بعد أن كانت التكهنات تشير لغلق قائمة الاستقدامات الخاصة بوفاق سطيف دون استقدام لاعب إفريقي جديد بسبب فشل الاتصالات مع بعض اللاعب وعدم إيجاد اللاعب المناسب الذي تتوفر فيه الشروط، كان الجديد في الساعات الماضية هو دخول لاعب إفريقي جديد في قائمة الوفاق ولكن بأكثر جدية هذه المرّة. ومما يؤكد الأمور الجدية هذه المرّة بخصوص اللاعب الإفريقي الذي تبحث عنه إدارة الوفاق منذ مدة، هو أن اللاعب المستهدف سيلتحق بمدينة سطيف مطلع الأسبوع الداخل يومي السبت أو الأحد، بعد أن قامت إدارة الوفاق بالإجراءات اللازمة لتنقل اللاعب إلى الجزائر. اللاعب الإفريقي سيوقّع دون تجارب ولأن الوقت ضيّق، فإن اللاعب الإفريقي المنتظر في سطيف بداية الأسبوع الداخل سيوقع حسب مصادرنا مباشرة في صفوف وفاق سطيف دون المرور على التجارب، لكن بعد اجتياز الفحوص الطبية اللازمة بطبيعة الحال، وهذا ما يكشف ربما الاطلاع المسبق لإدارة الوفاق على إمكانات هذا اللاعب. سرار يحتفظ بنفس السريّة التي تعامل بها في استقدام "ديلاكاسا" ولم تتوفر لدينا معلومات كثيرة حول هذا اللاعب، منصبه، جنسيته أو سنه، لأن الرئيس السطايفي عبد الحكيم سرار يتعامل مع صفقة اللاعب بنفس الطريقة التي كان تعامل بها مع استقدام المدرب "ديلاكاسا"، حيث لن يعرف أحد هوية اللاعب الإفريقي إلى غاية قدومه مطلع هذا الأسبوع تماما كما حصل مع "ديلاكسا"، وهذا من أجل إنجاح الصفقة. سيمضي ويعود إلى بلده ثم يتنقل مباشرة إلى السودان ومن المعلومات القليلة التي تحصلنا عليها بخصوص اللاعب الإفريقي المنتظر، أنه وبعد أن يمضي في صفوف الوفاق سيعود مباشرة إلى بلده ويحزم أمتعته باتجاه السودان مباشرة للمشاركة في كأس إفريقيا للمحليين، وهو ما يكشف أن هذا اللاعب دولي في صفوف منتخب بلاده المحلي، وهو الشرط الأول لانضمام اللاعب إلى البطولة الجزائرية. أغلب الظنّ أنه مهاجم كامروني وأصبح معلوما الآن أن جنسية اللاعب الإفريقي الذي يوجد سرار في اتصالات متقدمة معه لن تخرج من إحدى الدول المشاركة في كأس إفريقيا للمحليين بالسودان، وأغلب الظنّ أنه يلعب للمنتخب الكامروني المحلي، حسب الاجتهادات التي قمنا بها. إمضاؤه يمنعه من لعب "الشان" قانونيا من جانب آخر، فإن إمضاء اللاعب الإفريقي في صفوف الوفاق معناه أنه أصبح لاعبا محترفا في بطولة أجنبية غير بطولة بلده، بعد وصول ورقة خروجه من اتحادية بلده إلى "الفاف"، وهو ما يمنعه لو يطبّق القانون من لعب منافسة كأس شمال إفريقيا للمحليين، والتي هي مخصّصة للاعبين الذين ينشطون في بطولات بلدانهم الإفريقية فقط. مهما كان فإنه لن يؤهّل في المنافسة الإفريقية وبين مشاركته في منافسة "الشان" من عدمها، يبقى الأكيد أن اللاعب الإفريقي الجديد للوفاق لن يكون بإمكانه المشاركة في الدور المقبل من المنافسة الإفريقية بعد نهاية آجال التسجيلات الإفريقية الأولية، حيث سينتظر إلى غاية شهر جوان وتأهل الوفاق إلى دور المجموعات ليستفيد من التأهيل الإفريقي. عنابة عاودت طلب بن شادي وبن شرڤي عاودت إدارة اتحاد عنابة مؤخرا طلب الظهير الأيسر رياض بن شادي من إدارة الوفاق، إلى جانب المدافع المحوري جمال بن شرڤي الذي حسم الأمر باختياره الإمضاء في صفوف أهلي البرج، بينما سيبقى بن شادي في صفوف الوفاق. مسؤولو البرج جاؤوا إلى سطيف أمس وبخصوص بن شرڤي، فبعد تأخر تنقل مسؤولي إدارة أهلي البرج على مرّتين إلى سطيف من أجل تسليم الأموال لإدارة الوفاق والحصول على وثائق تسريح اللاعب لأسباب مالية، حلّ أمس رئيس "الكابا" جمال مسعودان ومرافقيه بمدينة سطيف من أجل حسم الأمور بشكل نهائي. التقوا حمار وأعراب في مقرّ الوفاق وكان من المفترض أن يكون لقاء الطرف البرايجي مع رئيس الوفاق أمس، لكن غياب سرار بسبب تواجده في تيزي وزو لحضور جنازة شقيق والي ميلة، جعل حمار وأعراب ينوبان عنه في الجلسة التي كانت مع رئيس مجلس إدارة البرج جمال مسعودان في مقرّ الوفاق الإداري ب "بومرشي". لم يحضروا الأموال، قدّموا صكّ ضمان وحمار يقبل وعكس ما كان متفقا عليه، تعذر على الطرف البرايجي جمع قيمة 300 مليون الخاصة بتسريح بن شرڤي من الوفاق، وكان البديل صك ضمان يحمل القيمة نفسها تم تقديمه ل حمار وأعراب اللذين قبلاه بسبب الوضعية المالية الصعبة التي يعيشها أهلي البرج. سطيف خصّت البرج بمعاملة مميّزة ومن خلال قبول إدارة الوفاق صكّ الضمان، وقبل ذلك إعطاء الأولوية في بن شرڤي للبرج وتسهيل انضمام فراجي إلى "الكابا"، فإن سطيف تكون خصّت البرج بمعاملة مميّزة جدا قد لا يقوم بها أيّ فريق مع فريق آخر، وهو ما يكشف حسن النية السطايفية، ويسكت أفواه الذين يستغلون مباريات الفريقين ليقولوا "هاو سرار رايح يطيحنا، وهاو دارلنا، و...و..". قبل عامين لا أحد كان يتصوّر ما يحدث حاليا والأكيد أنه بالمعاملة التي أصبحت بين الوفاق والبرج، فإن العلاقات أصبحت في أحسن أحوالها ربما عبر تاريخ الفريقين، لأنه وبالرجوع إلى الوراء بعامين فقط، لا أحد كان سيصدق أو يتصوّر أن لاعبا من الوفاق سيتنقل للعب في البرج بطلب وتسهيل من إدارة فريقه، لكن هذا أصبح حقيقة يجب أن يفتخر بها الطرفان. انضمام بن شرڤي إلى البرج جاء باقتراح من مناصر برايجي ويبقى المميّز في انضمام بن شرڤي إلى صفوف أهلي البرج، هو أن هذا الانضمام جاء باقتراح من مناصر برايجي هو "سمير مناصرية" رئيس لجنة الأنصار، الذي استغل مواجهة الذهاب التي انتهت للوفاق ب (3 0) أمام البرج، ليطلب من سرار مساعدة البرج بمدافع أو اثنين، وهو ما حدث في آخر المطاف. أعراب: "الوفاق يقوم بكلّ ما من شأنه تحسين العلاقات حتى إن كنا بحاجة إلى المال" وفي تعليقه على اللقطة الجميلة التي قام بها الوفاق تجاه البرج، قال أعراب إن سطيف تقوم بكل ما تراه كفيلا بتحسين العلاقات أكثر مع البرج، مضيفا:"البرج في ضائقة مالية وسنصبر عليهم رغم أننا بحاجة إلى الأموال أيضا، لأن العلاقات بين الفريقين لا تقدّر بثمن ولا ترتبط بالأموال نقدا أو بصك". ---------------------------------------- حاج منصور أعطى برنامجا شاملا للإدارة سلم حاج منصور البرنامج التحضيري الذي أعدّه للأواسط والأكابر في فترة التوقف الحالية لإدارة الوفاق، وهو البرنامج الذي كان شاملا ويضع كلّ الاحتمالات من تأهّل الوفاق في رابطة الأبطال أو إقصائه، لعبه ثمن نهائي "الكاف" مكرّر من عدمه، وجود لقاء السوبر أمام الإفريقي من عدم وجوده، من أجل التعامل مع كل الحالات. يبدأ في 22 جانفي ويدوم حتى عودة الوفاق إلى المنافسة وسينطلق البرنامج التحضيري الذي أعدّه حاج منصور هذا السبت 22 جانفي مباشرة مع عودة اللاعبين إلى أجواء التدريبات، ويدوم إلى غاية عودة الوفاق إلى المنافسة الرسمية في شهر فيفري، بعد أن يكون البرنامج التحضيري قد امتدّ ل37 يوما. ---------------------------------------- بن شادي: "المنافسة بين اللاعبين غير معترف بها في الوفاق" في حوار خاص وبعيد عن الروتين اليومي للحوارات العادية، يتحدث لاعب الوفاق رياض بن شادي بكل صراحة وجرأة عن وضعيته في وفاق سطيف، الأسباب التي جعلته يفكر في الرحيل بداية الموسم وتفكيره في مستقبله مع التشكيلة السطايفية، إضافة إلى العديد من الأمور الخاصة به وبالفريق.... أولا، ماذا تقول عن التوقف الحالي الذي تعرفه البطولة؟ أعتقد أن فترة الراحة هذه مفيدة، خاصة للاعبي الوفاق الذين يستغلونها لقضاء بعض الوقت مع عائلاتهم، حيث منذ حوالي 4 أو 5 سنوات "ما ريّحش الواحد مع العائلة وشفى عليها" وفي أحسن الأحول كنا نبقى 3 أيام مع العائلة قبل أن نعود إلى سطيف لاستئناف العمل، لذلك فعلى الأقل "يشبع الواحد" من أهله بهذه الفرصة. لو نعد إلى مرحلة الذهاب، كيف تقيم مشوار الوفاق ونتائجه؟ بكل صراحة كانت هناك فترات جيدة وأخرى سيئة، حيث سجلنا بعض النتائج السلبية وكان هناك تذبذب وعدم استقرار في النتائج، بينما كنا في فترات أخرى في حالة جيدة. إلى ماذا تُرجع هذا التذبذب في النتائج؟ تذبذب النتائج يرجع إلى عدة عوامل أولها نقص التحضير في بداية الموسم، إضافة إلى رحيل المدرب وكذا المشاكل المالية، خاصة في الفترة الأخيرة والتي لم تسمح بأن يسير الفريق بالشكل المطلوب وفق البرنامج المحدد. بالعودة إليك، فقد كنت تريد الرحيل في بداية الموسم وحتى في الميركاتو الحالي، ما هي الأسباب التي جعلتك تفكر في مغادرة الوفاق؟ صحيح فقد كنت في طريقي إلى المغادرة بعد الاتصالات التي وصلتني من عديد الفرق، لكن السبب الذي جعلني أتخذ هذا القرار هو الكلام الكثير عني حيث يقال مرة إنني مسرّح ومرة غير مسرح، وهذه الكلمة تزعجني كثيرا و"تڤيسني" لأنها تجعلني وكأنني لم أمنح للوفاق شيئا وتحسسني بالصغر في أعين الناس. وماذا تغير بعدها حتى بقيت في صفوف الوفاق؟ بعدما قررت بشكل نهائي أن أغادر الوفاق، تحدثت مع الرئيس سرار الذي قال لي "راك معانا" ومن جهتي قلت له "مكانش مشكل" وعدت إلى التشكيلة بشكل عادي مثل المواسم الماضية وشرعت في العمل بكل جدية من أجل أن تكون أموالي حلالا، وتركت الخيارات للمدرب والناس الذين يتابعون اللاعبين ويعرفون كرة القدم جيدا، لأن كل لاعب يعرف قيمته و"الباقي كامل يفوت" والمهم أن أقوم بواجبي. لكنك لم تلعب إلا نادرا منذ بداية الموسم، وهي وضعية سيئة لأي لاعب وتقلقك من دون شك، أليس كذلك؟ صدقني، لو رأيت أنني لست قادرا على تقديم أي شيء للوفاق ما كنت لأقلق أبدا على وضعيتي، لكنني متأكد أنه بإمكاني تقديم الإضافة وهذا ما يتركني متحسرا على وضعيتي. وهل تغير شيء في الوفاق الذي كنت أحد أعمدته في المواسم الماضية ووفاق الموسم الماضي وهذا الموسم؟ بصراحة، ليس هذا هو الوفاق الحقيقي الذي يجب أن يكون، لأنه من المفترض أننا حاليا مثل الأهلي المصري أو الترجي التونسي، وهذا بعد أن وضعنا قاعدة صلبة للفريق في بداية الموسم من الصعب تحطيمها، لكن للأسف أن هذه القاعدة لم تستغل جيدا. هذا ليس مستوى الوفاق الحقيقي لأنه من المفترض أننا نلعب كأس العالم للأندية. بصراحة، هل تعتبر هذا الموسم الأسوأ في مشوارك مع الوفاق؟ ليس لدي مصطلح أسوأ موسم لأنني ورغم الوضعية الصعبة التي أمر بها، إلا أنني يجب أن لا أفقد الأمل، خاصة وأني ألعب في وفاق سطيف أحسن فريق جزائري في الوقت الحالي وأي لاعب من الوفاق يمكنه أن يلعب في فريق آخر "بالبيبا" كما يقال. الآن، كيف تفكر بخصوص المستقبل؟ أنا دائما بنفس العقلية وهي العمل والعمل وفقط، لكن أتمنى فقط أن يكون المدرب الجديد عادلا ويعطي لكل لاعب حقه وفرصته في المشاركة، وهذا كل ما أتمناه، أرجو أن يكون في مستوى الوفاق كفريق كبير ويعتمد على اللاعب الذي بإمكانه العطاء فوق أرضية الميدان. بالحديث عن المدرب، ماذا تقول عن استقدام الإيطالي ديلاكاسا؟ بكل صراحة أنا لا أعرف هذا المدرب مثلي مثل بقية اللاعبين لأننا مازلنا لم نعمل معه، ولذلك لا يمكن الحكم على "ولد الناس" ونحن لم نر عمله بعد. ألا يضايقك تدعيم الجهة اليسرى بلاعب آخر هو المغترب زعبوب، رغم أن هذه الجهة مسبقا يوجد فيها عدة لاعبين من أمثال مترف، بن موسى ويخلف؟ لست متضايقا تماما من تدعيم الجهة اليسرى بلاعب آخر، لأنني ألعب في الجهة اليسرى من الدفاع تماما مثلما ألعب في المحور، وأنا شخصيا أتمنى أن تكون هناك منافسة لتكون المعيار الحقيقي الذي يفصل بين اللاعبين ومن يشارك أو يبقى في الاحتياط، لأنه من قبل بكل صراحة لم تكن هناك منافسة، وسواء كان اللاعب "مليح ولا ماشي مليح" فهو "لاعب، لاعب" بسبب المعايير غير الرياضية. هل سيغادر بن شادي الوفاق في نهاية الموسم بسبب هذه الوضعية؟ والله لا أعرف، لأنه من هنا وإلى غاية نهاية الموسم ممكن أن تتغير أشياء كثيرة وتتحسن وضعيتي. وأعطيك مثالا بما حدث في تونس، حيث في ظرف بضعة أيام أزاحوا الرئيس وتغير كل شيء هناك ولا أحد كان يعلم من قبل أن هذا سيحدث. ما هي نسبة بقائك ورحيلك في نهاية الموسم؟ 50 بالمئة سأغادر و50 بالمئة سأبقى ويبقى الرسمي في نهاية الموسم من دون شك. ماذا تضيف في الأخير؟ رغم الوضعية الحالية إلا أنني لا أنكر أني قضيت أجمل أيامي الكروية في الوفاق، وأعتز شخصيا أني كنت من اللاعبين الذين ساهموا في أول الأمر في إعادة الوفاق إلى أمجاده السابقة، ولذلك فضميري مرتاح وكل ما أقوم به يمليه عليّ الضمير المهني...في الكرة "لازم تعرف الرجال وتكون راجل" وصاحب مبادئ لأن الكرة تنتهي وتبقى العلاقات في آخر المطاف وليس كما يفعل البعض "ربي يهديهم". ----------------------------------- 19 جانفي 1990.... 19 جانفي 2011 منذ 21 سنة كان الوفاق بطلا لنصف الكرة الأرضية يعتبر اليوم الأربعاء 19 جانفي 2011 عاديا في سطيف من الناحية الرياضية، بالنظر إلى العطلة الطويلة الأمد التي فرضها تأجيل البطولة الجزائرية على الوفاق. لكن كان من الممكن ألا يكون عاديا لولا تأجيل نهائي السوبر الشمال إفريقي، لأن إدارة الوفاق كانت قد خططت لنقل أكثر من 10 الآلاف مناصر إلى تونس، لو لُعب اللقاء في هذا اليوم 19 جانفي. ما أشبه اليوم بالبارحة قبل 21 سنة ولكن يبقى تاريخ 19 جانفي من أيام التاريخ الكروي المجيد، كيف لا والوفاق حصل قبل 21 سنة على اللقب الأفرو– أسيوي، بفوزه يوم الجمعة 19 جانفي 1990 على السد القطري في العاصمة القطرية الدوحة 1-3. وجاء هذا بعد أن فاز النادي السطايفي الوفاق قد فاز ذهابا على بطل أسيا لتلك الفترة في قسنطينة ب 2- 0. الوفاق هو الفريق الجزائري الوحيد الذي له هذا اللقب ويبقى اللقب الأفرو- أسيوي (المسابقة التي كانت موجودة لبطل إفريقيا قبل كأس العالم في 2000)، الذي حصل عليه الوفاق فريدا من نوعه في تاريخ الأندية الجزائرية. كما أن النادي السطايفي هو الفريق الجزائري الوحيد الذي له توج للقب يتجاوز رابطة أبطال إفريقيا. الكأس كانت عبارة عن وصية للمرحوم عريبي ولم تكن تلك الكأس عادية لأن لها قصة مع الوفاق، فعندما توج الوفاق بطلا لإفريقيا في 9 ديسمبر 1988 تحت قيادة مدربه مختار عريبي، رحل المدرب عن الوجود بعد أشهر (9 سبتمبر 1989). وبما أن مواجهة السد القطري عرفت تأجيلا متتاليا بين الكاف والاتحاد الأسيوي لكرة القدم، فعوض أن تجرى في سنة 1989 تم تأجيلها إلى غاية الشهر الأول من سنة 1990، أصبحت الكأس التي توج بها الوفاق حسب الأنصار بمثابة الوصية والأمانة في أعناق اللاعبين اتجاه المرحوم عريبي. استعراض كروي في العاصمة القطرية وبعد أن فاز لاعبو الوفاق بنتيجة 2-0 ذهابا على بطل أسيا السد القطري، كان الموعد أسبوعا بعد ذلك أمسية الجمعة 19 جانفي في ملعب جاسم بن حمد بالعاصمة القطرية مع لقاء العودة. وهي المقابلة التي عرفت تقديم الفريق السطايفي لاستعراض كروي فاق كل التوقعات. عجيسة أعطى السبق وجعل مهمة السد مستحيلة ولعب الوفاق لقاء العودة أمام تشكيلة المدرب البرازيلي "كارلوس كابرال"، بكل من عصماني، نابتي، عجاس، برناوي، سرّار، رحماني، رايس، غريب، بن جاب الله عبد الرحيم، عجيسة ورحموني، وكان يدرب الوفاق في تلك الفترة بوزيد شنيتي والحاج نور الدين. وبعد أن تمكن عجيسة من تسجيل الهدف الأول في ( د24)، صعب مهمة السد القطري لأنه كان يجب على القطريين تسجيل 4 أهداف، فيما تبقى من اللقاء من أجل الحصول على اللقب. "عنتوري" أضاف ثنائية بنقص عددي وكان الشوط الثاني من هذه المباراة التي لعبها الوفاق منقوصا بعد طرد برناوي في آخر دقيقة من الشوط الأول، واحدا من أفضل الأشواط الكروية في تاريخه، بدليل أن كل من كان في الملعب من مشجعي السد القطري، صفقوا على الإبداع الكروي الذي كان يقوم به عجيسة على الخصوص. وقد أضاف بن جاب الله عبد الرحيم (عنتوري) الهدفين الثاني والثالث في (د52 ثم 75)، ولم يتمكن القطريون من تقليص الفارق سوى بركلة جزاء قاسية في (د85)، منحها الحكم البحريني جاسم مندي تعاطفا مع المحليين . رحماني رفع الكأس وماتام كان الرئيس وقد استلام قائد الوفاق في تلك المقابلة عبد الرزاق رحماني الكأس الأفرو- أسيوية، من يدي الشيخ محمد بن خالد رئيس اللجنة الأولمبية القطرية وقتها، وبحضور دانو حمزة رئيس الاتحاد الأسيوي لكرة القدم في تلك الفترة. يذكر أن عبد الله ماتام كان رئيس وفاق سطيف في تلك الفترة. كزال استقبلهم، زرڤان وعصماني نزلا بها في المطار وبعد 48 ساعة من اللقاء، حلت الكأس في الجزائر بعد رحلة شاقة من الدوحة إلى باريس ومن باريس إلى الجزائر. وكان في استقبال الوفد في مطار هواري بومدين رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم آنذاك عمر كزال. ونزل زرڤان وعصماني حاملين الكأس، وتبعهما بقية اللاعبين واستقبلوا بالتصفيقات. أهديت إلى والدة المرحود عريبي في الليل ومن العاصمة كانت الوجهة إلى سطيف برا (سطيف لم تكن تملك مطارا وقتها)، حيث وصل الوفد في الحادية عشرة من ليلة الأحد 21 جانفي. وكانت وجهة التعداد بيت المرحوم عريبي، لأن اللاعبين قرروا أن تكون والدته أول من يتلقى هذه الكأس. حيث أهديت لها وسط فرحة كبيرة، وكان اللاعبون يرددون "إنها كأس ابنك المرحوم مختار". وبن جاب الله أهداها ميداليته كما قام الدراجي بن جاب الله بإهداء ميداليته الخاصة لوالدة المرحوم عريبي، وأكد لها أنها تستحق أكثر من الميدالية. واعتبر اللاعبون أنهم حققوا الوصية وقدموا أجمل هدية للمرحوم عريبي وعائلته. الكأس قُدمت للأنصار يوم 22 جانفي وقد قدمت الكأس الأفرو- أسيوية لأنصار الوفاق يوم الاثنين 22 جانفي، وكانت أول كأس يتم استعراضها للأنصار فوق شاحنة الحماية المدنية (تم فيما بعد استعراض كأس العرب ودرع البطولة في جوان 2007 فوق شاحنة الحماية المدنية)، وسط تصفيقات حارة من الأنصار الذين فرحوا بتربع فريقهم على العرش الكروي لقارتين . وهو الإنجاز الذي أعاده الفريق الوطني 20 شهرا بعد ذلك، حيث توج في أكتوبر 1991 بالكأس الأفرو- أسيوية للأمم أمام نظيره الإيراني. فرقة البحارة شاركت بأغنية كما كانت فرقة "البحارة" (صاحبة أغنية جيبوها يالولاد إن شاء الله يا لولاد) في الموعد وقتها، حيث أهدت السطايفية أغنية خاصة عنوانها "يا العمرية شربتي في كل الكيسان"، في إشارة إلى تتويج الوفاق بكل الألقاب الممكنة في فترة نهاية الثمانينات. حيث حصل على لقب البطولة سنة 1987، كأس الجزائر سنة 1990، كأس إفريقيا للأندية البطولة عام 1988، ثم الكأس الأفرو- أسيوية سنة 1990. الكأس اختفت 17 سنة وسببت مشكلا للفاف وقد اختفت هذه الكأس بطريقة مفاجئة أيام الرئيس محمد بلباي (صاحب مشروع احتراف الوفاق في 1990)، ولما طلبتها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بناء على طلب "الكاف" من أجل إعادتها قصد تسليمها للمتوج في السنة الموالية، تفاجأ الجميع باختفائها. عادت في 2008 لما عاد الوفاق للتويجات وكتب عز الدين ميهوبي الوزير الأسبق للاتصال يومها، موضوعا من صفحتين في جريدة "صدى الملاعب" آنذاك بعنوان "يا ناس هاتو الكأس"، ودار الحديث في السنوات الأخيرة عن وجودها في "حانة" بليون لكن لا أحد كان يعلم مكان وجود الكأس. ورفض مناصر الوفاق عزوز عيدي، الذي أعاد الكأس إلى سطيف في جويلية 2008 على هامش تربص الوفاق في تين الفرنسية، كشف اسم المكان الذي كانت فيه الكأس على امتداد 17 سنة. من قبل كانت الكأس الأفرو- أسيوية والآن كأس العالم وتعود ذكرى هذه الكأس الأفرو- أسيوية من جديد نهار اليوم 19 جانفي، وطموح الوفاق في ألقاب خارجية لم يتغير إذ أنه يلعب ومنذ 2010 من أجل التربع على العرش الإفريقي من جديد. وبالتالي الوصول إلى كأس العالم للأندية في 2012 على أكثر تقدير، مثلما كان سرّار قد سطره في برنامج العهدة الانتخابية 2008-2012. الصحافة القطرية اعترفت بكل روح رياضية ولم تكن قطر تملك في سنة 1990 كل هذه القوة الإعلامية، بل كان لهذه الدولة وقتها مجموعة من الصحف تجاوبت كثيرا مع النهائي الأفرو- أسيوي واعترفت بتتويج الوفاق بكل روح رياضية. وتبرز هذه "المنشتات" الملحقة ما قالته الجرائد الرياضية، عن تتويج وفاق سطيف. سرّار قال لجريدة الشرق: "كان بمقدورنا تسجيل أهداف أكثر" ومن بين ما وجدناه في الجرائد القطرية لتلك الفترة، تصريح الرئيس الحالي للوفاق وقلب دفاعه في تلك المباراة سرار. الذي تحدث لجريدة الشرق القطرية بعد اللقاء، وقال إن الوفاق كان بمقدوره تسجيل أهداف أخرى. الشرق تحدثت عن مناصرة المصريين للسد وتحدثت جريدة الشرق عن حضور جمهور قياسي في ملعب جاسم بن حمد قدر وقتها ب 10 الآلاف متفرج، كان أغلبهم من الجالية المصرية التي ناصرت السد القطري (على اعتبار أن اللقاء جرى وقتها بعد شهرين فقط من أزمة مباراة مصر– الجزائر في تأهيليات كأس العالم 1990). وصحفي فلسطيني كان مولعا بالوفاق كما وجدنا كتابات صحفي فلسطيني عاش في سطيف طويلا وعشق الوفاق، قبل أن يغادرها إلى غزة منتصف التسعينيات بعد توقيع اتفاق غزة أريحة، وهو الآن يشغل منصب رئيس رابطة الصحفيين الرياضيين الفلسطينيين. ويتعلق الأمر بالصحفي فايز نصار، الذي كان مكلفا من قبل جريدة المنتخب الجزائرية (الأسبوعية الرياضية الأشهر وقتها) بتغطية اللقاء، وكتب فايز نصار بالبنط العريض أسبوعا قبل اللقاء في المنتخب: "العمل على تحقيق وصية المرحوم والفوز بالكأس الأفروآسيوية". ---------------------------------------- بن جاب الله الدراجي: "أخذت الكأس إلى بيت عريبي وقلت لأخته ها هي أمانة مختار" "الوفاق كان أحقّ من "مازيمبي" بكأس إفريقيا، ولو تتوفر الإمكانات واحد ما يربحنا" يعود بنا أحد صانعي أمجاد الوفاق سنوات الثمانينيات ومطلع التسعينات، بن جاب الله الدارجي، إلى التتويج الوحيد للفرق الجزائرية والإفريقية، الكأس الآفرو- آسياوية. الكأس الآفرو - آسياوية هي الوحيدة للأندية الجزائرية والإفريقية، ماذا يمثل هذا للوفاق؟ هذه المنافسة لم نكن نعرفها من قبل لأننا كنا اختصاصيين أكثر في الكأس الإفريقية، لكن وبعد حصولنا على كأس إفريقيا توفي مختار عريبي الذي كان من المفترض أن يكون معنا أمام السدّ، لكن الأجل وافاه وهو ما جعلنا نلعب على أساس إهداء الكأس ل عريبي، لذلك فهذا التتويج غالٍ جدا لارتباطه ب عريبي. 4 أشهر قبل لقاء السدّ توفي عريبي، كيف كانت تحضيراتكم طيلة هذه المدة خاصة من الناحية النفسية والمعنوية؟ وفاق سطيف فريق الشدائد والصعاب، حيث ومباشرة بعد وفاة عريبي جاء شنيتي والحاج النوري لتدريبنا وكانا مدرّبين في بدايتهما فقط... زدنا تضامنا مثلما هو معروف على السطايفية في الأوقات الصعبة، أين ينزع الكل مشاكلهم من رؤوسهم، وكان التحضير نفسي وذهني أكثر شيء من أجل الفوز بالكأس. كيف كان السدّ القطري حينها؟ بصراحة، لم نكن نعرف الكرة الآسيوية والخليجية بالخصوص وكنا "لاعلاقة" معها لأننا لم نكن نلعب أمامهم، لكن في لقاء قسنطينة اتضح أن الفرق كبير جدا حيث استفدنا كثيرا من صحوة الكرة الجزائرية بفضل الإصلاحات المطبقة، التي جعلت الكرة عندنا تتقدم كثيرا آنذاك، بدليل أننا فزنا بسهولة على بطل آسيا. كيف كانت حالة الوفاق قبل لقاء السدّ القطري؟ قبل لقاء السدّ كانت هناك 4 أشهر لم نكن نتحدث فيها إلا أن مختار عريبي وضرورة إهدائه الكأس، كنا فريقا كبيرا يضمّ شبانا ممتازين ومتعلمين الكرة بأبجدياتها، أمثال زرڨان وشقيقي عبد الرحيم، غريب ورحموني إضافة إلى لاعبي الخبرة سرار، برناوي، أنا وبولحجيلات وغيرهم... الفوز على السدّ ذهابا وإيابا، لقوة الوفاق أو لضعف المنافس؟ الإصلاحات الكروية المطبقة آنذاك جعلت الكرة الجزائرية قوية جدا على الساحة الإفريقية، وهذا ما اكتشفه الجميع بعد فوزنا على السدّ بطل آسيا في ملعبه بنتيجة (3 0).. كنا "نستناو نلقاوهم حاجة"، لكننا وجدنا أنفسنا أقوى منهم بكثير. كيف كانت الأجواء في ملعب السدّ بعد فوزكم؟ القطريون كانوا ينتظرون الكأس لكن "ما فهموا والو" عندما وجودا فريقهم منهزما (0 2) في الشوط الأول فقط... السدّ بهذه النتيجة "خلاصت عليه". وأتذكر أننا كنا نسمح أصوات مشجّعين "فقنا" بأنهم مصريون في الشوط الأول، لكن في الشوط الثاني غادروا ووجدنا أنفسنا نحن والسدّ فقط في الملعب (يضحك)... لقد صدمنا القطريين بالأداء والنتيجة. شقيقك عبد الرحيم سجّل 3 أمام السدّ بين الذهاب والإياب. نعم، عنتوري (اسم الدّلع لدى العائلة) سجل هدفا في قسنطينة وغريب هدفا، وفي الإياب سجل عجيسة ثم شقيقي عبد الرحيم هدفين، كان ذلك شرفا للعائلة، الوفاق وكل الجزائر، لأن الأمر يتعلق بنهائي دولي، والتاريخ لا ينسى خصوصا أنني كنت مصابا ولم ألعب ذهابا وإيابا. الكأس تذهب مباشرة إلى بيت عريبي، كيف كانت الفكرة؟ كنت أنا صاحب الفكرة بصفتي أكبر عناصر الوفاق في ذلك الوقت، آنذاك وصلنا إلى مطار هواري بومدين بالعاصمة على السابعة مساء، وبينما عاد الجميع إلى بيوتهم، استقلت أنا سيارة عريبي "كاسبا تور" مع ابن خاله وكانت وجهتنا مباشرة إلى بيت عريبي. وصلنا حوالي منتصف الليل "تخلعو"، وتوجهت مباشرة إلى أخته وقلت لها هذه أمانة مختار، كما سلّمتها ميداليتي وغادرت. بعدها ماذا حصل للوفاق؟ بعد سنة 92 توقف جيلنا وجاءت العشرية السوداء التي أثرت سلبيا في الوفاق وكل الكرة الجزائرية، حيث كنا في القمة و"هبطنا"، لكن سطيف بالنسبة إلينا تبقى بطلة قارتين وقاهرة "إيوانيو وانيو"، الأهلي، السدّ القطري، وهو ما يزيدنا فخرا واعتزازا. الآن ما رأيك في الوفاق الحالي؟ الآن هناك إصلاحات في الكرة الجزائرية، لكن لا أريد الدخول في تفاصيلها إن كانت ناجعة أو لا، لكن الأهم يبقى أن توفر الدولة الشروط اللازمة للفرق من أجل تحسين أوضاعها، لأننا في وقتنا نحن كنا في ظروف مريحة جدا، نأكل جيدا، نقيم في أفخم الفنادق ونتنقل في الطائرة، وكل هذه التكاليف تدفعها الدولة. هل الوفاق قادر على التتويج بكأس رابطة الأبطال الإفريقية؟ أولا، أقول إن الكأس الأخيرة التي حصل عليها "مازامبي" كنا أحق بها لأن "مازيمبي" لم يفز على الوفاق، وحتى في لقاء الذهاب كان الحكم متحيّزا وحرمنا من الفوز، وأؤكد أنه لو تتوفر الإمكانات اللازمة للوفاق سنكون أبطال إفريقيا وليس أبطالا إقليميين فقط.. "وواحد ما يربحنا" في الجزائر أو في أيّ مكان آخر. ماذا تضيف في الأخير؟ يوم 19 جانفي يبقى يوما تاريخيا لي وللسطايفة، وتيمّنا بهذا اليوم سميت ابني نور المهدي، الذي ولد يوم 18 جانفي هو الآخر.. حظا موفقا لشبيبتنا التي تريد أن تكون رائدة في الجزائر والقارة، وهي تستحق التشجيع من الجميع.