توج أولمبي باجة أمسية البارحة بكأس تونس عقب تغلبه في النهائي الذي احتضنه ملعب “رادس” على النادي الصفاقسي بهدف دون رد وقّعه مهدي حرب في (د24) بواسطة ركلة جزاء، وهو التتويج الذي جعل المدرب رشيد بلحوت يكتب اسمه بأحرف من ذهب في سجل الكرة التونسية، حيث كان ثاني مدرب جزائري بعد عبد الحق بن شيخة يقود فريقا تونسيا للحصول على تتويج بعد أن حقق بن شيخة البطولة قبل موسمين من الآن مع النادي الإفريقي. أول تتويج له وعوّض خسارة الكأس مع الإتحاد وكان تتويج رشيد بلحوت أمس بكأس تونس هو الأول له كمدرب طيلة مسيرته الرياضية، وهذا بعد أن فشل مع جميع الأندية التي أشرف عليها، خاصة في الجزائر على التتويج بلقب، رغم أنه كان دائما يلعب الأدوار الأولى. وكان أفضل إنجاز له قبل أمس هو بلوغه نهائي كأس الجمهورية في الجزائر قبل 3 سنوات من الآن مع إتحاد العاصمة، وهو النهائي الذي خسره أمام مولودية العاصمة بهدف وقّعه حجاج. رفض التعبير عن فرحته علانية إحترامًا للمنافس رغم أننا لا نشك في أن فرحة بلحوت كانت كبيرة بعد قيادته أولمبي باجة إلى تحقيق ثاني تتويج مند تأسيسه، حيث أنه لم يتوّج إلاّ بكأس تونس سنة 1993، فإن بلحوت لم يطلق العنان لفرحته عند إطلاق الحكم صافرة النهاية وقد فضّل كتم شعوره وهذا احتراما للاعبي المنافس الذين سقطوا أرضا في نهاية اللقاء تأثرا بفشلهم في قيادة فريقهم للتتويج بالكأس، خاصة أن الكثير منهم لم يتمالك نفسه وأجهش بالبكاء فوق أرضية الميدان. سلّم على كامل لاعبي صفاقس وأثار إعجاب الجماهير في تصرف يحسب له وجعل الجميع يثني عليه فضّل بلحوت عدم الاحتفال مع لاعبيه في نهاية اللقاء قبل أن يذهب ويسلّم على أعضاء الطاقم الفني للنادي الصفاقسي وخاصة اللاعبين، وقد سلّم عليهم جميعا واحدا واحدا محاولا رفع معنوياتهم في صورة أعطت صورة أوضح عن شخصيته وأكدت مدى تأثره من مشاهدة لاعبي المنافس وهم يعيشون الوضع الذي عاشه منذ 3 سنوات مع إتحاد العاصمة لمّا خسر الكأس في النهائي. جمهور باجة هتف مطولاً بإسمه والصحافة أثنت عليه هتف جمهور أولمبي باجة مطولا باسم بلحوت في نهاية اللقاء كتأكيد منهم على الدور الكبير الذي قام به هذا الأخير مع الفريق منذ أن أمسك زمامه منتصف هذا الموسم، حيث أنه قاده لاحتلال المركز السابع في البطولة بعد أن كان يتواجد في المراكز الأخيرة حين تسلّم قيادة عارضته الفنية قبل أن يقوده إلى تتويجٍ بالكأس غاب عن باجة منذ 17 سنة كاملة، وهو الأمر الذي أيضا جعل الصحافة التونسية أمس تربط تتويج باجة ببلحوت مادام أن هذا الأخير منح طريقة لعب مميزة لفريق باجة نالت إعجاب كل الجماهير التونسية دون استثناء. آخر تتويج ل باجة كان أيضًا بأقدام جزائرية كان آخر تتويج لأولمبي الباجي قبل حصوله على كأس تونس أمس بأقدام جزائرية، وهذا سنة 1993 (باجة سجله يتمثل في كأسين فقط) أين تحصل على الكأس وكان في صفوفه لاعبا إتحاد عنابة سابقا شريف ڤطاي والعمري بوجمعة، لتكون بالتالي إنجازات أولمبي باجة مرتبطة دائما بالجزائر، وإلا كيف نفسر أن هذا الفريق يعجز عن تحقيق أي لقب لمّا لا يكون في صفوفه جزائريون سواء كلاعبين أو مدربين. بلحوت : “التتويج كان ثمرة جهود كبيرة وعانينا كثيرًا لأجله” أدلى رشيد بلحوت بعد نهاية اللقاء بتصريحات نقلتها مختلف وسائل الإعلام خلالها أكد أن التتويج بالكأس لم يكن سهلا وكان ثمرة جهود جبارة قام بها هو وأعضاء طاقمه الفني والإدارة، وخاصة اللاعبين الذين أبى إلا أن يوجّه لهم شكرا خاصا على الإرادة التي لعبوا بها النهائي مثلهم مثل الأنصار الذين تنقلوا بقوة إلى ملعب رادسبتونس العاصمة وكانوا سندا حقيقيا للفريق، موضحا أن باجة لم تسرق الفوز ولعبت أفضل من المنافس حيث عرفت كيف تحافظ على الهدف الذي سجلته في (د24) من اللقاء إلى غاية النهاية، وهو ما مكّنها من التتويج بالكأس. “هذا الفوز الأحلى في حياتي وأهديه إلى كل المدربين في الجزائر” وقال بلحوت في الندوة الصحفية التي عقدها بعد نهاية اللقاء مباشرة أن الفوز المحقق أمام صفاقس كان الأهم في مسيرته كمدرب، ما دام أنه سمح له بالتتويج بالكأس التي لم يحققها سابقا وهو ما جعل حلاوتها مميزة على حد تعبيره. بلحوت أبى أيضا في حديثه مع الصحافة التونسية إلا إهداء هذه الكأس لكل أنصار أولمبي باجة ومن شجعوه هو شخصيا، كما أنه أبى إلا أن يوجه تحية خاصة لكامل المدربين في الجزائر الذين قال بالحرف الواحد أن الكأس التي تحصّل عليها مهداة لهم.