لم يحسن شباب باتنة استغلال الظروف التي لعب فيها مقابلته أمام وفاق سطيف وخسر خلافا لكل التوقعات بهدف يتيم لكنه كان كافيا من أجل وضع “الكاب“ قاب قوسين أو أدنى من السقوط إلى القسم الأدنى خاصة مع النتائج المسجلة في هذه الجولة وانتفاضة الفرق المعنية بالسقوط على غرار البليدةوالخروب خارج قواعدها...وطرح المردود الذي ظهر به لاعبو التشكيلة الباتنية أكثر من تساؤل لدى الأنصار بما أنهم لم يقدموا الشيء الذي يجعلهم يستحقون الفوز رغم الوضعية الصعبة التي يتواجد فيها فريقهم. “الواد مدّيهم والنعناع في وذنيهم!“ لم يجد كل من سجل تواجده بالملعب تفسيرا واضحا لمردود اللاعبين المقدم في مقابلة الوفاق، فرغم إدراكهم بأهمية نقاط المقابلة بالنسبة للفريق إلا أنهم سجلوا تعثرا مستحقا غير آبهين بمشاعر أنصار الفريق الذين كادت قلوبهم أن تتقطع من شدة الحسرة على الوضعية التي وصلها إليها الفريق قبل جولات قلائل عن إسدال الستار على البطولة. فوزا الخروبوالبليدة يحكمان على “الكاب“ بالإعدام وليت الأمر توقف عند خسارة “الكاب“ أمام وفاق سطيف على أرضه في الجولة الفارطة بل أن الجراح تعمقت أكثر عقب الفوز الثمين الذي عادت به جمعية الخروب من أمام نصر حسين داي والذي جعل الفارق الذي يفصلها عن “الكاب“ نقطة واحدة مع أفضلية خوضها المقابلة القادمة داخل ديارها عكس “الكاب“ الذي سيكون مقبلا على سفرية صعبة إلى العلمة التي خسرت أمام البليدة، وهو ما يجعل كل الظروف في الجولة القادمة ليست في صالح “الكاب“ الذي في حال خسارته سيكون بنسبة كبيرة ثالث الفرق المهددة بالسقوط. بسكري قالها: “بهذه العقلية أنا متشائم“ ولأننا لسنا بصدد جعل الأنصار متشائمين بخصوص الوضعية التي آل إليها الفريق بعد خسارته أمام وفاق سطيف، فإن حتى المدرب بسكري في التصريح الذي أدلى به لنا عقب نهاية المقابلة قال إنه بالطريقة التي لعب بها فريقه أمام الوفاق وبرد الفعل المحتشم الذي أظهرته عناصره بعد خسارتها نهائي كأس الجمهورية وخسارة شبيبة بجاية بخماسية ثم الخسارة مرة أخرى أمام الوفاق، فإنه متشائم للغاية بمستقبل الفريق خاصة أن المقابلات القادمة التي تنتظره حاسمة وربما لن تقل أهميتها عن باقي المقابلات السابقة التي انهزم فيها الفريق. “ما باعو ما شراو ... هذاك هو الجنان“ ولأن المردود الذي قدّمه أشبال بسكري في مقابلة الوفاق طرح أكثر من تساءل وجعل الأنصار الحاضرين بالملعب أو الذين تابعوا المقابلة عبر الشاشة الصغيرة يضعون احتمال أن يكون “الكاب“ قد تساهل مع الوفاق من أجل إبقاء أمله قائما في الظفر بلقب البطولة الوطنية، إلا أن الحقيقة غير ذلك إطلاقا والمردود المقدم كان أقصى ما يمكن أن يقدمه الفريق. الغيابات ليست عذرا والوفاق فاز بلاعبي خارج ال 18 وإذا كان عذر بعض اللاعبين في خسارة مقابلة الوفاق هو الغيابات فإن الأجدر بهم كان عدم الحديث عن هذا الجانب، فما الفائدة إذن يتساءل البعض من لاعب احتياطي في الفريق لا تستفيد منه التشكيلة وقت الشدة، كما أن الأمر الذي يبدّد حديث بعض اللاعبين بخصوص تأثيرات الغيابات على مردود التشكيلة هو أن الوفاق فاز على “الكاب“ باللاعبين الذين اعتاد مدرب الوفاق زكري على وضعهم خارج قائمة 18 أي الذين ليست لهم مكانة في الفريق وليس الاحتياطيين. “تبهديلة على المباشر وماشي تاع وجوهكم كأس الكاف“ وزاد نقل المقابلة على المباشر في “كنال ألجيري“ أنصار “الكاب” هما على هم حيث يكون الجمهور الرياضي الجزائري الذي تابع المقابلة قد تفاجأ بالمستوى المتواضع الذي ظهرت به التشكيلة الباتنية على أرضها أمام الوفاق في تلك الظروف التي واجههم فيها، وعدم مقدرتها على رد الاعتبار لنفسها أمام المنافس الذي نال كأس الجمهورية على حسابهم، وهو ما جعل كثيرين يتساءلون حول ما إذا كان هذا هو الفريق الذي سيمثل الجزائر الموسم المقبل في منافسة كأس “الكاف“؟ 10 ملايين خصصت كمنحة للفوز، لكن... خصصت إدارة “الكاب“ منحة مغرية للفوز على الوفاق هي الأعلى في سلم المنح داخل الديار منذ بداية الموسم وقدرت ب 10 ملايين سنتيم، لكن لا التحفيز ولا الترهيب نفع مع وجوه الميزيرية الذي لم يعد أحد يفهم الطريقة التي ستجعلهم يلعبون بحرارة ويفكرون في مصلحة الفريق، لكن إدارة نزار أخطأت حين أقدمت على تسوية الشطر الثاني من منح الإمضاء والفريق يصارع من أجل البقاء وكان الأجدر ضمان البقاء قبل التسوية حسب البعض. الوفاق مرمد “الكاب“ دخل “الكاب“ مقابلة أول أمس أمام الوفاق بنية الثأر كرويا منه بعد الهزيمة أمامه في نهائي كأس الجمهورية، لكن التشكيلة السطايفية ألحقت به هزيمة أخرى (رغم الظروف الصعبة التي لعبت فيها) أدخلته في غيبوبة وجعلته أحد المرشحين بقوة للسقوط، ليؤكد الوفاق بذلك سيطرته المطلقة على “الكاب“ هذا الموسم بعد أن كان قد فاز مع بوعراطة في مقابلة الذهاب بهدفين لهدف (بوراوي ضيع ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة)، وهو ما جعل بعض أنصار الفريق يعلقون بأن “الوفاق مرمد على الكاب هذا العام“. زكري تفطّن لنقطة الضعف وبسكري أغفلها كانت الجهة اليمنى من الدفاع الحلقة الأضعف في مقابلة وفاق سطيف وهو ما جعل الهدف الوحيد يأتي منها بعد توغّل أمبان وفتحه باتجاه حماني الذي وجد نفسه في وضعية ملائمة للتهديف، وما يطرح التساؤلات أن بسكري كان يدرك جيدا أن الخطر السطايفي يأتي دائما على الجهة اليمنى من أمبان الذي عبث بالمدافع الباتني في مقابلة نهائي الكأس ومع ذلك حافظ بسكري على طريقة اللعب نفسها إلى غاية تلقي فريقه هدفا قبل أن يتفطن بعد فوات الأوان بإقحام زيوار الذي لو أقحم منذ البداية أو على الأقل مع بداية الشوط الثاني ما كان للجهة اليمنى أن تكون نقطة ضعف. زكري كان ذكيا ووجّه كل الاهتمامات له في غيابه عرف مدرب وفاق سطيف نور الدين زكري بذكاء كيف يمتص غضب أنصار “الكاب“ الذين كانوا يحضّرون له استقبالا غير لائق على خلفية التصريحات التي أدلى بها ل “الهداف“، وهذا من خلال عدم حضوره إلى ملعب 1 نوفمبر أول أمس مع فريقه مكتفيا بإعطاء التوجيهات عبر الهاتف لمساعديه في الملعب، وهي الطريقة التي ساهمت كثيرا في تخفيف الضغط على فريقه الذي لعب بكل ارتياح ولم تصدر من أنصار “الكاب“ اتجاهه أي رد فعل رغم عودته بالنقاط الثلاث. “الأنصار ما خلاوش ل بتومي والبقية“ أسمع أنصار “الكاب“ المهاجم بتومي جميع أنواع الشتائم وهذا منذ دخوله أرضية الميدان للقيام بعملية الإحماء مع بقية لاعبي التشكيلة قبل بداية اللقاء وذلك بسبب المردود المتواضع الذي قدمه منذ استقدامه، وهو ما جعل مردوده في مقابلة الوفاق كارثيا حيث بدا كأنه غائب عن تشكيلة فريقه وهنا ازدادت حدة الشتائم الموجهة إليه وهو ما أثر على اللاعب كثيرا وجعل المدرب بسكري يقدم على تغييره في الشوط الثاني وهو في حالة نفسية صعبة. ... وقالوا ل نزار: “6 ملايير في الرصيد ومازلت طامع في 150 دج“ ومن جهته فإن رئيس الفريق فريد نزار أيضا نال نصيبا وافرا من انتقادات الأنصار أولا على تشكيلة هذا الموسم التي أوصلت الفريق إلى هذه الحالة وثانيا بسبب عدم إقراره الدخول المجاني للملعب من أجل توافد أكبر عدد من الأنصار قصد مساعدة التشكيلة معنويا وهو ما تسبب في عزوف الآلاف منهم عن التنقل إلى الملعب تزامنا مع نقل المقابل على المباشر في الشاشة الصغيرة، وكانت الرسالة التي وجهها الشواية إلى رئيس “الكاب“: “6 ملايير في خزينة الفريق ومع ذلك مازالت طامع في 150 دج من المناصر البسيط“.