أنا شابة أبلغ من العمر 20 سنة، من أسرة محترمة، طالبة جامعية تخصص أدب عربي، ترعرعت وسط أسرة يسودها الود والتفاهم، فوالداي متفهمان جدا، ويحبان بعضهما كثيرا، تعاونا على تربيتي وأخوتي. والحمد لله، ربانا أحسن تربية ووفرا لنا كل سبل الحياة، وحثانا على التعليم، وكلنا ناجحون بفضل الله تعالى. والداي أيضا حثانا منذ أن كنا صغارا على الصلاة، فنحن بدأنا الصلاة كلنا صغارا، فسننا لم تكن تتجاوز العاشرة، وعلمنا والدي أيضا المواظبة على قراءة القرآن الكريم، كل هذا بطبيعة الحال شيء جميل سيما وأن كل المحيطين بنا يشهد لنا بالخلق الحسن، ونحن محبوبون من طرف جميع الناس، إلى هنا كل شيء جميل، وأمور حميدة وسط أسرة تنعم بالحب والاستقرار، لكن ثمة شيء يبدو أن والداي لم ينتبها له، وربما هما مقصران فيه، أنا لم أكن في البداية ألقي اهتماما له، لكن بدخولي الجامعة واحتكاكي بزميلاتي وتطوير تعليمي اقتنعت بما أنزله الله تعالى على المرأة من فوق سبع سموات، اقتنعت أن عفة المرأة تكتمل بالتستر أي بارتداء الحجاب، وهذا ما كان ينقصني لإكمال عفتي، وطهارتي، كامرأة مسلمة، هذا الأمر كان علي أن أطرحه على والداي، حيث حينما عدت إلى البيت في عطلة الأسبوع صارحت به والدي لأجده يثور في وجهي، ويرفض بتاتا قضية الحجاب، حاولت مناقشة الأمر معه وأن أوضح له أنه أمر الله تعالى، وليذهب لأمام المسجد ويوضح له أكثر مني، لكنه طلب مني ألا أكرر ذلك وعليّ نسيان الأمر، تركت والدي ليهدأ والتفت إلى والدتي علني أجد منها إقناعا، وبالتالي يكون لها تأثير على والدي، فيقتنع هو الآخر، لكنني أحسست أنني أواجه نفس الفكر وكأنهما عقل ورأس واحد. تمنيت بعدها أنه بعد عودتي في الأسبوع المقبل أن ألتمس منهما الرضا، لكن للأسف هما لازالا على موقفهما، وما لا أفهمه أنهما يحثاني على الصلاة حتى وأنا في الجامعة من خلال اتصالهما بي، وينصحاني بكل ما أمر الله تعالى، لكن أمر الحجاب يرفضانه وكأنه أمر ليس من ديننا، لا أفهم والداي وصرت حائرة كيف أتصرف؟ هل أرتديه وأتركهما أمام أمر الواقع، أم أصبر حتى أجد منهما الرضا، لكن أخشى أن يبقيا على رأيهما، فبالله عليكم دلوني كيف أتصريف؟ إيناس/ بجاية
عواطف من نار وامرأة من ثلج السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شاب عمري 82 سنة، أعيش علاقة غراميّة مثيرة مع فتاة منحتها كلّ القلب، رغم ماضيها السيّء، حاولت نسيانه لأنّها كانت معي صافيّة نقيّة وأقسمت على أنّها لم ترتكب أيّ سوء، وأنّ كلام الناس ظلمها. وبالفعل أحببتها وصارت حياتي كلّها، لا أستطيع أن أعيش بدونها، ولكي أجعلها شريكتي في الحلال على سنّة الله ورسوله، ذهبت وخطبتها، ولكنّ عائلتها رفضتني، رغم أنّني إنسان محترم، وأعمل مدرسّا في الثانويّة. ولكنّي لم أيأس، فقرّرت أن أحاول مرة أخرى، فكانت تشجعني لأخطبها، وتمنّيني بالسعادة التي لا توصف معها، وترسل إليّ «ميساجات» الشوق والحنان والحنين، وتختار لي قصائد الحبّ، وأغاني عبد الحليم وشادية، مع أنّني لم أستمع إليهما من قبل، جعلتني أحب كل شيء تحبّه هي، وعندما ذهبت إلى والدها مرّة ثانية قال لي: »الطفلة ماشي قابلة«، وعرفت أنّها هي التي رفضتني منذ البداية، وعندما اتصلت بها أنكرت ذلك، فقرّرت أن أطلب يدها للمرة الثالثة، ولكن المفاجأة أنّ الفتاة التي كنت هائما بها، جاءت إليّ، وبكلّ هدوء أعصاب، قالت لي: «خلاص اللّي بيناتنا»، وطلبت منّي ببرودة ثلجيّة أن أتركها وأنساها، وفي غمضة عين تخلّت عنّي، وكأنني لم أوجد في هذه الحياة، وعلى هذه الأرض، ولم تعد تكلّمني.. ولا تردّ على اتصالاتي. وأخيرا، غيّرت رقم هاتفها. لأراها ذات مرّة تمتطي سيّارة زميل لها في العمل.. ولم أصحُ من الصدمة، إلاّ محموما مريضا، ولا أخفي عنكم أنني بكيت.. وبكيت كما لم أبك من قبل.. لقد قتلتني مثل مجرمة محترفة.. أخذت منّي قلبي ومشاعري ووقتي، وعادت لتعيش ماضيها الذي غفرته لها مثل أحمق غبيّ.. فهل هذه الفتاة إنسانة أم شيطانة؟! لقد كنت على أتم الاستعداد للارتباط بها، وهاهيّ تذبحني مثل كبش فداء، لقد كانت لا تشبع من رؤيتي ولا تشبع من الكلام معي والنظر في وجهي، ونتجوّل معا بالساعات ونختفي مثل مراهقين في الحدائق العامّة وها هي تتنصّل منّي كما تنصّلت من ماضيها مقسمة باللّه كاذبة. والآن أنا مدرك أنّ الله تعالى، لم يحرّم الحبّ بدون زواج، إلاّ من أجل حكمة إلهيّة. وأنا أتوب إلى الله تعالى من الحب، وأتوب إليه سبحانه من النساء.. وآخر كلامي، لعنة الله على كلّ امرأة تسرق القلوب وتحرقها. جابر.ح - 03 سنة/ غليزان
من حياة الأفراح إلى دنيا الأشباح السلام عليكم.. أنا شابة في السّادسة والعشرين من العمر، كنت أعيش حياة بسيطة، لكنّني كنت كثيرة الفرح والمرح.. لم أكن أهتم بالفقر، فليس المال كلّ شيء. فعلا كنت أحلم بأن أرتدي أحلى الملابس، وأتحلّى بأغلى الحلي، لكنّني مع ذلك كنت سعيدة مع زميلاتي في الثانويّة.. كانت الثانويّة فترة من أروع أيّام عمري.. ولم أعش بعدها إلاّ الأحزان. فبعد فشلي في «البكالوريا»، وجدت عملا بسيطا في مشغل يدوي، عن طريق عمّ والدي، مكثت به مدّة ثماني سنوات.. كنت خلالها أساعد بما أجني من مال والدي المتقاعد، وأمّي المريضة، وأخواتي البنات المراهقات. وبدأت المشاكل عندما تزوجت منذ عام، فتغيّر كلّ شيء فجأة.. فبعد المرح والانشراح، طلب منّي زوجي ترك عملي الذي كنت أتنسّم منه نسيم الحريّة، وخيّرني بينه وبين الطلاق، فتركت العمل مجبرة.. ومكثت في البيت بمثل سجينة، فالعصفور الذي يتعوّد الطيران، يموت بين القضبان. وصرت أعاني من حالات الحزن والأسى والقنوط، من هذه الحياة البائسة اليائسة، شعرت بعدها أنني مريضة نفسيا، مع أنني لم أذهب إلى طبيب نفسيّ.. وبعدها بشهور ترك زوجي عمله بعد أن تعارك مع رئيسه في العمل، وتشاجرا، والأمر صار بين يدي القضاء في المحكمة، واختلط عليّ الأمر، فلا عمل، ولا أولاد، فاللّه تعالى لم يرزقنا بنعمة الأطفال.. وصار زوجي يتهكّم كلّما واتته الفرصة قائلا: »الحمد لله الذي لم يرزقنا بالأطفال، فنحن فقراء.. كيف كنّا سنطعمهم لو رزقنا الله بهم؟".. فكنت أغضب منه وأقول له: "أنت السبب في غضب الله تعالى علينا، وقلّة الإيمان والقنوط من رحمة الله تعالى". وانفجرت أنهار المشاكل منذ ذلك الوقت. وعندما لم يجد مخرجا من بطالته وكسله، طلب منّي أن أعود إلى العمل، لكنني لم أجد وظيفة، ومكاني في المشغل اليدويّ الذي كنت اشتغل فيه، قبل زواجي أخذته امرأة أخرى، فتهت في بحر الحيرة، ولم أعد مهتمة بنفسي.. ولا زوجي.. ولا أهلي.. ولا صديقاتي. صرت شبحا أعيش في الليل وأنام نهارا.. أتقوّت بالخبز والحليب الذي يأتيني من جارتي الطيبة.. والموجع أنّ زوجي صار يتسوّل من أصحابه، ويتهرّب بعد ذلك من الديون المتراكمة.. ولولا والدتي التي صارت تخفي لنا بقايا الأكل من عند الجيران، لتأتينا بها كلما سنحت لها الظروف، لمتنا جوعا.. أنا سيّدي.. سادتي قرّاء الشروق اليومي، ضائعة بلا دليل، تائهة في صحراء الليل، حائرة الفكر وضائعة الذات، ولم أعد أستطيع تحقيق أهدافي في الحياة، كما كنت أحلم دائما، أتهرب من الناس.. ومن الأهل.. ومن الأفراح.. ومن الأحزان.. ومن كلّ شيء.. وكأنني صرت شبحا يأوي للقبور، بعيدا عن نسيم الحياة.. ساعدوني.. ماذا أفعل؟. زهور.ح - 26 سنة/ معسكر
زوجي لا يتقي الله في ويريدني مشاركته الحرام زوجي الذي أحببته، وأردت أن أعيش إلى جانبه الحياة الكريمة، الهادئة، المستقرة، يسودها الإيمان الصادق بالله تعالى، والتقوى، والعون على طاعة الله ورسوله، وإنجاب منه أولاد أربيهم على مبادئ ديننا الحنيف، اكتشفت بعد زواجي منه أنه غير ملتزم بالدين، يطيع الله تعالى ورسوله في أمور بسيطة فقط، أما الأمور المتبقية فلا علاقة له بها، ينتهك ما حرم الله تعالى، وما نهى عنه، وإذا نبهته لأمر ما أنه من المحرمات والمنكرات، فإنه يطلب مني عدم التدخل والانشغال بنفسي، ثم يقول إنه سيدفن لوحده في قبره، وهو من سيحاسب على كل ذلك لوحده، وهذا يزعجني، ويقلقني، لأنني والله لا أريد له الضر، ولا أريد أن يموت والله غاضب عليه، لأن ساعة الموت تأتي بغتة، ولا ينفع بعدها شيء، أنا أصلي، وأدعو له بالهداية. والله ليست هذه الحياة الزوجية التي حلمت بها، لكنني أصبر، وأقول إن الله تعالى أحبني فابتلاني في زوجي، لكن ما أراده مني زوجي مؤخرا جعلني أكاد أصاب بالجنون، لا تتصوروا إخوة الإيمان ما طلبه مني، لقد طلب مني أن أشاركه الحرام في ما يخص علاقتنا الزوجية، فالله تعالى حلل كل ما في العلاقة الزوجية، وحرم الدبر وهذا ما يريده زوجي مني أن أرتكب، وأشاركه العلاقة المحرمة، وأنال عقاب الله الشديد. أنا مستحيل أن أقدم على فعل مثل هذا وأنا المرأة الحريصة على طاعة الله ورسوله، وحريصة على أمور ديني منذ نشأتي، ولما رفضت ذلك أصبح يعاتبني، ويحاول في كل مرة خلق المشاكل بيننا، ويصرخ ويقول: إنني لا أفهمه، وأنني معقدة، ورجعية، لا أفقه شيئا، ولحق به الأمر إلى تهديدي بالزواج من أخرى تفهم أمور العلاقة الزوجية، وامرأة عصرية بفكر عصري، لا تقول له هذا حرام، وهذا يغضب الله، وهذا ممنوع لأنه سئم من كلامي، وتوجيهاتي، وملاحظاتي، هو يريد العيش بحرية، بدون حواجز، وعراقيل، يريد العيش بدون خطوط حمراء تكبح رغباته، وأنا لدي ديني الذي تربيت على مبادئه، ولا يمكنني تجاوز العديد من الأمور المحرمة. صدقوني إن هو سئم مني أنا الأخرى سئمت منه، وأريد الطلاق لأعيش في طاعة الله ورسوله، ولا أجد أحدا ينغص عليّ حياة الإيمان، فهل ما أريده هو الصواب؟ خليدة/ ميلة
بعد توبتي لازلت أخشى من سوء خاتمتي بلغت الخمسين من العمر وأذكرأن سنين عمري الماضية كلها قضيتها في ما حرم الله تعالى، قضيتها أسعى وراء المال، حيث كنت فقيرا لأن والدي توفي وأنا في سن مبكرة، ولم يكن يهمني شيء سوى جمع المال إلى أن رزقت بمال وفير، هذا المال أعمى بصيرتي، وجعلني إنسانا في صورة إبليس، حيث جعلت من نفسي سلطان زماني، ورحت أرتكب المعاصي والذنوب، حتى أنني خالطت الكثير من النساء، وعاشرتهن في الحرام، بالرغم من أنني متزوج من امرأتين، كان همي إشباع رغباتي، وأن تكون لي في كل يوم امرأة مختلفة عن الأخرى حتى أجد المتعة، وأشبع نفسي بما يرضيني، ولم أقف عند هذا الحد، فالمال أعماني تماما، ولجأت أيضا إلى السهر بالحانات، واحتساء الخمر، ولعب القمار، قلت إنني فعلت الكثير من المحرمات بسبب هذا المال الذي بدل أن يكون علي نعمة أعرف كيف أنفقه في الحلال وما يرضي الله عز وجل، كان علي نقمة، فعلت به المحرمات، ويبدو أن فعلي لكل هذا جعل الله يعاقبني، فأنا مختلف مع زوجتاي، وكل واحدة ترفضني لعلمهما أنني أخالط النساء، وخوفهما من أن تصابا بأمراض كالسيدا وما شابه. كما أنني لم أطلقهما، لأن كلتاهما لدي منهما أولاد، حتى أولادي هم الآخرون لا يحبونني لأنني في نظرهم أب طائش، غير مسؤول وسكير، وأسيء لسمعتهم، اليوم وقد تدهورت بعض من صحتي، وحين زيارتي للطبيب، أكد لي أنني أحمل فيروسا، وعليّ التوقف من مخالطة النساء وحذرني حتى من معاشرة زوجتاي إلى أن أتخلص من هذا الفيروس تماما، وهذا يتطلب علاجا دقيقا ومستمر. أنا أخشى أن يكون هذا الفيروس هو السيدا، فالوساوس تقتلني، وأشك في كلام الطبيب، فتارة أقول إنه لم يرد البوح لي بسر مرضي حتى لا أجزع، وتارة أقول إنه يقول الصدق، هذا المرض جعلني أفكر في الموت، ولقاء الله تعالى، فكيف إذا أدركني الموت؟ كيف أقابل الله تعالى؟ هل أقابله بالمحرمات التي ارتكبتها؟ فتبت إلى الله تعالى، وأنا أحاول دوما التكفير عن ذنوبي بكثرة الذكر والاستغفار والصلاة والأعمال الحسنة. وبالرغم من توبتي فإنني صرت أخشى على سوء، فقد علمت أن من فعل الحرام في حياته، سوف تكون له سوء الخاتمة، وما يرعبني أكثر أن أكون مصابا بالسيدا، فيكون موتي بطيئا، أرى فيه عذابا عظيما، فكيف أنجو؟ عبد القادر/ تيسمسلت
تحاصرني الشهوات فأين المفر؟ الحمد لله تعالى الذي منّ عليّ بتوبته وهدايته، فلقد كنت من الشباب الطائش، الذي يلهث وراء تحقيق رغباته وشهواته. والآن أنا من المصلين الذين استطاعوا أن يلتزموا حتى بالقميص واللحية وصلاة الجماعة في جميع الأوقات، ولكن هذا يتطلب جهادا كبيرا للنفس والشيطان والشهوات التي تحاصرني من كل جهة. فمجتمعنا، للأسف، يعج بالمنكرات، فأينما تولي وجهك تجد المنكر والحرام يناديك. أنا أحاول قد المستطاع أن أتفادى كل ذلك حتى لا أقع في مثل أخطاء الماضي وأحرص الحرص الشديد، غير أنني والله في بعض الأحيان أجد نفسي أخطئ رغما عني، خاصة بالنظر، وعدم غض البصر. فالمحل الذي أعمل به يقابل ثانوية، والكثير من الفتيات يترددن علي، فماذا أفعل؟ كما أنه في بيتنا لا أحد ملتزم غيري وكلما دخلت البيت أجد والدتي لي بالمرصاد تطلب مني نزع القميص واللحية، وتقول لي: إنني لم أعد جميلا ولا وسيما منذ أن التزمت. وتقول أيضا: إنه لا أحد من النساء ستقبل بي زوجا مادمت كذلك، وأنا أرفض هذا الكلام فيشتد بعدها النقاش بيننا، وينتهي بالشجار والخلاف. هي تلجأ في بعض الأحيان إلى البكاء وتقول: إنني أصبحت ولدا عاقا لها، لا أطيعها، ولا أسمع كلامها. فأشعر في بعض الأحيان أنني مخطئ في حقها، وربما صلاتي وأذكاري لا يقبلها الله، لأنني لا أرضخ لأمرها في ما يخص إعفاء اللحية، ونزع القميص. أمي تتعبني، وكل من في البيت يساندها، في حين هم ضدي، وكأنني ارتكب جريمة بالتزامي حتى أصبح الكل يتحاشى الحديث إليّ، وينظرون إليّ على أنني سبب حزن وهم والدتي. بيتنا أصبح جحيما بالنسبة إليّ أنا لا أجد عزاء لدى أحد، حتى من كانوا أصدقائي تخلوا عني لكثرة نصحي لهم ونهيهم عن المنكر، وأمرهم بالمعروف، لا أدري إلى أين المفر حتى أشعر بأمان وأشعر أن تديّني، والتزامي من حقي، وعلى الكل تقبّله؟ ياسين/ غليزان