صدم نادي ريال سوسييداد العالم مساء أمس لما استطاع بفضل كتيبته الشابة التي يقودها الفرنسي فيليب مونتانيي، تحقيق التعادل أمام العملاق برشلونة. فرغم تقدم زملاء ميسي بثنائية في أول 10 دقائق عبر تشافي وفابريڤاس، إلا أن ريال سوسييداد استطاع العودة في الشوط الثاني بالتسجيل مرتين. وقد كانت المباراة التي احتضنها ملعب "أنويتا" فرصة تاريخية للشاب الجزائري لياسين كادامورو بن طيبة الذي أقحم بداية من (د68)، ففضلا عن مساهمته في النتيجة غير المتوقعة، قدم خريج مدرسة سوشو أداء جيدا للغاية قد يُكسبه الكثير في المواعيد القادمة، كما قد يعود بالفائدة أيضا على المنتخب الوطني. "مونتانيي" وضع فيه ثقته لتأمين النتيجة بعد العودة من الإصابة مشاركة "كادامورو" (اللقب الإيطالي للاعب ثلاثي الجنسية) في لقاء أمس كانت الأولى له هذا الموسم، فالشاب غاب في الجولة الماضية (الثانية من "الليڤا") أمام سبورتينغ خيخون في مباراة انتهت نتيجتها لصالح رفقائه، ويعود سبب غيابه عن قائمة 18 الخاصة بتلك المواجهة إلى إصابة كان تعرض إليها في مباريات ريال سوسييداد التحضيرية للموسم الجديد، غير أن تدارك بن طيبة في الأيام الأخيرة، بدليل مشاركته في لقاء ودي أمام بريست الفرنسي وتقديمه كرة حاسمة خلاله، ساهم في منحه فرصة الدخول ل22 دقيقة، وهي مدة حاول خلالها المدرب مونتانيي تأمين النتيجة، ما حدث فعلا في الأخير. شجاع، تدخلات موفقة وأوقف "ميسي" بالقوة رغم أن مدة 22 دقيقة غير كافية لاصدار حكم نهائي عن الشاب الفرنكو–إيطالو-جزائري، لكن بن طيبة ذو 23 عاما أعطى بعض اللمحات التي تؤكد امتلاكه إمكانات عالية قابلة للصقل والتطور مستقبلا، حيث كان شجاعا للغاية غير مبال في تدخلاته ومتابعته لحامل الكرة، بالرغم من أن المنافس هو أقوى ناد في العالم، وقد وقف "كادامورو" الند للند أمام البرازيلي داني ألفيس خاصة أن المدافع الجزائري لعب على الجانب الأيمن من الملعب بدور مزدوج بين الظهر الدفاعي والجناح الهجومي، وقد كانت أبرز تدخلاته على النجم ليونيل ميسي حين أوقفه في (د82) ونال إثر ذلك بطاقة صفراء. حتى أمام "البارصا" وتابع مراوغاته وتسبب في إنذار ل"ميسي" أقحم "كادامورو" وهو في الأصل مدافع أيمن بديلا لزميله وسط الميدان تشافي بييرو، ويلعب بييرو صانع ألعاب في مخطط مدرب فالونسيان السابق، لأجل هذا كان دوره أيضا هجوميا، الجانب الذي نشطه الجزائري الأصل أيضا مستخدما سرعته وإمكاناته الفنية، حتى أنه في لقطة راوغ عدد من لاعبي "البارصا"، وقد لفت "كادامورو" إليه الأنظار كثيرا في آخر لحظات المواجهة لما نال ميسي إنذارا بسببه، حيث حاول النجم الأرجنتيني التأثير في حكم اللقاء بعد تعرضه لمضايقة من طرف المدافع القادم بقوة. أنهى اللقاء باقتدار وتبادل القميص مع غريمه ألفيس مع صافرة نهاية اللقاء التي أعلنت ريال سوسييداد فائزا بنقطة انتزعها من فم الأسد، ظهر كادامورو سعيدا للغاية بأول لقاءاته في "الليڤا"، فاللاعب سبق وصرح أنه يحلم دائما بأولى مشاركاته ضمن الفريق الأول لريال سوسييداد، ليتحقق الحلم أمام برشلونة وينتهي بنتيجة إيجابية. هذا، وتبادل "كادامورو" القميص عقب اللقاء مع البرازيلي داني ألفيس الذي تقابل معه في أكثر من مرة خلال صراعاتهما الثنائية. الإعلام الإسباني يثني على عزيمته ويصفه بالمدافع الحديث كلف كادامورو بالرغم من حداثة عهده في المستوى العالي بمهمة صعبة كانت إبطال مفعول أقوى رواق أيسر هجومي في العالم، أمر يحسب له حتما في المواعيد القادمة والسنوات إذا أكمل ضمن صفوف سوسييداد أو في بطولة قوية مثل "الليڤا". وقد أكدت المواقع الرياضية الإسبانية الكبيرة في أول ردودها حول الوجه الذي ظهر به "كادامورو" أن اللاعب كان موفقا في مهامه، وهو المدافع الذي نشط متقدما وعاد إلى الوراء، ما يجعله مدافع بمواصفات العصر الحديث. قد يكون حلا لمشكلة "الخضر" الدائمة، وحليلوزيتش سيتفطن له حتماً ويأتي ظهور "كادامورو" في "الليڤا" لأول مرة في مسيرته الكروية (لعب الموسم الماضي 24 لقاء مع الفريق الرديف ل ريال سوسييداد) في وقت يعكف المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش على بحث مضني قد يسفر في النهائية عن اكتشاف موهبة في البطولة الوطنية خاصة تنشط على مستوى الجانب الأيمن الدفاعي، إذ لا زال افتقار "الخضر" لظهير أيمن أحد أكبر مشاكل المنتخب، بدليل توظيف أو بالأحرى "تجريب" العيفاوي اضطراريا أمام تانزانيا، وهنا يبدو أن "كادامورو" في طريقه إلى ترسيم نفسه أحد أبرز الخيارات المتاحة أمام "كوتش وحيد". "الهدّاف" كانت محقة لما تنقلت إليه، و"ليكيب" تبدأ النبش لصالح فرنسا! وكانت "الهدّاف" السباقة لتعريف الجمهور الرياضي الجزائري ب بن طيبة من سوسييداد، حيث سبق ونشرت حوارا مطولا أكد فيه زميل رياض بودبوز السابق أنه مستعد لتدعيم صفوف المنتخب في أي وقت. من جهة أخرى وتأكيدا بأن "كادامورو" بات متتبعا من قبل أطراف كثيرة عقب ظهوره الأول أمام برشلونة، نشر موقع صحيفة "ليكيب" الفرنسية عبارات ثناء عديدة على خريج مدرسة سوشو بوصفه فرنسيا قد يفيد "الديّكة" إذا واصل البروز.