بدأت معالم العودة إلى نقطة الصفر تبرز من جديد في معالم الكرة الجزائرية بعدما ارتفعت أسهمنا قبل عدة شهور فقط بمناسبة التأهل إلى نهائيات كأس العالم، على خلفية تصريحات اللاعب فوزي غلام المحترف في سانت إيتيان... حيث أعلن صاحب ال21 عاما ضمنيا رفضه اللعب للجزائر، مدعيا أنه فرنسيا “قحا” وعليه سيُمثل ألوان منتخب “الديكة”. هذه التصريحات أثارت موجة غضب لدى الجمهور الكروي الجزائري، لأنه لم يهضم ما يفعله بعض اللاعبين ذوي القلوب الضعيفة والذين كان كلامهم مختلفا قبل أشهر فقط. “الفاف” تضعه ضمن “القائمة السوداء” إستدعاء لاعب مثل غلام إلى ال”الخضر” مستقبلا، في حال فشل تجربته مع المنتخب الفرنسي مثلما حصل مع عديد اللاعبين الآخرين، سيجلب دون شك مشاكل كثيرة بالنسبة للإتحادية الجزائرية لكرة القدم، لأن الجمهور الرياضي معروف بعدم نسيانه مثل هذه الأمور عقب تصريحات لاعب سان إيتيان والذي تهجم فيها على بلاده بشكل غريب، لذا من المنتظر أن يوضع غلام ضمن “قائمة سوداء” لعدم استدعائه لاحقا، حتى لو تراجع عن قراره باللعب للمنتخبات الفرنسية، وهو أمر غير مستبعد نظرا لصعوبة إيجاده مكانة مع “الديكة”. الجزائريون لا يُريدون رؤيته مستقبلا مع المنتخب ومن خلال ردود أفعال الجزائريين المسجلة عقب كلام غلام، وجدنا أن فئة قليلة فقط من تفهمت تصريحات لاعب سانت إيتيان، في الوقت الذي تهجمت فيه الأغلبية على هذا اللاعب الذي كان يتمنى إستدعاء من “الخضر” قبل عدة أشهر، على غرار عدد كبير من اللاعبين، ويعتبر كلام غلام تقليلا من قيمة الجزائر التي صنعت أجيالا معروفة في كرة القدم حسب الجماهير الكروية- فكيف إذن لبلد كروي كبير أن ينتظر لاعبا مثل غلام، في وقت قادر على إنجاب لاعبين أفضل منه بآلاف المرات. حتى ناصري وبن زيمة لم يتجرآ على قول ما قاله هو ما يكون قد زاد من الغضب على لاعب سانت إيتيان، هي أن أقواله والتي وصف فيها نفسه بالفرنسي “القح” لم يتجرأ على إطلاقها حتى نجوم معروفين إختاروا بدورهم “الديكة” على حساب الجزائر، والأمر يتعلق هنا بالنجمين الحاليين كريم بن زيمة وسمير ناصري وكلاهما أكد أنه إختار فرنسا لأسباب رياضية مبديان إفتخارهما بأنهما جزائريين، كما أن بن زيمة مثلا والذي يلعب في ريال مدريد إستقبل جون ميشال كافالي مدرب “الخضر” سابقا ودار حديث بين الرجلين حول إمكانية قدومه إلى الجزائر، قبل أن يرفض لاعب ليون السابق بلباقة محترما مشاعر الملايين من الجزائريين، على العكس تماما ما قام به لاعب سانت إيتيان. غلام “نكرة” في سانت إيتيان وماجر صاحب ڤولدن فوت”... بُعد السماء عن الأرض! وقبل أن يُطلق فوزي غلام عنانه لمثل هذه التصريحات التي أثارت سخط الجزائريين عليه، كان ربما الأجدر به التفكير جليا، لأنه نسي أن الأمر يتعلق بلاعب ينشط في فريق عادي حاليا بفرنسا وهو سانت إيتيان وليس هو بن زيمة أو ناصري أو زيدان حتى ينتظر “تحليله”، كما لا يصل إلى قيمة أسماء تلعب الآن مع “الخضر” مثل زياني، بودبوز، بلحاج، يبدة وبوڤرة، والغريب في هذا الموضوع أن كلام غلام توازى مع تكريم الأسطورة رابح ماجر في الإمارة موناكو بمنحه جائزة “ڤولدن فوت” بما أنه أحد أساطير الكرة العالمية وليس الجزائرية فقط... فشتان بين “صاحب العقب الذهبي” وغلام! إستدعاؤه كان مستبعدا بوجود مصباح والصاعد بدبودة في الوقت الذي أسرع فيه غلام إلى رفض اللعب للمنتخب الوطني بمجرد تلقيه دعوة سابقة من المنتخب الأولمبي، لم يكن لاعب سانت إيتيان قد دخل إلى إهتمامات البوسني وحيد حليلوزيتش بعد، وذلك نظرا لوجود المتألق جمال الدين مصباح الذي ينشط في البطولة الإيطالية رفقة نذير بلحاج في المنتخب الأول، إلى جانب حضور الصاعد إبراهيم بدبودة المتألق في أول مواسمه في فرنسا والذي تحدث عنه حليلوزيتش سابقا، ما لا يمنح غلام فرصة الإستدعاء إلى “الخضر” حتى لو لم يحدث ما حدث. “دوام الحال من المُحال” والتكوين هو الحل لأجل القضاء على أمثال غلام من جانب آخر، تعتبر مثل هذه الحادثة درسا جديدا للاتحادية الجزائرية ولجميع المهتمين بشؤون الكرة في بلادنا، مفادها أن “دوام الحال من المحال”، على خلفية تغيّر آراء عدة مغتربين رأسا على عقب من أمثال غلام وهم الذين كانوا “يحللو“ من أجل اللعب في المنتخب قبل شهور فقط، أي أن حال الوصول إلى المونديال لم يدم بعدما تلقينا نكسات جديدة الآن، والمطلوب هو التكوين على المستوى الوطني لإنجاب جيل يوازي ويضاهي جيل الثمانينيات ليقود الكرة الجزائرية من جديد إلى طريق الإنجازات وإدخال الفرحة إلى القلوب 36 مليون جزائري، بدل اللهث وراء لاعبين تهمهم الشهرة ومصالحهم الشخصية حتى على حساب إنتماءاتهم.