عاد أمس كريم زياني إلى مقر تربص “الخضر“ بعد 24 ساعة من الغياب المرخص من طرف المدرب الوطني رابح سعدان، وهذا بسبب التزامات إدارية في باريس التي إلتحق بها صبيحة أول أمس قبل أن يعود في اليوم الموالي بعد أن أمضى على وثائق إدارية هامة كانت قد تم برمجتها منذ أكثر من شهرين. تفاجأ بكثرة الإشاعات والضجة التي أحدثها البعض أراد كريم زياني أن يغادر مقر التربص في سرية دون أية ضجة خاصة أن الأمر يتعلق بغياب مرخص ولا يدوم إلا 24 ساعة، لكنه تفاجأ بالضجة الشديدة التي حدثث بعد أن ظلت الإشاعات سيدة الموقف أمس حول مغادرته مكان التربص لدرجة أن البعض تحدث عن هروبه والبعض الآخر وصل لحد القول إنه لم يتفاهم مع بعض الجدد وقرر الذهاب دون رجعة، وغيرها من التأويلات التي أغضبت زياني كثيرا. العقود الإدارية التي أبرمها كانت مبرمجة عندما كان تربص “الخضر“ مقررا في 18ماي ويعود سبب ذهاب زياني مجبرا يوم 17 ماي إلى باريس في الصباح الباكر إلى أنه كان عليه أن يحضر شخصيا للإمضاء على بعض الوثائق الإدارية وفق برمجة السلطات الفرنسية التي تمت منذ أكثر من شهرين عندما كان تربص “الخضر“ مقررا في 18 ماي قبل أن يتم تقديمه إلى 13 من الشهر نفسه، ورغم محاولات زياني مع المشرفين على برمجة إمضاء هذه العقود تقديم التاريخ إلا أن السلطات المعنية أبقت على التاريخ نفسه ليضطر اللاعب للتنقل 24 ساعة فقط ثم العودة إلى “كرانس مونتانا“. أعلم سعدان مع بداية التربص وعضو في الطاقم الفني سرّب الخبر للصحفيين ومع بداية التربص كشف زياني للمدرب سعدان عن هذا الطارئ الذي يجعله مضطرا لمغادرة مكان التربص يوم 17 ماي مقدما للمدرب الشروحات الكافية في هذا الشأن، قبل أن يوافق سعدان على تنقله دون أن يعلم أحد خاصة أن الغياب لن يتجاوز 24 ساعة (الهداف كانت على علم منذ أسبوع بالأمر ولم تنشر الخبر بناء على طلب اللاعب) والمدرب رابح سعدان لم يسرّ بالخبر لأحد وأكد أن غياب زياني عن حصة يوم الاثنين كانت للاسترجاع فقط، لكن أحد أعضاء الطاقم الفني الذي يعلم أن أيامه أصبحت معدودة سرّب الخبر لوسائل الإعلام حتى لا تنتقد دوره في الطاقم الفني بعد أن أصبح لا يفعل شيئا إلا مطالعة الجرائد على الأنترنت وتقديم الحوصلة ل سعدان، ليضع نفسه في موقف حرج مع اللاعب الذي ظل يطلب من الجميع الحفاظ على سرية سفره إلى باريس، وبعد أن إنتشر الخبر لدى الجميع إضطررنا إلى نشره أمس على صفحات “الهداف“. يعتبر أنه لم يغب إلا عن حصة واحدة وصبيحة الإثنين كانت مخصصة للراحة من جهته فإن اللاعب لم يفهم سرّ الضجة التي أحدثها غيابه خاصة أن الأمر شخصي وكان مرخصا، إضافة إلى أن سعدان منح صبيحة الاثنين الماضي راحة للجميع وهو ما يعني أن زياني لم يكن غائبا إلا في حصة خفيفة مساء الاثنين فقط، لكنه وجد أن غيابه أقام الدنيا وكأنه ارتكب جريمة في حق المنتخب الوطني، لكن زياني يفضّل التركيز على التحضيرات الآن وعدم الدخول في متاهات هو في غنى عنها مع الذين سرّبوا خبر غيابه. --------------------------- زياني: “غبت 24 ساعة بترخيص من سعدان لأسباب إدارية ولم أفهم سرّ هذه الضجة“ عدت للتربص اليوم بعد أن غبت عنه أمس لأسباب خاصة، أليس كذلك ؟ نعم لقد غبت أمس بترخيص من المدرب الذي أكدت له منذ مدة أنني سأكون غائبا يوم 17 ماي لأنني مرتبط بأمور إدارية في باريس، وهنا أريد أن أوضح أمرا مهما للغاية.. ما هو ؟ المدرب منح كل المجموعة راحة صبيحة يوم الإثنين وبالتالي فأنا لم أغب إلا عن الحصة المسائية وبترخيص من المدرب. وهل هذه الأمور الإدارية التي تنقّلت من أجلها الى باريس لم يكن بالإمكان أن تؤجلها ؟ الأمر كان مستحيل التأجيل لأن هذه الوثائق كان مبرمجًا منذ مدة طويلة أن أمضي عليها، ثم إن هذه الأمور شخصية وأنت كنت على علم بها لكنني فضّلت أن لا تنشر على صفحات الجرائد لأتفاجأ بالضجة الكبيرة التي صاحبت غيابي ل 24 ساعة وكأنني ارتكبت جريمة. ربما أن سرية ذهابك إلى باريس هي التي أحدثت هذه الضجة. أنا لم أذهب كالسارق أو مثلما قال البعض هربت من التربص، بل كل شيء كان منظّما بطلبي الترخيص من المدرب، وما حدث أن التربص كان مبرمجا في البداية بتاريخ 18 ماي لذا لم أعارض تاريخ 17 ماي لأمضي على هذه الوثائق الإدارية في باريس، لكن بعد تقديم التربص اضطررت للتنقل إجباريا أول أمس. إذًا عدنا للحديث عن تربص الخضر... (يقاطع) أريد فقط أن أعبّر عن اندهاشي لما قيل عن هروبي من المنتخب الوطني في حين أن الجميع يعلم أننا مقبلون على منافسة بحجم المونديال، فأنا لست مجنونا لأهرب من الخضر ثم إنني كنت في كل مرة وفيا للجزائر واليوم أهرب كالسارق من التربص، هذا لا يعقل. تبدو متأثرا لكل هذه الضجة ؟ لا، أنت تعرف جيدا أنني لا أعير اهتماما إلا للميدان لكنني متأسف أن لا يحافظ البعض على سرية المجموعة ويضخّموا الأمور للصحافة. وماذا عن التربص الذي يكاد يصل لأسبوع كامل؟ الحمد لله فالأمور تسير على أحسن ما يرام ونحن نعمل وفق برنامج مسطر ونشعر بأننا نسير في الطريق السليم للتحضير الجيد للمونديال. أخبار تتحدث عن معاقبة الفيفا لمصر بعد الأحداث التي عرفتها مواجهتكم هناك، ماذا تقول في ذلك ؟ بصراحة لا أريد تماما الحديث عن هذا لأن مصر لا تهمني الآن تماما وما يهمني هو المونديال والتحضير له جيدا. -------------------------------------------- بلحاج: “أنا سعيد جدا بتواجدي مع المنتخب وملاقاة رفاقي من جديد” كيف هي أحوالك؟ بخير، وكل شيء يسير على أحسن ما يرام و هو الأهم بالنسبة لي في الوقت الراهن. ما هي انطباعاتك الأولية بعد وصولك إلى المنتخب الوطني؟ أنا سعيد جدا بتواجدي في المنتخب الوطني من جديد، فدائما أتشرف بانضمامي إلى صفوف منتخب بلادي وملاقاة رفاقي من جديد، فكما تعلم صرنا نشكل عائلة واحدة وننتظر بفارغ الصبر التاريخ الذي نلتقي فيه مع بعضنا البعض على الرغم من أنني على اتصال دائم مع معظم اللاعبين في المنتخب هاتفيا، وحين تسنح لنا الفرصة نلتقي، ومن حسن حظي أنني إلى جانب حسان (يقصد يبدة) في بورتسموث لأنه صديقي في الفريق وفي المنتخب. على ذكر بورتسموث، ألست متأثرا بعد تضييعكم الكأس في المباراة النهائية؟ نعم أنا متأثر لكن ليس بنسبة كبيرة بعد الهزيمة التي منينا بها بل لأنني شاركت في 10 دقائق فقط في الوقت الذي كنت جاهزا وعلى أتم الاستعداد للمشاركة من البداية وتقديم الإضافة المنتظرة مني طيلة ال 90 دقيقة ومساعدة رفاقي في تحقيق الفوز والتتويج بالكأس، لكن لا يهم فتلك هي خيارات المدرب وعلينا جميعا احترامها مهما كانت. ولكن بشهادة الجميع فإنك قد غيرت مجريات اللقاء مباشرة بعد دخولك، هل هذا يعني أنك تعافيت كليا؟ هذه الشهادة أعتز بها، وحتى من جهتي فقد شعرت بأنني قدمت الإضافة المنتظرة مني على الرغم من أنني لم أتمكن من الوصول إلى الشباك مع رفاقي ومعادلة النتيجة، وعن الإصابة فتأكد أنني لا أشعر بأية آلام وهذا ما أراحني، فحتى عشية اللقاء وأثناء مشاركتي أحسست بأنني في أحسن أحوالي وهو ما رفع معنوياتي خاصة أنني تدربت بانتظام طيلة الأسبوع تحضيرا لتلك المباراة المهمة التي جمعتنا في النهائي مع تشلزي، وعلى كل حال فإن لقب الوصيف ليس سيئا كثيرا بحكم أننا تمكنا من الوصول إلى المباراة النهائية وإزاحة فرق عريقة من طريقنا في أوج الأزمة التي عاشها الفريق طيلة هذا الموسم الصعب وسقوطنا إلى الدرجة الأولى. ولكن لاحظنا أن معنوياتك مرتفعة جدا بعد وصولك إلى هنا، أليس كذلك؟ بالطبع، وكيف لا ترتفع معنوياتي وأنا ألتحق بالتربص الذي انتظرت لحظة انطلاقه على أحر من الجمر، خاصة أنه يسبق منافسة كبيرة من حجم كأس العالم التي يحلم أي لاعب بالمشاركة فيها، وكذلك ليس في كل مرة تسنح لنا الفرصة للعب المونديال وبألوان منتخب بلادنا الذي ضحينا جميعا من أجل رفع رايته عاليا وتخطي كل العتبات في التصفيات حتى وصلنا إلى جنوب إفريقيا عن جدارة واستحقاق، وبالعودة إلى سؤالك فأنا مركز كليا على التربص وسأقوم بكل ما في وسعي حتى أحضر جيدا وأكون في المستوى المطلوب عند انطلاق المونديال ولا أخيب الآمال المعلقة عليّ وعلى بقية رفاقي بطبيعة الحال. وهل التقيت اللاعبين الجدد؟ نعم لقد التقيت الجميع، ولكن لم تسنح لي الفرصة بعد للحديث معهم جميعا، ولا يقلقني ذلك لأن لدينا الوقت الكافي للجلوس معا وتبادل أطرف الحديث، لأننا سنعيش أكثر من شهر معا وسنقضي أياما رائعة لن تمحى من ذاكرتنا مدى الحياة. هل تعرف العناصر الجديدة التي التحقت بالمنتخب؟ لا أعرفهم جميعا لكنني أسمع عنهم بحكم أنهم ينشطون في مختلف الدوريات الأوروبية، واللاعب الذي أعرفه حق المعرفة هو عدلان ڤديورة الذي سبق له أن لعب إلى جانبي في نادي “سيدان” الفرنسي وتأكدوا أنه يملك إمكانيات كبيرة وبإمكانه البروز بشكل ملفت للانتباه مع المنتخب في القريب العاجل، وأنا أؤكد لكم بأنه سيفيدنا كثيرا ويقدم الإضافة المنتظرة منه...خلاصة القول أنه سيفيدنا بقدومه ومن جهتي سأساعده وأساعد كل الجدد على الاندماج بسهولة حتى نكون في المستوى المطلوب ونربح الوقت لأنه ليس في صالحنا، حيث تفصلنا أيام فقط عن انطلاق الحدث الكبير المتعلق بالمونديال. وما رأيك في تدعيم صفوف “الخضر“ بسبعة لاعبين مرة واحدة؟ هذه من صلاحيات الناخب الوطني وليس من شأني أن أتدخل في هذا الجانب، فصحيح أن زملائي السابقين سيتركون فراغا كبيرا على غرار زاوي، بابوش، رحو والبقية، لكن حتى الجدد سيتعودون على الأجواء ويندمجون في العائلة بسرعة، وعلى ما يبدو فإن معظمهم قد سمع عن الأجواء الموجودة داخل البيت من قبل، وكما أشرت لك من قبل فإننا سنقوم بكل ما في وسعنا لمساعدتهم على الاندماج بسرعة وإنجاح هذا التربص حتى نكون في الموعد عند انطلاق منافسات كأس العالم ومباراتنا الأولى أمام سلوفينيا. على ذكر مباراة سلوفينيا، فلقد تم رفع العقوبة المسلطة عليك، كيف استقبلت هذا الخبر؟ لقد فرحت كثيرا، فلا أخفي عنك أن تلك العقوبة كانت تؤرقني بعض الشيء لأنني أريد أن أكون مع رفاقي منذ البداية وتقديم الإضافة المنتظرة مني، وعليه فسأكثف من حجم العمل حتى أكون جاهزا عند مواجهة سلوفينيا، وسنحضر كما ينبغي في هذا التربص. فيما يخص التربص دائما، هل ترى أن الوقت كاف للتحضير كما ينبغي لمنافسة من حجم كأس العالم؟ بطبيعة الحال سيكون الوقت كافيا لكي نكون على أتم الاستعداد للحدث العالمي في جنوب إفريقيا، فكما ترى نحن نتربص في أعالي سويسرا وكل الإمكانات متوفرة لدينا على المستوى العالي، بالإضافة إلى أننا سنجري تربصا آخر في ألمانيا ناهيك عن أننا سنلعب مبارتين وديتين أمام إيرلندا والإمارات، وهما فرصة مواتية بالنسبة لنا للوقوف على مدى جاهزيتنا قبيل أيام فقط من انطلاق المونديال، وسنحاول قدر المستطاع إحداث الانسجام خاصة فيما يخص اللاعبين الجدد وسنتعود على اللعب جنبا إلى جنب في المباريات التطبيقية بعد كل حصة بالإضافة إلى المبارتين الوديتين. وماذا يمكنك أن تقول للجمهور الجزائري الذي ينتظر بشغف مشاهدتكم في المونديال وأن تحققوا نتائج إيجابية؟ لقد اشتقنا إليهم كثيرا ونؤكد لهم أننا على دراية تامة بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا ولا شيء يخيفنا، وسنكثف من حجم العمل الجاد والصارم حتى نكون في المستوى المطلوب ونشرف الألوان الوطنية ونرفع راية الجزائر عاليا في جنوب إفريقيا حتى نؤكد للعالم بأسره أن الجزائر عادت بكل قوة إلى المحافل الدولية ونطلب من أنصارنا فقط أن يساندونا ويقفوا إلى جانبنا مثلما عودونا على ذلك في كل مناسبة وليس لدينا أي شك في ذلك بطبيعة الحال.
