تنقلنا إلى مدينة “زوبيتا” القريبة من مدينة “سان سيبستيان” أين التقينا المدافع الجديد للخضر الياسين بن طيبة كادمورو في مركز تدريبات نادي سوسيداد، وقبل أن يخصنا بهذا الحوار المطول الذي عاد فيه إلى أول مشاركة له مع “الخضر” والتي كانت في غامبيا، كان كادامورو سعيدا باستقبالنا وكان واضحا أنه أصبح متحمسا للغاية لمواصلة مشواره مع المنتخب الجزائري بعد تجربته الأولى الناجحة، حيث اعتبرها حلما قد تحقق ويتمنى أن يدوم لأطول مدة ممكنة، وفي الوقت نفسه أكد اللاعب أنه ما كان ليصبح معروفا للجمهور الجزائري لولا زيارة مبعوثنا الخاص له “نسيم جندر” شهر سبتمبر الماضي، إذ تنقل إلى اسبانيا وأظهره للوجود، وقد أكد اللاعب أنه سيبقى يعترف بأن الفضل له بأن يتعرف عليه الجمهور الجزائري والناخب الوطني خاصة. كما كشف كادامورو الكثير من الأمور المتعلقة بتجربته الأولى مع المنتخب الجزائري ستطالعونها في هذا الحوار الشيق.... بعد عودة شاقة من غامبيا، من المؤكد أنك ارتحت الآن واسترجعت بعض إمكاناتك؟ هذا أكيد، ورغم أن الرحلة كانت شاقة إلا أن الأهم هو أننا حققنا الفوز هناك، وفيما يتعلق بالتعب يمكن تجاوزه بشكل عادي، صراحة لقد قضيت أوقاتا رائعة مع زملائي الجدد الذين استقبلوني بشكل مميز، وساعدوني كثيرا على التأقلم. يمكن القول إن بدايتك مع “الخضر” كانت ميثالية، فقد شهدت أول مشاركة لك أساسيا في أول استدعاء لك، وكذا أول فوز وخارج الديار، أليس كذلك؟ نعم هذا صحيح، لا يمكن أن نتصور سيناريو أحسن من هذا، الجميع كان عازما على تحقيق الفوز سواء اللاعبين أو الطاقم الفني، وكنا نعرف أن الجزائر لم تحقق فوزا خارج الديار منذ مدة وكنا عازمين على محو كل هذا والعودة إلى الواجهة من جديد، وفي الأخير النهاية كانت سعيدة والكل كان راض عما حدث. قص علينا كيف كانت خطواتك الأولى مع “الخضر” وكيف تأقلمت مع الأجواء؟ مثلما تعلمون فقد التحقت بالمجموعة في مطار باريس وكان علي أن أنتظر قدومهم لأسافر معهم مباشرة إلى غامبيا، كنت أشعر بضغط شديد وكنت أطرح عدة تساؤلات على نفسي، صراحة ليلة التحاقي “بالخضر” لم أتمكن من النوم أصلا، كنت متحمسا للغاية وكنت قلقا في الوقت نفسه، ولكن في الأخير حظيت باستقبال حار من زملائي مثلما ذكرته من قبل، والأمور سارت معي على أحسن ما يرام. يبدو من حديث أنك متأثر وكأنك تسبح في الخيال؟ كيف لا وقد حققت حلمي الكبير، فمثلما صرحت به من قبل فإن حمل القميص الجزائري كان حلما كبيرا يراودني من نعومة أظافري، وحتى زملائي شعروا بسرعة أني فعلا سعيد للغاية بتقمص الألوان الوطنية، وهم أيضا فرحوا من أجلي، لقد حصلت على ما رغبت به في صغري ومن الطبيعي أن أكون سعيدا بهذا القدر، وأتمنى أن يدوم هذا لسنوات طويلة. مع أي لاعب من اللاعبين اتفقت بسرعة خلال وصولك للمجموعة؟ صراحة لقد تأقلمت مع كل اللاعبين بشكل سريع، وسأقول لك شيئا في العادة أنا شخص متحفظ نوعا ما، وأجد صعوبات في التأقلم مع الناس والذهاب نحوهم، ولكن مع “الخضر” الأمر كان مختلفا تماما، فقد شعرت براحة كبيرة ووجدت نفسي سباقا للحديث مع الجميع وأذهب إليهم. أنا استغربت الأمر ولم أتعرف على نفسي (يبتسم)، لقد مر التيار بيننا بسرعة كبيرة. التحاقك “بالخضر” سمح لك بالالتقاء مجددا بزميلك السابق في سوشو رياض بودبوز هذا صحيح، فقد استمتعنا كثيرا بالالتقاء من جديد وتحدثنا كثيرا عن الأوقات التي قضيناها معا في سوشو، وقد سعدت للغاية بالتواجد معه في المنتخب الوطني. هل حدثت المدرب حليلوزيتش بشكل خاص؟ لقد اجتمع بنا قبل اللقاء، وأعطانا نصائح وإرشادات لنأخذ بها خلال المواجهة، حيث شرح لنا كيف يجب أن نلعب في هذا اللقاء، خاصة أنه لم يكن أمامنا وقت كبير للتحضير لهذه المواجهة في غامبيا. إذن لم يكن لك معه حوار فردي؟ لا ليس بشكل خاص، فقد تحدث مع المدافعين وطلب منا الضغط على المنافس في منطقته، وأن نعمل على جعل الكرة تدور قدر الإمكان في نصف ملعبهم، وأن نلعب بشكل عادي ودون ضغط. هل لك أن تحدثنا عما قمت به خلال تقديمك للاعبين؟ (يضحك كثيرا قبل الإجابة)، لقد حدث لي هذا الأمر لما التحقت بفريق سوسيداد، وفي المنتخب كان علي أن اغني. ما هي هذه الأغنية؟ عنوانها “désole“ وهي لإحدى الفرق الفرنسية اسمها “سيكسيون داسو”، لقد خجلت كثيرا حينها. الآن بعد مرور فترة عن المواجهة، كيف تقيم مردودك في لقاء غامبيا؟ أنا لاعب أبحث دائما عن الميثالية، لذا أحاول أن أتعلم من أخطائي وأن أصححها، صحيح أني احتفظ بما قمت به من أشياء جيدة، ولكني أركز على ضرورة تصحيح الأخطاء، لذا عندما أفكر أقول في قرارة نفسي إنه كان علي أن العب بهدوء أكثر وأن ألعب الكرات في الرجل، أقول هذا رغم أن الأمر مفهوم نوعا ما بما أننا لعبنا في ظروف صعبة للغاية وفوق أرضية ميدان كارثية ومناخ صعب، إضافة إلى أنه أول لقاء لي في مثل هذه الظروف، دون نسيان أيضا أننا واجهنا منتخبا صعبا كان أمام جمهوره وفوق ميدانه، ورغم هذا تمكنا من الصمود وتحقيق نتيجة ايجابية. وكنت تشعر أيضا بالضغط؟ هذا أكيد، فالأمر يتعلق بأول لقاء لي بالألوان الوطنية، كانت لدي رغبة كبيرة في تقديم مستوى جيد والقيام بالأمور بالوجه الصحيح، وكنت متخوفا من الخطأ فقد لعبت تحت ضغط شديد، وكان علي أن أركز جيدا وأحاول تسيير اللقاء خاصة من الناحية البدنية، وهو الجانب الذي أعتقد أني تعاملت معه بالشكل الملائم. هل كنت تنتظر أن تشارك أساسيا خلال أول استدعاء لك مع “الخضر”؟ صراحة عندما نأتي للمنتخب لا يجب أن نضع في رأسنا أننا سنكون أساسيين وأننا يجب أن نلعب اللقاء بأي ثمن، أنا كنت أصلا سعيدا بالاستدعاء والتواجد مع المجموعة، وقد تشرفت كثيرا بالثقة التي وضعها فيّ المدرب حليلوزيتش، وبالمقابل أؤكد أنه حتى وإن شارك لاعب آخر من زملائي عوضا عني كنت سأكون سعيدا، لأن الأهم هو تحقيق نتيجة ايجابية للمنتخب فالمجموعة هي التي تهم وليس الفرديات. بعض المختصين أكدوا أنك لعبت بشكل جيد في الدفاع، ولكن في الشق الهجومي كنت مترددا لم وتقدم الإضافة اللازمة، هل كان هذا بسبب تعليمات المدرب؟ يجب أولا أن أوضح مرة أخرى أن الأمر يتعلق بأول لقاء لي مع المنتخب، وأننا لعبنا خارج ميداننا وفي ظروف صعبة وفوق أرضية ميدان صعبة للغاية، وكان من غير المعقول أن أغامر في الأمام وأترك فراغات في الخلف قد تتيح للمنافس صنع فرص خطيرة، لقد حاولت أن العب بطريقة بسيطة ولا أصعب الأمور على نفسي وعلى المجموعة، دوري كان أن أضغط جيدا على المنافس وأن أحمي منطقتي كما يجب. لم تتمكن من مواصلة اللقاء بسبب تشنجات عضلية، هل يمكن القول إن هذا كان بسبب قوة الصراع البدني الذي كان موجودا؟ لم أغادر الميدان لأني كنت متعبا، أو لأني لم أتمكن من مجارات النسق بدنيا، وأعتقد أن عضلتي بدأت تشعر بالشد بسبب الضغط الشديد الذي كنت أشعر به قبل وأثناء اللقاء، بدليل أني لعبت 4 أيام بعد ذلك مع فريقي أمام بيلباو بشكل عادي، بل حتى أني لعبت المواجهة كاملة، وكل ما في الأمر أني كنت متعلقا للغاية بالمنتخب وشعرت بضغط شديد في أول مواجهة لي مع “الخضر”، لأن الأمر مقدس بالنسبة لي، كنت أرى أنه محتم عليّ أن أقدم مستوى راقيا وجيدا. كيف وجدت المستوى الفني للتشكيلة الوطنية خلال أوّل خرجة لك مع المنتخب؟ اعترف أن المنتخب يمتلك لاعبين لهم إمكانات كبيرة فعلا، لديهم قيمة فنّية ومستوى ممتاز. قلة من المنتخبات كان بإمكانها أن تلعب بتلك الطريقة التي لعبنا بها في تلك الظروف الصعبة، لقد تمسّكنا جيدا في الكرة وتحكمنا بها، ولعبنا للأمام وخلقنا الكثير من الفرص، وأعطينا كلّ ما عندنا في هذه المواجهة، مزجنا بين الفنيات والتقنيات وكذا اللاعب الخشن والرجولي، وخاصة الرغبة الكبيرة في الفوز، ولحسن الحظ أننا نلنا ما نستحقه في هذا اللقاء. بصفتك مدافعا، كيف وجدت عقلية “حليلوزيتش” الذي يبحث دائما على لعب الهجوم، والتقدّم دائما للأمام حتى إن تعلق الأمر باللعب خارج القواعد؟ أنا من نفس الرأي، فعندما ندخل لقاء ما فسيكون ذلك من أجل الفوز، ليس من أجل التعادل أو الخسارة.. “حليلوزيتش” اعتمد على تشكيل هجومي في مواجهة غامبيا، لأنه كان يعرف أننا قادرون على التسجيل ولدينا الإمكانات اللازمة لإنجاح هذه الخطة الهجومية. الكلّ لاحظ كيف أننا خلقنا فرص كثيرة للتسجيل، وأنا شخصيا تساعدني طريقة اللعب هذه. لقد كانت أول زيارة لك إلى أدغال إفريقيا، ما هو الأمر الذي شدّ انتباهك وبقي راسخا في ذهنك؟ أوّلا أريد أن أؤكد أننا محظوظون للغاية بالتواجد في هذه الظروف الحالية، فبمجرّد أن خرجنا من مطار “بانجول”، لاحظنا درجة الفقر الشديد الموجود في ذلك البلد، فالناس لا يملكون وسائل العيش التي نملكها في أوربا. صراحة، تجربتي الأولى في إفريقيا لم تكن مفيدة من الجانب الرياضي فقط، بل حتى من الجانب الشخصي. ففي بعض الأحيان ننزعج لأشياء تافهة ونشتكي منها، ولكن هناك أشياء أهم وأصعب في الحياة، وبالتالي اعتبر التجربة هذه مثمرة للغاية ومثيرة في نفس الوقت. في فريقك تلعب مدافعا أيسر، بينما أشركك المدرب الوطني مدافعا أيمن في لقاء غامبيا، ولكنك في الأصل مدافع محوري، ألا يزعجك تغييرك منصبك في كل مرّة؟ الأمر لا يزعجني بتاتا، ومثلما كنت أقول دائما أنا أضع نفسي تحت تصرّف المدربين دائما، ومستعدّ لتقديم المساعدة في أي منصب يريدونني فيه. في “سوسيداد” بدأت وسط ميدان دفاعي على الجهة اليمنى، وأنا صراحة أتأقلم بكل سهولة مع كلّ المناصب.. كل ما يهمني هو أن ألعب وأقدّم كل ما عليّ فوق الميدان، وما عليّ سوى التأقلم مع الوضع وفقط. حسب بعض الأصداء فإن المدرب “حليلوزيتش” يعوّل على الاعتماد عليك في محور الدفاع في اللقاءات القادمة، هل تشعر أنك قادر على تحمّل المسؤولية في هذا المنصب؟ بطبيعة الحال، لو يقرّر المدرب أن يشركني في المحور سألعب دون أيّ مشكل، هو من يقرّر وما عليّ سوى تطبيق التعليمات. كيف كان تعاملك مع زملائك فوق الميدان، وهل وجدت راحتك معهم؟ لا يمكن أن أنكر أن زملائي وضعوني في راحة كبيرة، وعزّزوا ثقتي بنفسي، لقد ساعدوني كثيرا للدخول جيّدا في هذه المواجهة، وحذروني منذ البداية أنني سأكون أمام تحدّ بدني كبير، ويجب أن أحسن التعامل معه، وهذا الأمر جعلني أحضر نفسي جيّدا، وبعدها فوق الميدان لما تشاهد أنك مع المحاربين الحقيقيين يزول عنك القلق والخوف تماما. كيف وجدت الأجواء داخل المجموعة؟ وجدت أجواء حماسية للغاية، لديهم عقلية مُحاربين فعلا، دون أن أنسى أن الأجواء فعلا مميّزة بين اللاعبين والعلاقات وطيدة فيما بينهم، أضف إلى هذا أن الجميع يشعر بالمسؤولية وضرورة تقديم الأفضل للمنتخب الوطني، ولو تلاحظون مثلا بعد تلقينا الهدف الأول في غامبيا لم نقلق كثيرا، وبقينا محافظين على هدوئنا وعلى تركيزنا وعدنا بسرعة في المباراة، وهذا دليل على قوّة الشخصية لدى اللاعبين. ما الذي بدر إلى ذهنك لمّا رفض الحكم هدف ڤديورة؟ لقد تفاجأت وغضبت كثيرا، وشعرت بهيجان كبير، فالجميع شاهد أن الهدف شرعي مئة من المئة، ولكني بسرعة هدأت والتفت للتفكير في شيء آخر، لأن التركيز على شيء مماثل فقط يعني أنك ستضيّع تركيزك على اللقاء. بمجرّد أنك أصبحت لاعبا دوليا فإن ذلك يمنحك أفضلية للعب أساسيا مع فريقك، أليس كذلك؟ ليس بالضرورة، ولكن عليّ التأكيد فوق الميدان على أحقيتي بأن أكون لاعبا دوليا وعدم التراخي في التدريبات. وخلاصة القول هو لما تكون لاعبا دوليا ليس بالضرورة أن تلعب أساسيا مع النادي لأن هناك منافسة شديدة، وما عليّ سوى الظفر بمكانتي ومضاعفة المجهودات في التدريبات لأجل كسب ثقة المدرب. ما الذي قاله لك “فيليب مونتانيي” مدرّبك في “سوسيداد” بعد عودتك من غامبيا؟ ليس مدرّبي فقط بل في البداية هنّأني أعضاء الطاقم الفني ثم جاء الدور على المدرب “مونتانيي” الذي يعرف جيّدا أدغال إفريقيا كونه أشرف على تدريب شبان منتخب كوت ديفوار، وهو يعرف بذلك الظروف التي جرت فيها المباراة، وفرح لي كثيرا على الفوز الذي حققته مع المنتخب الوطني وخاصة لمّا شاركت أساسيا. هل كنت تعتقد في بداية الموسم أنك بعد ستة أشهر فقط ستظفر بمكانة أساسية مع النادي وكذا المنتخب؟ لقد كنت دائما أفكّر في المنتخب الوطني، صحيح أنني لم أكن أنتظر الالتحاق بصفوف منتخبنا الوطني بهذه السرعة لأنني كنت أدرك جيدا أنني مطالب باللعب أكبر قدر ممكن من الوقت مع فريقي “سوسيداد” لأجل التواجد في المنتخب. وفي بداية الموسم لم أكن ألعب كثيرا لكن مع تكثيف العمل تمكّنت من الوصول إلى ما كنت أريد والظفر بمكانة أساسية مع “سوسيداد” وهذا أمر طبيعي، ولمّا جاء زميلك الصحفي لزيارتي في المرّة الأولى هنا، فإن ذلك كان بمثابة تحفيز بالنسبة لي وذهبت بسرعة للتدرّب ومعنوياتي مرتفعة وأملي كبيرة في الالتحاق بالمنتخب الوطني في أقرب فرصة ممكنة، واللعب في ملعب 5 جويلية أمام جماهير غفيرة وحماس كبير في أرض الوطن، ورغبتي كانت واحدة وهي الالتحاق بالمنتخب الوطني لا غير. إذن يمكننا القول أنه بفضل جريدة “الهدّاف” تمكنت من تحقيق حلمك، أليس كذلك؟ نعم بالتأكيد، ولا يمكنني أن أنكر ذلك، لأنه ربما لو لم يأتني صحفي من جريدتكم في شهر سبتمبر الفارط لما كنت حاليا في المنتخب، وبذلك فإن زيارة زميلك الصحفي كانت الانطلاقة بالنسبة لي للوصول إلى المنتخب. هل شعرت بتعلّق الجماهير الجزائرية بالمنتخب الوطني؟ في الوقت الراهن لم أحتكّ بعد بالجمهور الجزائري لكنني أعلم بأنه يحبّ كثيرا المنتخب ومتعلق به مثلي أنا. ولمّا دخلنا إلى الجزائر بعد العودة من غامبيا في المطار الجميع فرح لنا وأراد أخذ صور تذكارية معنا، وشعرنا بافتخار لأننا أفرحنا هذا الجمهور، وهذا ما يحفزنا أكثر لبذل مجهودات إضافية لتحقيق نتائج أفضل، وأكد لي رفاقي في المنتخب أنني لم أشاهد أيّ شيء بعد. الجزائريون تقبّلوك بسرعة وأصبحت محبوبا لديهم، ونشهد على الرسائل التي تصلك عبر حسابك الرسمي على “فايس بوك”، ماذا يعني لك ذلك؟ إنّه شرف كبير بالنسبة لي ويشعرني بالافتخار، ولديّ موقع رسمي أيضا بحيث يقوم صديق مقرّب لي بتسييره ويبلّغني بكل الحيثيات والرسائل التي تصلني، وأعلمني أنه بعد لقاء غامبيا كنت هناك 40 ألف زيارة على الموقع، ومن هنا يمكنني اكتشاف تعلّق الجمهور الجزائري باللاعبين وبالمنتخب الوطني، والجمهور الجزائري يتابعني أيضا على مستوى النادي، وصرت عندما أدخل أرضية الميدان أقول في نفسي أنا أمثل “سوسيداد” وكذا الجزائر، وعليّ أن أكون في المستوى المطلوب دائما. أنت متشوّق لمواجهة رواندا أمام عشرات الآلاف من الجماهير الجزائرية، أليس كذلك؟ نعم، أنا متشوق ورياض بودبوز أكد لي أن الأمور غاية في الروعة والصور جميلة والحماس رائع، وأنتظر بفارغ الصبر هذا اللقاء أمام رواندا. من اللاعب الذي تقاسمت معه الغرفة في التربص السابق للمنتخب الوطني؟ لقد تقاسمت الغرفة مع محمد شعلالي، وتفاهمنا كثيرا، فهو شخص رائع وأعجبني كثيرا. ندرك أن عائلة والدتك تنحدر من مدينة بواسماعيل، هل تفكّر في زيارتها قريبا؟ لمّا يكون لديّ الوقت سأقوم بذلك وزيارة هذه المدينة دون شك، لقد حدّثوني كثيرا عن جمال هذه المدينة الساحلية، وصراحة لديّ رغبة كبيرة في زيارتها قريبا، ولا يزال أقاربي متواجدون هناك، وإن شاء الله إذا سار كلّ شيء على أحسن ما يرام بعد لقاء العودة أمام غامبيا سأقوم بزيارة إلى بواسماعيل وقضاء بضعة أيام هناك، وأكيد أنني سأبرمج كلّ شيء قبل تنقلي. هل أنت على اتصال مع أحد زملائك في المنتخب ممّن ينشطون هنا في البطولة الإسبانية؟ نعم، أنا في اتصال دائم مع سفيان فغولي، لحسن وكثيرا مع عبد القادر غزال الذي أجده في منتهى الروعة. حاوره في “سان سيباستيان”: سعيد فلاك ------------------- لحسن يواجه كادامور اليوم في مدريد سيكون الموعد سهرة اليوم مع إجراء مباريات الجولة 27 من “الليغا” الإسبانية، وسيستقبل نادي “خيتافي” ابتداء من الساعة السادسة نادي ريال سوسيداد في ملعب “ألفونسو بيريز” الذي يبعد ب 13 كلم عن قلب العاصمة مدريد، وهي المباراة التي تكتسي أهمية كبيرة للفريقين. وبالنسبة للجزائريين، فإن الموعد سيكون مع التقاء الدوليين مهدي لحسن مع خيتافي، ومن الجهة المقابل الياسين بن طيبة كادامورو. والأكيد أن المدرب الوطني “حليلوزيتش” سوف لن يضيّع متابعة هذه المباراة للوقوف على مدى جاهزية كادامورو ولحسن، ومن المنتظر أن يشاركا هذان اللاعبان أساسيين مع فريقيهما. كادامورو:” جهّز نفسك جيدا يا لحسن لأنني سأهزمك” وقبل ساعات عن موعد اللقاء المرتقب بين خيتافي وريال سوسييداد، تحدّثنا مع الياسن بن طيبة كادامورو الذي أبى إلا أن يوجّه رسالة ل لحسن عن طريق جريدتي “الهدّاف” و”لوبيتور”، ويؤكد له على أن فريقه سيتنقل إلى خيتافي لأجل الفوز ولا شيء غير ذلك، وقال له أيضا: “سأكون سعيدا بملاقاة مهدي لحسن مجدّدا، والمباراة مهمّة كثيرا بالنسبة لنا وعلينا الفوز بها لأننا نريد أكبر عدد من النقاط في الجولات القادمة، والمباراة ستكون صعبة على الجانبين. وأحذّر لحسن من هذا المنبر وأقول له: جهّز نفسك جيدا لأنني سأهزمك في هذا اللقاء”. لحسن: “فوز على سوسيداد يُقرّبنا من ضمان البقاء” وقد نشّط مهدي لحسن ندوة صحفية عشية أمس بقاعة الندوات الخاصة بملعب “خيتافي”، حيث أكد أهمية الفوز في مباراة اليوم على حساب “ريال سوسيداد”، وذلك من أجل قطع مشوار كبيرة نحو ضمان البقاء بين أندية الدرجة الأولى في وقت مبكر. وأضاف لاعب المنتخب الوطني: “غدا (يقصد اليوم) لدينا فرصة ذهبية من أجل ضمان استمرارنا في “الليغا” مبكّرا، علينا الفوز وإذا تمكنا من ذلك يمكن القول إننا حققنا هدفنا الرئيسي”. “سوسيداد لديه دفاع جيّدولاعبون شبان مميّزون” من جهة أخرى، أشاد لحسن بمنافسه في لقاء عشية اليوم خصوصا خطّه الخلفي الذي وصفه بالقويّ. ويشكل لياسين كادامورو زميل لحسن في المنتخب الوطني أحد الأعمدة الأساسية بدفاع “ريال سوسيداد”، وقال لحسن بخصوص مستوى النادي القادم من إقليم “الباسك”: “لديهم فريق جيّد جدا ومجموعة من اللاعبين الشبّان الموهوبين، خطهم الخلفي قوي ومتماسك، حيث يجيدون غلق المساحات وهذا الأمر سيصعّب مهمّتنا”.