يوم خاص ومميز بكل المقاييس قضاه كادامورو لياسين بن طيبة أمس، ذلك أنه الأول له مع المنتخب الوطني... يوم انتظره طويلا ولذلك كان علينا أن نستيقظ في ساعة مبكرة من أجل اللّحاق به حتى نعيش معه تلك اللحظات الخاصة والمميزة. وقد كان بالفعل يوما له مذاق خاص وإن كان قد قضى جزء كبيرا منه في الطائرة، وبكل تأكيد لم يعش اللاعب يوما مماثلا من قبله بسعادته، ترقّبه وانتظاره والوقت يمضي، فقد كان لاعب ريال سوسيداد ينتظر فقط الساعة التي يلتحق فيها بزملائه ليركب الطائرة ويغادر معهم نحو بانجول في مباراة معقدة، لكن اللاعب ينتظرها على أحر من الجمر. وصل على الثامنة و15 دقيقة، لكنه لم ينتظر ثانية بمفرده وقد وصل كادامورو في حدود الساعة الثامنة والربع صباحا ولم يبق وحيدا، لأنه في الوقت الذي كان بانتظار حقائبه كان نبيل بوتنون مسؤول اللوجستيك في المنتخب بانتظاره حيث رحب به، وهو ما جعل علامات الرضا ترتسم على محيا اللاعب الذي فهم أن المنتخب الجزائري لا يسير بالصدفة، وبعد ذلك توجه مباشرة إلى الرواق رقم 2 والمكتب 32، وهو المكان الذي سيصله زملاؤه بعد ذلك للقيام بإجراءات التسجيل والسفر من هناك. “آه الهدّاف مرة أخرى... مرحبا بكم” اقتربنا بعدها من كادامورو للحديث معه بعد أن ظهر أنه ارتاح قليلا وتبادل أطراف الحديث مع مسؤولي المنتخب وعلى رأسهم بوتنون، إذ قدمنا له أنفسنا فكان رده: “آه الهدّاف مرة أخرى... مرحبا بكم”. ورغم التعليمات المشددة التي تلقاها منذ مدة بتفادي أي تصريحات صحفية، إلا أنه لم يشأ أن يردنا، خاصة أنه يعلم أننا تنقلنا مبكرا لأجله، وبحكم أن “الهدّاف” لعبت دورا كبيرا في تعريف الجمهور الجزائري به وكانت من بين أسباب تواجده في النخبة الوطنية، أكد أنه في خدمتنا وأجرينا له حوارا طرحنا فيه ما شئنا من أسئلة. كان منهكا وقلقا وينظر كل دقيقة إلى ساعة يده اعترف لنا كادامورو أنه منهك للغاية خاصة أنه لعب مباراة ليلة أمس كانت شاقة، كما استيقظ على الساعة الرابعة صباحا، ومع هذا رفض أن يجلس وبقي يتبادل أطراف الحديث مع مسؤولي المنتخب وكذا أحد وكلاء الأعمال الفرانكو جزائريين، بالإضافة إلى تلبيته طلبات الأنصار الذين كانوا متواجدين بقوة وتعرفوا عليه ولم يتوقفوا عن طلب صور للذكرى. وكان من الظاهر أن اللاعب كان قلقا بعض الشيء، فقد كان يشاهد ساعة يده كل دقيقة ولما سألناه عن السبب رد بالقول: “أريد أن يلتحق زملائي بسرعة حتى نغادر”، وكان من الواضح أنه يريد أن ينضم إلى المجموعة ويذوب فيها حتى يحس بأنه جزء من المنتخب. لبس بدلته بألوان “الخضر” وبقي يشاهد نفسه في المرآة عند وصوله، كان كادامورو يرتدي بدلة رياضية رمادية، لكن ذلك لم يستمر لأنه كان مطالبا بأن يلبس بدلة رياضية بألوان المنتخب حتى يندمج مع زملائه، ولذلك توجه إلى إحدى القاعات في مطار أورلي لتغيير لباسه، وبمجرد أن تسلم البذلة حتى ارتداها بسرعة ثم خرج مباشرة نحو المرآة وبقي يشاهد نفسه وهو يبتسم، قبل أن يؤكد له أحد المناصرين قائلا: “شكلك أصبح رائعا بألوان منتخب الجزائر”. التقى بودبوز بالأحضان وأولى الإشارات كانت مريحة وقضى كادامورو ما لا يقل عن ساعتين وربع في انتظار بقية زملائه قبل أن يظهروا، إذ انتبه له من بعيد بودبوز الذي توجه مباشرة نحوه والتقيا بالأحضان، إذ تبادل لاعب سوشو أطراف الحديث معه وسط قهقهات متبادلة، وكان هذا أول اتصال له بلاعبي “الخضر” من خلال لاعب تدرج معه في مركز تكوين نادي سوشو وأعطاه إشارات مريحة، كما ألقى عليه اللاعبون السلام في طريقهم إلى التوجه للقيام بالإجراءات الإدارية، على غرار لحسن الذي يعرفه في البطولة الإسبانية. حليلوزيتش رحب به وقال له عن مهدي مصطفى: “هل تعرف من هذا؟” عقب ذلك مباشرة، ظهر حليلوزيتش الذي كان يحمل كيسا من الصحف والمجلات الفرنسية، وبمجرد أن شاهده توجه إليه ورحب به، وفي تلك اللحظة مر مهدي مصطفى أمامه قبل أن يسأل حليلوزيتش لاعب ريال سوسيداد قائلا له: “هل تعرف من هذا؟”، وكان من الظاهر أن اللاعب المتعدد المناصب يعرفه حين رد على الناخب الوطني قائلا: “نعم إنه مهدي، أهلا بك (تكلم مع لاعب أجاكسيو)”، وتبادل اللاعبان التحية والابتسامات في انتظار الوصول إلى غامبيا أين سيتنافس كل واحد منهما على الظهور بأفضل صورة ممكنة للفت أنظار المدرب الوطني، خاصة أن واحدا منهما قد يلعب أساسيا. عنتر يحيى قال له: أنا هنا إن احتجت أي شيء” عقب ذلك تحدث كادامورو مع عنتر يحيى الذي كان هو من توجه إليه ورحب به، إذ حاول لاعب كايزر سلاوترن أن يلعب دوره بصفته قائد الفريق، ورغم أن اللاعبين لم يسبق لهما أن التقيا في يوم ما، إلا أنهما تكلما بشكل أوحى لمن لا يعرفهما أنها صديقان، ومن بين ما قاله عنتر للوافد الجديد أنه سيكون في مجموعة متلاحمة ولن يجد أي إشكال على صعيد الاندماج، كما قال له عنتر: “إن احتجت أي شيء يمكن أن تطلبني”، وهو ما أراده كادامورو الذي بقي يقول جملة واحدة قائلا: “شكرا عنتر”. كان فخورا وهو يصعد الطائرة وسابق اللاعبين إلى قاعة الركوب لم يخف علينا بعدها كادامورو أنه فخور بلقاء زملائه ومعايشة الحلم، وفي الطريق إلى قاعة الركوب كان من أوائل اللاعبين الذين توجهوا إليها وعلامات السعادة بادية على وجهه، وظهر لاعب سوسيداد وكأنه يسابق زملاءه ليعيش تلك اللحظات الخاصة في يوم مميز بالنسبة له، رغم أن من سوء حظه أن الأمور ستكون صعبة في غامبيا في ظروف خاصة للغاية في أول مباراة، وسط حرارة شديدة وأمور سيفاجأ بها، لكن ذلك يدخل ضمن الخيار الذي قام به باختيار الجزائر التي يقول أنه فضلها بكل قناعة، في انتظار ما سيقدمه هذا اللاعب ل “الخضر”. --------- كادامورو: “كنت سأخاف في غامبيا لو تنقلت وحدي، لكنني مع مجموعة قوية وأحس بشعور خاص“ بكل رحابة صدر، أجاب اللاعب الجديد في صفوف “الخضر” كادامورو بن طيبة لياسين عن أسئلتنا رغم التعب الشديد الذي كان باديا عليه، بعد أن استيقظ في ساعة مبكرة للحاق برحلته، إذ وصل مطار أورلي في الساعة الثامنة والربع صباحا وكان سعيدا وهو يتكلم معنا. مرحبا بك لياسين، كيف هي أحوالك؟ شكرا لكم، ومن الصدف أنني أتكلم مع صحفيين جزائريين مرة أخرى ودائما من “الهداف” و“le buteur“. حققتم انتصارا مهما أمس (الحوار أجري أمس)، أكيد ان معنوياتك مرتفعة؟ حققنا فوزا صعبا لكنه مستحق، وهو أمر أسعدني كثيرا وحمسني على الالتحاق اليوم، ومعنوياتي مرتفعة خاصة أن سوسيداد الآن على بعد 3 نقاط من مرتبة أوروبية، وهذا ما يجعلها مرتبة مستحقة، أتمنى أن نواصل التقدم أكثر في الترتيب، فالبطولة مازالت طويلة وهناك أشياء بإمكاننا أن نحققها. كيف كان التحاقك بالمنتخب؟ صراحة أنا متعب قليلا بعدما لعبت أمس ليلا وقمت في ساعة مبكرة للحاق بالرحلة الجوية، لكن كل شيء يهون عندما يتعلق الأمر بواجب وطني، فأنا انتظر فقط الساعة التي نسافر فيها إلى بانجول. من حظك أن أول مباراة دولية ستكون في غامبيا؟ وما تريد أن أفعل؟ (يضحك)... على كل حال لست أنا من يختار وعليّ أن أكون جاهزا لهذه المباراة، خاصة أن وقت الاسترجاع قليل للغاية، لكن الطاقم الطبي سيتولى هذا الأمر ولست خائفا مما ينتظرنا هناك، فهي مباراة في كرة القدم وعلينا أن نكون حاضرين على كل الأصعدة لتحقيق النتيجة المطلوبة. هل تكلمت مع اللاعبين عن اللقاء؟ نعم، تحدثت مع بعض اللاعبين وأكدوا لي أن الأمور ستكون صعبة للغاية بالنظر إلى ظروف اللقاء، لكن في المباراة في حد ذاتها يمكن لكل طرف أن يرمي بكل ثقله لصنع الفارق، فأمام كل واحد 90 دقيقة وآمل أن تسير معنا الأمور كما خططنا للعودة بالنتيجة التي ترضينا. هل جمعت معلومات عن غامبيا قبل أن تسافر؟ أحاول الحصول على معلومات لأنها تهمّني كثيرا في أول تنقل لي مع “الخضر”. وهل أخافتك المعلومات التي حصلت عليها؟ (يضحك) لا أبدا... أخاف لو كنت أتنقل وحدي، لكننا سنسافر في مجموعة قوية ومتكاملة ولا يوجد أي مشكل بالنسبة لي، نحن مع بعض وهذا يساند الآخر، في الميدان سنلعب 11 لاعبا وعلينا أن نكون على كلمة واحدة. هل تعلم أنك في أول استدعاء يمكن أن تلعب أساسيا على الجهة اليمنى التي تبقى مشكلا كبيرا، وقد تكون أنت بنسبة كبيرة؟ لا أدري إن كنت سألعب أم لا، وشخصيا لا أضع شيئا في ذهني والمدرب هو الذي يحدد التشكيلة يوم اللقاء، لكن إن وضع في ثقته سأرد بطريقتي في الميدان، لكن هناك احتمال آخر أن لا أشارك ويلعب زميل لي في منصبي، وأنا عليّ هنا أن ألعب دوري في مساعدته وأرفع معنوياته، فقد أصبحت جزء من هذه المجموعة. هل اتصل بك المدرب حليلوزيتش في الأيام الماضية؟ صراحة لا... لم يجمعنا أي اتصال، لكن هذا لا يعني أنني كنت غائبا عن التركيز عن المباراة، صحيح أنني كنت في سوسيداد لكن أيضا مركز على هذه المباراة، وضرورة العودة بنتيجة ايجابية من هناك تساعدنا في المستقبل. قلت أنك تكلمت مع اللاعبين عن اللقاء، هل لنا أن نعرف من هم؟ نعم أتكلم مع البعض منهم خاصة رياض (بودبوز)، لحسن، بالإضافة إلى فغولي. تتكلم إذن مع فغولي؟ لم يكن حديثا طويلا بسبب ظروف المباراة، لكن سنتكلم بكل تأكيد بعد قليل، أما من تكلمت معه كثيرا فهو يبدة الذي أتأسف جدا لما حصل له، خاصة أنه تمنى لي أن أكون في المنتخب حتى قبل استدعائي وهذا الأمر أثر فيّ كثيرا، مثلما تأثرت كثيرا لإصابته التي لم أتوقعها، فقد جاءت في وقت غير مناسب والمنتخب يحتاج لخدماته. هل رفعت معنوياته بعد الإصابة؟ هذا شيء بديهي، نعم تكلمت معه وأرسلت له رسائل مساندة، إصابته درامية وأعرف أنه قوي ذهنيا وسيعود بقوة الموسم المقبل. المدرب يريد فوزا في غامبيا، هل توافقونه في التصور وستلعبون لأجل ذلك؟ بالطبع، فنحن أيضا نريد الفوز في غامبيا وعلينا أن نعمل كل شيء لتحقيق ذلك، شخصيا أتمنى أن يحصل ذلك لأنه سيكون من الرائع أن أفوز في أول مباراة ألعبها أو استدعى فيها على الأقل، المطلوب منا أن نعرف كيف ندخل هذه المباراة حتى نحافظ على حظوظنا في مباراة العودة، لأنني شخصيا أحلم بالمشاركة في كأس إفريقيا 2013. إلى هذه الدرجة؟ نعم... هو حلم لي بالإضافة إلى مونديال 2014. نعود إلى مباراة غامبيا، هل لديك فكرة عن المنافس؟ هذا الفريق يجب أخذه بالجدية المطلوبة مثل كل منتخبات إفريقيا، علينا أن نلعب من دون تهاون لأن الأمور لن تكون سهلة علينا. الأمور صعبة في غامبيا من حرارة و ضغط وسوء الأرضية، كيف تتصور مهمتكم؟ ستكون أيضا الظروف نفسها عليهم، حتى المنتخب الغامبي سيلعب في ظروف مماثلة، لهذا لا نهتم كثيرا بهذه التفاصيل وعلينا أن نركز على الميدان، سندخل كلانا بنتيجة 0-0 وكل وحد يرمي أوراقه، والفوز سيكون للأفضل. ما هي نصيحتك لزملائك، نعلم أنك لاعب جديد لكن لو كان يمكن أن تمنح نصيحة، ماذا تقول لهم؟ يجب أن نلعب بروح قتالية. هذا ما طلبه حليلوزيتش وأكده في ندوة صحفية... هذا شيء واضح، خاصة أن المنتخب الغامبي سيلعب بكل قوة. ماذا تعد الشعب الجزائري الذي قد يكتشفك في أول مباراة؟ أتمنى فوزا في مباراة الأربعاء وآمل أن لا نخيبهم، شخصيا لو ألعب سأقدم كل ما عندي. شعور خاص تعيشه من دون شك وأنت رفقة زملائك... صراحة شعور رائع وإحساس ممزوج بالفخر، إنه أمر رائع أن تكون مع زملائك وتستعد لامتطاء طائرة والذهاب لتمثيل الجزائر. لم تقل لنا من هو أول من أعلمته بأنك استدعيت للمنتخب الجزائري؟ كل العائلة (يضحك) بداية بوالديّ (الأب والأم)، أعمامي وكذلك أخوالي. متى ستكون أول زيارة لك للجزائر؟ في أقرب وقت، وقد تمنيت لو لعبت هذه المباراة في الجزائر وليس خارجها. شكرا لك؟ مرحبا لكم.