ازدادت ظاهرة الموت المفاجئ انتشارا في الملاعب بين الرياضيين في السنوات الأخيرة، وأودت بحياة العديد من اللاعبين، خاصة في رياضة كرة القدم. وقد احتار الأطباء في تفسير هذه الظاهرة، وإن كان البعض يرجعها للإجهاد أو السكتة القلبية، لكن دون سبب حقيقي مؤكد يمكن الاعتماد عليه. يعرّف علماء الطب الرياضي الموت المفاجئ على أنه موت غير متوقع، يحدث خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الساعة من الزمن، نتيجة اضطرابات في الشريان التاجي للقلب أو الجلطة القلبية المفاجئة، والتي تأتي من دون سابق إنذار. ويحدث الموت المفاجئ أحياناً دون أي علامات عن وجود مرض في القلب. الإغماء الحراري وابتلاع اللسان وراء الموت المفاجئ هناك أسباب عديدة تؤدي إلى الموت المفاجئ، كالإغماء الحراري، إذ أن اللاعب الذي يخوض المباريات في أجواء حارة قد تحدث عنده حالة الإغماء الحراري، حيث يفقد الكثير من العرق والسوائل داخل الجسم، ويشعر الشخص قبل حدوث الإغماء بضعف في الجسم مع الشعور بالصداع والدوار، ويكون جلد اللاعب باردا وضغط الدم منخفضا. أما الحالة الثانية فهي ضربة الشمس. ففي بعض الحالات، إذا لم يعالج المريض الذي يعاني من الإنهاك الحراري، قد ترتفع درجة حرارة جسمه كثيرا إلى درجة خطيرة، حتى أنها قد تصل إلى أكثر من 43 درجة مئوية. وإذا لم يعالج اللاعب بسرعة، قد تحدث لديه مضاعفات خطيرة، مما يؤدي إلى وفاته. من جهتها، ظاهرة ابتلاع اللسان مشكل من المشاكل التي ظهرت مؤخرا فى الملاعب الرياضية، والتي من الممكن أن تؤدى إلى الوفاة. وآخر حالة هي السكتة الدماغية، وهي حدوث خلل مفاجئ في تروية أو إمداد الدماغ بالدم، مما يؤدي إلى عجز عصبي جزئي أو كامل، وغالباً ما يكون السبب هو انسداد مفاجئ لأحد شرايين الدماغ ويؤدي بدوره إلى الوفاة. بن ميلودي وقايد قصبة وقاسمي ضحايا الموت المفاجئ عرفت الجزائر عددا من حالات الموت المفاجئ، حيث سجل تاريخ كرة القدم بعض حالات وفاة، أولها كان اللاعب بن ميلودي بداية الثمانينيات بسبب سكتة قلبية، تلاه لاعب ترجي مستغانم قايد قصبة في أواخر التسعينيات بنفس السبب، أما آخر حالة وفاة، فكان حسين قاسمي، لاعب شبيبة القبائل، الذي توفي في مباراة الشبيبة ضد اتحاد عنابة إثر ارتجاج في المخ. أما في بلدان أخرى، فالتونسي الهادي بن رخيصة توفي خلال مباراة لفريقه الترجي، وكان سبب الوفاة هو بلع لسانه دون تمكن المسعفين من إنقاذه. ويتذكر الجمهور الرياضي الكاميروني مارك فيفيان فويه الذي توفي أثناء مباراة منتخب بلاده أمام كولومبيا في الدور قبل النهائي لبطولة القارات في مدينة ليون الفرنسية عام .2003 وقال الأطباء بعد تشريح الجثة إن وفاته كانت طبيعية، لكن الكثير من علامات الاستفهام لا تزال تثار حول موضوع وفاته. المجري فيكلوس فيهر توفي أثناء مباراة فريقه بنفيكا البرتغالي مع فيتوريا غيماراش في البطولة المحلية عام 2004 وذلك بعد إصابته بأزمة قلبية حادة خلال المباراة. كما أن البرتغالي هوجو كونيا توفي خلال مباراة ودية لفريقه يونياو ليريا، حيث سقط أرضا ولم يستطع الأطباء إنقاذه. والبرازيلي سيرجينيو توفي إثر إصابته بأزمة قلبية خلال مباراة فريقه ساو كيتانو أمام ساو باولو في الدوري البرازيلي، وقد فرض الاتحاد البرازيلي لكرة القدم عقب وفاة اللاعب عقوبات مشدّدة على نادي ساو كيتانو بسبب معرفته المسبقة بإمكانية تعرض اللاعب للخطر. البرازيلي كريستان جونيور داليما توفي قبل دقائق من نهاية مباراة فريقه ديمبو سبورتس الهندي أمام موهون باجان، في المباراة النهائية لبطولة كأس الهند. أما الفرنسي دافيد دي توماسو، فقد توفي أثناء نومه، وقد قال الأطباء بأن سبب الوفاة هو تعرضه لسكتة قلبية، علما أنه كان يلعب لنادي أوتريخت الهولندي. وكان المصري محمد عبد الوهاب، لاعب الأهلي المصري، قد توفي أثناء تدريباته مع الفريق، وأرجع الأطباء سبب الوفاة إلى هبوط حاد في الدورة الدموية.