اتخذت الاتحادية الدولية لكرة القدم عدة إجراءات وقائية تحسبا لمونديال جنوب إفريقيا، بعد أن أثبتت نجاعتها في مونديال ألمانيا عام 2006، وذلك بإلزام كل المنتخبات المشاركة بتقديم شهادات طبية لجميع اللاعبين تستبعد خطر تعرضهم لنوبات قلبية. ويأتي موقف الفيفا بعد أن تزايد عدد وفيات لاعبي كرة القدم في الملاعب العالمية خلال السنوات الأخيرة، وكان آخرها لاعب نادي المريخ السوداني، المهاجم النيجيري آندروس إيداهور، أثناء مباراة في البطولة السودانية. ويؤكد هذا الإجراء بأن ''الفيفا '' بدأت تشعر بالخطر الذي يهدد اللاعبين المحترفين بالخصوص، كون هؤلاء يقعون تحت مسؤولياتها باعتبارها المشرفة على تنظيم أكبر حدث كروي، ما دفعها إلى أخذ الحيطة، للحد بنسبة كبيرة تعرّض اللاعبين لنوبات قلبية مؤدية إلى الموت. وإذا كانت أسباب تزايد وفيات اللاعبين في الملاعب الكروية تبقى مجهولة بصفة مؤكدة، إلا أن تقريرا نشرته مؤخرا مجلة ''فرانس فوتبول '' الفرنسية، أشار إلى أن العمر اللائق للاعبي كرة القدم قد تراجع بالنصف خلال العشريتين الأخيرتين، وتحديدا من 12 إلى 6 سنوات، وذلك بسبب الجهود الكبيرة التي يبذلها اللاعبون المحترفون في الملاعب بصفة مستمرة سواء في التدريبات أوخلال المباريات. وبالتالي، فقد أصبح اللاعبون مستعبدين من قبل الأندية التي يلعبون لها، حيث يطلب منهم تقديم الكثير، وهوما لوحظ في الآونة الأخيرة.. ما أدى إلى تخفيض عمر اللعب لديهم مقارنة بالسابق. وهوما يبين بوضوح لهث الأندية المحترفة وراء الأموال حتى ولوعلى حساب حياة الأشخاص. وقد شرعت مختلف الأندية العالمية في توخي الحذر من الخطر الذي يحدق بلاعبيها، ولعل أبرزها نادي تشيلسي الإنجليزي، الذي عمد إلى اتباع إجراءات صارمة بخصوص الفحوصات الطبية المتعلقة أساسا بالقلب، حيث استدعى النادي الموسم الماضي أحد أشهر أخصائيي القلب في بريطانيا الدكتور دانكان ديموند، للتأكد من سلامة لاعبيه قبل بدء الموسم الجديد. وقال ديموند ''الموت المفاجئ للاعبين لا يتعلق بانسداد الشرايين، إنما بحالات قلبية نادرة لا تكشف بالفحوصات العادية، وهذه الفحوص الخاصة تأخذ في الحسبان أنها لا تعني قلوب أشخاص عاديين وإنما قلوب اللاعبين الرياضيين على درجة عالية من اللياقة البدنية؛ حيث يجب أن تكون قلوب هؤلاء اللاعبين قوية مثل قلوب خيول السباقات''. وعلى هذا الأساس، يتضح أن الجهد الكبير الذي يبذله اللاعبون دون الاستفادة من الحد الأدنى من فترات الراحة، يعتبر أحد أهم مسببات الموت المفاجئ للكثير من اللاعبين، على غرار الكاميروني جون مارك فوي والبرازيلي سيرجينيوولاعب الأهلي المصري محمد عبد الوهاب والجزائري عبد الكريم قصبة وغيرهم..