يؤكد عنتر يحيى أن التواجد مع المنتخب الوطني من اليوم الأول للتربص أنساه مرارة السقوط مع نادي بوخوم، خاصة أنه إلتقى زملاءه والطاقم الفني لينطلق الجميع في التحضير ل المونديال، خاصة أن كل اللاعبين الحاضرين يعتبرون أن كأس العالم انطلقت من الآن في أذهانهم لأن مرحلة التحضير هذه مهمة جدا. مدافع “الخضر“ كشف لنا أن الجدد لم يجدوا صعوبات في الإندماج مع المجموعة، معتبرا أنه مع إكتمال التعداد ستكون فترة ما قبل مواجهة إيرلندا كافية لجاهزية المنتخب الوطني ل “المونديال”. كنت من بين الأوائل الذين حضروا إلى “كرانس مونتانا“، هل هذا معناه إصرارك على التحضير الجيد ل المونديال؟ بطبيعة الحال، فنحن على موعد مع منافسة هي الأكبر عالميا والجميع يريد أن يكون خلالها في المستوى، لكن هذا ليس السبب الوحيد لتواجدي مع الأوائل هنا في سويسرا، فأنا في كل مرة أحضر للمنتخب الوطني أكون سعيدا جدا بالإلتحاق بالمجموعة لأننا الآن أصبحنا نشكّل عائلة واحدة وصدقني أنني شعرت بإرتياح شديد وأنا ألتقي زملائي في المنتخب الوطني وكذا أعضاء الطاقم الفني. خاصة أن نهاية الموسم بالنسبة لك لم تكن سعيدة بنزول ناديك إلى القسم الثاني. هذا صحيح، وهو الأمر الذي جعلني أجد نفسي مسرورا بالعودة إلى المنتخب الوطني ونسيان نوعا ما الذي حدث لي مع نادي بوخوم، لكنني الآن لا أفكر إلاّ في المونديال وكيفية التحضير الجيد لهذا الموعد الهام. تم وضع برنامج خاص لكم في هذا التربص بجلب أخصائيين وأطباء جدد للإشراف على هذا البرنامج، ما تعليقك؟ مثلما سبق أن قلت لك نحن على موعد مع منافسة من الطراز العالي جدا مما يعني أن وضع كل الإمكانات لنجاح التحضيرات ضروري، وأعتقد أن حضور كل هؤلاء الأخصائيين أمر جيد لنضع بجانبنا كل ظروف النجاح. ألا تخشى نقص المنافسة لدى البعض خاصة أن الخرجة الأخيرة للمنتخب الوطني أمام صربيا لم تكن موفقة؟ أنا متفائل بأننا سنكون في الموعد مع إنطلاق المونديال لسبب واحد وهو أننا نملك أربعة أسابيع للتحضير ووفق برنامج مدروس بطرق علمية، لذا أعتقد أننا في أذهاننا موجودون من الآن في المونديال القادم وعلينا أن نواصل العمل بجد في التدريبات لنكون جاهزين في المباراة الأولى أمام سلوفينيا، أما فيما يخص مباراة صربيا فيجب أن نوضح الأمور جيدا. كيف ذلك؟ مواجهة صربيا الودية جرت في ظروف غير طبيعية من كل الجوانب فجل العناصر كانت مصابة كما أننا لم نحضر تماما لهذا اللقاء لأن غالبية العناصر وصلت ليلة المباراة، ثم أن الأمر يتعلق بلقاء ودي فقط مثل الذي سنجريه أمام أيرلندا وأظن أننا لم نلعب أمام فريق ضعيف بل أمام منتخب قوي جدا وسترون ما سيحققه في المونديال، لذا يجب أن لا يكون هذا اللقاء معيارا لتقييم المنتخب الوطني. لكن الجمهور الجزائري متخوّف من نتائج “الخضر“ خاصة أن العديد من اللاعبين مصابون أو خارج المنافسة منذ مدة. أقول للذين عبّروا عن تخوفهم إننا في العديد من المرات كنا في وضعيات أصعب لكننا خرجنا منتصرين في الأخير وأعطي مثالا على ذلك بما حدث قبل مواجهة مصر عندما تربصنا في “كوفيرشيانو“ حيث كان هناك عدد كبير من المصابين والأمر نفسه حدث قبل مواجهة كوت ديفوار حيث كان الجميع متخوّفا من مستوى “الخضر“ بعد أن خسرنا أياما قليلة قبل هذه المواجهة بنتيجة ثقيلة أمام مالاوي، لكننا في الظروف الصعبة دائما نعرف كيف نخرج فائزين لذا لست متخوّفا من كل ما يقال. المنتخب الوطني عرف تواجد أسماء جديدة، كيف وجدت هذه الوجوه مع بداية هذا التربص؟ لم يكن أمامنا الوقت الكافي للحديث مطولا مع اللاعبين الجدد لكنني متأكد أنهم إندمجوا بسرعة مع المجموعة وهذه هي نقطة قوة منتخبنا الذي تجد فيه العناصر الجديدة في كل مرة الترحاب من طرف القدامى، وبإمكانك أن تسأل الجدد عن الاستقبال الذي لاقوه من طرفنا لأن الهدف واحد وهو الدفاع عن الألوان الوطنية وتشريف الجزائر في كأس العالم. في المقابل تأسفتم بالتأكيد لإبعاد بعض العناصر التي بقيت معكم لسنوات. بطبيعة الحال، فالذين تم إبعادهم ساهموا في تأهل “الخضر“ إلى المونديال ومن الطبيعي أن نتأسف على عدم حضورهم معنا، كما نتأسف أيضا على الإنتقادات التي وجهت لهم بعد مواجهة صربيا ليتم إبعادهم لأن الأمر يتعلّق بلاعبين لهم مشاعر ولم يكن من اللائق أن يتم انتقادهم بتلك الطريقة بعد أن ساهموا في إدخال الفرحة إلى قلوب الشعب الجزائري، لذا أظن أنه من الضروري رد الإعتبار للاعبين مثل زاوي ورحو، إضافة إلى كل الذين ساهموا طيلة سنوات فيما وصل إليه المنتخب الجزائري. إذا تكلمنا الآن عن مستقبلك، خاصة بعد أن تأكدت مغادرتك لبوخوم، هل من جديد؟ ما أقوله لك ليس لغة الخشب ،لكنني فعلا مركز على المونديال القادم ولا أفكر كثيرا في مستقبلي مع النادي لأنني لا أريد أن أضيّع هذا الموعد العالمي بالتفكير في أمور جانبية بل أطمح الآن إلى التحضير الجيد لأكون جاهزا وأؤدي مونديال في المستوى. ومتى ستفكر في الانتقال لناد آخر؟ سيكون ذلك بعد المونديال طبعا. هل من إضافة في الأخير؟ أتمنّى أن لا تلاحقنا الإصابات وأن تسير التحضيرات في ظروف جيدة لأننا نريد فعلا إخراج الشعب الجزائري من جديد للإحتفال في الشوارع.