بعد محاولات عديدة تمكنّا مساء أمس من الحديث إلى فوزي شاوشي الذي صنع الحدث في المدة الأخيرة بسبب مرضه، حيث تحدث البعض عن إصابته بالسحر ومرض في القلب وغيرها من الأمور التي ظهر أنها غير صحيحة، حسب الحارس الدولي، الذي كشف أنه لم يكن يعاني من شيء خطير وإنما من متاعب صحية عادية وتجاوزها معلنا عودته إلى المولودية الثلاثاء أو الأربعاء القادمين... كيف هي أحوالك وأين أنت الآن؟ أنا على ما يرام والحمد لله، كما أني متواجد هذه اللحظة في مستشفى بوزريعة (الحوار أجري مساء أمس). هل لنا أن نعرف لماذا؟ الأمر لا يتعلق بي، ولكن بابنة خالتي أنا إلى جانبها... بالنسبة إليّ الحمد لله لا أعاني من أي شيء، وصحتي «مجمولة» ومن تحدثوا عن السحر والعين ومرض في القلب، ولا أدري ماذا أيضا «ربّي يهديهم». ماذا حصل بالضبط؟ كان من المفترض أن ألعب أمام وداد تلمسان في الكأس، ولكن عانيت من آلام شديدة في المعدة، ونقلت إلى المستشفى في عين تموشنت، وهي آلام سبق أن تعرضت إليها، حيث كنت أتقيأ كل ما آكله، وهو الأمر الذي فرض عليّ إجراء العديد من الفحوص والتحاليل بعدها للتأكد مما يحصل معي، والحمد لله أن النتيجة أكدت أني لا أعاني من أي شيء، فقط الإشاعات «هي الليّ زادت عليّا» وعلى عائلتي وأصدقائي وتركت الكل يريد الوصول إليّ للتأكد من حقيقة ما يقال، وهو ما جعلني أعيش ضغطا رهيبا واستغل الفرصة عبر «الهدّاف» لأتأسف لكل من لم أتمكن من الرد على اتصالاتهم، لقد كانت كثيرة، كما أن هناك من جاءني إلى البيت ولم يجدني في برج منايل، حيث فضلت منذ بداية القصة تفادي الضوضاء بالابتعاد عن الواجهة حيث كنت أتنقل إلى العاصمة لأغيّر الأجواء، وحتى أتفادى الضغط الذي وُضعت فيه مرغما. ماذا كانت نتيجة الفحوص التي أجريتها؟ لا شيء (يضحك). لا بد من أنك عاينت من شيء ما؟ حقيقة كل ما في الأمر أني عانيت من «هواء قاوي» (نزلة برد) قد يكون له علاقة بتغييرنا الجو من باريس، أين أجرينا التربص المصغر حيث كانت البرودة شديدة إلى غامبيا في درجة حرارة عالية، بالإضافة إلى هذا ثبت أني أعاني من القولون، الذي كان يتسبب لي في آلام المعدة أتعبتني في المدة الأخيرة. لماذا تم الحديث عن إصابتك بمرض في القلب؟ لأن «الهدرة باطل»، هؤلاء لم يؤثروا فيّ بالقدر الذي أثروا في عائلتي والمحيطين بي. أنا كنت أعلم أن الأمر ليس خطيرا، كيف يعقل أن أمارس كرة القدم كل هذه السنوات ثم يقال إنني أشكو من مرض في القلب، هذا كذب في كذب وقد عجزت أن أرد عن اتصالات الناس الكثيرة لأنهم كانوا سيسألونني عن شيء غير موجود أصلا، فوجدت أنه من الحماقة أن أبقى أرد على إشاعات وهمية، ففضلت أن أغلق هاتفي أو أرميه جانبا وأتفادى كل شيء... الناس تتكلم فقط و»الهدرة راهي باطل» وشاوشي كما تعرفون دائما الضحية، ولكن الحمد لله الذي أظهر الحق وأكد أن شاوشي سليم معافى، ولا ينقصه أي شيء ما دام محاطا بأهله وأصدقائه وعائلته. هل كنت على علم بما يقال في فترة غيابك؟ الحقيقة ليس بشكل كلي، لأنني لا أطالع الصحف ولكن من خلال بعض الأصدقاء وكل مرة أتفاجأ لما اسمعه عن السحر والشعوذة وأمور أخرى لا معنى لها، الآن عندما ظهرت نتائج الفحوص اطمئن قلبي أكثر أنني لم أخطئ لما كنت جازما أن الأمر لا يدعو إلى القلق. هل صحيح أن رئيس الاتحادية روراوة اتصل بك؟ لا، لم يتصل بي، ولكن هناك بعض الرؤساء كلموني هاتفيا على غرار سرار، وبعض زملائي بالإضافة إلى المئات بل الآلاف من جماهير المولودية، وقد زارني وفد معتبر من «الشناوة» في منزلي، وكنت سعيدا جدا برؤيتهم، كما أن هناك من كان يأتي صباحا ولا يجدني فيعود في المساء، وأنا بالمناسبة أحييهم كثيرا لأنهم قبل أن «يتحيرو» على شاوشي اللاعب في فريقهم «تحيرو» على شاوشي الإنسان. وبكل صراحة وقفة الأنصار معي «خير من الدنيا وما فيها»، وكذلك وقفة الجزائريين الذين كان موقفهم مماثلا لأنصار المولودية، حيث سألوا عني لأسباب إنسانية بحتة، بعد أن قيل ما قيل عن وضعي الصحي. هل تأثرت بما قيل عنك؟ لست أنا من تأثر، الأذى وصل إلى المقربين إليّ، أنت تعرفني جيدا أنا «ماني سامع بحتى واحد» ولا أتأثر بشيء لأنني أصلا لم أكن على إطلاع مباشر عما كان يقال ويكتب، بل كان يصلني أحيانا الكلام فقط. والآن كيف تشعر؟ أشعر أني على ما يرام والحمد لله. متى ستعود إلى التدريبات؟ سيكون ذلك هذا الثلاثاء أو الأربعاء وسأكون بإذن الله جاهزا لمباراة شباب باتنة. تريد لعب هذه المباراة؟ بكل تأكيد. لأسباب خاصة أم ماذا؟ أكثر شيء لجمهور المولودية الذي وقف معي في الأيام التي قضيتها مريضا، وقفتهم لا تنسى وبإذن الله سأبقى في المستوى نفسه وأؤكد عودتي القوية إلى الواجهة. هل كنت تنتظر اللعب أساسيا في غامبيا؟ تمنيت ذلك ولما لم يحصل لم أنزعج وقد كنت من بين أكثر الفرحين بالانتصار، ربما أكثر من اللاعبين الذين شاركوا. لم تجب عن السؤال؟ 50 من المائة كنت أتوقع أن ألعب و50 من المائة الأخرى لم أتوقع ذلك، وقلت إن كل شيء في يد المدرب الذي قام باختيار وأحترمه، وفي النهاية الحمد لله أن المنتخب انتصر، ونحن تنقلنا من أجل الفوز دون أن نهتم بمسألة من سيلعب ومن سيكون في الاحتياط. هل تتوقع أن تأتيك الفرصة في مباريات شهر جوان؟ إذا تم استدعائي (يضحك). في حال استدعائك هل تعتقد أنك ستلعب؟ أنا جاهز من الآن، في غامبيا صحيح أنني لم أكن أتوقع اللعب وكنت أضع احتمالين لكنني كنت جاهزا ومستعدا ولو شاركت لكنت قدمت كل ما عليّ للحفاظ على شباكي نظيفة. لكن أنا أو مبولحي، المهم في النهاية أن المنتخب الوطني انتصر وأفرحنا الجزائريين الذين كانوا ينتظرون هذا الانتصار الذي تحقق خارج الديار منذ زمن طويل. للمرة الأولى تتعامل مع حليلوزيتش، كيف بدا لك هذا المدرب؟ سبق أن تعاملت معه في تربص الحراس في سيدي موسى، هو مدرب كبير ويعرف عمله والنتائج التي حققها تؤكد أنه وضع المنتخب في السكة الصحيحة وأن الأمور تسير معه كما يريد. أتمنى أن نبقى في سلسلة النتائج الإيجابية ولم لا نشارك في كأسي إفريقيا والعالم القادمتين، خاصة أن الجمهور الجزائري بدأ يعود للالتفاف حول المنتخب وينتظر منا الكثير الآن. بعد غياب طويل، كيف وجدت مجموعة المنتخب؟ بصراحة المجموعة جيدة، واللاعبون رغم أن فيهم بعض العناصر الجديدة إلا أنه بدا أن الكل يعرف بعضه البعض، وهذه المجموعة في رأيي يمكنها أن تحقق الكثير من الأمور للمنتخب في المستقبل، خاصة أن أغلبها من الشبان. كيف بدا لك مردود صديقك عودية؟ كان في المستوى، ومن البداية فرحت لما سمعت أنه سيشارك أساسيا وتوقعت أن يسجل ولكن للأسف القائم رد رأسيته الجميلة، ولكن هذا المردود قد يجعله يواصل أساسيا في المنتخب، خاصة أنه من قبل كان بحاجة إلى هذه الفرصة التي أتمنى أن تتاح للاعبين آخرين متألقين مثل حشود وجابو. قبل أن نختم، ماذا تعلّمت من تجربة المرض الأخيرة؟ أن الشهرة ضريبتها غالية لأن أي واحد يمكن أن يتحدث عن صحة شاوشي، عكس لو كنت شخصا عاديا لكان مر الأمر بصورة عادية، ولكان الكل انتظر نتيجة الفحوص المعمقة للحُكم، لكن أن يتم التنبؤ والدخول في أمور لا علاقة لها بكرة القدم فهذه أشياء تضر، نحن بشر من لحم ودم و»يغيضنا» الحال عندما ينبش البعض في أشياء لا علاقة لها بالكرة. أنا لاعب كرة وعندما أخطئ من حقهم انتقادي لكن عندما أمرض ويقولون إنني أصبت بسحر في غامبيا وتلزمني رقية أو نقلي للعلاج في فرنسا وكأنني أعاني من مرض خطير، فهذا الأمر يدفعني إلى القول إن الشهرة «ماهيش مليحة» لأنها في بعض الأحيان تضر أكثر مما تنفع. بماذا تريد أن تختم؟ أشكر كل من اتصل ليطمئن عليّ، وكل من جاءني إلى البيت، وكذلك أنصار المولودية على وجه التحديد، وأتأسف على عدم قدرتي على الرد عن الكم الهائل من الاتصالات التي وصلتني والتي جعلتني أعرف قيمتي جيدا، الحمد لله وجدت أن الكثيرين يحبونني والحمد لله، خاصة أنهم لم يصدقوا كل ما كان يقال. من أكثر من تضامن معك؟ أنصار المولودية وسكان برج منايل، وأكد لي على «ناس» برج منايل وشكرا لكم.