كان نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو خارج الإطار تماما في مباراة غرناطة الأخيرة، حيث ورغم أنه سجل الهدف الخامس لفريقه، إلا أن مردوده العام لم يكن مقنعا طوال المباراة، مثلما كان عليه الحال في مباراة مالاغا الأخيرة في كأس الملك، وقد شجع هذا الظهور السيء لكريستيانو هواة الإشاعات الذين نشروا الكثير من الروايات حول خلاف عميق بين اللاعب ومدربه، أو بين رونالدو وبعض زملائه وحتى بينه وبين الجماهير، وهي الأمور التي سبق وأن تطرقنا لها في العدد الماضي من "الهداف الدولي"، على إعتبار أن ما يحدث مع كريستيانو ليس عاديا تماما. تأثر بإنتقادات مورينيو العلنية وفقد الرغبة في العطاء وحسب بعض المقربين من النجم العالمي المرشح للفوز بالكرة الذهبية، فإن كريستيانو فقد الرغبة في العمل والعطاء مثلما تعود مباشرة بعد الإنتقادات التي وجهها له مورينيو علانية، ونشرتها معظم الصحف الإسبانية في اليومين الأخيرين، حيث لم يتقبل الدولي البرتغالي ذلك معتبرا أن الفريق ككل مر جانبا في مباراة مالاغا وليس فقط هو، كما أن رد كريستيانو كان سريعا على إنتقادات مدربه، حين قال أنه لا يهتم لمن ينتقده لأنه يدرك مستواه جيدا، وهي رسالة تبدو في مضمونها تمس المدرب مورينيو أو أنصار ريال مدريد. ظل بعيدا عن منطقة الجزاء ولم يتفاعل مع فوز فريقه ويكون المتتبع لمباراة غرناطة الأخيرة، قد لاحظ بوضوح أن كريستيانو أمضى 90 دقيقة وهو بعيد عن منطقة الجزاء، حيث لم يصوب سوى مرة واحدة فيما صعد في أخرى محاولا التسجيل برأسية، في الوقت الذي إعتاد فيه الجمهور على كريتسيانو مرر ومسجل ومبدع أمام منطقة المنافس، ورغم أن مورينيو رفض تغييره لحاجة في نفس يعقوب، إلا أنه بدا جليا أن كريستيانو كان قادرا على تقديم الأفضل، لكنه تعمد إرسال إشارات مشفرة لمن إنتقده في المباراة السابقة وحتى في مباراة "الكلاسيكو". صد مارسيلو ورفض الإحتفال بهدفه الخامس وفي لقطة لها أكثر من معنى، رفض النجم كريستيانو رونالدو الإحتفال بالهدف الخامس في مرمى غرناطة، حيث تقرب منه مارسيلو الذي تعود على أداء رقصة خاصة رفقة "الدون"بعد كل هدف، إلا أن هذا الأخير دفعه مشيرا بيديه إلى عدم رغبته في الإحتفال، حيث لم يظهر على وجه كريتسيانو حتى أثر لإبتسامة أو فرحة بسيطة بالهدف على غير العادة، وهو أمر ضاعف من الشكوك التي أصبحت مؤكدة حول خلاف بين كريستيانو وبين المحيطين به من مدرب وأنصار وحتى بعض الزملاء. الفريق كله بدا متأثرا وحديث عن حرب باردة بين اللاعبين ومورينيو ومما لا شك فيه أن لاعبوا ريال مدريد دخلوا مباراة غرناطة وهو غير مركزين تماما، حيث بدا وكأن النرفزة تطغى على أداء الفريق ككل، وأكد المراقبون والعارفين بشؤون الفريق أنه لو كان المنافس أكثر قوة لتمكن من إرباك النادي الملكي، لا لشيء سوى لأن نجوم الفريق لم يكونوا مركزين كما ينبغي، ومن الإشارات التي تبين أن شيئا غير عاديا يجري في الفريق، هو غضب أوزيل من تغييره في الشوط الثاني، وهو ما قابله مورينيو بغضب أكبر حين رفض التصفيق على اللاعب أو حتى تحيته مثلما فعل أعضاء الطاقم الفني. لا دخان بدون نار وعلى بيريز التحرك قبل فوات الأوان وبرأي الكثير من الصحف الإسبانية المقربة من ريال مدريد، فإن نفي وجود مشاكل في الفريق بين المدرب ولاعبيه قد يضاعف التعقيدات الظاهرة حاليا، حيث طالبت "أس" في إفتتاحيتها لنهار أمس الرئيس فلورنتينو بيريز بالتدخل العاجل لعقد إجتماع بين المدرب وكريستيانو وبعض اللاعبين، حتى يزيل الجليد الذي يميز العلاقة بينهم في الأسبوع الأخير، حيث يصر اللاعبون على أن مورينيو أخطأ حين إنتقدهم علانية في الصحف لأن أي فريق معرض لما تعرض له "الملكي" في لقاء مالاغا، في حين يقول مورينيو أنه لم يقصد سوى تنبيه اللاعبين على أن ما هو آت أصعب بكثير ولابد من التنجد وعدم التراخي في هذه المرحلة بالذات. أنصار الريال يتحملون جزء من المسؤولية في المقابل، وجب التأكيد على أن أنصار ريال مدريد تمادوا في الآونة الأخيرة في تعاملهم القاسي مع كريستيانو رونالدو، حيث ومنذ خيبة "الكلاسيكو" أصبح الدولي البرتغالي يستقبل بالتصفيرات في ملعب "البيرنابيو"، وكأنه الوحيد الذي كان خارج الإطار في تلك المباراة، وهو الأمر الذي تكرر في مباراة غرناطة أين دخل الميدان تحت صافرات الإستهجان من مدرجات "سانتياغو بيرنابيو"، وهو ما أخرج اللاعب من المباراة حتى قبل بدايتها، فالكل يتفق أن "الدون" كان سببا هاما في الخسارة أمام برشلونة، لكن وفي نفس الوقت لا إختلاف في أن رونالدو من أفضل اللاعبين في العالم إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق.