بعد المرض الذي منعه من الحضور مع المنتخب الوطني في تانزانيا، عاد قائد المنتخب عنتر يحيى للعب مع ناديه الجديد النصر السعودي وكلّه أمل في النجاح في أول تجربة له في الخليج. عنتر يحيى يكشف في هذا الحوار جديده مع فريقه كما يعطي رأيه عن الأحداث الجديدة في المنتخب الوطني وخاصة لاعب ريال سوسييداد الإسباني بن طيبة كادامورو الذي قد يلتحق ب “الخضر” لاحقا. في البداية، كيف هي أحوالك؟ بخير الحمد لله، لقد تعافيت من الإصابة التي أوقفتني وأجبرتني على الابتعاد عن المنافسة وأتعبتني كثيرا إلى درجة أنها أجبرتني على الركون إلى الراحة المطلقة لاستعادة الأنفاس وهذا ما كلفني تضييع مباراة تانزانيا والتي لم أكن أريد تضييعها ولكن ما باليد حيلة لأنه كان من المستحيل أن أتواجد في ذلك اللقاء بسبب إصابتي، واليوم الأمور تحسنت كثيرا وأحمد الله على ذلك، استأنفت التدريبات وتمكنت من المشاركة أيضا في المباراة الأولى من البطولة أمام الرائد. وكيف عشت لقاء الرائد على العموم؟ جرى في أحسن الظروف، على الرغم من أنه واجهتنا عدة صعوبات حين واجهنا فريق الرائد الذي كان عنيدا ووجدنا عدة صعوبات لتحقيق الفوز أمامه وهذا يؤكد أيضا في نفس الوقت أن فريقنا لا يضيّع أي شيء وأدنى فرصة لتحقيق الأهم وهذا مفيد لما هو قادم، وبعد أربع أو خمس جولات سنجد معالمنا ويكون هناك الانسجام اللازم وأنا واثق من نفسي على وجه الخصوص. ستتنقلون إلى جدة هذا الجمعة لمواجهة الإتحاد، وهو لقاء ساخن، أليس كذلك؟ نعم بالتأكيد، هنا في السعودية الناس يحبون كثيرا كرة القدم وقال لي الكثيرون إن ملعب جدة يشهد إقبالا جماهيريا كبيرا والحماس يكون بذلك فيّاضا في الملعب يوم المباراة وهو نوع المباريات التي أهواها في حقيقة الأمر وسنعمل على تحقيق نتيجة إيجابية هناك إن شاء الله، وصراحة أنا متشوق لاكتشاف الأجواء والحماس في جدة ولن نعود خائبين بطبيعة الحال. وكيف تقيّم مستوى البطولة السعودية؟ صراحة لست بعد في أحسن رواق لتقييم مستوى البطولة السعودية وعليك أن تعيد طرح عليّ ذات السؤال لما تتقدّم البطولة بعض الشيء وإجراء عدد لا بأس به من الجولات، وصراحة أنا بصدد اكتشاف هذه البطولة مثل الجزائريين ولكنني سمعت عنها الكثير بطبيعة الحال وهو ما جعلني أفضل التنقل للعب في نادي النصر. لكن هناك عدة لاعبين بارزين وجيدين في البطولة السعودية، أليس كذلك؟ نعم بالتأكيد، هنا الأندية لا تنتدب إلا اللاعبين أصحاب الجودة فهناك أيضا يوسف العربي وهو دولي مغربي والذي كانت له عدة عروض من أندية معروفة في أوروبا وهناك لاعبين إفريقيين آخرين مثل الكاميروني “إيمانا” (لاعب سابق في فالنسيا وبيتس إشبيلية والآن هو في الهلال السعودي)، ونجد أيضا ماليك زياية وصراحة تفاجأت بالشعبية الواسعة التي يملكها هنا في السعودية. وهل أنت في اتصال مع زياية؟ نعم نحن في اتصال دائم وهذا ليس وليد اليوم فنحن نتصل مع بعضنا قبل أن ألتحق بالسعودية وكان ذلك منذ التحاقه أول مرة بالمنتخب الوطني وأنا دائما أحافظ على علاقاتي مع رفاقي في المنتخب وبذلك فأنا في اتصال يومي مع زياية فهو إنسان طيّب للغاية ورائع وأرتاح كثيرا إلى جانبه. تقول إنه معروف كثيرا هنا في السعودية، كيف ذلك؟ لا يمكن أن تتصور كم هو مشهور هنا في السعودية، ف زياية نجم حقيقي في السعودية والناس هنا يحترمونه كثيرا وهذا بعد كل ما قدمه مع الإتحاد منذ التحاقه به وهو يعتبر من بين أبرز المهاجمين في البطولة السعودية من دون مبالغة والجميع يتحدث عنه بهذه الطريقة وأنا شخصيا تفاجأت لما وقفت على شهرته الواسعة والجميع يتحدث عنه بالخير وهو محبوب كثيرا لدى الجماهير ووسائل الإعلام تهتم به كثيرا أيضا. يحدث هذا على الرغم من أنه في الجزائر ليس كذلك، كيف ترى هذه النقطة؟ ربما يحدث ذلك في الجزائر والناس مخطئون في تفكيرهم فيما يتعلق ب زياية، لأنه هنا في السعودية لاعب مشهور فوق العادة والجميع يحترمونه ويحسبون له ألف حساب وصدقوني أنه من بين أبرز اللاعبين والجميع يتحدث عنه في مختلف الجرائد واسعة الانتشار في السعودية وأنا فخور بذلك لأنه شرف سمعة اللاعبين الجزائريين وسمعة الجزائر ككل. كيف تعيش حياتك الجديدة في مدينة الرياض؟ أعيش في أحسن الظروف والحمد لله، ويشرفني كثيرا العيش في مدينة مثل الرياض وبلد مسلم بحجم المملكة العربية السعودية وأؤدي العمل الذي أهواه وهو ممارسة كرة القدم، الأشخاص رائعون هنا وأنا بصدد التعود على أجواء العيش في الرياض والاحتكاك بثقافة جديدة. وهل التدريبات قاسية في السعودية؟ على الصعيد الشخصي أتدرب بكل جدية ومثلما تعوّدت على ذلك مع الفرق التي لعبت لها في أوروبا ومن حسن حظي أنني أقطن بقرب أعضاء الطاقم الفني والمحضر البدني طلب مني أنا ولاعبان من الأرجنتين “خوان مارسيي” و”خوان بابلو بينو” إن كنا نريد القيام بعمل إضافي معه فلا مانع من ذلك، وهو ما وافقت عليه وأعتبر ذلك من حسن حظي لأجل الحفاظ على مستواي. إذن أنت تجري حصص تدريبية إضافية، أليس كذلك؟ نعم وهو كذلك، فنحن نتدرب مثلما كنا عليه في أوروبا بإجراء حصتين تدريبيتين في اليوم وتصل في بعض الأحيان إلى غاية ثلاث حصص ونقوم بذلك مرتين إلى ثلاثة في الأسبوع ونخفض حجم العمل يومين أو ثلاثة قبل أي مباراة رسمية بطبيعة الحال ونصبح نتدرب بحصة واحدة فقط، والمحضر البدني إذن يوجد تحت تصرفنا وهو إنسان رائع يقوم بعمل إضافي معنا ونحن نسعى للاستفادة من ذلك قدر المستطاع وإذا أردت حقا الحفاظ على لياقتي العالية والتواجد بانتظام مع التشكيلة الأساسية لفريقي وللمنتخب الوطني فعليّ أن أمرّ بهذه المراحل وهي قاسية بعض الشيء لكنها ضرورية وتعود علينا بالفائدة كما قلت لك من قبل (يضحك)... هذا سيطمئن كثيرا حليلوزيتش لما يعلم أنك تتدرب مثلما كنت تفعل في أوروبا، ما قولك؟ من واجبي أن أبقى في أحسن لياقة وأشارك بانتظام لكسب المنافسة مع فريقي وهذا من أجل الحفاظ أيضا على مكانتي في المنتخب الوطني، فأنا لاعب يحب التحديات ويهوى المنافسة الرسمية وأحب دائما لعب أكبر عدد ممكن من المباريات في الموسم ولا أريد الاستسلام أو الركون إلى الراحة سواء في حياتي الاحترافية في كرة القدم أو في حياتي الخاصة، وبما أن المسيرين وضعوا ثقتهم في شخصي فمستحيل أن أخيبهم وعليّ أن أكون في المستوى المطلوب ولا يمكني خداعهم ولا خداع الأنصار خاصة بعد الاستقبال الذي خصوني بهم عند التحاقي لأول مرة بالنصر ومشاركتي أيضا لأول مرة أمام الرائد وذلك ما زاد إرادتي أكثر. ماذا يقول الأنصار بالضبط؟ ما يمكنني تأكيده هو مباشرة بعد لمسي للكرة، فإن الأنصار كلهم يرددون “وان.. تو.. ثري.. فيفا لالجيري” فهذا أبهرني وأعجبني كثيرا في الوقت نفسه، وهو ما يؤكد لي بأنهم يحبون الجزائر دائما وكيف بذلك تريدونني ألا أقدم أقصى ما لديّ، وعليّ بذلك أن أكون في المستوى أو أكثر لتقديم ألف من المائة من إمكاناتي أو أكثر فهم منذ مدة لم يفوزوا بأي شيء وينتظرون منا الكثير هذا الموسم وهذا ما يحفزني ويشجعني من أجل القيام بتضحيات لمضاعفة المجهودات، ومن واجبي تقديم أقصى ما لديّ من أجل المسيرين، الأنصار وكذا للمنتخب الوطني الجزائري. وهل يتعرف عليك الأنصار خارج الميدان؟ نعم بالتأكيد، فالأنصار يعشقون كرة القدم وفرقهم وهم متعلقون باللاعبين ولما أخرج إلى الشارع يوقفني الكثيرون من أجل أخذ بعض الصور التذكارية والأوتوغرافات ويشجعونني فهم يحبون كثيرا الفريق. ما دام أنك تلعب في السعودية فإنك محظوظ بالتواجد بقرب البقاع المقدّسة ومكةالمكرمة، هل أديّت العمرة أم ليس بعد؟ لا، ليس بعد، وهي أول أمر فكرت فيه بعدما قرّرت اللعب في السعودية وهذا حلم بالنسبة إليّ وصراحة لا أريد الحديث عن هذا الجانب في وسائل الإعلام. نعم نعلم بذلك، لكن بما أنك في عين المكان وبقرب البقاع المقدسة نسعى بإلحاح للتسلل بعض الشيء في حياتك الخاصة، فإن الأمر يتعلق بمكةالمكرمة والعمرة عنتر... نعم أفهم ذلك جيدا، ولكن أريد فقط الاحتفاظ بذلك لنفسي، فالدين هو أمر خاص جدا. بالتأكيد فنحن نحترم قرارك، لكن عملك أوصلك إلى البقاع وطرقت أبواب مكةالمكرمة، فاسمح لنا أن نتفسح في هذا الفضاء معك ونريد أن نعلم كيف سيكون ذلك فقط؟ لديّ حماس لأداء العمرة مع زوجتي وسأؤديها في أول فرصة تتاح لي إن شاء الله والحج أيضا ينتظرني وأنا لا أقيم بعيدا عن مكةالمكرمة فهي على بعد 878 كلم و957 كلم عن المدينةالمنورة واطلعت على هذه المعلومة من خلال لافتة على الطريق السريع وأخذت هذه الصورة عبر هاتفي النقال (يضحك). نعود إلى كرة القدم، ماذا يمكن أن تقول لنا عن مباراة تانزانيا؟ لكن حزنت كثيرا لعدم تواجدي إلى جانب بقية رفاقي في المنتخب بسبب الإصابة التي تعرضت لها، وكنت أتمنى تحقيق الفوز مثل كل الجزائريين لكننا لم ننجح في ذلك للأسف، ولكن بعد الأصداء التي وصلتني بأن الجميع متفائل وشعر بالارتياح والتحسن مقارنة بالمباريات السابقة فهذا محفز ومشجع في نفس الوقت. من دون شك سمعت عن الياسين بن طيبة كادامورو، هل من كلمة عن هذا اللاعب؟ نعم لقد اطلعت على هذا في جريدتكم “لوبيتور”، فهي مفاجئة سارة بالنسبة لي كما هي كذلك لجميع الجزائريين ويشرفني كثيرا اكتشاف مثل هذا اللاعب الذي ينشط في الليغا الإسبانية مع نادي ريال سوسييداد وهو الذي ساهم في إيقاف برشلونة في آخر مباراة، وصدقني أن هذا الأمر ليس هيّنا، وبذلك فباستطاعته مساعدة المنتخب الجزائري وسأكون أول من يرحّب به، وفي كل مرة نكتشف لاعبا جزائريا فإن ردّة فعلي تكون مثل المناصر الجزائري الوفي وأفرح كثيرا عند قدومه. وماذا قلت في قرارة نفسك بعد لقاء البارصا؟ شعرت بالافتخار، فأنا أفتخر بتواجد الياسين كادامورو بن طيبة في الليغا الإسبانية وتمكنه من إيقاف فريق قوي مثل برشلونة. إنه ينشط تقريبا في نفس منصبك، وهذا حسّاس بالنسبة لك، أليس كذلك؟ كما تعلم فلا أحد سيفنى في المنتخب الوطني والواحد ما يتمناه لمنتخب بلاده أن يضم أكبر عدد ممكن من اللاعبين الجيدين في كل السنوات وهذا يؤكد بأن الخلف موجود ولا خوف على المنتخب، ويمكنني أن أؤكد لك بأنني سعيد لوجود لاعب جزائري شاب ينجح في المستوى العالي وأنا أقول هذا من أعماق قلبي، والجزائر بحاجة إلى أبنائها وكل من هو قادر على تقديم الإضافة للمنتخب الوطني مرحبا به، وإذا كان كادامورو في لياقة أحسن مني فإنه يستحق اللعب أكثر مني. إذن المنافسة ستشتعل أكثر، أليس كذلك؟ بنعم بالتأكيد فمع لاعبين مماثلين الجميع يضاعف من المجهودات لأجل الظفر بمكانته وهو ما يخدم مصلحة المنتخب وإذا كان جيدا فإنه سيلعب. في الأخير نشكر عنتر على طيبتك وخاصة على صراحتك المعتادة، هل من كلمة في الأخير للجماهير الجزائرية؟ أنا من يجب أن يشكركم، ومن فضلكم بلغوا سلامي الحارّ لكل الجزائريين والجزائر وإلى الملتقى إن شاء الله.