أخيرا، وبعد طول إنتظار، وضع الناخب الوطني حدا لكل التخمينات الإعلامية والكلام الكثير الذي قيل عن القائمة التي ستتوجه إلى المونديال وأفصح عن هوية اللاعبين الذين سيكون 95 بالمئة منهم في جنوب إفريقيا بإعتبار أنه منح قائمة من 25 لاعبا سيبعد منها عنصران لاحقا، وقد كانت الأنظار مصوبة نحو اللاعبين الجدد الذين بلغ عددهم 7 عناصر، وهو ما يعد بمثابة تجديد لثلث التعداد، هؤلاء تجمع بينهم قواسم مشتركة كثيرة، نستعرضها في هذا التقرير. 4 حملوا ألوان “الديوك”، بلعيد الأكثر مشاركة ومبولحي أقلهم من بين اللاعبين السبعة الجدد، هناك 4 عناصر حملت ألوان منتخب فرنسا، ويتعلق الأمر بكل من مبولحي، مجاني، بودبوز وبلعيد... أقلهم مشاركة مع منتخبات فرنسا كان الحارس مبولحي الذي لعب لفريق أقل من 16 و17 سنة 7 مباريات، وأكثرهم دون شك بلعيد الذي لعب 49 مقابلة عبر كل الفئات من أقل من 16 سنة إلى منتخب الآمال الذي لعب له 16 مقابلة إلى غاية 2008، كما لعب كارل مجاني عددا معتبرا من المواجهات الدولية مع “الديوك“ وصل إلى 39 مقابلة ختمها ب 5 لقاءات مع منتخب الآمال، أما النجم رياض بودبوز فقد حمل ألوان منتخب أقل من 19 سنة وخاض معه في المجموع 9 مباريات. بودبوز أحدث من حمل ألوان فرنسا آخر من حمل ألوان “الديوك” هو رياض بودبوز العام الماضي مع فريق أقل من 19 سنة، وقبله بلعيد حبيب الذي ارتدى قميص منتخب الآمال للمرة الأخيرة سنة 2008، أما مجاني فأنهى الإرتباط بأصحاب اللألوان الثلاثة الأزرق، الأبيض والأحمر سنة 2006، في حين حمل مبلوحي ألوان فرنسا للمرة الأولى في فريق أقل 16 سنة ثم مع فريق أقل من 17 سنة 7 مرات في المجموع بين سنتي 2003 و2004، وهو ما يعني ان ارتباط هؤلاء توقف قبل سنة 2010 بفضل قانون “الباهماس”. مبولحي، بلعيد وقادير سبق ان استدعيو ل “الخضر” ومن بين هؤلاء اللاعبين لم يسبق لأي منهم أن لعب لمنتخبات الجزائر ولو الدنيا منها، عدا قادير وڤديورة اللذان إرتديا زي منتخب المغتربين الذي يشارك بصفة رمزية، في حين كان من الممكن أن يحمل مبولحي ألوان المنتخب الوطني أواسط لما كان في أولمبيك مارسيليا لكن فريقه منعه من الالتحاق، كما شارك قادير في تربص قصير مع منتخب الآمال وقت المدرب إيغيل، فيما كان بلعيد قد تلقى دعوة رسمية من المنتخب الأول وجهها له المدرب السابق جون ميشال كافالي، لكنه رفضها في ذلك الوقت. اثنان لم يزورا الجزائر ولو مرة واحدة من هؤلاء اللاعبين يوجد عنصران لم يسبق وأن زارا الجزائر، ويتعلق الأمر بمبولحي، هذا الأخير قال لنا في تصريح سابق قبل شهرين: “أفكر في زيارة مغنية خلال هذا الصيف” لكن ذلك ما لن يكتب له، وحتى مجاني كان سيحل ضيفا على الحراش في العاصمة أين يقطن أعمامه وعائلته الكبيرة يوم 15 ماي أي 24 ساعة فقط بعد إنهائه انشغالاته مع فريق أجاكسيو بلعب آخر لقاء في الموسم أمام ڤانڤون لكن ذلك لن يتحقق وسيلعب هذان اللاعبان ل “الخضر” دون أن يضعا قدميهما على التراب الوطني ومن دون أن يشما هواء الجزائر. أغلبهم كان يُفكّر في قضاء عطلة هذا العام بالجزائر وإذا كان مبولحي ومجاني قد فكرا في قضاء العطلة في الجزائر خلال هذا الصيف، فإن مشروع أول زيارة لهما تعطل ولم ينجح، في حين أن لاعبين آخرين سبق لهم أن قضوا عطلهم في “البلاد”، كانوا يفكرون في الأمر نفسه على غرار مصباح المتعود على ذلك في بلدية زيغود يوسف (قسنطينة)، وبلعيد في الغزوات (ولاية تلمسان) وقادير الذي أكد أنه ألف الأجواء العائلة الجزائرية في الصيف بمدينة سطيف قبل العودة من جديد إلى انشغالاته المهنية. 3 أحد أوليائهم غير جزائريين، مبولحي بجوازين وبلعيد ب 3 من بين اللاعبين الجدد يوجد 3 عناصر أحد أوليائها غير جزائري، لأن مبلوحي والده كونغولي وأمه جزائرية، وبلعيد حبيب أبوه تونسي، في حين مجاني أمه فرنسية، ويملك مبولحي جوازي سفر فقط الآن (الفرنسي والجزائري) دون أن يمتلك جوازا كونغوليا مثلما أشار إليه البعض، أما بلعيد فيمتلك 3 جوازات سفر واحد فرنسي، الآخر تونسي والثالث جزائري كان آخر ما حصل عليه قبل مدة قصيرة. لاعبون شبان أكبرهم عمره 26 سنة المؤشر الإيجابي أن هؤلاء اللاعبين صغار السن، حيث أن أكبرهم هو قادير الذي يبلغ من العمر 26 سنة ونصف، في حين أن أصغرهم هو بودبوز الذي يبلغ من العمر 20 سنة، وبعده مباشرة يأتي مبولحي، بلعيد (من مواليد 1986) ومجاني وڤديورة (1985)، بالإضافة إلى مصباح الذي هو من مواليد 1984، هذا التدعيم جعل معدل عمر التشكيلة الوطنية يتراجع إلى 25 سنة، وهو ما يكشف أنه صار منتخبا مستقبليا لاعبوه قادرون على المواصلة مع بعضهم البعض سنوات طويلة. الأقل مشاركة قادير ب 1057 دقيقة ويملك هؤلاء اللاعبون قدرا معتبرا من المنافسة، حيث أنهم تجاوزا كلهم عتبة 1000 دقيقة، اللاعب الأقل مشاركة هو قادير فؤاد الذي خاض تحديدا مع فالونسيان 1057 دقيقة، ثم يأتي مباشرة بعده ڤديورة الذي لعب في المجموع بين شارل لوروا البلجيكي وولفرهامبتون الإنجليزي 1389 دقيقة، ثم بودبوز الذي لعب 1597 دقيقة في سوشو الفرنسي من خلال 28 مشاركة، منها 18 أساسيا و10 مقابلات دخل خلالها بديلا . 4 لاعبين تجاوزا عتبة 2000 دقيقة في حين أن البقية وعددهم 4 عناصر لعبوا أكثر من 2000 دقيقة، حيث أن صاحب أعلى لياقة تنافسية هو كارل مجاني ب 2636 دقيقة، وبعده مباشرة مبولحي الذي لعب 2250 دقيقة في سلافيا صوفيا (بإحتساب الكأس)، ومباشرة بعد ذلك يأتي ثالثا مصباح ب 2170 دقيقة، فأخيرا بلعيد الذي يلعب بين ستراسبوغ وبولون سور مار ب 2040 دقيقة، أكثر اللاعبين الجدد نيلا للبطاقات هو مجاني ب 9 إنذارات وأقلهم قادير بإنذار واحد، 4 منهم سجلوا خلال هذا الموسم، مصباح 3 أهداف مع ليتشي، والعدد نفسه سجله بودبوز مع سوشو (فالونسان، تولوز، وباريس سان جرمان)، كما سجل قادير هدفا أمام بوردو، ومجاني آخر أمام نانت. ---------------------------------- الجزائري شاهر زرور مطلوب من عدة أندية فرنسية كبيرة ذكرت مصادر صحفية فرنسية أن الجزائري شهير زرور محل اهتمام العديد من الأندية الفرنسية، وذلك بعد الموسم الكبير الذي قدّمه مع ناديه ديجون في بطولة الدرجة 2 الفرنسية. ودخلت أندية سانت ايتيان، آرلي، لومان، نيس ولونس السباق من أجل الظفر بخدمات المدافع الجزائري المتألق. ويذكر أن زرور خطف الأنظار هذا الموسم بفضل إمكاناته الهائلة وصلابته الدفاعية الكبيرة التي خوّلت له البروز في أول موسم له في بطولة الدرجة الثانية الفرنسية، بعد أن انتقل الموسم الماضي فقط من نادي “كان” في القسم الوطني (الدرجة الثالثة)، وشارك لاعب ديجون في 28 مباراة لفريقه هذا الموسم لعبها كلها أساسيا، حيث سجل ثلاثة أهداف. ------------------------------- نال جائزة أفضل ثلاثة لاعبين في ناديه موسم 2009/ 2010 ... بوزيد (مدافع هآرتس الاسكتلندي):“أنا محبط جدّا، الشدّة في ربّي.. وتحيا الجزائر رغم كل شيء” أعرب مدافع نادي هآرتس الاسكتلندي اسماعيل بوزيد عن امتعاضه الشديد بعد أن وجد اسمه خارج قائمة ال27 التي أعلن عنها سعدان والمعنية بتربص سويسرا القادم، الأمر الذي أفسد فرحته بعد أن تم اختياره مؤخرا ضمن ثلاثة أحسن لاعبين ممن صنعوا أجمل اللحظات هذا الموسم مع ناديه، ما يعكس المستوى الجيد الذي أبان عنه مدافع “العميد” السابق -بشهادة بوڤرة نفسه الذي أشاد به - وبعد أن كان الجميع يرشّحه ليكون ضمن التعداد المشكّل ل”الخضر” في المواعيد القادمة، إلا أن الرياح جرت بما لا يشتهيه بوزيد، وكان لسعدان رأي آخر في الموضوع، ما جعل “الهدّاف” تتصل به لأخذ انطباعاته، وهو الذي كان الجميع يرشّحه ليكون مع تشكيلة “الشيخ” في مونديال 2010.. بداية نهنئك على حصولك على لقب أفضل ثلاثي في نادي هآرتس هذا الموسم؟ أشكرك جزيل الشكر، ومن جهتي يمكن القول بأني توجت موسما كاملا من الجدّ والعمل مع فريقي الحالي، الأمر الذي لم يمر على إدارة الفريق التي كرّمتني وهذا ما أعتبره ردّا للجميل من طرفهم وسيحفّزني أكثر على مضاعفة العمل لأكون عند حسن ظنهم. هل اطّلعت على القائمة الأولية التي أعلن عنها سعدان والمعنية بتربص سويسرا؟ أكيد بما أن رغبتي كانت شديدة في أن أكون ضمنها، ولكي أكون صريحا معكم، بعد الوجه الجيد الذي ظهرت به هذا الموسم كنت أنتظر على الأقل من أن يتم منحي فرصة إثبات استحقاقي لأكون ضمن التعداد المشكّل للمنتخب في تربص سويسرا، وهناك فقط يمكن أن يتم الحكم عليّ إن كنت قادرا على أن أكون معنيا بالمونديال أو لا، لكن عدم استدعائي وتجاهلي حزّ في نفسي كثيرا. الظاهر أن ظنّك خاب في سعدان. لا يمكنني في أي حال من الأحوال أن أتجرّأ وأقول أني مستاء من سعدان أو ظني خاب فيه لأنه الأدرى بمصلحة المنتخب الوطني أكثر من أي شخص آخر، لكن من جانب آخر لا يمكنني أن أتجرع عدم وجودي في النخبة الوطنية وأنا محبط جدا من هذا الأمر لأنه أثّر في معنوياتي كثيرا. كلامك يوحي أنّك تريد قول أشياء عديدة، أليس كذلك؟ ما عساني أن أقول إلا الحمد لله على كل حال، فقبل كل شيء هذا “مكتوب” علينا تقبله، لكن الشيء الذي حزّ في نفسي كما صرحت به سابقا هو أني لن أفهم على أي أساس تم تجاهلي، وإذا كانت القضية قضية إمكانات وإضافات يمكن أن أقدمها للمنتخب الوطني فالجميع يعرف من هو بوزيد، وكيف كنت ألتحق بالمنتخب الوطني في الوقت الذي كان البعض يختفي عن أعين المسؤولين على الكرة في الجزائر. هل من توضيح أكثر؟ لا أعرف كيف يظهر لاعبون بين عشية وضحاها يعربون عن حبّهم للجزائر واستعدادهم لحمل ألوان المنتخب الوطني في المستقبل، وأنا الذي عشت في الجزائر واحتككت بالجزائريين وأعرف ما يحسّ به أي جزائري، بما أني لعبت في فريق يتميز بشعبية كبيرة وهو مولودية العاصمة، وتركت ذكريات جميلة في بلدي الأصلي وأحمد الله على أني لست من نوع اللاعبين الذين أظهروا تعلقهم بالجزائر لأنها تأهلت إلى نهائيات كأس العالم. أنت تقصد كارل مجاني، مبولحي والآخرين؟ قبل أن أجيب عن تساؤلكم أقول إنني لا أعرف من هو كارل مجاني، لكن أنا لا أقصد من خلال كلامي لاعبا معينا على وجه التحديد لأن كل واحد يعرف نفسه، أنا من جهتي أحترم كل قرار يصدر من “الشيخ” سعدان، لكن إذا كان يرى أن مدافعا من القسم الثاني الفرنسي أحسن مني فهذا أمر آخر... لست بصدد تزكية نفسي لكن يجب أن نضع النقاط على الحروف. وما رأيك في انتداب هؤلاء الجدد؟ لا يوجد أي رأي عندي، لكن أتمنى من صميم قلبي أن لا يكون تأهل الجزائر إلى كأس العالم هو ما حفّزهم على قبول دعوة “الخضر”، لأن الذي يحب بلده يحبّه في السراء والضراء وليس في المناسبات السعيدة فقط.. على العموم، لن أتأثر وسأواصل العمل بجد ولن أترك عدم استدعائي يؤثر فيّ وكل شيء في الأول والأخير قضاء وقدر ويجب التسليم به. حتى عمري الشاذلي وبوعزة خارج القائمة.. (يقاطع) معذرة، ولكن يجب أن تعلموا أنه بالرغم من أني لم أتجرع قرار عدم استدعائي، إلا أني تأسفت أكثر للعمري الشاذلي على وجه الخصوص، لأن ما أظهره هذا اللاعب مع ماينز هذا الموسم استثنائي على طول الخط، وما اهتمام عمالقة الكرة الألمانية به على غرار دورتموند وكايزر سلاوترن إلا دليل قاطع على أنه يستحق التواجد مع المنتخب الأول، (يتنهد ثم يواصل) ما تريدون أن أقول لكم، هذه اختيارات سعدان ويجب تقبّلها مهما كان الأمر. العديد من الجزائريين وقفوا في صفك أتعلم ذلك؟ يجب أن تعلموا أن ثقتي كبيرة في الجمهور الجزائري، لأني لمست بأنه يعرف كرة القدم جيدا لمّا كنت في أرض الوطن، وإذا وقفوا في صفي فهذا لعلمهم المسبق بأني أستحق مصيرًا أحسن من الذي أنا فيه الآن، وأنا أشكر مسبقا كل من وقف بجانبي. وهل تلقيت اتصالات من لاعبين في المنتخب الوطني ليعبّروا عن تضامنهم معك؟ هذا أكيد، والعديد منهم عبّر عن تضامن منقطع النظير معي، والشيء الإيجابي هو أن أغلبية اللاعبين اتصلوا بي ولا يسعني المجال لذكرهم كلهم، وهذا الموقف يُحسب لهم لأنهم يعرفون من هو بوزيد والتضحيات التي كنت أقوم بها لمّا كنت ألبّي دعوة “الخضر” في الوقت الذي كان يتهرّب فيه الآخرون من الاستجابة لها، كما أريد أن أضيف شيئا آخر. تفضّل.. مدربنا في نادي هآرتس وفي كل خرجاته الإعلامية مؤخرا كان يقول بأنه ينتظر دعوتي إلى المنتخب الجزائري، وهذا ما يعني بأني كنت جديرا بها، لكن لا يمكن أن أتأثر لأن المستقبل أمامي وإن لم أنل فرصتي هذه المرة فيمكنني أن أنالها في المرات القادمة، شريطة أن أواصل العمل على نفس النسق رغم أني لم أحظ بنفس العناية من المسيّرين في بلادنا. لماذا؟ ربما يقول المسؤولون في الجزائر أنهم يكتفون بما شاهدوه عنّي لمّا كنت ألعب في الجزائر، وإذا ثبت ذلك، فسأعتبر هذا الأمر إجحافا في حقي لأني تركت البطولة الجزائرية منذ مدة طويلة وكان من الضروري أن يرسلوا ملاحظين لي على غرار ما قاموا به مع بعض اللاعبين، والأدهى أن البعض لم يعاينوه أصلا ويتواجد حاليا في المنتخب الوطني، وكيف تتوقع المشاركة الجزائرية في المونديال؟ أرى أن كل شيء متوقف على التحضيرات التي ستجري في سويسرا، ومع الإرادة في العمل، يمكن القول بأننا سنستعيد توازننا ومشكل نقص المنافسة والإصابات الذي يهدّد مشاركتنا سيزول إذا كان العمل جادا من طرف اللاعبين والطاقم الفني، لأنه لا يمكنني أن أنسلخ عن وطنيتي، وإذا لم يسعفني الحظ في أن أكون لاعبا سأكون مناصرا للتشكيلة الوطنية على غرار أي مناصر آخر يحب بلاده. وماذا تريد أن تضيف في الختام؟ أقول أن ثقتي كبيرة في إمكاناتي ولا يمكن في أي حال من الأحوال أن أتأثر من عدم استدعائي لأنه كما يقال عندنا “الشدّة في ربي” وهو الذي يجازي كل واحد بعمله ويعرف نوايا الأشخاص، ورغم كل شيء أقول تحيا الجزائر ولا يمكنني إلا أن أتمنى حظا موفقا لزملائي في المونديال القادم وسأكون سعيدا جدا إذا تأهلوا إلى الدور الثاني.