حتى تتحدث عن الصعوبات التي سيواجهها منتخبنا خلال خرجته الرسمية الأولى في سنة 2012 إلى غامبيا فلابد من التعريج لسماع ذلك من عايشوا تلك الصعوبات في وقت سابق لدى تنقّل منتخبنا الوطني إلى هناك، ومن بين من عايشوا ذلك مساعد الناخب الوطني الأسبق جلول زهير الذي كان لنا حديث شيق معه أمس عاد بنا من خلاله لما عاشه ولاعبو المنتخب في “بانجول” وما ينتظر منتخبنا الوطني من صعوبات خلال خرجته المقبلة في نهاية شهر فيفري المقبل، وكان جلول صريحا إلى أبعد الحدود مؤكدا أن صراحته الهدف منها تنبيه اللاعبين الحاليين والطاقم الفني الجديد لتهيئة لاعبيه مسبقا لما سيواجهونه. كيف هي الأحوال جلول؟ بخير. نودّ أن نعود بك قليلا إلى الوراء وبالضبط إلى الفترة التي تنقلت فيها المنتخب الوطني إلى غامبيا خلال تصفيات كأسي العالم وإفريقيا 2010، لكي تعطينا رأيك حول العديد من الأمور بما أن منتخبنا مقبل على خرجة صعبة للغاية في بداية مشواره التصفوي لنهائيات كأس إفريقيا 2013. لا إشكال في ذلك، أنا تحت التصرف بما أن الأمر يتعلق بالحديث عن المنتخب الوطني الذي عشنا معه أحلى الأوقات. هل لك أن تسرد لنا الظروف التي لعب فيها منتخبنا يوم انهزم على يد المنتخب الغامبي بنتيجة هدف دون رد؟ الظروف التي لعبنا فيها يومها كانت كلها ضدّنا، ظروف أقل ما يقال عنها إنها صعبة ولم تساعدنا على العودة بنتيجة جيدة وجعلتنا نعود ونحن نجرّ أذيال الخيبة والهزيمة، أتحدث هنا عن كل الظروف التي أحاطت باللقاء سواء التنظيمية، الأمنية أو المناخية. لنتحدث عن الظروف التنظيمية مثلا؟ وجدنا يومها جمهورا قياسيا متحمسا لفوز منتخبه، جمهور مارس ضغطه علينا بشتى الوسائل لأن ارتباطه بكرة القدم وعشقه لمنتخبه جعله يفرض علينا ضغطا رهيبا أثر فينا، ناهيك عن الفوضى التي كانت على أرض الميدان، تصور أن الملعب كان محاطا بالعسكر عبر كافة أرجائه وكأن اللقاء لا يتعلق بمباراة في كرة القدم، وأنا شخصيا ذهبت ضحية اعتداء من عسكري حيث توجهت إلى الحكم كي أنتقد أحد قراراته فقام أحد العساكر بالإعتداء عليّ، صراحة ظروف اللعب معهم كانت صعبة جدا. وماذا عن الظروف المناخية؟ ناهيك عن الحرارة الشديدة أعتقد أن العائق الأكبر يكمن في ارتفاع نسبة الرطوبة حيث لعبنا في رطوبة تتراوح ما بين 85 إلى 90 % وهو أمر صعّب التنفس بالنسبة للاعبينا، وهو عائق أتوقع أن يواجهه منتخبنا خلال خرجته المقبلة إلى هناك، فلو تعلق الأمر بالحرارة الشديدة فقط لهان الأمر، لكن الرطوبة العالية لا تطاق ومن شأنها أن تنعكس سلبا على لاعبينا لاسيما من لم يتعوّدوا على اللعب في أدغال إفريقيا. هنا بيت القصيد لأن أغلبية اللاعبين الحاليين الذين يضمهم منتخبنا لا يملكون خبرة في التعامل مع الظروف التي سيواجهونها هناك أو في مختلف ملاعب القارة السمراء، فما العمل؟ طلبت مني أن أكون صريحا وها أنا صريح جدا معك، سيكون من الصعب على من لا يملكون الخبرة التعامل مع تلك الظروف الصعبة في غامبيا وأذهب بعيدا معك إذا قلت لك إن صدمتهم ستكون شديدة بسبب الأجواء التي سيجدونها هناك وستكون شبيهة بالصدمة لدى الوصول إلى إفريقيا الوسطى، يومها صُدم اللاعبون كثيرا لدى وصولنا إلى إفريقيا الوسطى وفي النهاية انعكس كل شيء سلبا على أدائهم فخسرنا بثنائية نظيفة، أتحدث عن الجدد ومن لم يسبق لهم اللعب كثيرا في إفريقيا حيث سيجدون أجواء مغايرة تماما للأجواء الأوروبية أو الأجواء التي عاشوها في الجزائر فالظروف المناخية في غامبيا صعبة للغاية. وكيف سيتعامل حليلوزيتش مع هذا الأمر؟ أتحدث من خلال تجربتي التي خضتها مع المنتخب في المستوى العالي لمدة ثلاث سنوات وأقول إنني لو كنت مكانه لوظفت في هذه المباراة اللاعبين الذين يملكون الخبرة والتجربة في إفريقيا فقط، لأن الإستنجاد باللاعبين الجدد ممن تم انتدابهم حديثا أو ممن انتدبناهم من قبل ولم يلعبوا كثيرا في إفريقيا يعد مجازفة، أبحث أيضا عن أكبر المعلومات عن هذا المنتخب وعن هذا البلد، أحضّر اللاعبين من الناحية النفسية جيدا قبل التنقل إلى هناك، هذا ما يمكنني فعله لو أني في مكانه وأجهل هذا المكان. توظيف أصحاب الخبرة يعني العودة للقدامى. نعم، لأن القدامى هم من لعبوا لسنوات في إفريقيا وهم من واجهوا غامبيا في معقلها خلال مناسبتين واحدة في عهدنا أنا وسعدان وأخرى مع المدرب الذي سبقنا (كافالي)، أما إذا اعتمدنا على بودبوز، مجاني، مبولحي، قادير، مصباح وغيرهم من الجدد الذين لا يعرفون القارة السمراء فستصبح مهمتنا أكثر صعوبة. البعض يرون أن الإعتماد على لاعبين محليين مع أصحاب الخبرة من المحترفين سيكون مثمرا لأن المحليين على الأقل يعرفون أجواء إفريقيا بحكم احتكاكهم مع الأفارقة خلال المنافسات القارية مع أنديتهم أو مع المنتخب المحلي. نعم، أشاطر الفكرة، على الأقل هم يعرفون إفريقيا وظروفها الصعبة ومناخها الذي يعيق اللعب، فضلا على أنهم متعوّدون على مواجهة الأندية التي تعتمد على الإندفاع البدني والأندية التي تلجأ إلى أسلوب الإستفزاز. هل تلمّح إلى أن منتخب غامبيا تتوفر فيه مواصفات استفزاز المنافس والإندفاع البدني وغير ذلك؟ أجل، لاعبوهم مستفزون للغاية وسبق أن حدثت لنا معهم مشاكل في غامبيا وفي الجزائر أيضا ولا داعي للعودة إليها، وأنا متيقّن بأنهم سينتظرون منتخبنا على أحر من الجمر بما أننا منتخب مونديالي ومنتخب كبير لابد من الإطاحة به ناهيك عن مشاكلهم معنا في السابق، أما عن مستواهم فهم لاعبون فنيون صراحة لكنهم يعتمدون على الإندفاع البدني أيضا وهنا أتوقف لكي أؤكد أن الصعوبات التي سيجدها منتخبنا لا تتعلق فقط بضغط الجمهور والظروف المناخية الصعبة التي ستحيط باللقاء بل لأنهم سيجدون منتخبا قويا في الجهة المقابلة. هل لك أن تعطينا نظرة عن طريقة لعب المنتخب الغامبي؟ منتخب يجيد لعب الكرة، صحيح أن لاعبيه يعتمدون على الإندفاع البدني إلا أنهم مبهرون من الناحية الفنية، لقد واجهنا متاعب كبيرة معهم هناك في بانجول وهنا في الجزائر أيضا، ولو تذكر جيدا فمنذ سنوات قليلة شارك منتخبهم للأواسط في نهائيات كأس العالم واليوم أولئك اللاعبين هم من يدافعون عن ألوان منتخب الأكابر وهو ما يؤكد أيضا أن تشكيلتهم قوية للغاية، صحيح أنهم لا يملكون الكثير من المحترفين غير أن لاعبيهم المحليين متعوّدون على اللعب مع بعضهم البعض في البطولة فضلا عن التربصات التي يخوضونها من حين لآخر. عكس منتخبنا الذي لم يتربّص منذ لقاء تونس الودي والأسوأ من ذلك أننا قد نواجه منتخب غامبيا بحصة واحدة في الأرجل بسبب ارتباطات لاعبينا مع فرقهم، ألا ترى أن الأمر لا يصب في مصلحة منتخبنا؟ حتى وإن كنت أتمنى ألا يكون ذلك مؤثرا إلا أن الواقع فوق الميدان يزيد المهمة صعوبة، منتخبنا اكتفى بلقاء ودي واحد ضد تونس أحجم فيه المدرب عن إقحام الأساسيين، وفي اليوم الذي كان من المقرر أن يدفع بالأساسيين كي يقف على مستواهم غاب المنتخب الكامروني عن المباراة التي كانت مبرمجة ضدّه وهو ما أخلط أوراق المدرب ويطرح أكثر من تساؤل حول الطريقة التي سيحضّر بها تشكيلته للقاء غامبيا لاسيما أنه لن يستفيد من حصص كثيرة قبل اللقاء. تبدو متشائما بعض الشيء. لا لست متشائما، أنا دوما متفائل عندما يتعلق الأمر بمستقبل منتخبنا الوطني، لكني أتحدث بواقعية وبمنطق، مباراة غامبيا لن تكون للنزهة أو الإستجمام بل هي مهمة شاقة للغاية، وشخصيا أرى اللقاء أصعب اختبار للمدرب حليلوزيتش في ظل هذه الظروف التي سيواجهها منتخبنا هناك، علينا أن نعترف بأن منتخبنا لم يحضّر جيدا لهذا الموعد ولو أن غياب المنتخب الكامروني هو الذي أخلط الأوراق مما يجعل نظرة المدرب غير مكتملة للتعداد الذي بحوزته، فكيف سيتعامل مع من لم يرهم في المباريات الودية أو الرسمية؟ قد تقول لي إنه يعرفهم مع فرقهم لكن ذلك غير كاف في نظري. مهما كانت الصعاب والظروف التي سيواجهها منتخبنا وبعيدا عن نقص التحضير لهذه القمة، ما هي الحلول في رأيك لضمان التأهل إلى الدور المقبل بما أن الأمر يتعلق بلقاء الذهاب من الدور التمهيدي فقط؟ علينا أن نفعل المستحيل كي نعود على الأقل بنتيجة التعادل حتى يتسنى لنا لعب لقاء العودة في ظروف مريحة، لأن منتخبنا سيكون بوسعه تحقيق الفوز هنا بالجزائر من دون أي مشكل بما أن الظروف التي سيلعبون فيها يومها ستكون مغايرة للتي سيجدونها في غامبيا، وأتمنى في النهاية أن ينجح منتخبنا في العودة بالفوز من هناك وليس التعادل حتى يضمن الحضور في الدور المقبل. حاوره : عدلان ش