لا يختلف اثنان في أن اتحاد العاصمة فاز أول أمس على الضيف شباب باتنة من ضربة حظ، وأنه نجا من التعادل أو حتى الهزيمة، بالنظر إلى الأداء المتواضع الذي ظهر به أصحاب الزي الأحمر والأسود خصوصا في المرحلة الثانية، وعليه فإن أبناء سوسطارة يكونون قد حققوا الأهم في هذا اللقاء وأحرزوا أقصى ما يمكن إحرازه وهي النقاط الثلاث، ولكن الجميع خرج غاضبا بالرغم من الظفر بما هو مطلوب، فالأنصار وجدوا فريقا لا يعكس تماما الوجه المنتظر، خصوصا بعد الأداء الجيّد خلال المباريات الودية أثناء التربص، وهو ما حيّر الجميع. دحام ضيّع ما لا يضيّع والحظ خانه كثيرا الشوط الأول كان في معظمه لاتحاد العاصمة، حيث كانت توحي بداية المباراة أن الأمور سهلة، خاصة أن الفريق تمكن من خلق العديد من الفرص السانحة للتسجيل، ولعل أبرزها الثلاث فرص التي حصل عليها المهاجم نور الدين دحام والذي فشل في تحويلها إلى هدف، حيث خانه الحظ في المناسبات الثلاث، وكان الحارس بابوش بارعا في إبعادها، لكن الحظ ساهم بقسط وافر في عدم دخول الكرة الشباك، خاصة في اللقطة الثالثة التي كانت فيها الكرة على خط الستة أمتار ووضعها في الشباك أسهل من تضييعها، لكنها اصطدمت بالحارس وأخرجها إلى الركنية. هدف جديات الشجرة التي تغطي الغابة لحسن حظ الاتحاد أنه تمكن من تسجيل الهدف وفي وقت حساس، وهو الهدف الذي كان بمثابة الشجرة التي تغطي الغابة، كيف لا والمستوى كان في تراجع واضح مع مرور الوقت، وعليه فإن الجميع اقتنع أن المستوى الذي ظهر به الفريق أول أمس كان بمثابة رسالة للجماهير على أن الفريق يجب أن لا تنتظروا منه الكثير في المباريات المقبلة، ولحسن حظه أنه سجل فوزا وإلا لكان الضغط مضاعفا. شوط ثان للنسيان وبابوش كان في راحة تامة ودخل أصحاب الزي الأحمر والأسود الشوط الثاني بنية خلق فرص مثل الشوط الأول، لكن العكس تماما هو الذي حدث، فحتى فرص المرحلة الأولى لم تتكرّر، والغريب في الأمر أن الحارس الباتني بابوش كان في راحة شبه تامة، فلم تصله أي كرة تستحق الدخول إلى الشباك، وهو ما جعل الغضب يسيطر على كل من حضر المباراة، لأنهم تابعوا أضعف شوط لعبه أبناء سوسطارة في الآونة الأخيرة، فحتى خلال الموسم الماضي حين كان الفريق يلعب من أجل تفادي السقوط، كان يقدّم مردودا أحسن بكثير من ذاك الذي ظهر به رفقاء القائد لموشية أول أمس. بزاز لم يتأقلم بعد مع "الطارطون" بعد بداية مخيّبة في الشوط الثاني كان الجميع ينتظر التغييرات من أجل إحداث الانطلاقة من جديد، لكن لسوء حظ رفقاء العيفاوي أنهم تراجعوا كثيرا مع مرور الوقت، وخاصة عقب دخول بزاز الذي كان ينتظر أن يمنح الإضافة، لكنه أكد أنه لم يتأقلم بعد مع العشب الاصطناعي، وهو الأمر الذي يجعله مطالبا بانتظار المباريات التي ستجري على العشب الطبيعي إلى حين أن يتأقلم مع العشب الاصطناعي. دخول بومشرة وحميتي تأخر كثيرا وإذا كان دخول بزاز عقب مرور العشر دقائق الأولى من المرحلة الثانية، فإن التغييرين الآخرين تأخرا كثيرا بالنظر إلى المستوى المتواضع الذي ظهرا به، ولذا انتظر الأنصار أن تكون هناك تغييرات مبكرة من أجل تغيير نمط اللعب، وإعطاء نفس جديد للتشكيلة، لكن المدرّب رونار تأخر كثيرا وأقحم بومشرة في العشر دقائق الأخيرة من المباراة، وبعدها حميتي ست دقائق قبل صافرة الحكم، وهو الأمر الذي أغضب المتتبعين كثيرا. الأنصار تحوّلوا من شتم اللاعبين إلى شتم رونار وتحول أنصار اتحاد العاصمة من مناصرة فريقهم إلى شتم المدرّب، ففي السابق كنا نرى أن الأنصار ينقلبون على اللاعبين حين يرون مستوى متواضعا، لكن هذه المرّة صبّوا جام غضبهم على المدرّب رونار الذي تسبب -حسبهم- في تراجع المستوى خلال الشوط الثاني، وهذا بتغيير الخطة من 4/4/2 إلى 4/3/3، وهو الأمر الذي منح الفرصة للمنافس ليسيطر على وسط الميدان، ومن ثم أخذ الأسبقية في خلق الفرص. حدّاد وقف على حقيقة فريق الأحلام ووقف الرّجل الأول في النادي العاصمي على حقيقة الفريق الذي أسال الكثير من الحبر في الأسابيع الماضية، فالأسماء اللامعة التي زينت تشكيلة نادي سوسطارة لم تصل إلى تطلعات الرئيس علي حدّاد، الذي كان ينتظر أن يقصف فريقه الضيف شباب باتنة بخماسية مثلما وعد الموسم الماضي، لكن تفاجأ بفوز بشقّ الأنفس وبهدف يتيم. -------- رونار: "لم نكن على أتم الاستعداد للمباراة الأولى" عقد المدرّب رونار ندوة صحفية عقب المباراة من أجل شرح الأسباب التي كانت وراء الأداء الباهت لفريقه، لكنه رفض الاعتراف بذلك وقال في رده عن سؤال حول فوز الفريق دون إقناع: "الأداء لم يقنعكم أنتم، أما أنا فنعم، لعبنا شوطا أول في المستوى خلقنا العديد من الفرص السانحة للتسجيل، الهدف تأخر إلى اللحظات الأخيرة من المرحلة الأولى، والمهم في كل هذا هو الفوز، أنا راض بما قدمناه في الشوط الأول، ولست راضيا بالمستوى الذي ظهرنا به في المرحلة الثانية، صراحة لسنا جاهزين بنسبة 100%". "حتى الجزائر لعبت أمام تنزانيا بحذر وسجلت هدفا واحدا" وعن سؤال حول الأسباب التي جعلته يلعب بحذر، رغم أنه لعب على أرضه وأمام جمهور قال المدرّب السابق لمنتخبي زامبيا وأنغولا: "الحذر أمر مطلوب، عندما تلعب أمام فريق يلعب بخمسة مدافعين، أربع لاعبين وسط ميدان، ومهاجم واحد لابدّ أن تحذر من الهجمات المعاكسة التي قد توقعك في الفخ، تلومونني لوحدي فقط، لماذا لا تلومون المنتخب الجزائري الذي لعب بحذر في تنزانيا ولم يسجل سوى هدف واحد". "لا يوجد فريق يحضر إلى بولوغين لينهزم" وقال المدرّب الفرنسي إن الأندية التي تحضر إلى ملعب بولوغين كلها تعمل على تفادي الهزيمة على الأقل، في إشارة إلى المنافس شباب باتنة، حيث قال: "لا يوجد فريق يحل ضيفا علينا ويسهّل لنا المهمة، المنافس تجمّع في الخلف ولم يسمح لنا بتطوير اللعب الهجومي، لهذا السبب أقول إن المنافسين كلهم سيخلقون لنا صعوبات في المستقبل، سواء كانوا فرقا قوية أو فرقا متوسطة المستوى". "نعرف أن المباريات المقبلة ستكون أصعب" ولم يخف المدرّب رونار تخوّفه من صعوبة المهمة التي تنتظرهم في الأسابيع المقبلة، حيث قال: "نعرف أن المهمة كانت صعبة اليوم وحققنا الأهم، ومتأكدون أن المهمة ستكون أصعب في المباريات المقبلة وبداية من الأسبوع المقبل، فكل المباريات قويّة، ولا ننكر أننا مطالبون بالعمل أكثر إذا أرادنا أن نكون في المستوى الذي يؤهلنا لتسجيل نتائج جيّدة". "لا زلنا نعاني من نقص انسجام كبير" وحول الانسجام الغائب بشكل شبه تام قال رونار إن التشكيلة تحتاج إلى وقت طويل لكي يخلق ذلك الانسجام الذي يسمح لها بأن تكون في المستوى، حيث قال: "لا زلنا بحاجة إلى وقت طويل لتحقيق الانسجام، فمع المباريات الودية والرّسمية سيتحسّن الانسجام ومنه الأداء، ولا عيب في ذلك لأن الفريق عرف حضور عدد كبير من اللاعبين الجدد، وغيّاب الانسجام أمر عادي جدّا". "الشلف خسرت برباعية في البداية وفازت باللقب في النهاية" وحول الأداء الباهت لفريقه قال المدرّب رونار إن الفوز هو الأهم، وحتى لو انهزموا لكان الأمر عاديا، حيث قال: "لا تتعجبوا من عدم فوزنا بنتيجة عريضة، فجمعية الشلف الموسم الماضي انهزمت بأربعة أهداف مقابل هدف واحد في أول مباراة في البطولة، لكنها توجت بلقب البطولة في نهاية الموسم، هذا أحسن مثال على أن نتيجة أول مباراة لا تعني شيئا لأن جل الفرق لازالت في مرحلة تحضيرات". "إذا كان الاتحاد سيسجل نتائج أحسن مع إيغيل، مرحبا به" وعن سؤال حول الأخبار المتداولة حول إمكانية التحاق إيغيل بالعارضة الفنية وحول ما إذا كان على علم بما يدور حوله، قال المدرّب الفرنسي: "إذا كان إيغيل سيسجل نتائج جيّدة مع الاتحاد مرحبا به، وهم أحرار، المدرب إيغيل مدرّب جيّد وفي المستوى، وبالنسبة لي لا يهمني استقدام مدرّب". "إذا استقدموا مدرّبا فهذا لا يعني أنني لن أنام جيّدا" وحول ما إذا كان المسيّرون قد تحدثوا معه حول هذا الموضوع، أو شيئا من هذا القبيل، قال مدرّب نادي سوسطارة: "لا يوجد أي مشكل في حالة ما إذا فكّرت الإدارة في التخلي عن خدماتي، كنت في غانا ثم زامبيا وبعدها أنغولا، واليوم أنا هنا، وحتما لن أبقى طول حياتي مع الاتحاد، حتما سألتحق بفريق آخر، وهذه حياة المدرّب، لا يعني أنني قلق، بالعكس سأنام مرتاح البال اليوم وغدا، حتى في حالة ما إذا فكروا في إبعادي". --------- زماموش: "شعرت بالضغط، والمهم هو تفادي التعثر" فوز في أول جولة وكان بصعوبة، ما قولك؟ الفوز جاء بصعوبة، كنا ننتظر ذلك لأن المنافس الذي يلعب منذ البداية ب 11 لاعبا في الخلف من الطبيعي أن يصعب عليك المهمة، حاولنا منذ البداية نقل الخطر إلى منطقة المنافس وقد نجحنا في ذلك، لسوء حظنا فشلنا في التسجيل إلى غاية الدقائق الأخيرة من المرحلة الأولى، ولكن الفوز هو الأهم، وفي هذه الظروف المناصر عليه أن يقتنع بذلك لأنها أول مباراة في الموسم. ألم تشعروا بالضغط قبل المباراة، بالنظر إلى الكلام الكثير الذي قيل عن فريق الأحلام؟ صراحة كان هناك ضغط وأنا شعرت به، لسوء حظنا أننا جعلناه شديدا في البداية بعد أن فشلنا في هز الشباك، لكن بمجرّد أن سجلنا الهدف زال الضغط، وضمنا النقاط الثلاث. لكنك حظيت باستقبال حار من الأنصار أشكر الأنصار على استقبالهم لي بتلك الطريقة، هذا دليل أنهم يحبون فريقهم، لقد أزال ذلك عني جزءا كبيرا من الضغط، وأعد الأنصار بأن أكون في الموعد مستقبلا وسأعمل لكي أسعدهم دائما. سجلتهم هدفا في وقت حسّاس، لكنكم لم تلعبوا جيّدا الشوط الثاني، ما السبب؟ في هذه المباريات علينا أن نبحث عن النتيجة قبل الأداء، ربما الضغط الذي كان علينا هو الذي سبب تراجع المستوى، لكننا الآن في راحة نفسيا، لأننا حققنا الأهم في أولى مباريات الموسم. المدرّب حليلوزيتش كان في المدرّجات اليوم (الحوار أجري بعد اللقاء) ألم يشكل ذلك ضغطا عليك من أجل إثبات قدراتك من جديد؟ ليس لدي ما أثبته، وعن أي ضغط تتحدثون؟ هذه الأمور كنت أتخوّف منها لما كان عمري 18 سنة، أما الآن وقد بلغت 26 سنة فليس لدي ما أثبته، حضور الناخب الوطني في المدرّجات أمر عادي بالنسبة لي، ولهذا السبب أقول إنني مطالب بأن أعمل من أجل صالح فريقي أولا. --------- تڤلمينت يكتشف أجواء بولوغين اكتشف اللاعب إلياس تڤلمينت أجواء ملعب عمر حمادي في مباراة رسمية، التي صنعها الأنصار في المدرّجات فرغم أنه لم يلعب أي دقيقة إلا أن جلوسه على مقعد البدلاء، والتي كانت مكتظة عن آخرها، تڤليمنت لا يزال ينتظر فرص اللعب حتى يكتشف الضغط الحقيقي. تنظيم سيء في أول جولة تسبب الحضور المكثف للأنصار في إحداث فوضى في التنظيم، وقد تعرّضنا إلى اعتداء من أحد رجال الأمن الذي لم يحترم التكليف بالمهمة الذي كان بحوزتنا، لكننا استنجدنا بشقيق الرئيس ربوح حداد الذي تدخل وسهل لنا المهمة، لكن رغم ذلك حدثت بعض الهفوات التي نتمنى ألا تتكرّر في المستقبل. مدير ملعب بولوغين يعد بتنظيم أحسن وكان لنا حديث مع مدير الملعب أڤومي الذي استفسرنا منه عن الأسباب التي جعلت الأمور تخرج من أيديهم أمسية أول أمس، فقال إن غيّاب بعض العناصر المعتادة على التنظيم الجيّد جعل هذه الأخطاء تحدث، موضحا أن المسؤولية رجال الأمن لا تعنيهم، وأنه سيدوّن ما حدث في تقريره الأمني وقد وعد بأن تتحسّن الأمور مستقبلا. النجم الساحلي يريد رونار كشف لنا مصدر مقرّب من المدرّب رونار أنه تلقى عرضا من مسؤولي نادي النجم الساحلي التونيسي، الذي يوجد دون مدرّب هذه الأيّام، وكان المدرّب الفرنسي قد تلقى عرضا من الاتحاد المصري شهر جويلية الماضي، في وقت تتحدث بعض الأطراف عن إمكانية مغادرته وتعويضه بالمدرّب إيغيل، ويبدو أن أيام رونار أصبحت معدودة في الاتحاد، وإلا كيف نفسّر تصريحاته التي قال فيها غنه غير متخوّف من الرحيل. حصة خفيفة أمس واليوم راحة أجرى لاعبو اتحاد العاصمة حصة استرخاء أمس الأحد، على أن يستفيدوا من راحة اليوم الاثنين، بعد أن حرموا منها في الأيام الماضية وهو الأمر الذي جعلهم يتمنون الحصول على يومي راحة، لكن المدرّب رونار فضل منحهم يوما واحدا فقط، على أن تكون العودة على التدريبات صبيحة غد الثلاثاء.