رغم وصوله المتأخر ب 24 ساعة عن إنطلاق التربص إلا أن لا حديث وسط أنصار “الخضر“، وكذا مرافقي الوفد الجزائري هنا في “كرانس مونتانا“، إلا عن قضية مراد مغني الذي لا يعرف الكثير درجة خطورة الإصابة التي يعاني منها وأبعدته عن الميادين منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا الماضية.. اللاعب الذي كان من المفترض أن يخضع إلى عملية جراحية قبل دورة أنغولا، فضّل التريّث حينها لأجل المشاركة في شهر جانفي مع رفقائه في كأس إفريقيا، لكنه رفض عقب ذلك إجراء عملية جراحية قد تُبعده عن المونديال، لتتعقّد إصابته رغم تنقله إلى قطر لتلقي العلاج. يمشي بصعوبة ومعنوياته محبطة وبمجرد وصول مراد مغني عشية يوم الجمعة إلى مقر تربص “الخضر“، تفاجأ الجميع بوضعيته، حيث لم يكن يمشي بسهولة ويجد بعض الصعوبات في تحريك رجله، مما يؤكد أنه لم يشف من إصابته، كما أن علامات الإحباط كانت بادية على وجه اللاعب الذي لم يكن يقوى حتى على الكلام من شدة الثأثر من الإصابة التي ما يزال يعاني منها، ولو أن إلتفاف الأنصار حوله لحظة وصوله جعلته يبتسم ويردد فقط: “إن شاء اللّه سأكون جاهزا”. إصابته أصبحت لغزا وحظوظ مشاركته تتضاءل من جهة أخرى ومن خلال الحديث الجانبي الذي جمعنا مع بعض مرافقي الوفد الجزائري إكتشفنا أن إصابة مغني أصبحت مشكلة للمدرب الوطني رابح سعدان الذي لا يعرف ما يفعله مع هذا اللاعب الذي لن يتمكن بنسبة كبيرة من المشاركة في المونديال، لكن المدرب لا يعلم كيف سيتعامل مع هذه المعطيات علما بأنه في بادئ الأمر تلقى تطمينات من الدكتور شلبي تفيد بأن مغني سيكون جاهزا في تربص سويسرا لكن الأمر لم يكن كذلك وهو ما يجعل إصابة مغني تصبح بمرور الوقت لغزا حقيقيا في ظل إصرار اللاعب على الجاهزية في حين أن كل المؤشرات توحي بأن حظوظه في أن يكون ضمن قائمة 23 ضئيلة جدا. أعضاء الطاقم الطبي يؤكدون: “إسألونا عن كل شيء إلاّ عن مغني” والمحيّر في هذه القضية وما يزيد الغموض بشأن إصابة مغني أن الجميع هنا يرفض الحديث عن حالته وحتى أعضاء الطاقم الطبي الذين قدموا من مستشفى “أسبيطار“ في قطر وكانوا لأشهر عديدة مع مراد مغني عندما سألناهم عن هذا اللاعب ووضعيته الصحية كان الرد: “اطرحوا كل الأسئلة التي تريدون الإجابات عنها ما عدا عن مغني فلا يمكننا أن نجيبكم”، وهذا يظهر أن قضية هذا اللاعب تبقى غامضة قبل أقل من شهر عن أول مواجهة ل “الخضر“ في المونديال أمام سلوفينيا. حتى سعدان يكتفي بالقول: “سنرى يوم 27 ماي” من جهته، فإن المدرب الوطني الذي نشط ندوة صحفية أول أمس لم يقدم أي إجابة واضحة عن إصابة مغني ومرّ مرور الكرام على السؤال الموجه له في هذا الشأن، حيث لم يقل سوى: “لا يمكنني أن أقرر أي شيء قبل يوم 27 ماي بعد أن يخضع إلى الفحوصات الطبية اللازمة”، وهو الكلام الذي ظل المدرب يقوله في كل مرة دون أن يظهر أي جديد بخصوص الإحتفاظ ب مغني أم لا، علما أن سعدان ظل يؤكد أنه لن يتعامل بالعواطف في اختيار اللاعبين وأنه لن يأخذ معه لاعبين مصابين. مغني لم يتدرّب منذ أشهر، فكيف سيلعب في المستوى العالي!؟ وبعيدا عن كل التأويلات التي نسمعها في محيط المنتخب ب “كرانس مونتانا“، يبقى السؤال المحيّر الذي يطرحه أنصار “الخضر“ يتعلق بمشاركة مغني الذي لم يتدرب منذ أكثر من 3 أشهر ولازال لم يتعافى من الإصابة، لكنه وضع في قائمة 25، في حين أن لاعبين مثل عمري الشاذلي تم إقصاؤهم لأن لاعب ماينز سابقا عائد من إصابة حسب رواية سعدان. الحل الوحيد أن يلعب بالحقن، لكن العواقب قد تكون خطيرة من جهة أخرى، أفادنا مصدر طبي قريب من المنتخب الوطني أصرّ على عدم ذكر إسمه أن مغني قد يشارك في المونديال، لكن بالحقن وهذا مثلما ما حدث في نهائيات كأس إفريقيا الماضية، لكن هذا الحل قد تكون عواقبه وخيمة على مشوار اللاعب الكروي في حال تعرضه لإصابة خلال مشاركته في المباريات، ومن المنتظر أن يتم التشاور خلال اليومين المقبلين حول حالته الصحية قبل أن يتخذ محمد راوراوة رئيس “الفاف“ القرار النهائي في الأمر. الصراع على أشدّه في التدريبات ومغني الغائب الأكبر يبدو أن اللاعبين دخلوا في الأمور الجادة من البداية وهو ما وقفنا عليه خلال الحصص التدريبية الأولى من التربص الذي يجريه المنتخب الوطني في مرتفعات “كرانس مونتانا“ بسويسرا، حيث ظهر جليا للعيان أن كل لاعب من أولئك الذين شرعوا في التدريبات يُحاول أن يبذل جهودا إضافية حتى يؤكد للمدرب على أحقيته في الذهاب إلى المونديال، بالإضافة إلى الحماس الشديد الذي تجري فيه التدريبات ناهيك عن الروح العائلية الموجودة داخل المجموعة والاندماج السريع للوجوه الجديدة وهو ما يُبشّر بالخير في الأيام القليلة المقبلة. التدريبات بالكرات الرسمية ل المونديال جلب مسيرو المنتخب الوطني الكرات الرسمية التي سيلعب بها المنتخب الوطني في المونديال، وعليه فقد كانت التدريبات بهذه الكرات حتى يتعوّد عليها اللاعبون قبل أقل من شهر عن انطلاق هذه المنافسة، وهو الأمر نفسه الذي حدث مع كل المنتخبات المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا حيث تتدرب بهذه الكرات الرسمية والمصنوعة خصيصا لهذا الحدث العالمي الكبير الذي سيشترك فيه منتخبنا الوطني للمرة الثالثة في تاريخه. مصباح تحدث مع الصحافة ولم يتدرب بعدما وصل لاعب ليتشي الإيطالي والوجه الجديد في المنتخب الوطني، جمال مصباح، إلتحق مباشرة بالمجموعة في الفندق، لكنه لم يتدرب، على عكس زملائه بحكم أن المدرب الوطني منحه راحة إضافية بحكم مشاركته مع فريقه ليتشي في آخر جولة من الدرجة الثانية في إيطاليا على أن يشرع في التدريبات مع زياني وزملائه إبتداء من اليوم. وللإشارة فقط، فإن مصباح لم يمتنع عن الحديث مع رجال الإعلام إطلاقا وفتح قلبه للجميع، حيث أظهر إحترافية شديدة في التعامل في هذا الجانب، في انتظار التأكيد على ذلك فوق الميدان عندما يقحمه المدرب رابح سعدان. مغني الغائب الأكبر عن التدريبات في ظل كل ذلك الصراع الذي كان متواجدا في التدريبات، بالإضافة إلى الحماس، بدا على اللاعبين بعض التأثر في ظل غياب زميلهم مراد مغني الذي لا يزال يتدرب بمفرده بحكم أن الطاقم الطبي وضع له برنامجا خاصا به. فقد اشتاق له رفاقه كثيرا في الحصص التدريبية وهو الذي يضفي حماسا عند تواجده في انتظار اندماجه مع المجموعة في أقرب وقت ممكن. حليش، مبولحي، مطمور ويحيى سيُعايَنون فيه لاعبو “الخضر“ لا يعتبرون لقاء إيرلندا وديا وسيحاولون إقناع الأندية التي ستُعاينهم رغم أن المدرب الوطني رابح سعدان أكد أن لقاء إيرلندا المقرر في “دبلن“ يوم 28 ماي الجاري لا تهم نتيجته لأنه لقاء ودي سيخصّص فقط لمعرفة استعداد اللاعبين بدنيا وفنيا، إلا أن العناصر الوطنية لن تفكر بالتأكيد مثل رابح سعدان لعدة إعتبارات أولها أن البعض لازال لم يضمن مكانته ضمن قائمة 23، لاسيما فيما يخص حراسة المرمى.. كما أن عنصرا آخر سيضطر سعدان للإستغناء عنه قبل يوم 1 جوان القادم وهو تاريخ الذي حددته “الفيفا“ للمنتخبات 32 لأجل تقدم القوائم الرسمية للعناصر التي ستشارك في مونديال جنوب إفريقيا، لكن هذا السبب ليس الوحيد الذي من أجله سيقدّم كل اللاعبين ما يملكون من إمكانات، حيث توجد الكثير من الأسماء محل متابعة بعض الأندية وستكون الفرصة مواتية أمام هذه العناصر قبل المونديال لإقناع الأندية التي تريد التعاقد معها. مبولحي تحت أنظار مانشستر وحليش تريده أندية إنجليزية وناد إسباني مواجهة أيرلندا الودية لن يدخر فيها الحارس وهاب مبولحي أي جهد ليثبت أنه يستحق مكانة في المنتخب الوطني، لاسيما أن مانشستر يونايتد يعاينه منذ مدة وستكون مواجهة أيرلندا أحسن إختبار لهذا الحارس الذي يعد بالكثير حيث إضافة لمحاولة إقناع سعدان سيكون مبولحي على موعد تاريخي إذا أقنع فيرڤسون في هذه المواجهة، ومن جهته فإن رفيق حليش هو الآخر الذي تأكدت مغادرته لنادي ناسيونال ماديرا من المرتقب أن تعاينه في هذه المواجهة العديد من الأندية الأنجليزية التي تتابعه منذ دورة أنغولا، كما أن فريقا إسباني يحتل مرتبة في وسط الترتيب هو الآخر يريد مشاهدة حليش في المستوى العالي للحكم على قدراته. مطمور ويحيى سيُغادران وفرصة خطف الأضواء مواتية ما قيل عن مبولحي وحليش ينطبق كذلك على عنتر يحيى الذي سيغادر نادي بوخوم المتواجد الآن في القسم الثاني من البطولة الألمانية، لكن يحيى لن يهدف من وراء البروز في هذا القاء الودي إلى لفت أنظار سعدان بل يريد أن يثير إنتباه المسؤولين على جلب اللاعبين في الأندية ليمضي في ناد آخر قد يكون من البطولة الإسبانية أو الإنجليزية، كما أن كريم مطمور هو الآخر ستكون الأنظار موجهة إليه لأنه مطلوب من بعض الأندية في إنجلترا ومن ناد إيطالي سيعاينه بداية من مواجهة أيرلندا إلى غاية المونديال. غزال، جبور وزياني يريدون البروز لأجل تغيير الأجواء من جهتهم فإن زياني، غزال وجبور يريدون أن يغيّروا الأجواء والإنضمام إلى أندية أخرى، خاصة أن زياني عانى كثيرا هذا الموسم مع ناديه فولفسبورغ كما أن غزال وبعد أن ترسم سقوط سيينا للقسم الثاني لن يبقى في هذا النادي ويريد تغيير الأجواء بأية طريقة، أما جبور فطموحه منذ الموسم الماضي هو مغادرة البطولة اليونانية والفرصة الآن أمامه لإثبات قدراته في مواجهة أيرلندا والمونديال القادم. ------ “الجدد إندمجوا في المجموعة لأننا نملك الذهنية ذاتها” “لو كان هناك جديد لإتصل بي مناجيري” “عاودتني الآلام في عضلة الساق، لكن الإصابة خفيفة“ ما رأيك في تقديم موعد التربص مقارنة بالمنتخبات الأخرى ؟ أغلب المنتخبات تبدأ التحضيرات في 15 ماي وقدمنا الموعد بيومين مقارنة بأغلب المنتخبات الأخرى، وأظن أن الأسبوع الأول سيخصص لتقييم ومراقبة حالة اللاعبين وسنركز على هذا الجانب، ومادامت الظروف ملائمة والمرافق تسمح لنا بالتركيز والتحضير الجيد لكأس العالم، خاصة أن الطاقم الفني يريد وضع برنامج لاسترجاع كل اللاعبين المصابين والذين يعانون من الجانب البدني. لكن التعداد لم يكتمل في الأيام الأولى، هل يشكل ذلك عائقا للناخب الوطني؟ هناك ظروف قاهرة جعلت التعداد لا يكتمل في بداية التربص، حيث يلعب بعض زملائي مواجهات مهمة في نهاية هذا الأسبوع، على غرار بلحاج ويبدة اللذين سينشطان نهائي كأس إنجلترا، والأمور الجدية ستنطلق في الأسبوع الثاني باكتمال التعداد. ما قولك عن إلغاء “الكاف“ عقوبة بلحاج الذي سيشارك أمام سلوفينيا؟ لقد فرحنا لهذا الخبر لأننا نريد أن نبدأ “المونديال“ بكل التعداد وبلحاج لاعب مهم في التشكيلة، وهو محترف بأتم معنى الكلمة. لماذا فضلت التدرب بمفردك، هل مازلت تعاني من إصابة؟ نعم، لقد عاودتني الآلام في عضلة الساق، لكن الإصابة خفيفة ولا تستدعي القلق، حيث أخضع إلى برنامج خاص وأنتظر شفائي لألتحق بالمجموعة، لأن الأمور الجادة ستنطلق الأسبوع القادم وأفضّل علاج الإصابة الخفيفة قبل أن نبدأ العمل. وكيف وجدت الأجواء داخل المنتخب؟ أنا ألتحق بالمنتخب في كل مناسبة بفرح لأننا عائلة واحدة والأجواء ممتازة في كل مرة، كما حضينا باستقبال مميز من طرف أنصارنا وهو ما يعكس تعلق الجزائريين في كل مكان منتخبهم، وهو ما يزيد شعورنا بالمسؤولية لأننا نريد أن نشرّف الجزائر في “المونديال” القادم. وهل تم إندماج الجدد بسرعة؟ من هذا الجانب ليس هناك أي مشكل، ولم يجد الجدد صعوبة في الاندماج لأننا نملك الذهنية نفسها والأجواء داخل المنتخب عائلية، وأقول إن الظروف في كرانس مونتانا جيدة وتبشر بالخير لحد الآن. حتى الرعاية الطبية هذه المرة مكثفة نعم، لقد تم تدعيم الطاقم الطبي بمختصين من عيادة “اسبيطار“ بقطر والتي عالجت فيها، واكتشفت كفاءة الطاقم الطبي الذي سيفيدنا كثيرا في فترة التحضير ولاسترجاع المصابين. ستختمون التربص بمواجهة ودية أمام إيرلندا، ما رأيك في المنافس؟ إنه اختيار صائب أن نواجه المنتخب الايرلندي الذي يعتبر منافسا يملك مستوى عاليا، وهو أفضل منتخب يسمح لنا بتحضير مواجهتي إنجلترا وأمريكا بالنظر إلى تشابه طريقة اللعب، كما أنها مواجهة ودية مفيدة قبل أن نستأنف الجزء الثاني من التحضيرات المقرر في ألمانيا. هل من جديد بشأن العروض التي وصلتك، من نادي ليفربول الذي أبدى اهتمامه بك؟ صراحة لا أعلم جديد العروض وأنا مركز على التحضير مع المنتخب ل”المونديال“ الذي يبقى حاليا شغلي الشاغل، ويتكفل وكيل أعمالي بهذه الاتصالات. وهل تحدث معك عن الجديد؟ لم يتصل بي حاليا وأظن أنه سيفعل ذلك في حال وجود عروض، لكني أؤكد أنني مهتم ب “المونديال”.