اقترب مبعوث صحيفة “جون أفريك” الفرنسية المعنية بشأن الدول الإفريقية من المدرب الوطني رابح سعدان بعد الحصة التدريبية التي أجراها المنتخب الوطني صبيحة أمس ب “كرانس مونتانا“، وأجرى حوارا مع “الشيخ” الذي حاول توضيح رأيه في عدة أمور تخص “الخضر” وتربص “كرانس مونتانا“ وأيضا جدّد تصريحات سابقة له حول حالة مغني بالدرجة الأولى، استدعاء لاعبين منقوصين من المنافسة وأيضا رؤيته لمشاركة الجزائر في العرس العالمي التي تحدّث عنها سعدان بواقعيته المعتادة، لكنه هذه المرة ركز كثيرا على موضوع بناء منتخب جديد وأن المونديال هو محطة في سلسة “النمو” التي دخل فيها المنتخب الوطني قبل فترة. “كرانس مونتانا للتعود على أجواء جنوب إفريقيا” حوار سعدان مع “جون أفريك” صادف أول حصة تدريبية يخوضها المنتخب الوطني وكل الأسماء المستدعاة حاضرة، فبعد الأسبوع الأول الذي اقتصر فيه الحضور على ما يقارب 10 لاعبين أنهوا التزاماتهم مع أنديتهم مبكرا، شهدت الأيام الماضية توافد بقية أركان “الخضر” على دفعات كان آخرهم غزال ولحسن قبل يومين، وعن الفترة الأولية من التربص قال سعدان: “كان هناك عشرة لاعبين أنهوا التزاماتهم أما الآخرين فوصلوا في عطلة نهاية الأسبوع، الجميع هنا الآن”، أما عن العمل المنجز والمسّطر في هذه الفترة فقال: “بالطبع سنقوم بدراسة حالة كل لاعب على حدة، كما أننا خصصنا مجموعات عمل لبعض اللاعبين المحتاجين للرعاية في الفندق، في حين أن آخرين يتدربون بصفة طبيعية، نجري يوميا ما معدله حصة أو صحتان تدريبيتان والهدف الرئيسي من تربص كرانس مونتانا هو التعّود على المرتفعات، لأن الإحساس بالثقل مازال يعيق اللاعبين لذا نحتاج لوقت إضافي، والتكيف مع هذه الأجواء يعني التكيف مع أجواء جنوب إفريقيا”. “أحتاج إلى التعّرف على فريقي من جديد” بانقضاء أول أسابيع تربص “كرانس مونتانا“ واكتمال التعداد الوطني، سيكون ثاني أسابيع معسكر “الخضر” تحضيريا للقاء الودي المرتقب أمام أيرلندا يوم 28 ماي، هذا ما قاله سعدان ل”جون أفريك” مضيفا أن التحضير سيكون خاصا في الفترة القادمة باعتبار أن اللاعبين في نهاية موسم والتعب أنهك معظمهم، وقال: “التحضير للقاء الودي القادم سيكون هدف الأسبوع الثاني من التربص بعد الفراغ من الاختبارات البدنية للاعبين”، كما لم يخف “الشيخ” أنه بطريقة ما يحتاج إلى التعرف على أشباله من جديد خاصة أن آخر موعد اجتمع بهم فيه انتهى بخيبة أمل إثر هزيمة صربيا، كما أن تواجدهم في نهاية موسم مع كل التعب والإرهاق الذي يعاني منه كل لاعب يزيد الموقف تعقيدا نوعا ما، قائلا: “حقيقة أريد التعرف على فريقي من جديد فآخر مرة اجتمعت بهم كانت في لقاء صربيا الذي خسرناه، كما أن اللاعبين في نهاية موسم منهم المنهك جدا وأيضا المتشبع تماما بالمنافسة”. “لن تقلقني نتيجتا اللقاءين الوديين، وتمنيت لو برمجنا لقاءات إضافية” فكرة إعادة تعرّف سعدان على لاعبيه خاصة مع الوضعية الخاصة التي تصنعها عادة نهاية الموسم تقوم أساسا على اللقاءين الوديين المبرمجين أمام أيرلندا في نهاية الأسبوع القادم ثم الإمارات العربية المتحدة في الشطر الثاني من التربص، وحسب ما قاله “الشيخ” فإن نتيجتي اللقاءين الوديين لا تهمان تماما باعتبار أن الفائدة المرجوة منهما هي منح التجانس للمجموعة والدفع بالأسماء التي تحمل الألوان الوطنية لأول مرة، قائلا: “سنلتقي بأيرلندا ثم الإمارات العربية في القسم الثاني من التربص المبرمج في ألمانيا، سنستخدم هذين اللقاءين لمنح التجانس والتعرف على اللاعبين من جديد”، كما أكد المدرب الوطني أنه تمنى لو برمج لقاء أو لقاءين وديين آخرين، لكن الأمر لم يكن ممكنا على حد وصفه. “حتى كوادر المنتخب قد يلازمون كرسي البدلاء إذا لم يثبتوا أنفسهم” وسأل الصحفي المدرب الوطني عن زياني، منصوري وبلحاج الذين يعدون جزءا أساسيا من بناء “الخضر” بل وقاعدته الأساسية، لكنهم بالمقابل يُعانون من مشاكل عدة تخص نقص المنافسة هذا الموسم سواء بسبب الإصابات أو التهميش، ورغم اعتراف سعدان بقيمتهم إلا أنه أكد أن الاختبارات البدنية ووقوفه على حالة كل لاعب ستكون المعيار الأساسي في اختياره للأساسيين في المونديال، حيث قال: “هؤلاء اللاعبون جزء أساسي من المنتخب، لكن كما قلت لك أنا أعيد بناء الفريق، سأعرف المزيد عن مستواهم وحالتهم بعد الاختبارات البدنية ثم بعد المباراتين الوديتين والمرحلة النهائية من التحضير في ألمانيا حيث سنقوم بالعمل الفني والتكتيكي، حينها إذا كان اللاعب غير جاهز تماما سيبتعد آليا عن التشكيلة الأساسية”، ولم يبد سعدان استياء من الإصابات التي لاحقت لاعبيه حيث أكد أنها أمر يحدث لكل المنتخبات المونديالية. “استدعيت مغني بالتشاورمع الأطباء والوقت مبكر للحديث عن عودته من عدمها” كما تحدث سعدان عن أولى القضايا العالقة التي تشغل بال الجزائريين والخاصة بمراد مغني وإمكانية تواجده في قائمة 23 الخاصة بالمونديال من عدمها، حيث جدّد المدرب الوطني قناعته بأن استدعاء مغني للتربص كان أمرا ضروريا وهو متروك الآن للأطباء، قائلا: “دعوة مغني كانت بالتشاور مع الأطباء ويملك أمامه 15 يوما من انطلاقة التربص إلى لقاء أيرلندا وسنتخذ القرار بعد ذلك ... قرار استدعائه كان بعد التأكد من أنه يملك فرصة من التعافي في الموعد المناسب، وأظن أنه يوجد وقت وإن كان قليلا لعودته”. “المونديال يحتاج للاعبين من مستوى أعلى، لهذا استدعيت أسماء جديدة” تعثر المنتخب الوطني في ملعب 5 جويلية أمام نظيره الصربي كان حسب “جون أفريك” السبب الرئيسي لقرار المدرب الوطني بإبعاد الكثير من الأسماء التي شاركت في مشوار التصفيات واستبدالها بجدد محترفين، وهو أمر برّره سعدان بالمستوى العالي للمونديال الذي يفرض استدعاء الأفضل حتى وإن كان اللاعبون المستبعدون أصحاب مستوى أيضا، قائلا: “أبعدت لاعبين أصحاب مستوى، لكن كأس العالم أمر آخر ويحتاج لعناصر من أعلى مستوى، كما أنّ المونديال سينتهي عاجلا أم آجلا والموعد القادم سيبدأ في سبتمبر مع التصفيات الإفريقية، كان يجب استدعاء لاعبين مستقبليين”. “لقاء سلوفينيا هو الأهم وهدفنا تحقّق ببلوغ المونديال” أما عن فرص المنتخب الوطني في جنوب القارة السمراء فإنها متروكة لواقع المباريات وخاصة اللقاء الأول أمام سلوفينيا حسب المدرب الوطني الذي قال إن فرص “الخضر” ستلعب يوم 13 جوان، مضيفا أن الهدف والطموح تحقق بالفعل بعد وصول المنتخب إلى نهائيات كأس العالم، وحسب “الشيخ” فلا يجب وضع نتائج المنتخب في المونديال كنتيجة نهائية للعمل الجبار المنجز لأن ذلك سيكون إجحافا في حق الكل، وقال: “المباراة الأكثر أهمية هي الأولى، سنبدأ أمام سلوفينيا وهو فريق من المهم عدم التقليل من إمكاناته، بالنسبة للجزائر الهدف بلغناه منذ تأهلنا لنهائيات كأس العالم وسنحاول أن نفعل شيئا عندما تبدأ البطولة، لكن يجب أن لا ننسى أن المنتخب تنقصه الخبرة ويحتاج للنضوج أكثر ومهما كانت النتائج فالعمل المنجز يحتاج إلى نظرة إيجابية لا أن نضع استنتاجات سلبية فقط، نحن بحاجة إلى الاستقرار“. ترك رحيله إلى ما بعد المونديال، وسيتحدث مع روراوة لاحقا في ختام حواره مع “جون أفريك” كان السؤال بخصوص مستقبل المدرب الوطني رابح سعدان مع “الخضر“ وإمكانية رحيله إلى وجهة خليجية بالدرجة الأولى، لكن “الشيخ” أكد أن الوقت غير مناسب للتطرق إليه، إلا أنه أشار إلى أن تحدث مع رئيس الاتحادية محمد روراوة في وقت سابق وأنه سيتحدث معه مجددا بعد نهاية المونديال، مضيفا أنّ القرار سيُتخذ في الوقت المناسب. إسبانيا فوق الجميع، فرنسا بإمكانها قلب الطاولة وإفريقيا غانا وكوت ديفوار” هي ترشيحات سعدان إضافة إلى الحديث عن المنتخب الوطني كانت ل سعدان آراء أخرى تخص المونديال الإفريقي بداية من المرشحين للقب الذين يتصدرهم المنتخب الإسباني حسب المدرب الوطني الذي قال: “المنتخب الإسباني أفضل منتخب في العالم، لكن أرى أيضا أن البرازيل، إيطاليا وإنجلترا بإمكانها قول كلمتها، لا يجب التقليل من شأن المنتخب الفرنسي ولا أحد يؤمن بإمكانية قلبهم للطاولة وهذا هو بالضبط مكمن قوتهم”، وعن المرشحين من القارة السمراء يرى سعدان أن غانا وكوت ديفوار تملكان حظا كبيرا قائلا: “ستستفيدان من خبرة مونديال ألمانيا 2006”. ----------------------------------- سعدان يتحدّث مع اللاعبين على انفراد ويُصرّ على اندماج الجدد بسرعة أصرّ المدرب الوطني أن ينتقل إلى مرحلة العمل النفسي والحديث مع كلّ لاعب على حدة، وهو ما قام به فعلا دون إشراك أي أحد من زملائه، وهي الطريقة التي أتت بأكلها مع “الشيخ” كلما اعتمد عليها. حيث فضّل أن يضع الجميع في الصورة، ويُشعر كل لاعب بالمسؤولية الملقاة على عاتقه وخاصة الجدد منهم، بما أن الأمر يتعلق بتمثيل ما يزيد عن 35 مليون جزائري في أكبر تظاهرة كروية في العالم. وغياب الجزائر عن هذا الموعد ل 24 سنة كاملة، يجعل العمل النفسي كبير جدا من سعدان، الذي يسعى إلى تحرير أشباله من كافة أنواع الضغط التي قد تؤثر في سير تحضيراتهم ل “المونديال“. لهذه الأسباب فضّل التحدّث إليهم على انفراد ومن بين الأسباب التي جعلت سعدان يتحدّث مع اللاعبين على انفراد دون الاجتماع معهم دفعة واحدة، هو رغبته في أن يشعر كل لاعب أنه ينال اهتمام لديه ولا فرق بين أحد عنده، وهي الخطوة التي من شأنها أن ترفع معنويات اللاعبين بشكل كبير وخاصة الجدد منهم على وجه التحديد. حيث سيتحرّر كل لاعب لا محالة والعديد من الأمور ستصبّ في صالح المنتخب الوطني بشكل عام. ويتضح جليا من خلال خطوة سعدان، أنه لا يريد أن يشغل باله بمسألة اندماج هذا اللاعب أو ذاك، ويريد التخلص من هذا الأمر ليشكّل الجميع عائلة واحدة كما يتمناه شخصيا. طلب من الجدد أن يُزيلوا الخجل بشكل نهائي وفي السياق ذاته، طلب المدرب سعدان من لاعبيه الجدد على غرار بلعيد، ڤديورة والآخرين أن يزيلوا الخجل بشكل نهائي ويتجاوزا عامل “الحشمة” ويندمجوا كليا مع أجواء المنتخب الوطني باعتباره عائلتهم الثانية، بما أن حضورهم في تربص “كرانس مونتانا“ يعني أنهم يحظون بنفس الأهمية لدى الطاقم الفني ل “الخضر” ولا فرق بينهم وبين القدامى، ومن المتوقع أن يكون أثر هذا الكلام إيجابيا على مجاني مبولحي، وبودبوز، والذين سيكون بمقدورهم الآن أن يتأكدوا أنهم مرحّب بهم على غرار الجميع، وما عليهم سوى بالعمل لتطوير مستواهم على حدّ تعبير سعدان. أكّد على اهتمامه بخدماتهم، وكلّ واحد مطالب بالبرهنة على إمكاناته ومن خلال كلام سعدان، يتبيّن أن المدرب الوطني يُعطي أهمية كبيرة للاعبيه، وأكّد للاعبيه الجدد أنه يعوّل كثيرا على إمكاناتهم الكبيرة التي يجب أن يبرهنوا عليها في تربص “كرانس مونتانا“ الحالي، والذي سيكون بمثابة الفرصة المناسبة ل بودبوز والآخرين ليبرهنوا أن رسالة سعدان وصلت، بما أن تواجدهم في المنتخب الوطني يعني أنهم يستحقون دعوة سعدان الذي وضع فيهم ثقته، والكرة في مرماهم ليطوّروا إمكاناتهم بشكل كبير. سعدان لم ينس القدامى أيضا ولم يستثن كلام سعدان لاعبيه القدامى، حيث أخبرهم على أن انشغالاتهم تهمّهم كثيرا وهو يريد أن يستمع إليها بشكل وافٍ، خاصة أنه يلعب دور الوالد بالنسبة ل زياني بلحاج، حليش والآخرين...، كما يكون قد حثهم على تسهيل اندماج الجدد الذين يحتاجون إلى هذا النوع من المبادرات بشكل كبير والتي ستساعدهم على إبراز قدراتهم بشكل كبير ويفيدوا بها المنتخب الوطني لا محالة. ------------------------------------------------- بودبوز: “كسّرت الزجاج في سوشو، البارصا تعجبني لكن الريال فريق القلب“ في هذه الدردشة التي تخرج عن المألوف مع النجم الجديد للمنتخب الوطني نكتشف ميولات رياض بودبوز الذي لم يتردّد في الإجابة عن أسئلتنا رغم صعوبة الاختيار في الكثير من الأحيان. هل تفضّل مارادونا أو بيلي ؟ مارادونا دون أن أفكر. لباسك المفضل جين، سبور أو كلاسيك ؟ أفضّل الجين أحسن. ما هو طبقك المفضل ؟ طبق والدتي عندما تحضّر لي “إسكالوب“ تعرف هي وحدها سرّ لذّته. لاعبك المفضل حاليا ؟ ميسي لأنه أحسن لاعب في العالم. أنت من هواة موسيقى الراي، الراب أو البوب ؟ أستمع للراي والراب أيضا. آخر فعل قمت به وندمت عليه ؟ (يضحك) كسّرت الزجاج مؤخرا في سوشو. كيف كان ذلك؟ قذفت الكرة بقوة وكسّرت زجاج مدخل مركز التكوين.. آخر مرة غضبت فيها ؟ في آخر مباراة لي مع سوشو السبت الماضي في الملعب. بن زيمة وناصري ثم بن عرفة خارج قائمة دومينيك. أنا جد متأسف لهم لأنهم يستحقون التواجد في قائمة المونديال. أنت مناصر لمرسيليا أو “البي. آس. جي.” ؟ مرسيليا. البارصا أو الريال ؟ حاليا أنا أعشق البارصا خاصة بطريقة لعبها لكن فريق القلب هو الريال. هل ندمت على قرار اتخذته في حياتك ؟ لحد الآن لا . هل أنت تحب ماجر أو بلومي ؟ ماجر. أحسن ذكرى لديك ؟ هدفي الأول في القسم الأول مع سوشو. وأسوأ ذكرى ؟ خسارتي البطولة في سن ال 16 مع سوشو، يومها لم أتمكن حتى من النوم من شدة التأثر. ------------------------ بودبوز يشتكي من إصابة في أعلى عضلة الفخذ أوضح الطاقم الطبي ل “الخضر“ والمدرب الوطني رابح سعدان على هامش حديثه أمس أن إصابة رياض بودبوز ليست خطيرة ولا تدعو إلى القلق تماما، طالما أن الأطباء وبعد أن خضع اللاعب لفحوصات بالأشعة أكدوا أنه يعاني فقط من إصابة خفيفة في أعلى عضلة الفخذ، وهي إصابة ليست مقلقة كثيرا وبإمكان اللاعب استعادة لياقته بشكل جيد وسريع مع البرنامج الذي يخضع له.