عندما إلتقيناه عقب وصول البعثة الجزائرية إلى “بولوكوان” قادمة من دوربان صبيحة أمس، وجدنا ملامح وجه عنتر يحيى تختلف تماما عمّا كان عليه يوم الجمعة بعد الحصة التدريبية التي تعرض فيها للإصابة، إذ كان صاحب هدف الفوز في أم درمان يضحك هذه المرة ويمزح مع زملائه، مما جعلنا نتأكد أن إصابته أصبحت من الماضي قبل أن يتحدث إلينا حصريًا كون “الهداف” إلى جانب “الجزيرة” الجريدة الوحيدة في استقبال المنتخب الوطني ب “بولوكوان”... بداية كيف هي الحالة الصحية ل عنتر يحيى بعد أن أقلقت إصابتك في آخر حصة تدريبية الجميع ؟ الحمد للّه، أنا لا أعاني من أي أوجاع الآن وقد قمت بالفحوص التي أظهرت أنني لا أعاني من أي إلتواء وسأتمكن من المشاركة في المواجهة أمام سلوفينيا بصفة طبيعية. لكن خروجك كان صعبا أمس من الميدان إلى درجة أنك لم تتمكن من المشي ؟ نعم بعد أن تعرضت للإصابة كنت جد قلق، خاصة أن الأوجاع ظلت تلازمني، لكنني بعد أن لم يصبني إنتفاخ في موضع الإصابة قمت بالإسعافات الأولية التي كانت مفيدة والحمد للّه أن الخوف الذي كنت أعيشه زال الآن بعد أن تأكدت أن الإصابة لن تؤثر عليّ، وأنا جاهز للقاء سلوفينيا. وكيف تعرضت للإصابة، هل يُمكن أن تحدثنا عمّا جرى بالضبط ؟ نعم، تعرضي للإصابة كان على إثر ركنية نفّذها زياني وصعدت لأضرب الكرة برأسي أمام مبولحي، لكن هذا الأخير دون شعور لمس ساقي بقوة لأفقد توازني وأسقط بطريقة غير جيّدة لأشعر بالتواء الكاحل. وصدقني أنني عندما سقطت و”دارت رجلي” شعرت أن كأس العالم انتهت بالنسبة لي بسبب الأوجاع التي كنت أشعر بها، وكذا دوران رجلي بشكل قلت في قرارة نفسي أنني لن أتمكّن من العودة إلى المنافسة في هذه الدورة. وماذا حدث بعد ذلك ؟ بعد أن قدمت لي الإسعافات الأولية، شعرت بتحسّن طفيف، خاصة أن رجلي لم تنتفخ وهو ما طمأنني أكثر لأقوم بالتنقل إلى الفندق بطريقة عادية وأقوم بالفحوص التي أظهرت أنني لا أعاني من أي إصابة خطيرة، والحمد للّه أنني الآن في كامل قواي وسأشارك دون أي مشكل في هذا اللقاء الهام. حيرة كبيرة كانت على أنصار المنتخب، خاصة أن إصابتك كانت على بعد أقل من 48 ساعة من مباراة سلوفينيا، ما تعليقك ؟ لقد سمعت كثيرا عن التضامن الكبير الذي كان معي بعد الإصابة وأنت تتيح لي الفرصة لأشكر الشعب الجزائري الذي تضامن معي، وأقول للجميع أن لا يقلقوا لأني بخير وليس هناك أي مشكل من هذه الناحية رغم أنني أيضا تخوّفت كثيرا وظننت أنني خارج المنافسة، لكن الأمور عادت إلى مجراها الطبيعي. وكيف كانت ستكون الأمور لو لم تُشف من إصابتك، خاصة أن الأمر يتعلق بحدث تاريخي هو أول مواجهة في المونديال بالنسبة لك ؟ تريد الحقيقة، بالنسبة لي لم يكن بإمكاني أن أضحّي بهذا الحدث التاريخي وحتى لو كنت مصابا كنت سألعب هذا اللقاء لأن المونديال يُمكن لأي لاعب أن يلعبه مرة واحدة في التاريخ، وأنا من جهتي لا يُمكنني أن أضيّع هذا الحدث. إذا عدنا إلى مباراة سلوفينيا، هل تعتقد أن النخبة الوطنية جاهزة؟ بطبيعة الحال، فنحن نُحضّر لها منذ مدة، وأعرف أننا أعطينا هذا اللقاء الأهمية اللازمة لأننا لا نريد أن نُضيّع الفرصة في هذه المنافسة، واللقاء أمام سلوفينيا سندخله بالعزيمة اللازمة التي تسمح لنا بتحقيق الفوز لأن ذلك سيسمح لنا بأن نطمح إلى الذهاب بعيدا في هذه المنافسة. الشعب الجزائري قلق بخصوص ما ينتظر “الخضر” في هذه الدورة، ماذا تقول له ؟ أقول للشعب الجزائري، لقد وضعتم ثقتكم فينا في العديد من المرات وأظن أننا في كل مرة أدخلنا الفرحة إلى قلوب الملايين من الجزائريين ولم نُخيّبهم، بالتالي أنا متأكد أن الشعب الجزائري يثق في هذه المجموعة التي ستعمل المستحيل لأجل تحقق نتائج إيجابية في المونديال القادم. ستكون القائد في غياب منصوري في هذا اللقاء، ما هو شعورك وأنت تقود الخضر في كأس العالم ؟ يزيد منصوري يبقى دائما القائد المثالي للمنتخب الوطني، وأنا بالنسبة لي رغم فخري واعتزازي بأنني سأكون القائد في هذه المباراة إلا أنني دائما عندما ألعب للمنتخب الجزائري ألعب بنفس الروح والإرادة سواء كنت حاملا شارة القائد أم لا. هل من إضافة في الأخير ؟ الحمد للّه، أنا جاهز لهذه المواجهة وإن شاء اللّه سنكون في الموعد ونفرح الشعب الجزائري. ---------------- صراع يحيى - ديديتش في وسائل الإعلام الألمانية بعيدا عن الصخب الإعلامي الذي يصاحب الدخول الرسمي ل “الخضر” في منافسة كأس العالم أمام نظيره السلوفيني، سلّطت المواقع الإعلامية في ألمانيا الضوء على الصراع الذي سيكون وجها لوجه بين صخرة دفاع “الخضر” عنتر يحيى وزميله في نادي بوخوم المهاجم السلوفيني زلاتكو ديديتش في حال إلتقائهما على أرضية ميدان ملعب “بولوكوان”، بما أنهما يعرفان بعضهما البعض جيدا. وحسب موقع “سبوكس. كوم” الألماني الذي نشر المقال، فإن جميع الأنظار في بلاد “الجرمان” ستكون مصوّبة إلى الثنائي السالف الذكر ورؤية رد فعله بعد أن عجز على غرار بقية زملائه (الثنائي) في نادي بوخوم في إنقاذه من شبح السقوط الذي كان مصيره في نهاية موسم كارثي بالنسبة إليه. هدف يحيى أمام مصر وهدف ديديتش أمام روسيا.. القاسم المشترك وأشار الموقع الألماني إلى أنه بالرغم من أن كل لاعب سيُحاول الدفاع بشراسة عن ألوان بلده والذي سيكون تحت أعين الكثير من متتبعي شؤون كرة القدم، إلا أن هذا الأمر لا يمنع من القول إنهما يملكان العديد من القواسم المشتركة، لعل أبرزها هو نجاح اللاعبين في قيادة منتخبي بلديهما إلى المونديال بلمسة شخصية، فبالنسبة إلى عنتر يحيى وكما هو معلوم فقد نجح بصاروخيته في مرمى الحضري من تأهيل الجزائر إلى محفل دولي غابت عنه 24 سنة كاملة، كما أن ديديتش كان صاحب هدف التأهل أيضا أمام روسيا في مرحة “البلاي-أوف” المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم عن منطقة أوروبا. عنتر يحيى سيكون تحت المجهر وبعيدا عن الصراع الثنائي الذي سيشهده ملعب “بولكوان” بين المدافع الجزائري والمهاجم السلوفيني، فقد صنع خبر تنحية منصوري من قيادة المنتخب الوطني الحدث في ألمانيا، لا لشيء إلاّ لأن خليفته هو أحد لاعبي “البوندسليڤا”، كما عاد موقع “سبوكس.كوم” إلى تصريح سابق لإبن سدراتة بعد أن أوكلت له هذه المهمة الجديدة، عندما قال: “شرف عظيم أن أكون قائدا، لكن ما يهمني أكثر هو أداؤنا على أرضية الميدان الذي يجب أن يكون جيدا“. كما أشار الموقع نفسه إلى أن عنتر يحيى سيكون تحت مجهر العديد من الملاحظين الذين سيقفون على إمكاناته عن قرب، ولم لا الظفر بعقد إحترافي محترم وهو الذي قرر أن لا يبقى في ناديه الحالي بوخوم. إصابته صنعت الحدث في ألمانيا” ومما أشارت إليه مختلف وسائل الإعلام الألمانية هي الإصابة التي تعرض لها عنتر يحيى على مستوى الكاحل والتي كان يرى فيها أغلب المتتبعين سببا رئيسيا في عدم ظهور المدافع الجزائري بأوج إمكاناته وصنعت الحدث في بلاد “المانشافت”، حيث رآها الجميع أحد الأمور التي كانت ستصنع الفارق لصالح السلوفيني ديديتش، إلا أن تعافي اللاعب ووجوده في كامل إمكاناته سيجعل كل عشاق اللعب الجميل يشاهدون صراعا “ملكيّا” بين لاعبيْن يعرفان بعضهما جيدا. “لوف“ يُرشح زملاء ديديتش ويرى مختلف المتتبعين في ألمانيا أن الفائز بين المنتخبين سيخطو خطوة عملاقة نحو التأهل إلى الدور الثاني، إلا أن من أهم ما تناقلته وسائل الإعلام الألمانية هو تصريحات مدرب المنتخب الألماني “جواكيم لوف” راهن على عدم قدرة “الخضر” على المرور إلى الدور الثاني في ظل وجود منتخبات قوية ومحترمة في مجموعتها على غرار الولاياتالمتحدةوإنجلترا، مرشحا سلوفينيا للتأهل وراء إنجلترا. لا يستبعدون تكرار سيناريو 82 وعلى عكس اللغة التي تحدث بها “جواكيم لوف”، كان ل موقع “سبوكس.كوم” الألماني رأي آخر في المشاركة الجزائرية، حيث لا يستبعد قدرة أشبال سعدان في تكرار ما فعلوه في جوان 82 لما أطاحوا بمنتخب بلادهم أداء ونتيجة في مباراة لا يُمكن للألمان نسيانها، وهم يرون أن كل شيء وارد مع الإرادة التي يتحلّى بها زملاء عنتر يحيى والتي رشحتهم لإخراج منتخبات قوية أمثال كوت ديفوار وقبلها مصر من أهم المنافسات في إعادة السنياريو نفسه حتى ولو كان منافسهم إسمه إنجلترا.