"المستوى الذي قدمه مصباح في أول مباراة دون أن يعرف زملائه يؤكد أنه يملك إمكانات عالية" "بوجود 25 نجما إلى جانبه لا يمكن ل مصباح إلا أن يواصل التطوّر وإنهاء الموسم في المركز الثاني يُعتبر هزيمة عندنا" "أتذكر جيدا صايب في موناكو، فعلا إنه لاعب جيد" وحده "آسي ميلان" يملك ثلاثة حراس دوليين مروا جميعهم على المنتخب الايطالي، وهم: أبياتي، أميليا وفلافيو روما. الحارس السابق لنادي موناكو الفرنسي، فلافيو روما، خصنا بحوار شيق تحدث فيه عن الدولي الجزائري الجديد في صفوف ميلان جمال مصباح، حيث كشف عن إعجابه بهذا اللاعب، كما تحدث عن كل أسرار العملاق الايطالي "آسي ميلان"، والذي يعد قطبا هاما في عالم المستديرة، وستكتشفون معنا كل الأسرار التي تحدث عنها روما الذي يتواجد مع ميلان منذ 3 سنوات... لعبت في العديد من الأندية والكثير من البطولات أيضا، هل لك أن تقول لنا ما هو الأمر الخاص في "آسي ميلان"؟ أولا وقبل كل شيء هناك سجل النادي وتاريخه، والذي يؤكد أن الأمر يتعلق بفريق غير عادي، بعدها يمكن التأكيد أيضا أن "آسي ميلان" عبارة عن شركة، كل مرافقها وكل أقسامها في كل المجالات تساعد على النجاح، كل شيء متوفر لينجح الفريق. اللاعب لا ينقصه أي شيء، سواء في حياته المهنية أو الشخصية. صراحة لا يمكنني أن أصف لكم الموقف من خلال كلمات فقط. أنا في الفريق منذ 3 سنوات وحتى وإن كنت ايطاليا وسمعت الكثير عن ميلان إلا أني اندهشت لما وجدته فهو أكثر مما توقعته ويجب أن تعيشه من الداخل حتى تفهم الأمر. نملك لاعبين سبق لهم اللعب في أندية قوية مثل ريال مدريد وبرشلونة ولكنهم يقولون أيضا إن ميلان نادي خاص للغاية، فليس فقط على مستوى التنظيم، بل حتى على مستوى العلاقات الإنسانية فكل الذين يعملون في النادي هم أشخاص مميزون فعلا. أنت تريد أن تقول إنهم ليسوا فقط عمال بل نشطاء في الفريق وفاعلين فيه؟ نعم، يمكن قول ذلك، الكل يفكر في مصلحة النادي ويفعلون كل ما يستطيعون من أجل ذلك. يمكنك أن تتأكد من ذلك بنفسك، أنت ترى كيف تسير الأمور، يمكن للاعب أن يتصل بالمسيرين في أي وقت ممكن وسيكونون تحت تصرفك على الفور. في فريق مثل ميلان يدخل كل لقاءاته من أجل الفوز، الضغط دون شك شديد للغاية، ولكنه يكون حتما ايجابيا ويدفع اللاعب إلى إعطاء أحسن ما عنده؟ هذا صحيح، الضغط هنا شديد للغاية، وهذا أمر طبيعي، فالأمر يتعلق بفريق "آسي ميلان"، فلو تنهي الموسم في المركز الثاني فهذا يعتبر هزيمة ونتيجة سلبية، لو تخرج في كأس رابطة أبطال أوروبا من الدور ربع النهائي أو نصف النهائي فهذه هزيمة، لو تخسر في نهائي كأس ايطاليا هذه نتيجة سيئة، هذا طبيعي ويمكن اعتباره ضغط ايجابي ولكن ليس بالنسبة إلى الجميع. فحسب اعتقادي بسبب هذا الضغط، القليل من اللاعبين فقط من يمكنهم اللعب في ميلان، فالضغط موجود في كل وقت سواء في التدريبات أو اللقاءات، حتى وأنا خارج حاليا لدي دور غير مشابه للاعبين الآخرين ولكني أراهم في الضغط من الصباح إلى المساء. يقال إنه في الميلان عندما يخطئ اللاعب في لقاء ما يدفع الثمن غاليا حتى وإن كان قد قدّم مستويات مميزة من قبل، هل تؤكد ذلك؟ نعم هكذا تسير الأمور، لهذا تحدثت عن وجود ضغط شديد لأنه يجب دائما أن تؤكد مستواك وتظهر بشكل مميز، فيوم أمس (الحوار أجري يوم الجمعة) فزنا على لازيو بثلاثة أهداف مقابل هدف لكن هذا اللقاء أصبح من الماضي ويجب أن نفكّر في الفوز بلقاءات أخرى، فلا يمكن لك أبدا أن تتخيّل نفسك تمرا جانبا في لقاء ما، هذه هي ميزة اللاعبين الموجودين في ميلان فترى بعض اللاعبين فازوا بكل شيء في مشوارهم الكروي سواء مع ميلان أو مع أندية أخرى، لكنهم يتدربون بحماس ورغبة شديدتين في الحصص التدريبية ويتميزون بالجدية وحديثهم لا يكون أبدا عن الألقاب التي فازوا بها في رابطة أبطال أوروبا أو البطولات الأخرى بل فقط عن أهداف الموسم وما يجب أن يقوموا به لكي يكون النادي في القمة، يقولون دائما إنه يجب الفوز بالبطولة، الكأس ورابطة أبطال أوروبا، هذه هي العقلية في ميلان فنحن هنا من أجل الفوز. نلاحظ في ميلان أنّ الحراس الثلاثة الذي أنت واحد منهم كلّهم مرّوا على المنتخب الإيطالي، هذا يعتبر إضافة حقيقية للنادي أليس كذلك؟ هذا أكيد، الفريق الذي يريد أن يفوز بكل شيء يجب أن لا يكون منقوصا من أي شيء، فمثلا أميليا هو الذي لعب لقاء أمس أمام لازيو لأن أبياتي مصاب وقدّم مباراة كبيرة لأنه متعوّد على اللعب في المستوى العالي، هذا هو ميلان فأي لاعب يجب أن يكون لديه بديل من نفس مستواه فيجب أن يكون بديلا سيدورف وإبراهيموفيتش من نفس المستوى لأن اللاعب لا يمكن أن يلعب كل اللقاءات ولا يمكن للميلان أن يسمح بتسجيل نقص في اللاعبين في المستوى العالي. هناك لاعب جزائري انتقل حديثا إلى الميلان في "الميركاتو" الشتوي، هل سبق أن سمعت به؟ أعرفه من قبل لأنه لعب في فريق لوريون حسب ما أعتقد. نعم هذا صحيح، لقد مرّ هناك في تجربة قصيرة دامت 6 أشهر ... أنا أتذكّر اسمه منذ أن لعبت في فرنسا، وأنا أسمع به منذ سنتين وقد اكتشفته في المواجهتين اللتين لعبناهما أمام نادي ليتشي الموسم الماضي، إنه لاعب جيد، أمس فقط (يتحدث عن لقاء لازيو) أكد على أنه يملك مستوى جيدا ومؤهلات كبيرة لأنه قدّم مباراة جيدة، إضافة إلى أنه لاعب متعدّد المناصب حيث يستطيع اللعب في الدفاع وفي وسط الميدان، لديه المؤهلات للعب في هذين المنصبين وهذا أمر مفيد لنا. عندما تأتي من فريق متواضع مثل ليتشي الذي يوجد في مؤخرة الترتيب هل الأولوية حسبك تكون للعمل من أجل تطوير إمكاناتك؟ هنا أنت مجبر على التطورّ وتتطوّر رغما عنك، فعندما تكون محاطا ب 25 نجما لا يمكن إلا أن تطوّر إمكاناتك أكثر فأكثر وإذا لم يحدث ذلك فهذا يعني أنه توجد لديك مشكلة ما (يضحك)، أنا أرى مصباح خلال التدريبات وهو يعمل بجدية ومن الوهلة الأولى تلاحظ أنه يحب عمله. = أكثر من ذلك أنه متحفظ ولا يتحدث كثيرا... == نعم، هذا صحيح هو لا يتحدّث كثيرا، ولذلك قلت لك إنه مركز كثيرا في عمله خلال التدريبات، إذ تجده لا يضيع الفرصة لاستماع النصائح ومتابعة ما يقوم به الآخرون باهتمام. = بالنظر إلى خبرتك، هل ترى أنه لاعب قادر على تطوير مستواه؟ == نعم، فطيلة الأسبوع الذي قضاه معنا اتضح أنه فتى يندمج مع كلّ التمارين التي نقوم بها في التدريبات، ثمّ أنّ المباراة الكبيرة التي لعبها معنا بعد حصتين أو ثلاث معنا منذ وصوله، أثبتت لنا أنّه لاعب كبير ويتمتع بإمكانات هائلة، وفي اعتقادي هو قادر على تطوير مستواه أكثر فأكثر ومع الوقت سيحدث ذلك، هو الآن لاعب جديد معنا ولا يعرف زملاءه جيدا ولا طريقة المدرب ولا أسلوب لعبنا، ومع ذلك لعب مباراة جيدة وسيكون بوسعه أن يفعل ما هو أفضل مستقبلا. = لمّا كنت مع "موناكو"، التقيت لاعبين جزائريين، فهل تتذكر البعض منهم؟ == (يفكّر بعض الشيء) نعم التقيت العديد من اللاعبين الجزائريين، من بينهم اللاعب صايب الذي لعبت معه. = تحت إشراف "ديدي ديشان" سنة 2002.. == في تلك الفترة لم أكن أعرف البطولة الفرنسية ولا لاعبيها، لكن صايب كان لاعبا جيدا، لقد لعبت معه ستة أشهر ولم أكن أعرف عنه الكثير، قبل أن يقال لي عنه إنه كان بطل فرنسا، ولعب في إسبانيا وإنجلترا أيضا، لكنه واجه مشاكل مع المدرب الذي همّشه بعض الشيء، كنت أعرف حامل عتاد جزائري في موناكو، واعذرني عدا صايب لا يمكنني أن أمنحك أسماء لاعبين جزائريين آخرين لأني لا أتذكرهم، ومع ذلك أنا متأكد من أني واجهت العديد من الجزائريين في البطولة الفرنسية، والجميل فيهم أنهم يتأقلمون بسهولة في البطولة الفرنسية بالنّظر لإجادتهم اللغة ويتلاءم مستواهم ومستوى البطولة هناك، وعلى كل حال علاقتي يوم كنت لاعبا في موناكو كانت جيدة مع كل الجزائريين الذين عرفتهم. = حتى في إيطاليا فرض اللاعبون الجزائريون أنفسهم، هناك جمال مصباح، مراد مغني الذي لعب في لاتسيو، حسان يبدة في نابولي، عبد القادر غزال في تشيزينا، فهل بإمكاننا القول إن اللاعب الجزائري قادر على التألق في إيطاليا؟ == نعم بإمكانهم ذلك، بالنسبة لغزال أنا على علم بأنه تعوّد على البطولة الإيطالية بدليل أنه حمل ألوان العديد من الأندية هنا، وبخصوص ما إذا كان بإمكان الجزائريين التأقلم والتألق هنا، أقول إنهم لاعبون أوروبيون ومن المنطقي أن يتأقلموا في جميع البطولات الأوروبية، بالنسبة لي الأوروبيون مطالبون بالاستثمار في لاعبي شمال إفريقيا، بالنظر إلى المواهب الموجودة هناك، وأعتقد أن الإيطاليين لم يتفطنوا إلى ذلك بعد، وشرعوا في اكتشاف اللاعبين المغاربة مؤخرا فقط. = حسان يبدة صرّح لنا أن العمل الذي خضع له في التدريبات مع نابولي، مغاير تماما لذلك الذي خضع له مع فرق "لومان"، "بنفيكا" و"بورسموث"... == صحيح هذا ما يحدث في إيطاليا، بالنسبة لي تعودت لأني تكونت في المراكز الإيطالية، لكن بالنسبة للأجانب فالأمر مختلف إذ أنهم ورغم إمكاناتهم الكبيرة التي يتمتعون بها، يواجهون صعوبات كبيرة في بدايتهم هنا في إيطاليا، لأن الجانب التكتيكي هنا صعب ورائع في آن واحد. = هل تعلم أنّ العديد من الجزائريين يعشقون الكرة الإيطالية والمنتخب الإيطالي ويعشقون ميلان آسي كثيرا؟ == نعم أنا على دراية بذلك، لأننا جيران ويفصلنا البحر الأبيض المتوسط (يضحك)، الجزائريون بإمكانهم أن يستقلوا الطائرة في أي وقت للمجيء من أجل مشاهدة مباريات الدوري الإيطالي، وهذا أمر يسعدنا كثيرا لأن البطولة الإيطالية يبقى مستواها عال، وتبقى تستقطب اهتمام الجميع في العالم بأسره مهما طالتها الانتقادات في الفترة الأخيرة. = هل تطمحون إلى الجمع بين لقب الدوري ورابطة الأبطال وكأس إيطاليا، والظفر بثلاثية في نهاية المطاف؟ == نحن نعمل منذ الصائفة الماضية، قمنا بتحضيرات جيدة وقلنا إننا مطالبون باستهداف كل شيء، نحن هنا من أجل الفوز بكل شيء وليس تحديدا هدف واحد أو هدفين، لا خيار لنا سوى اللعب على كل شيء، حتى اللقاءات الودية والدورات علينا أن نفوز بها، فعندما تأتي إلى ميلان يصبح الأمر عادة، لا خيار لك سوى أن تلعب على كل شيء حتى وإن لم يكن الأمر سهلا. = ما الذي تقوله للجمهور الجزائري الذي يعرفك جيدا، والذي ازدادت أعداد مناصرين للميلان منذ قدوم جمال مصباح؟ == أريد تهنئتهم على تكوينهم للاعب من طينة مصباح الذي قدم إلينا في ميلان، وأعتقد أنه سينجح معنا وسيلعب مباريات كثيرة أيضا.