشعة، قبل أن تتعطل بدورها بسبب العدد الكبير من الحالات المتكفل بها. ولقد تسبب تعطل الجهازين في توجيه المرضى خاصة الحالات المستعجلة، كالمصابين بأورام خبيثة وأمراض مستعصية نحو العيادات الخاصة لإجراء الأشعة. وأرجعت بعض المصادر تأخر الإدارة في إصلاح سكانير مصلحة الاستعجالات، إلى عدم تلقي شركة الصيانة لأموالها السابقة، وهو ما يفسر تماطلها في التدخل لإصلاح العطب، حسب ما تنص عليه اتفاقية الشراء. كما أشارت المصادر إلى مشاكل عرفتها الشركة الألمانية المنتجة لأجهزة السكانير مؤخرا، جعلتها تقلص حجم تمثيلها واقتصارها على ممثل واحد في الجزائر العاصمة. ولقد عزت مصالح طبية تعطل الأجهزة إلى الاستغلال المكثف للجهاز، بسبب افتقاد كل المصحات العمومية في ولاية وهران لهذا العتاد الطبي، وهو ما أكده بابو كمال. المكلف بالاتصال على مستوى المستشفى الجامعي قائلا: ''كلما ينظر ممثل الشركة المكلف بالصيانة إلى عداد جهاز السكانير، إلا ويؤكد بأن العطب مرده الاستغلال المكثف''. وفنّد المتحدث وجود مشكل ديون بين المستشفى وشركة الصيانة، حسب المعلومات التي استقاها من الإدارة، مؤكدا بأن: ''الإدارة لم تدخر جهدا لإصلاح العطب، بدليل أن عملية الصيانة جارية في الوقت الحالي ومن المرتقب عودته للعمل في شهر أوت القادم''. في سياق آخر، طالب المرضى، في ظل تعطل جهازي السكانير بالمستشفى الجامعي بوهران، السلطات العمومية بإيجاد حل مؤقت للتكفل بالحالات المستعجلة على مستوى مصلحة الأشعة بالمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر، التي علق عليها المرضى آمالا كبيرة قبل فتحها، بالنظر للغلاف المالي المستهلك لتشييدها.