"المرحوم كزال استشارني بخصوص تعيين كرمالي مدربا للخضر وأرسلني إليه في سطيف" "بعد سنوات التقيت كزال وقال لي أنت مرابط وكل ما قلته لي صحيح" "كان وراء اقتراح اسم سرّار على كرمالي لدعوته للمنتخب الوطني وهو معاقب بسنتين" "سرّار ليس الوحيد الذي اعتدى على الحكم وكل تعداد الوفاق ضرب بلطرش أمام بلكور" "كزال استقبلنا بعد عودتنا من الدوحة وكان سعيدا وأسوأ شيء رفض اللاعبين دعوة المرحوم بيطاط" "سقوط 1988 نقطة سوداء لن أنساها والدموع كانت تنهمر من عيني لوحدها" في هذا الحوار يتحدث الحاج عبد الله ماتام عن الحقبة التي كان فيها رئيسا لوفاق سطيف في (89-91) عن علاقته بالمرحوم عمر كزال رئيس الاتحادية الجزائرية آنذاك، وعن الكأس الأفرو- آسيوية التي توج بها الوفاق بعد أن لعب الذهاب والإياب في فترة مشابهة للتي هي حاليا (الذهاب جرى في 12 جانفي والإياب في 19 منه لسنة 1990)، علما بأن الحاج ماتام الذي يعتبر أرشيف تاريخ الوفاق لأنه بقي فيه من تأسيسه في 1958 أين كان في صنف الأواسط وإلى غاية اليوم الحالي يتابع أخباره، سيكون لنا معه حوار آخر في قادم الحلقات من ركن "الهدّاف ... مجد، ألقاب، وتاريخ لا يُنسى" ليحكي التاريخ الكامل للوفاق كما عاشه من التأسيس إلى الاستقالة من الجمعية العامة للفريق التي كان قد قدمها في بداية نوفمبر الماضي. الكرة الجزائرية فقدت شخصية رياضية بعد رحيل عمر كزال، ما تعليقك؟ ندعو للمرحوم كزال بالرحمة والمغفرة فقد كانت أحد أبناء الكرة الجزائرية وشخص من الذين يعرفون جيدا الكرة، كما ترك بصماته لأنه الوحيد الذي جلب الألقاب الخارجية للجزائر في فترة رئاسته وخاصة الكأس الأفرو- آسيوية والكأس الإفريقية للأمم، شخصيا علمت بوفاته في نشرة الأخبار ليوم الأحد الماضي ولو سمعت بالوفاة في الصبيحة لتنقلت إلى العاصمة لتقديم واجب العزاء وحضور جنازته. تعاملت معه كرئيس للوفاق وهو رئيس ل "الفاف" فماذا تقول عنه؟ في الفترة التي تعاملت فيها معه وهو رئيس ل "الفاف" كانت وقتها الهيئة الوحيدة المسيرة للكرة والتي تتعامل مباشرة مع الفرق لأنه لم تكن هناك الرابطات أو هيئة أخرى، من خلال تعاملي معه في عدة مواقف كانت له القدرة على التقدير وتوقع المستقبل إذ كان يتوقع حدوث أمور ويحضّر لها نفسه مسبقا، والسيد هذا حتى لا ننسى كان إطارا ساميا في البريد والمواصلات فقد كان في أعلى مستوى في التسيير الجيد ونحن كرؤساء للأندية وقتها كان لينا في التعامل معنا ويعرف كيفية الإقناع الجيد، خاصة أن الدولة الجزائرية وقتها لم تكن لها الإمكانات الحالية والجزائر بدأت الدخول في الأزمة، لقد كان مسيرا من نوع خاص. هل تتذكر أول تعامل مباشر لك وقتها مع المرحوم كزال؟ في سنة 1989 كنت رئيسا للوفاق والجزائر كانت مقبلة على احتضان كأس أمم إفريقيا في 1990، وبعد اجتماع في "الفاف" طلب مني المرحوم عدم المغادرة لأنه يريدني في أمر هام، وهذا الكلام الذي سأقوله لك يا سي سمير (يوجه كلامه لصحفي الهدّاف) يصدر للمرة الأولى وهي شهادة على حقبة من تاريخ الجزائر الرياضي. فيما احتاجك المرحوم؟ الاجتماع مع الرؤساء انتهى متأخرا وبعد أن حلّ الظلام وبقيت أنا والمرحوم وشخص ثالث هو الدكتور رضاوي الذي كان المستشار الشخصي لكزال رغم أنه لم يكن له أي منصب في الفاف، وقالي لي جاءنا أمر من رئاسة الجمهورية بأن كأس أمم إفريقيا التي ستحتضنها الجزائر بعد أشهر يجب أن تبقى في الجزائر، فقلت له "ماذا بينا" فمن هو الجزائري الذي لا يريد أن تتوّج الجزائر بأول كأس قارية في تاريخها، لكنه أضاف شيئا آخر ... ما هو؟ أضاف أنه يريد استشارتي بخصوص أمر ما وشخص ما، فقلت ما هو الأمر فأنا مستعد لأي شيء من أجل بلدي فقال لي بإمكانك فعل الكثير، وأضاف أنه يريد أن يسألني عن إنسان لعبت معه وتدربت عنده ففكرت جيدا ولم أجد الشخص. عمن كان يبحث؟ قال لي إنه يريد رأيي في عبد الحميد كرمالي من كل النواحي الفنية كمدرب وكشخص، فقلت له بالحرف الواحد وهذه العبارة: "كرمالي لما يقول لك نجيبلك مقابلة فسيفوز بها حتى لو لم يكن يملك التعداد الكافي لذلك"، لكن هناك شيء هام وهو أن لا يتم تركه يعمل وحده في الطاقم الفني وقلت له كرمالي ينجح عندما يكون "الشاف" في طاقم فني جماعي، كان هذا من أجل أن يمنح كرمالي تدريب المنتخب الوطني، قبل أن يكلفني المرحوم كزال بأن أنقل طلبه إلى عبد الحميد كرمالي بالمجيء إلى العاصمة في اليوم الفلاني (وقتها لم يكن هناك الهاتف النقال). وكيف قمت بالمهمة التي أوكلت لك؟ مباشرة بعد عودتي إلى سطيف تنقلت إلى عبد الحميد كرمالي في مكتبته بوسط المدينة ولما شاهدني تفاجأ لأنني لست متعوّدا على التنقل إليه وخرج إليّ واحتضنني فرحا وتساءل عن سبب مجيئي المفاجئ فقلت له إنه مستدعى من طرف الفاف في العاصمة في اليوم الفلاني. كيف كان رده؟ سألني عن السبب فقلت له إنهم يريدونه مدربا للفريق الوطني وعليه أن يكون في المستوى المطلوب، وقلت بصريح العبارة "كون فحل"، وعدت إليه بعد أيام وسألته عما حصل بينه وبين كزال فأجابني بأنه اتفق مع رئيس الفاف على تدريب الفريق الوطني وأنه سيكون معه طاقم فني رباعي بتواجد فرڤاني، سعدي والمرحوم عبد الوهاب، وبدأ العمل وكنت أنا رئيسا للوفاق ولدي نظرة على المدى البعيد. ما هي؟ كان لاعبنا عبد الحكيم سرّار معاقبا بسنتين بعد الذي حدث في اللقاء أمام شباب بلكور وهي المقابلة التي لعبناها في ظروف خاصة بعد وفاة المرحوم عريبي ب 5 أيام (المقابلة جرت في 9 سبتمبر 1989)، أين كنت قد طلبت تأجيل المقابلة لكن الفاف لم تقبل فلعبنا في ظرف خاص وخسرنا (0-1)، وكانت هناك فوضى في نهاية اللقاء، وأنا اليوم بعد مرور 23 سنة على ما حصل أشهد على كل ما حدث وعشته. هل صحيح أن سرّار ضرب الحكم؟ كل اللاعبين في الوفاق ضربوا الحكم في نهاية المباراة، أقول كل اللاعبين ضربوا الحكم وبصفة خاصة سرّار، ولم نتمكن من إخراج الحكم من أيدي اللاعبين سوى بصعوبة كبيرة، كنت أنا والشرطة وأدخلنا الحكم إلى غرف الملابس، كان يبكي لأنهم "زرڤوه تاع الصح"، هذا الحكم مات رحمه الله وهو بلطرش من قسنطينة وأصله من شلغوم العيد، وقال لي "يا الحاج عمري لم يحدث لي هكذا". هل تخوفت من تسجيله للاعبين كلهم في ورقة اللقاء؟ لم أقل للحكم بلطرش رحمه الله سوى أن الشيء الذي يكتبه في ورقة اللقاء سأمضي عليه معه لأنني شاهدت كيف اعتدى عليه اللاعبون بطريقة بشعة، ولا يمكن أن أقول ما "شفتش" لكن قلت له شيئا واحدا. ما هو؟ قلت له إنّ مصير فريق اسمه وفاق سطيف بين يديك وأتركك أنت وضميرك "الله يسهل"، وأقسمت له أنني مستعد لأمضي معه على أي شيء وتكلم أيضا ضابط الشرطة واسمه عباس وكانت له علاقة معرفة بالحكم لأنه ابن بلده، وقال لي لقد سمعت ما قاله لك "الرئيس" أكتب وسيمضي معك، وحتى أنا كجهاز أمن سأمضي معك في تقريري. وماذا فعل الحكم؟ قال لي كلمة واحدة وهي لا تخف على الفريق وكتب في ورقة اللقاء اعتداء على الحكم ولم يكتب هوية اللاعبين فقط أضاف أنه سيرفق الورقة بتقرير تاركا الأمر مفتوحا، ولما عاد إلى البيت وأعد التقرير اكتفى فقط بذكر اسم سرّار كلاعب معتدي عليه مما سبّب له إصابات حسب التقرير، مما أدى بلجنة الطاعة إلى معاقبة سرّار بسنتين. ما علاقة سرّار وعقوبته بطلب كزال منك الحديث إلى كرمالي وضبط موعد معه في العاصمة؟ بعد بدء كرمالي العمل وفي التجمع الثاني أو الثالث تنقلت إلى العاصمة وسألته عن الأحوال وقلت له ماذا لو أقترح عليك شيئا هاما، قال لي تفضل، وهنا قلت له: "ماذا لو تستعدي سرّار إلى الفريق الوطني؟". ماذا كان رده؟ تحفّظ في البداية وقال كيف أستدعي لاعبا معاقبا بسنتين، فقلت له إنه يحتاجه وله الإمكانات الفنية التي تسمح لي بتقديم خدمة للفريق الوطني، لكن كرمالي واصل التحفّظ لأنه يخاف أن يقولوا إنه حوّل الفريق إلى سطايفية بعد أن كان قد استدعى عصماني، عجاس، زرڤان ورحموني، لكنه فيما بعد أخذ كلامي بمأخذ الجد وقام بدعوة سرّار ووجد أنه المدافع المناسب وأشركه في كأس إفريقيا أمام نيجيريا ظهيرا أيمن وفي تلك المباراة التي فاز بها الفريق الوطني (5-1) تعرّض رشيد أدغيغ مدافع شبيبة القبائل إلى كسر حرمه من مواصلة الدورة وهو الأمر الذي جعل كرمالي يعيد سرّار إلى المحور مع مغارية وأكمل المقابلة إلى نهايتها، وهنا أعود إلى كزال رحمه الله فبعد التتويج وفي حفل رئيس الجمهورية تم العفو عن سرّار بقرار من الرئاسة تقديرا على مشاركته في الإنجاز الوطني، لكن ... لكن ماذا؟ بعد التتويج بكأس إفريقيا طلب كرمالي بصفته المدرب المتوج بتنحية المساعدين ولم يتذكر كزال ما كنت قد قلته له بعدم ترك كرمالي لوحده ووافق على طلبه، وذهب كرمالي لوحده إلى زينڤشور والجميع يعرفون ما حصل بعد ذلك من نتائج وإقصاء في الدور الأول، وحتى ما حصل في تربص المغرب وليلة بدء المنافسة أين كان كل اللاعبين يتحدثون فقط عن منح المباريات، وكانت الكارثة. ماذا قال لك كزال بعدها؟ في زينڤشور كنت قد غادرت منصبي في رئاسة الوفاق ولم ألتق كزال لكن "روح يا زمان وأرواح يا زمان" والتقيت معه رحمه الله في سطيف بعد سنوات وبالصدفة في إحدى محطات البنزين أين كنت أقوم بتعبئة الوقود للسيارة وهو أيضا دخل المحطة للغرض نفسه لما كان مارا بسطيف، ومباشرة بعد أن شاهدنا بعضنا قال لي بالحرف الواحد "أنت مرابط" وأن كل ما قلته له عندما استشارني بخصوص كرمالي حصل فيما بعد. المرحوم استقبل وفد الوفاق في مطار هواري بومدين بعد عودتكم من الدوحة بالكأس الأفرو- آسيوية التي ستمر ذكراها بعد أسبوع، ماذا قال وقتها؟ كان فرحا جدا وجاء إلى غاية المطار وقام بحفل مصغر على شرفنا في القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين، ربما يكون الرئيس الوحيد للفاف الذي تنقل إلى غاية المطار لاستقبال الوفاق وهو يعود بكأس من خارج الوطن. وعن الكأس الأفرو- آسيوية للوفاق ماذا تقول عنها؟ سأبقى أتحدث لك عن الكأس والعودة بها من قطر، لأنه حدثت أشياء غير جيدة بعدها وفي مقدمتها الحفل الذي كان سيقام على شرفنا في المجلس الشعبي الوطني لكن الكثير من اللاعبين رفضوا الحضور وهذا شيء لا أنساه، رغم دعوة المرحوم رابح بيطاط الذي كان رئيسا للمجلس الشعبي الوطني بمبادرة من نواب ولاية سطيف في المجلس بعد أن شرّف الوفاق الجزائر وحصل على كأس بين القارات لم يجلبها أحد قبل الوفاق ولم يجلبها بعد ذلك أي فريق، لأنه لكي تحصل عليها يجب أولا أن تكون بطلا في قارتك الإفريقية قبل المرور إلى آسيا، وهذه الكأس فيها قصة يجهلها أنصار الوفاق. ما هي؟ من أجل لعب مباراة الوفاق أمام السد القطري غامرت كثيرا بنفسي والحمد لله نجحت في النهاية، والسبب أنه بعد تتويج السد القطري بالكأس الآسيوية للأندية البطلة والاتفاق بين الاتحاديتين الإفريقية والآسيوية على لعب الكأس بين بطلي القارتين، سمعت أصداء عن برمجة اللقاء بين السد القطري ووفاق سطيف لكن دون أن تصلنا أي مراسلة من الفاف بخصوص اللقاء، فاتصلت بعمر كزال رحمه الله ووجّهني إلى الكاتب العام للفاف، لكن الأخير لم يعطيني أي معلومة عن برمجة اللقاء. لماذا؟ لا أريد أن أذكر اسم الكاتب العام للفاف ولا الفريق الذي ينتمي إليه، لكن علمت من بعض أعضاء المكتب الفيدرالي أن الكاتب العام وبعض الأعضاء في الفاف أرادوا تعويض الوفاق بفريق آخر من الجزائر العاصمة بحجة اعتذار الوفاق عن المشاركة. وكيف كان موقفك؟ دخلت في صراع شديد معهم، فكيف يتم تعويض الوفاق وهو البطل الإفريقي بناد آخر من العاصمة للعب مقابلة لتحديد بطل قارتين، كانت الجهوية موجودة منذ سنوات ووفاق سطيف كان يزعج الكثيرين أيضا. وكيف استعدت حق الوفاق بلعب النهائي الأفرو- آسيوي؟ قلت للأمين العام للفاف لا أحتاج منك سوى منحي رقم الفاكس والتيليكس الخاصين بالاتحادية الإفريقية لكرة القدم في القاهرة والباقي كله عليّ. وهل تم منحك الرقم؟ نعم، واتصلت بالمسؤولين في الكاف واتفقت معهم على اللعب وأكدت أن الوفاق لم يقدّم أي اعتذار عن لعب النهائي الأفرو- آسيوي، فوضعوا لي شرطا هو اللعب يوم الجمعة 12 جانفي في الجزائر في ملعب معشوشب طبيعيا وبعد ذلك بأسبوع فقط نلعب الإياب في الدوحة، فوافقت على اللعب ومنحت اسم ملعب قسنطينة للاستقبال وقبلت اللعب إيابا بعد أسبوع. لماذا أراد الأمين العام للفاف نزع اسم الوفاق من النهائي؟ توجد أغراض شخصية وجهوية منذ القدم حيث أرادوا استغلال بند يقول إنه في حالة اعتذار البطل الإفريقي عن المشاركة فإن اتحادية البلد هي التي تختار فريقا يعوّضه، فأرادوا أن يجعلوا أحد الفرق العاصمية يلعب نهائيا إقليميا دون أن يتعب عليه رغم أن الوفاق لم يعتذر تماما عن المشاركة في النهائي الأفرو- آسيوي. وجاءت موافقة الكاف بلعب النهائي بين الوفاق والسد القطري. أصبح لعب الوفاق للنهائي الأفرو- آسيوي قضية "غنان" والتتويج بها أكثر من هذا، واتفقت مع بلدية قسنطينة ولعبنا المباراة في يوم ممطر (بالضبط يوم 12 جانفي 1990) ووضعت الفاف أمام الأمر الواقع. وكيف كانت التحضيرات لتلك المباراة؟ لم تكن هناك أي تحضيرات خاصة من ناحية الفريق لأنّ اللقاء بُرمج مباشرة كما أن فريقنا كان كبيرا وقتها إلى درجة أن القطريين أبدوا استغرابهم من أن هذا الفريق لعب فعلا في الدرجة الثانية قبل سنة، لأنهم وجدوا فريقا كاملا من حارس المرمى إلى الرقم 11، فقلت لنائب الرئيس القطري وهو شقيق الأمير حاكم البلاد وهو اليوم وزير النفط القطري: "الله غالب الظروف هي التي أسقطتنا إلى القسم الثاني، لكننا سنعود إلى مكاننا أقوى وأقوى". ومن ناحية الأمور التنظيمية للقاء كيف كانت؟ رغم الخبرة الكبيرة التي أمتلكها في التسيير الرياضي في كرة القدم إلا أنني تفاجأت بأشياء للمرة الأولى مع وفد السد القطري، حيث قمنا باستقبالهم وأخذهم إلى فندق "البانوراميك" الذي كان الأفضل في قسنطينة، وأنا أتكلم مع رئيس الوفد وشقيق الأمير القطري وأحضرت معه رئيس المطبخ وكذا الطباخ الرئيسي ومدير الفندق حول نوعية الوجبات التي يطلبها القطريين والتنسيق مع طبيب الفريق بخصوص ذلك، فتفاجأت به لما قالي إنه لا يحتاج إلى شيء سوى الماء المعدني وماعدا هذا فكل شيء جلبوه معهم من قطر، كان الأمر مفاجئا لي لأنها المرة الأولى التي أرى فيها فريقا ينقل معه الأكل وكل لوازمه في رحلة خارج بلده، فما كان عليّ إلا جلب الكمية المطلوبة من ماء سعيدة وحتى طباخ فندق بانوراميك احتار فيما جلبوه من مواد غذائية. في اللقاء فاز الوفاق (2-0)، هل كانت نتيجة مرضية لك؟ نعم، خاصة أن اللقاء جرى في أجواء مناخية صعبة جدا وكنت متأكدا بأنّ الأرضية في قسنطينة وتساقط الأمطار أعاقا كثيرا لاعبينا لذلك كنت متأكدا بأنه في الإياب ستكون الأمور أفضل. وكيف كانت التحضيرات لرحلة الإياب؟ كان في سطيف الوالي حيدوسي وكان عمه هو وزير المالية في سنة 1990 واستقبلني الوالي وقام بحفلة بعد الفوز في قسنطينة، ولم تكن وقتها الأموال والعملة الصعبة متوفرة بالشكل الحالي، فقلت له إننا نحتاج إلى مبلغ من العملة لتغطية مصاريف المهمة وما يرافقه، وأتذكر أنه طلب مني قائمة من 25 فردا ضمت اللاعبين، أعضاء الطاقم الفني والمسيرين وأرسلناها لوزارة المالية التي وافقت على 24 ونزعت اسم أحد المسيرين الذي كان فرحا قبل التنقل لأنه "رايح" وهو لاعب قديم وصديقي من "بكري"، ويتعلق الأمر ب العيد مسعودي مدافع الفريق في الستينات الذي كنت أستشيره كثيرا في القرارات عندما كنت رئيسا للنادي. وماذا كان ردك؟ لم أقم حتى بإخباره أن اسمه تم حذفه وقررت في نفسي أن أقتسم مصاريف المهمة الخاصة بي معه، وقتها كان الأمر صعبا لإيجاد مخطط طيران لقطر لأن الأمور لم تكن سهلة كما هي حاليا، حيث تنقلنا من سطيف إلى العاصمة برا ومن هواري بومدين إلى باريس ومنها إلى لندن ثم إلى الدوحة، كان مشوارا شاقا ومصاريف كبيرة، وهنا أوضح أمرا. ما هو؟ في تلك الفترة كان الصراع شديدا بين إدارة الوفاق وإدارة المؤسسة الوطنية للبلاستيك والمطاط من أجل إخراج الفريق من هذه المؤسسة، وأنا كان لي بعد نظر بأنه لو خرج الفريق من الشركة كان سيغطّي نفقات السفريات والرحلات خارج الوطن، لذلك حافظت على العلاقة مع المدير العام للمؤسسة حسان سلام وهو الآن في الخارج وأعطى أمرا ل رابح بوزيدي بخصوص أي مصاريف يحتاجها الوفاق في رحلة قطر، وبعد شراء التذاكر والحصول على التأشيرات ذهبنا إلى الدوحة. وكيف كان الاستقبال في الدوحة؟ بعد رحلة شاقة استقبلتنا الصحافة في مطار الدوحة وكان معظمهم من المصريين وتعرف أنهم يحسنون فن الاستفزاز، وكانوا يعرفون جيدا الوفاق الذي سبق له التأهل على الأهلي المصري في كأس أندية أبطال إفريقيا وأنا كنت هناك في القاهرة. وكيف كانت نوعية الأسئلة؟ كانت غير عادية وتحبط معنويات من لا يعرف وكانت إجاباتي صريحة لهم وقلت لهم إن أردتم سؤالي عن الأمور التسييرية والفريق أنا هنا، وإن أردتم سؤالي عن الأمور الفنية فأمامكم اللاعبون والمدرب، فسمعت أحد الصحفيين يقول لزميله "الرئيس ليس سهلا". كيف كان هذا الحكم منه؟ لأنه سألني كيف ستعملون من أجل مقاومة القوة الكبيرة لنادي السد، فقلت له "لماذا لا تسأل مدرب السد الذي كان وقتها البرازيلي كابرال كيف سيقوم هو بالعمل على مقاومة الوفاق الذي يتقدّم على فريقه بهدفين وكيف سيعملون على تسجيل 3 أهداف علينا؟". في المقابلة لم تخافوا من إمكانية عودة السد. قبل اللقاء حظينا باستقبال جيد من القطريين وكان الفندق في مستوى عال من سلسلة "رونيسانس" الفرنسية، وتم منحنا حافلة وسيارة خاصة تحت تصرفي كرئيس للوفد، الشيء الجميل وقتها أنني اقتسمت مصاريفي أنا والعيد مسعودي وقضينا أياما بكل أخوة. طرد برناوي قبل نهاية الشوط الأول ألم يُدخل الشك في نفوسكم؟ بصراحة لا، لأن المقابلة بدأت بخشونة واندفاع في اللعب، ونحن كان لدينا لاعبون لا يخافون من التدخلات في صورة برناوي، سرّار، عجاس، وبعد تسجيلنا للهدف الأول والثاني ارتحت رغم أنني كنت أتأمل فقط في الإمكانات رغم أن الدوحة مدينة صغيرة، وكل حي يقولون عنه المدينة الفلانية وله ملعبه ومرات أخطئ وأظن أنفسنا وصلنا إلى الملعب، لكن السائق يقول لي لا هذا ملعب الفريق الفلاني وليس ملعب السد لأن كل الملاعب كانت متشابهة، وحتى المساجد موجودة في كل الملاعب. واللقاء كيف عشته؟ كان تحديا بعد أن أعدت حق الوفاق من أمام الأمين العام للفاف، وكان يجب العودة بالكأس الأفرو- آسيوية حتى لا يذهب كل تعبي سدى، وقد شاهدت المباراة من الصالون الشرفي وكان إلى جانبي نائب رئيس السد ولما رُفع صوت أذان المغرب همست في أذن صديقي العيد مسعودي وقلت له كيف نفعل الآن؟ فسمعني شقيق الأمير وقالي لي سنصلي جماعة، وحتى محافظ اللقاء من ماليزيا وهو من الاتحادية الآسيوية لكرة القدم جاء وصلى معنا المغرب جماعة، وبعد الصلاة قلت لشقيق الأمير علينا أن نذهب لتحية اللاعبين قبل بدء اللقاء فقال لي لا تخف وفتح أحد الأبواب فوجدت نفسي معه فوق أرضية الميدان مباشرة واحترت في هندسة الملعب، وفي اللقاء ضرب أحد اللاعبين سرّار فنهض الأمير وعبّر عن عدم رضاه بتصرف لاعبه وأشار بيده إلى مقعد البدلاء لكي يخرجه. اليوم بعد 22 سنة من تتويج الوفاق بطلا لنصف الكرة الأرضية، ماذا يقول الحاج ماتام الذي كان رئيس الفريق وقتها؟ الكأس الأفرو- آسيوية نالها من بين الأندية الجزائرية وفاق سطيف وتوقفت عند الوفاق، واليوم بعد 22 سنة توجد الكثير من الذكريات لأنني شخصيا لدي ذكريات حلوة وأخرى مرة في الوفاق، كما كان الفريق في حد ذاته يمر بفترات مرات مراحل جيدة يحصل فيها على عديد الألقاب ثم يتوقف لسنوات كما حصل بين 68 و80 أو بين 90 و2007، وبقي الفريق كأنه منحنى تصاعدي ومنحنى تنازلي ومرات بطريقة غريبة كما حصل في 1968 أين حصلنا على "الدوبلي" كأس وبطولة وفي السنة الموالية لعبنا على تفادي السقوط، وتكرر الأمر أيضا في بطولة 1987 وسقطنا في الموسم الموالي، رغم المعاناة التي كانت في السبعينات بعد توقف جيلنا دفعة واحدة، ثم كان هناك جيل جديد في السبعينات عانى في بدايته ثم تقوى وصولا إلى جيل الثمانينات الذي عاد وصار أقوى وحقق الألقاب من مختلف الأنواع وهكذا. وأنت ماذا تتذكر أكثر من الوفاق؟ من 1958 إلى اليوم تبقى النقطة السوداء في الوفاق عندي هي السقوط في 1988، لأن السقوط كان في ظروف خاصة وفي يوم خاص لي. كيف؟ في ذلك اليوم كنت سأتوجّه من سطيف إلى قسنطينة من أجل التوجه إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج وشاهدت اللقاء في البيت يوم 5 جويلية 1988 وبعد اللقاء خرجت من البيت للتوجه مع حافلة البعثة إلى قسنطينة، وكان الجماعة الذين تنقلوا معي بدؤوا الأكل وقال أحدهم أعطوا قطعة دجاج للحاج ماتام ليأكل قليلا، فأجاب أحد أصدقائي بالقول: "لا تتعب نفسك فلن يأكل لأن الوفاق سقط إلى القسم الثاني والماكلة ما عندها منين تعڤبلو". كان يوم صعبا عليك. بطبيعة الحال فقد خرجت من البيت "أبكي" ولم أتقبّل سقوط الوفاق للمرة الأولى، أحد الجيران قال لهم إن الحاج عبد الله ماتام يبكي لأنه يتوجه إلى البقاع المقدسة وترك أولاده صغارا في السن وغاضوه، فجاء الرد من جار آخر بالقول: "غاضو الوفاق وسقوطه"، لقد كانت الدموع تنهمر لوحدها. في الأخير لديك تاريخ كبير عن الوفاق، متى تعد الأنصار بسرده عبر صفحات "الهدّاف" كاملا؟ أنا تحت تصرف أنصار الوفاق وقراء "الهدّاف" في أي وقت تشاؤون من أجل شهادتي على الوقائع الكثيرة التي عشتها مع الفريق السطايفي الذي يعتبر جزءا من حياتي من 1958 إلى اليوم. ------------------- 12 جانفي 1990 ..... 12 جانفي 2012 ذكرى ذهاب النهائي الأفرو- آسيوي وفاق سطيف 2 - السد القطري 0 قبل أسابيع من الآن توّج السد القطري برابطة أبطال آسيا ولعب كأس العالم للأندية، ويعد هذا الإنجاز الثاني للسد القطري آسيويا بعد أن توج بطلا لآسيا في 1988 وهي نفس السنة التي توج فيها الوفاق بطلا لإفريقيا، وإن كان السد قد أعاد الإنجاز ولو بعد مرور سنوات طويلة فإن أنصار الوفاق يمنون النفس برؤية فريقهم مجددا بطلا للقارة السمراء، خاصة أن النسر الأسود تربطه بالسد القطري قصة جميلة اسمها الكأس الأفرو- آسيوية التي توج بها السطايفية على حساب القطريين. البطاقة الفنية للقاء الذهاب وقبل الحديث عن لقاء الإياب في قطر والتتويج نتوقف في هذه الحلقة عند لقاء الذهاب الذي جرى في تاريخ 12 جانفي 1990 وتمر غدا الخميس 12 جانفي الذكرى 22 للعب مباراة الذهاب في قسنطينة التي كانت بطاقتها الفنية بالشكل التالي: ملعب 17 قسنطينة، طقس بارد وممطر، أرضية زلجة، جمهور متوسط (حوالي 10 آلاف مناصر)، التحكيم للثلاثي السنغالي بادارا سيني، أبرام نداي، عمر ديوف. الأهداف: عبد الرحيم بن جاب الله (د41)، مصطفى غريب (د70) للوفاق وفاق سطيف: عصماني، نابتي، عجاس، برناوي، سرّار، رحماني، بن جاب الله عبد الرحيم، زرڤان (رايس د88)، غريب، عجيسة، ورحموني. البدلاء: كساي، بوزيدي، دودو، ماتام رضا المدربان: بوزيد شنيتي والحاج نور الدين السد القطري: مطاوي، جوما، العماري، عدساني، إسماعيل، قاسم، عبد الناصر، فيلارو، سايمان، جوهر، غانم. المدرب: كابرال بعد 23 سنة ما زال الوفاق يبحث عن ملعب وإذا كان الوفاق قد لعب نهائي الكأس الأفرو- آسيوية في ملعب قسنطينة امتدادا للعبه النهائي الإفريقي هناك ولعب كأس الكؤوس الإفريقية 1991 في عنابة ووجد نفسه في 2008 يشد الرحال إلى تشاكر بالبليدة للعب الكأس العربية، ما زال إلى اليوم يتمنى ملعبا معشوشبا طبيعيا يليق بمقام فريق حصل على 7 كؤوس خارجية وكانت أمامه فرصة كأس ثامنة (نهائي الكاف الذي خسره بركلات الترجيح) فرغم ذلك ما زال الوفاق إلى اليوم لا يملك الملعب الذي يليق بمقام بطل لنصف الكرة الأرضية، وما زال الوفاق من قسنطينة إلى عنابة إلى البليدة ولا ندري أين مستقبلا إن تحققت الأمنيات ولعب الوفاق مزيد النهائيات. اللقاء كان عبارة عن وصية للمرحوم وفي 1990 وفي قسنطينة تم تزيين جنبات الملعب بالكثير من الرايات السوداء والبيضاء التي تطلب من اللاعبين تحقيق وصية المرحوم مختار عريبي الذي كان قد فارق الحياة حوالي 4 أشهر قبل لقاء الذهاب، واعتبر الحصول على الكأس بمثابة الحصول تحقيق وصية أب المدربين في سطيف. الأرضية كانت سيئة ومليئة بالبرك المائية وجرت المواجهة وسط أمطار غزيرة حدّت من تنقل الأنصار من سطيف إلى قسنطينة، لأن العدد الذي تنقل لحضور النهائي الأفرو- آسيوي لم يصل حتى إلى ربع الذين تنقلوا قبل 13 شهرا للنهائي القاري، وأثرت الأمطار على أرضية الميدان وصعّبت تنقّل الكرة. ... وساعدت بن جاب الله في فتح باب التسجيل ورغم البداية القوي للوفاق واصطدام مقصية بن جاب الله في (د4) بالعارضة الأفقية، إلا أن الأمور صارت صعبة فيما بعد، ولم يتمكن الوفاق من فتح باب التسجيل سوى في (د41) بعد فتحة من الجهة اليمنى وكانت الكرة تتجه للحارس مطاوي لكن بركة الماء أوقفتها مما سمح ل بن جاب الله عبد الرحيم بأخذ الكرة وتسجيل الهدف. عجيسة فعل كل شيء وغريب أضاف الثاني وقبل نهاية المباراة بحوالي 20 دقيقة انطلق عجيسة من الجهة اليسرى وعبث بدفاع السد المكون من البرازيليين جوما وفيلارو ومرر الكرة نحو مصطفى غريب الذي أودعها في شباك مطاوي. عجيسة فرح بطريقة مثيرة للانتباه وفرح عجيسة بالهدف الثاني للوفاق بطريقة مميزة وهو المعروف عنه أن صامت ولا يعبّر عن فرحته بحدة حتى في النهائي الإفريقي أمام إيوانوانيو شاهد الجميع كيف حيا عجيسة اللاعب "أوي" عند سجل ضد مرماه، لكن في الهدف الثاني كانت فرحة عجيسة مميزة جدا. "البحّارة" خصت الوفاق بأغنية وكانت فرقة "البحّارة" قد خصت الوفاق السطايفي بأغنية بمناسبة النهائي الأفرو- آسيوي، وتمت إذاعة الأغنية مباشرة قبل لقاء السد وعنوانها "يا العمرية ياك شربتي في كل الكيسان"، وهذا للتأكيد على أن الوفاق حصل على كل الكؤوس الممكنة. الفريق الوطني نالها بعد سنة وإذا كنا لم نتوقف كثيرا عند نهائي الإياب الأفرو- آسيوي في الدوحة الذي انتهى لصالح الوفاق بنتيجة (3-1) الذي سنعود إليه في العدد القادم من يومية "الهدّاف" تزامنا مع إياب النهائي، فإن الفريق الوطني بدوره كان له شرف الحصول على الكأس الأفرو- آسيوية في أكتوبر 1991 على حساب المنتخب الإيراني بعد الخسارة في طهران (2-1) والفوز في الجزائر (1-0) بهدف بن حليمة. عصماني، زرڤان وعجاس نالوها مع الوفاق والمنتخب ومن بين لاعبي الوفاق الذين حصلوا على لقب بطل نصف الكرة الأرضية للأندية ثم مع المنتخب الوطني فيما بعد كل من عجاس، زرڤان وعصماني، في حين أنّ رحموني وسرّار اللذين كانا مع المنتخب الوطني المتوج بالكان 1990 وتوجا أيضا بالكأس الأفرو- آسيوية مع الوفاق فلم توجّه لهما الدعوة من الشيخ كرمالي في مباراة إيران. مغارية أيضا له نفس الإنجاز مع الإفريقي هناك لاعب آخر في الجزائر له نفس إنجاز ثلاثي الوفاق بالوصول إلى صفة بطل لنصف الكرة الأرضية للأندية وأيضا للأمم، وهو مدافع جمعية الشلف فضيل مغارية الذي حصل على الكأس الأفرو- آسيوية للأمم مع الجزائر وفي سنة 1992 حصل على الكأس الأفرو- آسيوية للأندية البطلة مع النادي الإفريقي التونسي. ------------------ المرحوم كزال كان في الاستقبال وهذا ما قاله بعد عودة الوفاق بالكأس الأفرو- آسيوية من الدوحة استقبل المرحوم عمر كزال الفريق السطايفي في القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين وأدلى على هامش ذلك بحوار لجريدة "المنتخب" قال فيه: "بطبيعة الحال أنا مسرور جدا كأي جزائري وكنت مطمئنا على أن عناصر الوفاق سيعودون بهذه الكأس لأنهم عوّدونا في مثل هذه المناسبات الحاسمة على تحقيق المستحيل، وفعلا لم يتركوا الفرصة تفلت من بين أيديهم وأكدوا ما فعلوه في الكأس الإفريقية للأندية البطلة"، وأضاف في إجابة على سؤال آخر: "أعتقد أنّ تتويج الوفاق بالكأس الأفرو- آسيوية شيء مشجع لكرة القدم الجزائرية ويحفّز بقية الأندية المقبلة على المنافسات القارية والعربية على العمل بجدية لتحقيق المعجزات قصد إعادة الوجه المثالي للكرة المستديرة على الساحة الدولية والإفريقية"، وهذا التصريح الذي نقله الزميل العمري صيفي (صحفي الإذاعة الوطنية حاليا) عبر صفحات جريدة "المنتخب".