عندما أكّدنا قبيل اللقاء أنّ المباراة النهائية التي جمعت مساء أمس شباب بلوزداد بوفاق سطيف، هي مباراة الأشقاء لم نكن نتحدث من فراغ، لأن العلاقة الوطيدة والمتينة بين الفريقين هي التي جعلتنا نؤكد على ذلك. وفعلا فإن الصور التي عشناها منذ صبيحة أمس إلى غاية نهاية المباراة، جعلتنا نتأكد وللمرة الألف بأن العلاقة بين الفريقين أكبر من أن تفسدها مقابلة في كرة القدم مهما كانت أهميتها. السطايفية توجهوا مباشرة إلى بلوزداد بعد وصولهم العاصمة صور الأخوّة حضرناها منذ الساعات الباكرة لنهار أمس، وبالضبط منذ أن شرع أنصار الوفاق في التوافد على العاصمة قادمين من عاصمة الهضاب العليا. وتصوروا أن وجهة السطايفية لم تكن مركب 5 جويلية، بل توجهوا مباشرة صوب معاقل الشباب في بلوزداد، لا لسبب سوى لاقتسام الفرحة مع أشقائهم من أنصار بلوزداد، في صور رائعة للغاية تثبت متانة العلاقة بين الفريقين وأنصارهم. هناك من قدموا من سطيف لمناصرة الشباب وإن كنا نتوقع أن يتوافد السطايفية على معاقل بلوزداد للاحتفال مع نظرائهم البلوزداديين قبيل اللقاء، إلا أننا لم نكن نتصور أن يكون للشباب أنصار في سطيف، لأن عشرات من السطايفية الذين حلوا بالعقيبة وشوارع بلوزداد وساحة أول ماي صبيحة أمس، جاؤوا من أجل مناصرة شباب بلوزداد. حيث التقيناهم وجمعنا بهم حديث قصير أكدوا لنا خلاله أنهم ينحدرون من سطيف، لكنهم يعشقون بلوزداد حتى النخاع وأنهم جاؤوا من أجل الشباب وسيجلسون في المدرجات المخصصة بأنصاره رغم أصولهم وجذورهم السطايفية. العقيبة زهات وأجواء عرس كبير حضرناها ومع مرور الوقت ازداد عدد أنصار الوفاق الوافدين على معاقل بلوزداد، إلى أن اكتست العقيبة حلّة “بلوزدادية- سطايفية” بعدما طغت عليها الألوان الحمراء والبيضاء والسوداء، فعاشت صبيحة غير عادية أجواؤها شبيهة بأجواء عرس كبير حضرناه. فالمواكب الاحتفالية كانت تجوب جميع الشوارع من ساحة أول ماي إلى “رويسو” طيلة الصبيحة، كما أن شرفات المنازل تزينت باللونين الأحمر والأبيض، ناهيك عن الزغاريد التي كانت تنبعث أصواتها منها من حين لآخر. لا مشاكل ولا انزلاقات ولا صراعات والأخوة تفوقت نعم تفوقت الأخوة بين الشباب والوفاق صبيحة أمس بمعاقل بلوزداد، فقلما نشاهد ما شاهدناه، فأن يحتفل أنصار فريقين معا قبيل إجراء مباراة هامة بينهما، فهذا ما لم يسبق أن عشناه. غير أن أنصار الوفاق والشباب غلّبا الروح الرياضية والأخوة على كل شيء، إلى درجة أننا لم نسجل أي صدامات أو انزلاقات بين المناصرين. توجهوا ودخلوا ملعب 5 جويلية سويا والمنظمون لم يفهموا شيئا وتواصلت الصور الجميلة فيما بعد، حيث عشنا صورا أجمل من تلك التي عشناها في الصبيحة، فما إن حل منتصف النهار حتى تنظم المناصرون في مواكب طويلة وتوجهوا سويا إلى مركب 5 جويلية، وما إن وصلوا قرروا دخول الملعب سويا أيضا رغم أن إدارة مركب 5 جويلية كانت قد خصصت لكل طرف المداخل الخاصة به. لكن أنصار الشباب والوفاق قرروا أن يدخلا سويا في صورة أخرى من صور الأخوة بين الفريقين، وهو ما جعل المنظمين لا يفهمون شيئا. تفرقوا بعدها وكل وجهته في المدرجات وما إن دخلوا ملعب 5 جويلية، حتى تفرق الأنصار ليأخذ كل طرف الجهة التي خصصت له، فأنصار بلوزداد توجهوا مباشرة إلى الجهة اليمنى (هي الجهة اليسرى للمنصة الشرفية) فيما توجه أنصار الوفاق إلى الجهة اليسرى (الجهة اليمنى للمنصة الشرفية). وتمنى كل طرف للطرف الآخر حظا موفقا في اللقاء، قبل أن تنفجر حناجر المناصرين في صوت واحد انبعث من المدرجات.... “خاوة خاوة سياربي فوارة”. 14:30 لاعبون الشباب يلتحقون بالملعب ويلهبون المدرجات كانت الساعة تشير إلى الثانية ونصف عندما التحق لاعبو شباب بلوزداد بالملعب، من أجل اكتشاف الأجواء السائدة قبيل اللقاء الذي انطلق بداية من الساعة الرابعة ونصف. وما إن رصدت أعين الأنصار أشبال المدرب جمال مناد، حتى انفجرت حناجر الأنصار هاتفة بحياة الشباب ولاعبيهم، في صورة أقل ما يقال عنها إنها معبّرة من أنصار الشباب. ارتدوا ربطات عنق حمراء وبيضاء وأوشحة للشباب وعلى غير العادة لم يرتد لاعبو الشباب اللباس الرياضي، بل ارتدوا زيا رسميا عبارة عن “كساتم” ذات اللون الأسود، لكنهم لفتوا الانتباه إليهم من خلال ربطات العنق التي ارتدوها، والتي حملت لوني الفريق الأحمر والأبيض، كما علقوا على رقابهم أوشحة حمراء وبيضاء تحمل اسم شباب بلوزداد. توجهوا نحو أنصارهم وألقوا عليهم التحية وبعدها قام اللاعبون بالتفاتة طيبة تجاه أنصارهم، حيث توجهوا مباشرة إليهم وألقوا عليهم التحية، وبدورهم الأنصار حيوا وهتفوا بحياة الفريق وأسماء اللاعبين، ومرروا لهم رسالة واضحة “الشعب يريد كأس الجمهورية”. وهي الرسالة التي فهمها عمور وزملاؤه وجعلتهم يتيقنون مرة أخرى بضرورة الإطاحة بالوفاق والتتويج بالكأس الغالية. صوروا الأجواء بهواتفهم النقالة ومن درجة إعجابهم وانبهارهم باكتساء المدرجات المخصصة لأنصارهم بحلة جميلة طغى عليها اللونين الأحمر والأبيض، سحب اللاعبون هواتفهم النقالة وآلات التصوير التي جلبوها معهم، وشرعوا يلتقطون فيديوهات وصورا للذكرى. التقطوا صورة جماعية أمام منعرج أنصار الشباب كما لم يضيع رفاق سليماني الفرصة، والتقطوا صورة تذكارية جماعية بالزي الكلاسيكي أمام المنعرج المخصص لأنصارهم، وهي صورة تذكارية لعدد من اللاعبين الذين قد لا تتاح لهم فرص تنشيط نهائي كأس جمهورية مستقبلا. بن علجية بكى بحرقة بعد نهاية اللقاء بالرغم من أن علامات الحسرة كانت بادية على ملامح لاعبي شباب بلوزداد عقب فشلهم في التتويج بالكأس، فإن اللاعب الذي كان أكثر تأثرا، هو بن علجية الذي لم يتمالك نفسه وبكى بحرقة على تضييع الكأس، خاصة أنه كان يتطلع للتتويج بها وإهدائها لوالده الذي كان اتصل به ساعات قليلة قبل بداية اللقاء، شجعه وطالبه بتقديم أفضل ما لديه وإهدائه الكأس. لاعبو بلوزداد تأسفوا على تضييع فرصة التتويج لم يهضم الكثير من لاعبي الشباب تضييع فرصة الحصول على الكأس وخسارتهم النهائي بعد تلقيهم هدفا مباغتا في الشوط الإضافي الأول بعد قذفة قوية من بن موسى، حيث تأسف أبناء مناد على الخسارة على غرار ما حصل لأكساس، عمور، بوقجان وغيرهم من العناصر البلوزدادية التي كانت تعلق آمالا عريضة على زيارة الكأس لمعقل أنصار فريقهم. بوتفليقة تحدث مع ڤيڤر أكثر من البقية تحدث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة كثيرا مع مدرب الوفاق السويسري آلان ڤيڤر، مقارنة بالبقية من لاعبي الوفاق أو الشباب، وهو الحوار الذي ينتظر أن يكشف عنه مهندس النتائج الايجابية للوفاق في غضون الساعات القادمة. بلاتير جلس إلى جانب حياتو وأعجب بالأجواء تابع الرجل الأول في “الفيفا” بلاتير مواجهة أمس باهتمام كبير، مبديا إعجابه بالأجواء التي ميزت ملعب 5 جويلية سواء في الميدان أو في المدرجات. وكان إلى جانبه رئيس “الكاف” عيسى حياتو الذي سجل حضوره هو الآخر بمناسبة هذا النهائي، بعد تلقيه دعوة من “الفاف” تزامنا مع الاحتفال بمرور 50 سنة عن استقلال الجزائر وتدشين المقر الجديد ل«الفاف”. القائم يحرم مكحوت من هدف كان رد فعل أبناء العقيبة سريعا مع بداية المرحلة الثانية بعد المحاولات التي قادها رفقاء ربيح، إلا أن قذفة مكحوت اصطدمت بالقائم الأيسر للحراس بن حمو، كما أنقذ هذا الأخير مرماه من هدف محقق في (د60) بعد عمل جماعي لعناصر بلوزداد مصحوبة بقذفة قوية من مكحوت صوب المرمى أبعدها الحارس السطايفي بصعوبة. حليلوزيتش تابع اللقاء باهتمام تابع الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش نهائي الكأس بكثير من الاهتمام بغية أخذ نظرة وافية عن العديد من العناصر التي خطفت الأضواء في مواجهة أمس، بالنظر إلى العروض المقدمة على مدار أطوار المواجهة، على غرار ما صنعه حشود، جابو، مكحوت، ربيح، سليماني وغيرهم. ڤيڤر تكلم مطولا مع الذراع الأيمن ل بلاتير ظهر أن مدرب الوفاق ڤيڤر كان محظوظا في مواجهة أمس، في ظل تواجد مواطنه بلاتير الرجل الأول في “الفيفا” والذراع الأيمن لهذا الأخير الذي رافقه في رحلته إلى الجزائر، والذي تحدث مطولا مع مدرب الوفاق دقائق قبل انطلاق النهائي في ظل الأجواء المميزة التي اكتشفها ضيف الجزائر بملعب 5 جويلية. «سياربي فوارة... خاوة خاوة” صنعت الحدث ردد الجمهور الحاضر العديد من العبارات التي تعكس الروح الرياضية التي ميزت مواجهة أمس، من بينها شعار “سياربي فوارة... خاوة خاوة”، وهو ما يعكس الأجواء الأخوية التي ميزت العرس الكروي الذي احتضنه مركب 5 جويلية قبل انطلاق اللقاء وعلى مدار أطوار اللعب. دقيقة صمت على روح بن بلة وقف لاعبو الفريقين وبقية الحضور دقيقة صمت على ورح أول رئيس للجمهورية الجزائرية بعد الاستقلال أحمد بن بلة، إذ قررت “الفاف” عدم تفويت الفرصة وتذكر بن بلة الذي انتقل إلى رحمة الله منتصف الشهر المنصرم. شاشة الملعب بثت صورا عن النهائيات السابقة عكف القائمون على مركب 5 جويلية على بث صور خاصة بالنهائيات السابقة على الشاشة الكبيرة للملعب، وهذا على هامش الإجراءات التنظيمية والبروتوكولية التي تمت قبل إعطاء صفارة البداية، وهو ما سمح للكثير من الحضور في استعادة العديد من الأحداث التي ميزت المحطات السابقة. أعوان الحماية صنعوا صورا جميلة صنع أعوان الحماية المدنية صورا جميلة في المدرجات المكشوفة لمركب 5 جويلية ميزتها العديد من الاستعراضات القائمة بالأعلام الوطنية، وهو ما تفاعل معه الجمهور الحاضر قبل انطلاق المواجهة وخلال السير العام للنهائي. مناصر بلوزداداي صنع الحدث بين الرسميين من جانب آخر، سجلنا تواجد مناصر بلوزدادي صغير السن بلباس الشباب تفاعل معه الجميع، خاصة من قبل الرسميين على هامش وصول رئيس الجمهورية إلى المنصة الشرفية، وفي أجواء تفاعل معها الكثير من الحضور. صراع حاد بين عودية وأكساس عرفت مواجهة أمس صراعا ثنائيا بين مهاجم الوفاق عودية ولاعب الشباب أكساس الذي كلف بمراقبة عودية، وسط تنافس حاد حول من يقوم بمهمته بنجاح. ورغم الرقابة اللصيقة ل أكساس، إلا أن ذلك لم يمنع عودية من المبادرة إلى تهديد الحارس أوسرير في مستهل اللقاء بقذفة قوية تصدى لها حارس بلوزداد على مرتين. لاعبو الوفاق والشباب دخلوا مع بعض سمحت نهاية الشوط الأول من لقاء النهائي العسكري للاعبي كل من وفاق سطيف وشباب بلوزداد من النزول إلى أرضية الميدان مع بعضهم البعض في صورة جميلة جدا بين الفريقين قبل بداية المقابلة الفاصلة بينهما. الملعب اهتز بأهازيج “خاوة خاوة ... سياربي فوارة” وفور دخول لاعبي الفريقين إلى أرضية ملعب 5 جويلية إهتزت المدرجات كلها تحت هتافات وصيحات أنصار الفريقين بأهازيج “خاوة خاوة ... سياربي فوارة” تحية للاعبين الذين قدّموا صورة حضارية أُعجب بها جمهور الفريقين كثيرا مما يؤكد عمق العلاقات المميزة بين الوفاق والشباب. أجواء كبيرة في المدرجات والشاب توفيق نشّط الجمهور وكانت الأجواء في المدرجات عند دخول لاعبي الفريقين أرضية الميدان رائعة جدا وحماسية أين إختلطت أغاني وأهازيج الجماهير من الطرفين، وكان المطرب الشبابي العاصمي الشاب توفيق حاضرا بالملعب ونشّط الجمهور أكثر بأغانيه التي ردّدها معه كل الأنصار. إستدعى بلقايد وسليماني لتحية الجمهور وفي لقطة صفّق لها مطولا الآلاف من الحاضرين في المدرجات استدعى الشاب توفيق كلا من فاروق بلقايد لاعب الوفاق ومهاجم بلوزداد سليماني معا لتحية الجماهير من الطرفين، في صورة جميلة أعطى بها كل من بلقايد وسليماني رسالة لكل الجمهور بضرورة احترام المنافس والروح الرياضية.