شباب بلوزداد... الشباب رغم المشاكل على منصة التتويج والتأهل في الكأس سيكون أحلى تأكيد

لا يختلف اثنان على أن النتائج التي حققها شباب بلوزداد في النصف الأول من عمر البطولة تعتبر إيجابية للغاية، ليس لأن الفريق يحتل المركز الثالث خلف الرائدين بنقطتين فقط،
وإنما لأن الشباب مر بفترة صعبة للغاية لو مرت على فريق آخر لكان الآن يصارع من أجل البقاء، ولكن البلوزداديين كانوا أقوى من الظروف وتمكنوا من رفع التحدي في أصعب المواقف وحصدوا 25 نقطة كاملة هي مهمة للغاية بالنسبة للفريق الذي يريد اللعب على الأدوار الأولى هذا الموسم، شباب بلوزداد تمكن من تحقيق المركز الثالث رغم تخبطه في مشاكل مالية كبيرة للغاية، ولكن الفريق نجح في إنهاء مرحلة الذهاب بسلام، في انتظار مواجهة الكأس أمام ترجي مستغانم نهاية هذا الأسبوع والتي سيدخلها من أجل تحقيق الفوز وإنهاء المرحلة الأولى من الموسم بأحسن طريقة.
النقاط الضائعة في 20 أوت كانت ستجعل الفريق بطلا شتويا
الغريب في الأمر هو أن شباب بلوزداد ورغم وضعيته الحرجة خاصة من الجانب المالي، إلا أنه كان من الممكن جدا أن يكون البطل الشتوي للبطولة الجزائرية، لو عرف فقط كيف يتعامل مع مواجهة أو اثنتين في ميدانه، حيث ضيع نقاطا سهلة للغاية في 20 أوت بسبب مشاكل عويصة، ولو حقق الفوز في مواجهة بجاية مثلا أو سطيف لكان الفريق هو صاحب اللقب الشتوي بدون منازع، ولكن رغم هذا إلا أن الحصيلة تبقى إيجابية.
7 انتصارات و4 هزائم حصيلة مقبولة
حصيلة الشباب بالأرقام تؤكد أن الفريق في الطريق الصحيح لحد الآن، حيث حقق أبناء العقيبة الفوز في 7 مواجهات كاملة حصدوا خلالها 21 نقطة، بينما تعادلوا في أربع مواجهات وانهزموا في 4، والأغرب أن 3 من هذه المواجهات لعبت في العاصمة، بينما لا يخسر الشباب كثيرا خلال تنقلاته وعاد في العديد من المرات بنقاط من خارج ملعبه، وهو ما يؤكد أن الفريق يلعب بشكل جيد فعلا، ويقدم مستويات مميزة هذا الموسم.
التشكيلة برهنت على قدراتها والدور على الإدارة
ومن خلال الأداء المقدم من رفقاء القائد كريم معمري، فقد تأكد الجميع أن شباب بلوزداد يملك تشكيلة قوية فعلا هذا الموسم، وقادرة على المنافسة على اللقب لو توفرت الظروف الملائمة لذلك، حيث برهنت على قدراتها وعلى أنها ستكون عنصرا فعالا في بطولة هذا الموسم، وتحدى اللاعبون والطاقم الفني بداية من المدرب "سوليناس" المستقيل وصولا إلى مناد الذي أشرف على الفريق في أصعب الظروف، ما قامت به التشكيلة يرمي بالكرة في مرمى الإدارة، التي ستكون ملزمة بدون شك بالتحرك من أجل القيام بدورها وتوفير على الأقل أبسط الأمور للاعبين حتى لا تضيع مجهوداتهم سدى.
ثاني أحسن هجوم والدفاع يبقى مقلقا
الأمر اللافت للانتباه في حصيلة الشباب، هو قوة الخط الأمامي الذي ضرب بقوة في النصف الأول من عمر البطولة الوطنية، وهو ثاني أحسن خط هجوم في البطولة الوطنية لحد الآن، برصيد 21 هدفا، بعد خط هجوم الوفاق الذي سجل 35 هدفا في الشطر الأول من بطولة موسم 2011/2012، وإن كان خط الهجوم مطمئنا فإن الحال ليس نفسه بالنسبة للخط الخلفي الذي تلقى عددا معتبرا من الأهداف وصل إلى 15 هدفا وهو السابع في البطولة الوطنية، ما يعتبر أمرا مقلقا لفريق يسعى إلى المنافسة على المراتب الأولى، وبالتالي فإن التغييرات والتصحيحات ستمس هذا الخط بدرجة أكبر.
أهداف النصف الأول من البطولة تحققت في انتظار المرحلة الثانية
وكنظرة شاملة لحصيلة البلوزداديين في مرحلة الذهاب، يمكن القول إن الحصيلة أكثر من إيجابية، وإن أهداف الفريق تحققت رغم كل المشاكل التي واجهتها التشكيلة، حيث كانت الإدارة قد وضعت هدفا هو إنهاء الموسم ضمن ال3 مراتب الأولى، وهو ما تحقق في انتظار أن يتواصل الأمر في الشطر الثاني، وينهي الفريق الموسم على منصة التتويج وهو ما يمني به المسيرون أنفسهم.
----------------------
مناد لم يقتنع بأداء الفريق ويعد بتغييرات في مرحلة العودة
رغم عودة الفريق بنقطة ثمينة من الخروب مساء أول أمس، إلا أن المدرب البلوزدادي جمال مناد لم يكن راضيا بالنتيجة مائة من المائة ولا بأداء اللاعبين، حيث لم يخف غضبه الشديد جراء تراجع أداء الفريق في المرحلة الثانية، وهو نفس ما حدث تقريبا في المواجهة السابقة أمام اتحاد الحراش، حيث تراجع أداء الشباب في الشوط الثاني، مناد بدأ يتعرف على نقطة ضعف الفريق الحقيقية، وهو يعد بالقيام بتغييرات جذريّة في مرحلة العودة من أجل التخلص من هذه المعضلة.
لم يتجرع عودة اللاعبين إلى الخلف وكان يريد النقاط الثلاث
أهم ما أغضب مناد، هو عودة لاعبيه للدفاع في الشوط الثاني، حيث أنه لم يعط نصائح باللعب في الخلف، ولكنه رويدا رويدا وجد فريقه يلعب في الدفاع دون أن يجد تفسيرا للأمر، مناد كان يريد لعب ورقة الهجوم، خاصة أنه لاحظ أن المنافس لم يكن قويا ليهدد الشباب، ولكن نصائحه لم تطبق بحذافيرها من طرف اللاعبين، بالمقابل كان المدرب البلوزدادي يسعى إلى تحقيق الفوز في ملعب عابد حمداني من أجل تعويض النقاط التي ضيعها فريقه في اللقاء السابق أمام الحراش.
مناد: "لست راضيا بأداء التشكيلة وسنصحح أخطاءنا في فترة التوقف"
عند نهاية اللقاء، لم يخف مناد في تصريحاته امتعاضه من أداء اللاعبين الذين تراجعوا إلى الخلف، رغم أن النقطة التي عادوا بها تبقى إيجابية، وقال: "صحيح أننا عدنا بنقطة إيجابية من الخروب، وقدمنا مواجهة متوسطة نوعا ما، إلا أنني لست راضيا تماما بأداء اللاعبين، فقد كان من الممكن أن نقدم مستوى أفضل ونحقق نتيجة أحسن لو لعبنا بطريقة مغايرة".
"كان يجب أن نعوض نقاط الحراش ولكن..."
في السياق نفسه، أكد مناد أن فريقه كان عليه أن يحقق الفوز من أجل تعويض النقاط الضائعة أمام الحراش، حيث كشف أنه تنقل من أجل الفوز وليس لشيء آخر، ولكن اللاعبين كانوا مضطربين نوعا ما، ومتسرعين في كراتهم، إلا أنه بالمقابل أكد أن تموقعهم في أغلب الأحيان كان صحيحا، وقال: "في البداية، قدمنا بعض النسوج والعروض الجيدة، فقد دخلنا بحتمية الفوز لأننا ضيعنا نقطتين هامتين في ميداننا وكان يجب علينا تعويضهما في هذه المباراة، ولكن تراجعنا للخلف قليلا، وهو ما أتاح المجال أمام المنافس، أعتقد أن اللاعبين غلب عليهم التسرع، وكانوا مضطربين نوعا ما".
"التعب نال منا وأدخلت خرباش لإنعاش الهجوم"
وفي تفسيره لأسباب تراجع اللاعبين إلى الخلف، أكد مناد أن التعب وتراجع اللياقة البدنية هما السببان الرئيسيان، حيث كشف أنه سيعمل على تحسين هذا الجانب خلال فترة توقف البطولة، بالمقابل أكد أنه قام ببعض التغييرات من أجل قلب الموازين وإعطاء الروح لهجوم فريقه مثل إدخال خرباش، وقال: "صراحة، التعب نال من اللاعبين وهو السبب الرئيسي وراء تراجع مستوانا في الشوط الثاني، الأمر نفسه حدث في لقاء الحراش، أعتقد أنه يجب علينا العمل على تحسين لياقة اللاعبين في فترة توقف البطولة، أما عن مواجهة الخروب فقد حاولت تصحيح الأوضاع وتصويبها من خلال إدخال المهاجم خرباش الذي يتميز بسرعة فائقة، حيث أردت أن أعطي بعض الروح للخط الأمامي، ولكن النتيجة بقيت نفسها".
"عواد جيد ولازال ناقصا بدنيا"
في الأخير، تحدث مناد عن اللاعب أمين عواد الذي اعتبره مميزا ومن شأنه أن يقدم الإضافة اللازمة للفريق، ولكنه لازال ليس في كل مستواه، كاشفا أن مشكلة هذا اللاعب حاليا تكمن في الجانب البدني، وقال: "عواد لاعب موهوب ومميز، وسيقدم الكثير للفريق، عودته جيدة ومفيدة للتشكيلة، ولكن لحد الآن لازال لم يصل إلى المستوى المطلوب من الجانب البدني، فلازال ناقصا في هذا الجانب وهو أمر مفهوم، ولكن سيعود لمستواه شيئا فشيئا ومع توالي اللقاءات".
----------------------
التشكيلة تدربت أمس في 20 أوت
تدربت تشكيلة شباب بلوزداد صبيحة أمس في ملعب 20 أوت ابتداء من الساعة 11، حيث فضّل مناد أن يبرمج حصة استرجاع خفيفة حتى يتخلص اللاعبون من تعب اللقاء أمام الخروب، ومن تعب السفر في الوقت نفسه، بما أن الفريق عاد مباشرة إلى الجزائر العاصمة، الحصة لم تدم طويلا وركز فيها على الاسترخاء.
راحة اليوم والاستئناف غدا
بالمقابل، منح مناد اليوم راحة للاعبين من أجل التخلص من آثار التعب وتجهيز أنفسهم للتحضير الجيد لمواجهة الكأس، حيث ستستأنف التشكيلة البلوزدادية تدريباتها صبيحة غد الثلاثاء بملعب 20 أوت وستنطلق في التحضير لمواجهة مستغانم.
----------------------
عواد: "من غير المعقول أن نلعب في الخلف أمام الخروب والمهم أننا حققنا نقطة"
"بدأت أجد معالمي ولكنني لا أزال ناقصا بدنيا وأعوّل على التحضيرات لاسترجاع لياقتي"
نقطة عدتم بها من الخروب، هل ترى أنها إيجابية؟
بطبيعة الحال، العودة بنقطة من خارج الديار أمر إيجابي مهما كان الأمر، لقد تمكنا من تحقيق سلسلة من النتائج الإيجابية بدون هزيمة، وهو أمر مهم للغاية بالنسبة لنا من الناحية المعنوية، ونقطة الخروب تسمح لنا بالبقاء دائما مع أصحاب المقدمة.
كيف كانت المواجهة؟
المواجهة كانت صعبة، بما أننا لعبنا خارج الديار، لم تشهد مستوى فنيا كبيرا ولكن التنافس كان شديدا بين اللاعبين، المهم بالنسبة لنا أننا لم نعد بأيد فارغة، وتمكنا من تحقيق نتيجة إيجابية.
الكثير أعاب عليكم لعبكم بطريقة دفاعية حتى المدرب مناد لم يرضه الأمر، لماذا عدتم إلى الخلف؟
هذا صحيح، لقد عدنا إلى الخلف خاصة في الشوط الثاني، ولا أعرف السبب الحقيقي وراء هذا، الأكيد هو أننا لم نتنقل من أجل لعب الدفاع، ولم يكن ليرضنا ذلك، فقد تنقلنا بنية الفوز وتحقيق النقاط الثلاث من أجل تعويض النقاط الضائعة في المواجهة السابقة أمام اتحاد الحراش، ولكن الأمور لم تسر في الشكل الصحيح، ولا أعرف لماذا هذا، من الطبيعي أن يغضب المدرب وحتى الأنصار للعبنا في الخلف، رغم أنه لم يكن تراجعا متعمدا.
نفهم من كلامك أنكم أيضا لستم راضين عن تراجعكم للخلف.
بطبيعة الحال، لم نذهب لكي نلعب الدفاع ومن غير المعقول أن نفكر في ذلك، فعلى الورق الأمر واضح لأننا نملك تشكيلة جيدة وأفضل من تشكيلة الخروب، ومن غير المقبول أن نذهب هناك من أجل لعب ورقة الدفاع، أنا شخصيا لم أكن راضيا بالأداء بما أنه عند نهاية اللقاء الكل شعر بأننا خضنا لقاء مملا لم يرق إلى المستوى المطلوب.
لعبت أساسيا في هذه المواجهة، وشاركت لفترة أطول مقارنة بالمواجهات السابقة، كيف وجدت نفسك؟
أنا أعود رويدا رويدا، لقد بدأت أسترجع إمكاناتي ولياقتي، وأهم شيء هو أنني بدأت أجد معالمي في الميدان، فبعد غياب طويل عن الميادين الأمر الأصعب كان أن تجد معالمك، ولكن كل شيء يسير معي على أحسن ما يرام لحد الآن، بالمقابل لا أزال ناقصا من الجانب البدني، وهو أمر مفهوم بعد غياب لأكثر من 8 أشهر.
البطولة ستتوقف وسيكون هناك تربص شتوي الشهر المقبل، وهو ما ستستغله للتحضير دون شك، أليس كذلك؟
بطبيعة الحال، التوقف جاء في وقته، حيث سيعطيني فرصة لكي أجهز نفسي أكثر من الناحية البدنية، ولكي أصبح في نفس مستوى زملائي، وهو أمر يساعدني كثيرا حتى أقدم مرحلة عودة أحسن، إن سارت الأمور على ما يرام بطبيعة الحال.
الشباب ينهي مرحلة الذهاب في المرتبة الثالثة، ما هو تقييمك للمرحلة الأولى من عمر البطولة؟
يمكن القول إن نتائجنا وحصيلتنا النهائية في هذه المرحلة هي أكثر من جيدة، بما أننا نحتل المركز الثالث غير بعيدين عن أصحاب المركز الأول، هذا الأمر يؤكد أن الفريق لديه إمكانات كبيرة هذا الموسم، فرغم المشاكل التي عانينا منها في بداية الموسم وفي الفترة الأخيرة، وتغيير المدرب وأزمة الأموال إلا أننا تمكنا من احتلال المركز الثالث وهذا أمر إيجابي للغاية، ولكن هذا يقودنا أيضا إلى التحسر على شيء آخر.
ما هو...
النقاط التي ضيعناها في ميداننا، لما كنا نمر بأزمة ومشاكل عديدة، تلك النقاط كان من شأنها أن تجعلنا نحتل المرتبة الأولى حاليا وبمفردنا، المشكلة هي أننا فرطنا في تلك النقاط وهي التي كانت في متناولنا، ولكن للأسف ما عاشه الفريق ليس بالأمر السهل، المهم الآن أن نعتبر بما حدث ونأخذه تجربة لكي نتفادى مثل تلك السيناريوهات في مرحلة العودة.
كيف تتوقع أن تكون مرحلة العودة، وما هي أهدافكم؟
العودة ستكون أصعب بدون شك، خاصة أنه تنتظرنا خلالها بداية صعبة للغاية، ولكن في نفس الوقت نحن في موقع جيد يسمح لنا بتسيير هذه المرحلة من أجل المواصلة على نفس النسق وتحقيق نفس النتائج تقريبا، هدفنا سيكون دون شك إنهاء الموسم مع الأوائل واحتلال أحد المركزين الثالث أو الثاني، ولم لا الأول إن تمكنا من ذلك، الأكيد أن الوصول إلى هذه الأهداف لن يكون بالشيء السهل، بل يتطلب تضافر مجهودات الجميع، فكرة القدم لم تعد تعتمد فقط على ما يقدمه اللاعبون في الميدان، بل هي سلسلة كاملة تسير، ويجب ألا تكون إحدى حلقاتها ضعيفة.
الأسبوع المقبل ستخوضون مواجهة في كأس الجمهورية، كيف ترى هذا اللقاء؟
سيكون لقاء صعبا دون شك، فهو عبارة عن مواجهة كأس وسيحتفظ بكل مميزاته وخصائصه، الكل يعرف أنه في الكأس لا يوجد فريق ضعيف وآخر قوي، وحظوظ الجميع تكون متساوية، سنواجه فريق مستغانم بجدية كبيرة وعزيمة أكبر لأننا نسعى لتحقيق التأهل للدور المقبل وإنهاء الموسم بأحسن طريقة، الجميل هو أننا نلعب في ميداننا وأمام أنصارنا وهو ما سيكون في صالحنا دون شك.