يبدو أن ثقة الناخب الوطني حليلوزيتش في الندوة الصحفية التي عقدها في "ليس" ضواحي باريس كانت في محلها، بعد أن وفق وأشباله في العودة بفوز ثمين هو الأول خارج الديار منذ 20 جوان 2009 في زامبيا، وأكد حليلوزيتش في رابع مباراة له على رأس "الخضر" أنه مدرب يتكلم كثيرا ولكنه يفعل أيضا وفي مستوى ما يقوله، فرغم الظروف الصعبة المناخية، والأرضية السيئة وحتى مع ظروف التحضير للمباراة إلا أنه عرف كيف يقود المنتخب لفوز مهم في غامبيا ويتفادى ثالث خسارة هناك، بعد فشل "كفالي" وسعدان عامي 2007 و2008. مدرب تحدى بالقول والفعل بأن فغولي أكثر نزعة هجومية من زياني أثبت حليلوزيتش أنه مدرب متمسك بأفكاره وعندما يعجبه لاعب ما يمنحه فرصته كما حصل مع بوشوك، هذه المرة في الندوة الصحفية قال إن هناك شيئا ما لا يسير كما ينبغي خارج الديار مستدلا على ذلك بالنتائج الأخيرة، ففجر مفاجأة بإبعاد زياني ومقررا استبداله، وتغيير المهاجمين (ماداما لم يتغيرا في اللقاءات الأخيرة خصوصا جبور وغزال) وجاء رهانه على فغولي ناجحا لأن الأخير تمكن من تأدية دوره وتسجيل هدف جميل بعد أن كان الناخب الوطني تحدى الجميع وقال في الندوة الصحفية إن فغولي أكثر نزعة هجومية من زياني، ليرد اللاعب على الميدان دون أن يترك لأحد الفرصة لينتقد مدربه أو ينتظره في المنعرج أو ليعود إلى خيارته ويتكلم من جديد عن زياني أو جبور. يجرب حتى يجد الحلول وفي المهاجمين أمثلة الجميل في حليلوزيتش أنه يجرب ولا يقتنع إلا بالنتائج الفعلية، فقد جرب العديد من المهاجمين، حيث جلب بن يمينة وأشركه أساسيا في أول مباراة في تانزانيا، وجلب غيلاس أمام تونس وها هو هذه المرة يدور إلى البطولة المحلية، حيث قضى 6 ساعات في الوصول إلى بجاية ليعاين عودية، ولما اقتنع به أشركه أساسيا مفاجئا الجميع، خاصة أنه يدرك جيدا أن هناك خللا في التنظيم الهجومي ل "الخضر" ولكن تغييراته هذه وحتى رغبته في الحصول على حلول أثمرت ب 3 أهداف خارج الديار في مبارتين وهو ما لم نفعله منذ زمن طويل. الكرة الهجومية حاضرة في مباراته الرابعة ودائما كرة إلى الأمام إذا كان المنتخب الوطني سجل أمس هدفين فإن الحكم حرمه من ثالث شرعي من توقيع ڤديورة، وكان يمكن أن تكون ثلاثية لم يسجلها "الخضر" منذ 14 سنة كاملة في مباراة رسمية أو ودية خارج الديار، كما أن الفرص كانت كثيرة للغاية وحتى سيناريوهات المباريات أصبحت متشابهة حيث تتاح ما لا يقل عن 6 أو 7 فرص واضحة في كل مباراة عدا الأهداف التي تسجل، وحتى خطة اللعب التي يدخل بها هجومية من البداية، فضلا عن تغييرات تشجع الكرة الهجومية التي غابت في السنوات الأخيرة عن "الخضر" قبل مجيء هذا المدرب الذي يقول إنه يحب الكرة إلى الأمام. رابع فوز في 14 سنة خارج الديار وثان في سلسلة 19 مباراة فوز أمس هو الرابع خارج القواعد في 14 سنة، ما يكشف من جهة أزمة النتائج التي يعيشها المنتخب الوطني خارج قواعده والتي تعود إلى سنوات، ومن جهة أخرى قد يكون فوز التحرر، ففي ظرف هذه المدة لم تتحقق سوى 3 نتائج إيجابية من توقيع مدربين محليين، كان وراءها زوبا في ناميبيا (2002) وسعدان في النيجر وزامبيا (2003 و2006) بالمقابل، كانت بقية النتائج إما تعادلات أو خسارات كما أن فوز أمس كان الثاني في 19 مباراة متتالية خارج الديار. كسر عقدة 14 سنة دون فوز لمدرب أجنبي مع "الخضر" وقد فك حليلوزيتش العقدة لأنه أول مدرب أجنبي يفوز مع "الخضر" منذ 14 سنة، حيث كان آخر من حقق فوزا قبل 14 سنة يوم 31 جويلية 1998 في ليبيا (0-2 بهدفين من توقيع تاسفاوت) هو الروماني "بيڤوليا" وفشل كل من جاؤوا بعده في ذلك، قبل أن ينجح هو ليكون رابع مدرب أجنبي يفوز على رأس "الخضر" بعد لوديك، روڤوف وبيڤوليا، كما أنه حل شفرة المباريات خارج القواعد حيث لم يفز المنتخب الوطني خارج الجزائر (في تنقل يستقبل فيه منتخب آخر) منذ 20 جوان 2009 تحت قيادة سعدان منذ عامين و8 أشهر. 15 مباراة متتالية دون خسارة على رأس المنتخبات قاد وحيد حليلوزيتش "الخضر" لتحقيق فوز مهم في "بانجول" قبل مباراة العودة، وأضاف لسجله رقما آخر، حيث كان قد قاد المنتخب الإيفواري في 24 مباراة 14 منها في شكل تنقلات، وبعد خسارة أولى في اليابان لم يخسر في 13 مباراة متتالية، وبتعادله في تانزانيا مع الجزائر وفوزه أمس فإن الرجل على صعيد المنتخبات هو برصيد 15 مباراة متتالية دون خسارة، وهو رقم يؤكد حبه للكرة الهجومية التي يلعبها، خاصة أن الأرقام تقول إن نصف النتائج التي حققها في مشواره مدربا كانت عبارة عن فوز، فقد خاض قبل لقاء أمس 425 لقاء بين فرق ومنتخبات، 49 من المائة من عدد هذه المباريات حقق فيها فوزا، و28 من المائة تعادلات، و23 من المائة خسارات، مع تسجيل ما معدّله 1.38 هدف في كلّ مباراة. 6 انتصارات و5 تعادلات إلى إفريقيا السوداء و0 خسارة رغم ظروف إفريقيا السوداء الصعبة إلا أن حليلوزيتش لم يسبق له أن خسر فيها في التنقلات (لا نتحدث عن مباريات كأس إفريقيا وإنما السفريات)، حيث كانت مباراته يوم أمس رقم 11 في الأدغال أين حقق فيها الفوز السادس مع 5 تعادلات، ولم يخسر، كما أنه كسب 3 انتصارات في آخر 4 تنقلات (فوزان مع كوت ديفوار أمام تنزانيا ورواندا وفوز أمس) وأثبت هذا المدرب أنه يتكلم كثيرا فعلا ويثير حتى الاستغراب لكنه واثق من نفسه ويعرف متى وكيف يعد ولماذا يعد، فقد كان علينا أن نتخيل موقفه لو خسر "الخضر" وهو الذي وعد بالفوز، ولكن الأمور سارت معه وتسير على أكمل وجه في انتظار التأكيد في مواعيد أهم وأمام منتخبات أقوى من المنتخب الغامبي الذي ظهر متواضعا للغاية أمام "الخضر". --------------------- "الخضر" أنهوا اللقاء بدون محليين كان حليلوزيتش قد انتقد اللاعبين المحليين في وقت سابق قبل أن يؤكد عدم اقتناعه بهم في لقاء أمس الذي اعتمد فيه على لاعب محلي واحد هو عودية، قبل أن ينهي "الخضر" المواجهة بدون أي لاعب محلي عقب خروج عودية في الدقائق الأخيرة للشوط الثاني ودخل مكانه غزال ليكون 11 لاعبا فوق أرضية الميدان محترفين. عنتر كان يوجّه اللاعبين حتى من التماس في الوقت بدل الضائع حصل الغامبيون على خطأ على مقربة من مرمى "الخضر" وكان حينها قائد "الخضر" قد خرج ليتلقى الإسعافات الأولية على خط التماس ولمّا طلب من الحكم العودة طالبه بالانتظار إلى غاية تنفيذ تلك المخالفة، ورغم بقائه على خط التماس إلا أن عنتر بقي يصرخ ويوجّه اللاعبين لكي ينظموا أنفسهم داخل منطقة العمليات، ولحسن الحظ أن تلك المخالفة مرّت بسلام على مرمى مبولحي. --------------------- سفير الجزائر وعدد معتبر من السفراء في الملعب تابع مباراة "الخضر" أمام غامبيا عدد من السفراء المعتمدين بهذا البلد على غرار سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي أخذ مكانه في المنصة الرسمية إلى جانب سفير الجزائر السيد عبد الرحمان قراح الذي كان حضوره بمثابة دعم معنوي للاعبين، ويؤكد حضور الشخصيات السياسية هذه المباراة أنها صنعت الحدث في غامبيا التي منح رئيسها يوم عطلة للجماهير من أجل متابعة المباراة والحضور بقوة إلى الملعب لمساندة منتخب "عقارب غامبيا". "وان تو ثري" دوت الملعب... تواجد ثلاثة مناصرين جزائريين وطاقم طائرة الخطوط الجوية الجزائرية لم يثنهم عن صنع الحدث في المدرجات بعد انتهاء النشيد الوطني، حيث دوت أهازيج "وان تو ثري" عاليا وهو ما لفت انتباه الغامبيين رغم قلة عدد أنصار "الخضر" مقابل تواجد حوالي 30 ألف مناصر غامبي. --------------------- ملاك حقوق البث منعوا شايب من التعليق لجأ التلفزيون الجزائري إلى التعليق على المباراة من الأستوديو، في وقت منعت الشركة مالكة حقوق البث موفد التلفزيون إلى غامبيا عبد الحفيظ شايب من التعليق على اللقاء من الملعب، حيث تحججت بعدم وجود مكان مخصص له، لأن التلفزيون الجزائري لم يشتر حقوق البث مباشرة وكان متأخرا في المفاوضات، لهذا لم يتم التطرق إلى موضوع التعليق، قبل أن يجد نفسه مجبرا على الاستنجاد بمعلق من الأستوديو المركزي وهو الزميل بلال بيناري. --------------------- شاوشي ساعد مبولحي في الإحماء ساعد الحارس شاوشي زميله حارس سيسكا صوفيا في عملية الإحماء قبل المباراة، كما أنه لم يظهر استياءه حيث بقي يشجع رفقاءه من أجل تحقيق نتيجة في أول خرجة له مع "الخضر" هذا العام رغم أنه غضب في غرف تغيير الملابس بعدما أعلن المدرب الوطني هوية الحارس الأول. احترام للنشيد الوطني من طرف الغامبيين تم عزف النشيد الوطني بطريقة سيئة إلا أن الجماهير الغامبية احترمته، وقد تجمع لاعبون أمام مقاعد البدلاء رفقة الطاقم الفني احتراما للنشيدين الوطني والغامبي، وكان جل اللاعبين ينشدون قسما يتقدمهم القائد عنتر يحيى الذي تفاعل كثيرا وحمس زملاءه مباشرة بعد انتهاء العزف. 3 جزائريين بالرايات في الملعب عرفت مباراة أمس تواجد ثلاثة جزائريين في ملعب الاستقلال تنقلوا خصيصا من أجل تشجيع "الخضر" في هذه المباراة الهامة، حيث تنقلوا إلى الملعب تحت حراسة مشددة من قوات الأمن وتمكنوا من احتلال مكانة في المدرجات رافعين الرايات الوطنية، وهو ما يؤكد تعلق الأنصار بالمنتخب حتى في أدغال القارة السمراء. مناصرو الخضر "ڤلبوها" بعد الهدفين رغم قلة عددهم مقارنة بالجمهور الغامبي الغفير، إلا أن مناصري "الخضر" الحاضرين في ملعب الاستقلال "قلبوها" بعد هدفي عنتر وفغولي، حيث سمعت أصواتهم بقوة ورددو: "وان تو ثري فيفا لالجيري" خاصة أن صمتا رهيبا عم مدرجات الجمهور الغامبي. --------------------- كادامورو خرج مصابا ولم يكن يدعي الإصابة بقي لاعبو منتخب غامبيا يطلبون من الحكم أن لا يوقف اللعب بسبب سقوط كادامورو بحجة أنه يدعي الإصابة، لكن هذا الأخير ظهر أنه أصيب فعلا بدليل أنه هو من طلب التغيير في آخر ربع ساعة، ما سمح بدخول مهدي مصطفى الذي أكمل المباراة مكان لاعب "سوسييداد". الموريتاني يعقوب نزل إلى الميدان ورش المرمى كان الموريتاني يعقوب وهو حارس عتاد وفاق سطيف سابقا قد نزل أرضية الميدان رغم التشديدات الأمنية وقام برش الماء على خط المرمى، الذي كان سيحرسه موسى كامارا في الشوط الثاني ومن المفارقات حتى لا نقول شيئا آخر أن مرماه تلقى هدفين إثر ذلك، وتعود يعقوب على فعل ذلك حيث سبق له في مباراة لوفاق سطيف أمام الشياطين السود للكونغو أن نزل الميدان وفعل الأمر نفسه بعد أن تعذر على لاعبي الوفاق هز الشباك. --------------------- بلحاجي في منصة الصحفيين لم يضع الناخب الوطني حليلوزيتش مدرب الحراس بلحاجي في ورقة اللقاء، حيث دون كاوة مدربا للحراس، وهو ما أجبر بلحاجي على متابعة اللقاء في منصة الصحفيين وذلك مباشرة بعد انتهاء عملية الإحماء. روراوة مع الرسميين يصافح اللاعبين نزل رئيس الاتحادية الجزائرية السيد روراوة مع الرسميين قبل انطلاق المباراة إلى أرضية الميدان من أجل مصافحة اللاعبين، واستغل الفرصة ليقدم تشجيعه لرفقاء عنتر يحيى ثم صعد إلى المنصة الشرفية حيث تابع فيها اللقاء مع بقية الرسميين وضيوف الشرف. رئيس غامبيا لم يحضر لم يتنقل الرئيس الغامبي يحيى جاماح إلى الملعب كما كان منتظرا لمساندة المنتخب الغامبي في مباراته، حيث ناب عنه بعض المسؤولين الغامبيين في مباراة صنعت الحدث، حيث تم تجنيد كل الوسائل لدعم المنتخب الغامبي في مباراته مع الجزائر. --------------------- الحكم المساعد رفع الراية في الهدف الثاني لكن... حاول الحكم المساعد رفض الهدف الثاني الذي سجله فغولي بعد رفعه الراية، لكن الحكم الرئيسي المالي "كوليبالي" لم يكترث لقرار مساعده، وأقر بشرعية الهدف الثاني بعد أن كان قريبا من اللقطة، للإشارة، رفض الحكم هدفا صحيحا للمنتخب الوطني سجله ڤديورة في الشوط الأول