"لقد حضّرنا للمواجهة في شاطئ البحر وأغلقوا أبواب الملعب حتى يحرمونا من الإحماء" "إنه منتخب متوسط المستوى وقوته في الجانب البدني" "مفتاح النجاح هو مراقبة الجناح الأيمن وقلب الهجوم" "لقد حجزوا لنا في فندق غير لائق بمنتخب وطني" كانت الفرصة أمس مناسبة للحديث مع المدرب البرتغالي لمنتخب بوركينا فاسو باولو دوارتي الذي كان وراء إقصاء المنتخب الغامبي في تصفيات كأس إفريقيا 2012، حيث قدّم لنا معلومات قيّمة عن منافس الجزائر الذي سيستضيف "الخضر" بعد ثلاثة أسابيع في العاصمة بانجول في ظروف يرويها محدثنا. لقد تمكّنت من إقصاء المنتخب الغامبي في تصفيات كأس إفريقيا 2012 وهو المنتخب نفسه الذي سيواجه الجزائر في تصفيات 2013، حدّثنا عن هذا المنتخب؟ إنه منتخب متوسط المستوى ولا يضم نجوما أو لاعبين معروفين حيث يرتكز على قوة المجموعة والاندفاع البدني إلى حد اللعب بخشونة ويفرض ضغطا على حامل الكرة. وما هي نقطة قوة هذا المنتخب؟ قوته في الجانب البدني وهو ما يسمح للاعبيه بالضغط على حامل الكرة طيلة المباراة وهو ما يتطلب جهدا بدنيا كبيرا. هل يوجد لاعب معيّن لفت انتباهك؟ أجل، هناك مهاجمان كبيران في هذا المنتخب الأول هو الجناح الأيمن نيانغ الذي يُعتبر مصدر قوة هذا المنتخب وسريع الحركة وقناص للأهداف، إضافة إلى قلب الهجوم الذي يملك بنية قوية ويتحرّك كثيرا وهو مهاجم خطير للغاية رغم أنني أؤكد أنّ قوة هذا المنتخب في اللعب الجماعي. هل تؤكد أنّ المباريات في بانجول تجري في ظروف صعبة؟ نعم، هناك ضغط رهيب على اللاعبين، الفريقين وحتى الحكام في مواجهات غامبيا بملعب بانجول وصعب جدا مواجهة هذا المنتخب فوق ميدانه. هل يمكن أن تقص علينا مغامرة المنتخب البوركينابي في بانجول؟ نعم، بمجرد وصولنا إلى بانجول مفاجأتنا كانت شديدة عندما اكتشفنا الفندق الذي اختاره الإتحاد الغامبي، لقد كان فندقا متواضعا ولا يليق باستقبال منتخب وطني وقد اضطررنا إلى تغيير الفندق واختيار فندق آخر حيث دفع الإتحاد البوركينابي التكاليف بعدما رفض الغامبيون ذلك، وهو ما أعتبره طريقة لاستفزازنا لا غير. ما عدا مشكل الفندق، ما الذي حدث كذلك؟ لم يتوقف الاستفزاز عند قضية الفندق التي حدثت بمجرد وصولنا بل واصل الغامبيون استفزازنا عندما منعونا من التدرب. هل يعني ذلك أنكم لم تتدرّبوا قبل المباراة؟ نعم، لقد منعونا من التدرّب حتى عشية المباراة في الملعب الرئيسي وفي توقيت المباراة رغم أنّ قوانين الإتحاد الإفريقي والدولي تنص على ذلك، لكننا لم نُجر أيّ حصة في الملعب. وأين تدرّبتم قبل المباراة؟ ليكن في علمك أننا حضّرنا للمباراة في شاطئ البحر ببانجول وفي ظروف أقل ما يقال عنها إنها كانت صعبة. وهل توقف الاستفزاز بعد ذلك؟ لا، لقد استمروا في استفزازنا حتى في غرف تغيير الملابس حيث منعونا من الخروج لإجراء عملية الإحماء في الملعب دقائق قبل انطلاق المباراة، لقد عاد المحضّر البدني إلى غرف تغيير الملابس بعدما وجد غرف الأبواب موصدة ومن حسن حظنا أنّ نتيجة المباراة لم تكن تهمّنا لأننا كنا قد ضمنا التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا. لكن المباراة ستكون حاسمة هذه المرة أمام الجزائر، ما تعليقك؟ الأمور ستكون صعبة على منتخبكم في بانجول، المنتخب الغامبي متوسط المستوى لكن الظروف هناك ستكون صعبة جدا خاصة الحرب النفسية التي تؤثر على الفرق، وكل ما يمكنني قوله إنّ الظروف ستكون صعبة هناك بالنسبة للجزائريين وعليكم أخذ الاحتياطات. ما هي الاحتياطات التي تتحدّث عنها؟ على الإتحاد الجزائري أن يختار الفندق الذي يقيم فيه المنتخب الجزائري وعليكم أن تطالبوا بحقكم في التدرب بالميدان الرئيسي عشية المباراة كما تنص عليه قوانين الإتحادين الإفريقي والدولي لكرة القدم. كيف كانت حالة الميدان؟ الميدان لم يكن سيئا ولم يكن في حالة جيدة ويمكن اعتباره ميدانا صالحا للعب بشكل عام. هل تعتقد أنّ المنتخب الجزائري سيعيش الجحيم في بانجول؟ نعم، أظن أنّ المنتخب الجزائري سيعيش ظروفا صعبة كما كان عليه الحال مع منتخب بوركينافاسو، صدّقني الظروف صعبة للغاية ومنتخب غامبيا ليس من الفرق التي يسهل التفاوض معها فوق ميدانها وسيعمل المستحيل للفوز بالمباراة سواء باستفزاز المنافس أو فرض ضغط عليه. وماذا عن الجمهور الغامبي؟ الجمهور الغامبي متعصّب ويساند فريقه إلى آخر دقيقة من خلال فرض ضغط رهيب على المنافسين، إنه يشكّل ضغطا إيجابيا على لاعبيه وهو ما دفعني لمطالبة جماهيرنا بالقيام بالمثل. أخيرا هل من نصائح تكتيكية تقدّمها للمدرب حليلوزيتش؟ على لاعبيه أن يتحلّوا بالرزانة ولا يردّوا على الاستفزازات، عليهم بلعب الكرة والثقة في النفس دون أن يتسلّل الغرور إلى أنفسهم، لكن يجب أن لا نعطي قيمة كبيرة لهذا المنافس مع أخذ نقاط قوته بعين الاعتبار.