سينزل اتحاد العاصمة ضيفا هذا المساء على مدينة البليدة ليواجه الاتحاد المحلي في مباراة في غاية الأهمية خاصة بالنسبة لأبناء مدينة الورود. وإذا كان أمل العاصميين هو التواجد مع الأوائل في نهاية الموسم، فإن أمل اتحاد البليدة هو البقاء مع أندية القسم الأول.. لذا فإن فوارق الأهداف يجعل الضغط على أصحاب الأرض لأنهم يعرفون أن أي تعثر سيكون بمثابة وضع القدم الأولى في القسم الثاني خصوصا في حال تسجيل بقية المنافسين على البقاء نتائج جيدة. وعلى ضوء هذا فإن البعض يرى أن أصحاب الأرض سيكسبون اللقاء دون عناء، وبطبيعة الحال الكلام يكثر حول الأندية التي لا تملك أهدافا رئيسية واحتمال تنازلها عن النقاط الثلاث لصالح المنافس. سوسطارة في راحة والبليدة في وضع خطير وما فتح المجال للكلام الكثير من المتتبعين والمشككين في نزاهة الفرق هو الوضعية التي يتواجد فيها نادي سوسطارة، حيث يجمع الكثير منهم على أن أبناء العاصمة سيتنازلون عن النقاط الثلاث لأن اللعب من أجل أحد المراكز الأولى والتسبب في نزول أصحاب الأرض يعتبر أمرا مستبعد في نظر هؤلاء، ولكن الضغط الذي يتواجد فيه أبناء مدينة الورود يجعل البعض يرى أن مهمة اتحاد العاصمة سهلة جدا، وبإمكانه العودة بالنقاط الثلاث وليس التعادل، إلا إذا تنازل عن نقاط المباراة. لحسن الحظ المباراة في البليدة ويرى المشككون أنه من حسن حظ اتحاد العاصمة أن اللقاء سيلعب في البليدة وليس في العاصمة، لأنه لو كان في ملعب بولوغين وانهزم أبناء “سوسطارة” فإن الشكوك ستتأكد –حسبهم- وهم الذين هزموا الوفاق شر هزيمة وقلّصوا حظوظه في التنافس على اللقب. وعليه فإن لعب اللقاء في ملعب البليدة يمكن القول إنه فرصة للتقليل من الشكوك، فحتى في حال تنازل اتحاد العاصمة عن نقاط المباراة فيمكن القول إن اتحاد البليدة لعب على ملعبه وأصر على الفوز. العلاقة متوترة منذ حادثة البرج وكانت العلاقة بين اتحاد العاصمة ونظيره اتحاد البليدة غير جيدة منذ ثلاثة مواسم حين تنازل العاصميون عن نقاط مباراتهم في بولوغين لصالح أهلي البرج وكاد يتسبب في نزول اتحاد البليدة إلى القسم الثاني، ومنذ ذلك الحين والبليدية ساخطون على أبناء سوسطارة، لكن العلاقة المتعكرة بين الطرفين لم تعمر طويلا بعد أن تمكن أبناء مدينة الورود من البقاء في القسم الأول. لقاء الموسم الماضي كان للمصالحة ولكن... وكانت الفرصة مواتية حتى تحدث المصالحة بين الطرفين الموسم الماضي، ولكن لعب اللقاء في البليدة في مرحلة الإياب وفوزهم بالنقاط الثلاث جعل البعض لا يعتبرها مصالحة، بل إصرار أبناء مدينة الورود على لعب اللقاء بقوة وإحراز نقاط المباراة. من جانب آخر يقول البعض إن المصالحة حدثت لما فاز اتحاد العاصمة بعدها على مولودية سعيدة الذي كان يصارع من أجل البقاء، لكن اللقاء الجديد بينهما يجعل المجال مفتوحا لتوترها من جديد أو مواصلة المسيرة في طريقة المصالحة. الاتحاد يريد إبعاد الشكوك وإذا أراد العاصميون إبعاد الشكوك عن أنفسهم فما عليهم سوى اللعب بنزاهة والعمل من أجل إفتكاك النقاط الثلاث أو نقطة على الأقل تجعل المتتبعين يتأكدون من حسن نوايا أبناء سوسطارة، خصوصا بعد الكلام الكثير الذي قيل قبل لقائه أمام الوفاق ولكنه قطع الألسن بفوز على أبناء عين الفوارة وما عليه سوى التعامل بالمثل مع هذه المباراة. تعادل أو هزيمة البليدة يعني اقترابها من السقوط والمشكل الذي يعترض العاصميين هو أنهم لا يريدون أن يكونوا سببا في نزول البليديين إلى القسم الثاني، فهم كانوا يتمنون لو كانت هذه المباراة قبل هذا الموعد من أجل الذهاب براحة واللعب من أجل الفوز أو التعادل على الأقل مثل ما فعلت النوادي الأخرى التي كانت السبب في تواجد أبناء المتيجة في هذه الوضعية الخطيرة، وعليه فإن تعادل أو هزيمة أصحاب الأرض اليوم سيكون بمثابة وضع القدم الأولى في القسم الثاني بالنظر إلى بقية مشوار اتحاد البليدة حيث لديه خرجات صعبة جدا. سعدي في مواجهة زعيم من جديد ويدرك الجميع أن علاقة قديمة تربط بين رئيس اتحاد البليدة محمد زعيم ومدرب اتحاد العاصمة نور الدين سعدي الذي سبق له التعامل مع هذا الرئيس نهاية القرن الماضي، وعليه فإن سعدي لم ينس تلك العلاقة المتوترة بينهما بالرغم من مرور أكثر من عشر سنوات حيث لا يريد أن يكون سببا في تلطيخ سمعة اتحاد العاصمة بتنازله عن نقاط المباراة، وأكدت مصادرنا أن سعدي حذّر لاعبيه من هذا الأمر وطالبهم باللعب من أجل الفوز وبكل احترافية. --------------------------------------------------------------------- سعدي أمام حتمية الانتصار وإلا العودة إلى الصفر سيلعب إتحاد العاصمة لقاء مثيرا أمام نظيره البليدي في ملعب مصطفى تشاكر اليوم على الساعة الرابعة، وينتظر سعدي رد فعل إيجابي من لاعبيه خاصة أن البطولة ركنت للراحة مدة أسبوعين، وما يميز هذه المواجهة أنها ذات طابع محلي وعودتنا المواجهات بين الإتحادين العاصمي والبليدي بالإثارة والروح الرياضية العالية رغم حساسيتها، ومباراة اليوم لا تقبل نقاطها القسمة على اثنين حيث يسعى المحليون لإبقاء النقاط الثلاث في ملعبهم للخروج من منطقة الخطر، فيما يعول أشبال سعدي على تحقيق نتيجة إيجابية تعزز حظوظهم في الاقتراب من المرتبة الرابعة. الراحة كانت لشحن البطاريات وقد ركنت البطولة إلى راحة فاقت الأسبوعين برمجت فيها الرابطة أكبر عدد من المباريات المتأخرة بالإضافة إلى لعب مقابلتي الدور نصف النهائي من كأس الجمهورية، وبما أن أصحاب الزي الأحمر والأسود كانوا غير معنيين بهذه المواعيد، فقد منح سعدي لاعبيه راحة أربعة أيام قبل استئناف العمل وإعادة شحن بطارياتهم واسترجاع بعض المصابين، على غرار بن عيادة وسعيدون، كما استغل المدرب فترة الراحة لإجراء لقاء ودي أمام الجار بلوزداد قبل أكثر من أسبوع حيث فاز رفقاء حميدي برباعية مقابل هدف، وكانت المباراة مفيدة جدا من الناحية المعنوية بالإضافة إلى أنها أبقت اللاعبين في جو المنافسة، كما منح المدرب الفرصة للعناصر التي لم تشارك بانتظام في المنافسة الرسمية على غرار عناني أوزناجي. البحث عن ثاني فوز خارج الديار يبحث سعدي خلال لقاء تشكيلته أمام إتحاد البليدة عن فوزه الثاني هذا الموسم خارج الديار بعد الذي أحرزه في باتنة على المولودية المحلية في الجولة 25 بهدف وحيد سجله الهداف حميدي، كما حقق سعدي انتصارا على الجار نصر حسين داي الذي لا يعتبره المتتبعون انتصارا خارج الديار لأنه محلي، ومن المنتظر أن يلعب حميدي بخطة هجومية حيث ليس لديهم ما يخسرونه مثلما أكدت لنا بعض الأطراف المقربة من الطاقم الفني، وما عليه إلا المجازفة لأنه يعول على النقاط الثلاثة. المعنويات مرتفعة قبل اللقاء ولاحظنا في الحصص التدريبية الأخيرة لرفقاء الحارس عبدوني الحماس الشديد والمعنويات المرتفعة للاعبين، وهو ما يبشر بالخير قبل نهاية الموسم الذي عرف فيه أشبال سعدي عدة مشاكل كادت ترمي الفريق في الهاوية، خاصة بعد إقصائه من منافسة كأس الجمهورية أمام الغريم مولودية الجزائر وبعدها مباشرة انهزم أمام المنافس نفسه في البطولة وهو ما لم يتجرعه محبو إتحاد العاصمة، لكن بفضل خبرة وحنكة المدرب سعدي وإرادة لاعبيه عاد الاتحاد بقوة وحقق فوزين ثمينين على إتحاد عنابة ووفاق سطيف على التوالي، ما أعاد الروح أكثر إلى المجموعة في انتظار التأكيد أمام إتحاد البليدة وإلا ستكون العودة إلى نقطة الصفر مجددا. اللاعبون واعون بما ينتظرهم اقتربنا من بعض لاعبي إتحاد العاصمة لأخذ انطباعاتهم عن اللقاء فلاحظنا تركيزا شديدا كأنها مواجهة الكأس، ما يؤكد الإرادة القوية التي تحدو زملاء آيت واعمر لتحقيق نتيجة إيجابية، كما يدركون المسؤولية الملقاة على عاتقهم فيما تبقى من البطولة وهم عازمون على حصد أكبر عدد من النقاط من أجل إنقاذ موسمهم الذي ضيعوا فيه الكثير بعد أن كان هدفهم لعب الأدوار الأولى، بسبب المشاكل وتذبذب النتائج، لكن لا تزال أمامهم فرص للعب على المرتبة الرابعة وهو ما يحفز أصحاب الزي الأحمر والأسود أكثر. بعض الغيابات موجودة لكن الحلول متوفرة أما عن الجانب الفني لهذا اللقاء فنسجل عددا معتبرا من الغيابات في صفوف إتحاد العاصمة، على غرار القائد دزيري الذي عاودته الإصابة الأسبوع المنصرم بعدما كانت عودته مرتقبة أمام إتحاد البليدة اليوم، والأمر نفسه لرفيقه غازي الذي يعتبر ركيزة هو الآخر وسيغيب اليوم بسبب عدم تعافيه من الإصابة، ومن حسن حظ سعدي أنه يملك الحلول اللازمة لسد الفراغ وتعويض هاذين اللاعبين حيث سيعتمد بنسبة كبيرة على سعيدون في الاسترجاع إلى جانب آيت واعمر وخوالد، فيما سيتكفل سايح أو طاتام بصناعة اللعب كما اعتدنا على ذلك في المباريات الأخيرة. ونحو الاعتماد على التشكيلة التي فازت على سطيف أكدت لنا أطراف مقربة من الطاقم الفني أن سعدي سيعتمد بنسبة كبيرة على التشكيلة التي فازت في المباريتين الأخيرتين على عنابةوسطيف على التوالي، حيث ينتهج المدرب قاعدة عدم تغيير التشكيلة التي تفوز على منافسين يلعبون الأدوار الأولى، وعليه فمن المنتظر أن يعتمد على شكلام وريال في محور الدفاع، بن عيادة على الجهة اليمنى فيما يبقى الإشكال بين العياطي وعوامري نظرا للتألق اللافت لهذا الثنائي على الجهة اليسرى، وعن وسط الميدان فالأمور واضحة بإشراك خوالد، سعيدون في الاسترجاع، وآيت واعمر متقدما بعض الشيء إلى جانب سايح وسيقحم اللاعب الشاب طاتام بنسبة أقل، أما في الهجوم فسنسجل دخول حميدي ودحام نظرا للجاهزية الكبيرة التي يوجد عليها اللاعبان. الانتصار يزيد حظوظ المرتبة الرابعة وفي حال حقق أشبال سعدي الانتصار في هذا اللقاء سيفتح ذلك الأبواب على مصراعيها للظفر بالمرتبة الرابعة قبل 6 جولات من نهاية الموسم، خاصة أن الرزنامة تخدم نادي سوسطارة أكثر من غيره بحكم أن أصحاب الزي الأحمر والأسود سيستقبلون أربع مرات وسيتنقلون في مناسبتين إلى تيزي وزو عند مواجهة شبيبة القبائل، و إلى وهران في الجولة الأخيرة لمواجهة المولودية المحلية، ويدرك سعدي جيدا أهمية نقاط البليدة ولن يفرط فيها مهما كان الثمن. وضعية البليدة صعبة وحذار من انتفاضتها يوجد لاعبو إتحاد البليدة في وضعية حرجة جدا حيث يحتلون المرتبة 16 التي تعني السقوط إلى القسم الثاني، وسيرمون بكل ما لديهم في لقاء اليوم للظفر بالنقاط الثلاث التي تسمح لهم بالهروب مؤقتا من منطقة الخطر، لكن مهمتهم لن تكون سهلة في ظل الجاهزية الكبيرة التي يوجد عليها أشبال سعدي ومثلما أكده لنا معظمهم، حيث لا يكترثون لوضعية الأندية المنافسة بقدر ما تهمهم وضعيتهم التي لا تشرف فريقا عريقا بحجم إتحاد العاصمة الذي تعود على لعب الأدوار الأولى واعتلاء منصات التتويج، وعليه فإن احتلال المرتبة الرابعة سيكون أقل ما يقدمه اللاعبون لأنصارهم حتى يتصالحوا معهم.