كشف الناخب الوطني حليلوزيتش في تصريحه الأخير ل “الهداف” أنه لن يجري تعديلات كثيرة على التعداد الذي سيسافر به إلى بانجول العاصمة الغامبية، مضيفا أنه لا يملك الوقت لمنح الفرصة للاعبين جدد في هذه الفترة خاصة بعدما تقلّص التربص الإعدادي إلى حصة واحدة عشية اللقاء بسبب الوصول المتأخر لأغلب اللاعبين إلى مقر تربص المنتخب بالعاصمة الفرنسية باريس.. وهي عوامل ستعقد أكثر مأمورية حليلوزيتش في التحضير لهذا الموعد المصيري بالنسبة له لأن الإخفاق في هذه المواجهة يعني الإقصاء الثاني على التوالي ل “الخضر” من نهائيات كأس إفريقيا التي تعد من أهداف الناخب البوسني وهو ما سيعجّل برحيله من العارضة الفنية ل “الخضر”. التعداد الحالي كشف ضعفه في أدغال إفريقيا ومن جملة العوامل التي ستعيق الناخب الوطني في سفرية غامبيا هو اعتماده تقريبا على نفس التعداد الذي شارك في التصفيات الفارطة مع إمكانية تواجد كل من فغولي وكادامورو فقط من الجدد في هذه السفرية، وفي قراءة بسيطة لمشوار “الخضر” في التصفيات الفارطة يتبيّن أنّ التعداد الحالي لا يستطيع المقاومة في المباريات التي تُلعب في أدغال إفريقيا حيث تكبّد رفقاء مبولحي خسارة في إفريقيا الوسطى وقدّموا عشرين دقيقة جيدة فقط في مباراة تانزينا التي كشفت ضعفا شديدا في دفاع “الخضر” التي عانى من ضغط مهاجمي المنتخب التانزاني. الظروف في غامبيا ستكون أصعب وكشف المتتبعون الذين سبق لهم مواجهة المنتخب الغامبي أن مأمورية حليلوزيتش ستكون صعبة في بانجول حيث حذّروه من قوة هذا المنتخب فوق ميدانه، كما يملك بوڤرة وعنتر تجربة في هذا الميدان حيث خسرا مع كافالي في تصفيات كأس إفريقيا 2008 بثنائية مقابل هدف واحد وعرفت المباراة خشونة وأعمال عنف في نهايتها، ليتكرر السيناريو مع سعدان في تصفيات مونديال جنوب إفريقيا حيث فاز الغامبيون بهدف دون مقابل بسبب اعتمادهم دائما على اللعب الخشن وضغط جماهيري أرعب محترفينا. هل سيقاوم بودبوز وفغولي خشونة الغامبيين؟ الإشكال الذي لم ينتبه له الناخب الوطني في تحضيره للتعداد الحالي أنه لم يجرّب اللاعبين المحترفين الحاليين في أجواء المنافسة في أدغال القارة السوداء، حيث لعب مباراة تانزانيا بعيدا عن الضغط وفي ظروف طيبة مقارنة بما سيكون عليه الحال في بانجول حيث سيواجه منتخبا عنيفا رياضيا سيحاول إلحاق خسارة كبيرة بالمنتخب الوطني، وهو ما يتطلّب لاعبين محاربين يملكون خبرة في الميادين الإفريقية الصعبة. المحليون الأنسب في مثل هذه الخرجات ويطالب بعض المختصين بمنح الفرصة في المباراة القادمة لأكبر عدد من اللاعبين المحليين لمواجهة غامبيا، حيث يعلّل العارفون بخبايا إفريقيا ذلك بأن اللاعب المحلي يملك الخبرة والشجاعة للعب في الظروف الصعبة في الميادين الإفريقية بحكم مشاركة أغلبهم مع الأندية الجزائرية في المنافسات القارية على مستوى الأندية، وهو الحل الذي يبدو أنّ حليلوزيتش لا يعتزم اللجوء إليه في الوقت الراهن. شاوشي، حشود، مترف، لموشية وخوالد جاهزون ويملك الناخب الوطني بعض الأوراق في التعداد الحالي التي تستطيع المقاومة في غامبيا ومتعوّدة على الخرجات القارية سواء مع الفرق أو مع المنتخب المحلي على غرار حشود، مترف، لموشية، سوداني أو أسماء أخرى تملك حظوظا للعب في المنتخب على غرار خوالد وعودية القادرين على منح الإضافة في المباراة المقبلة، رفقة لاعبين يملكون نوعا من الخبرة في مثل هذه المواجهات على غرار بوڤرة، عنتر وبلحاج لتشكيل منتخب يستطيع الوقوف ندا أمام خشونة الغامبيين والظروف المناخية والتنظيمية الصعبة التي تميّز المباريات في إفريقيا.