"أسباب اعتزالهم تبقى مجهولة، لكني أظنّ أنهم أرادوا الخروج من الباب الواسع" "لا أعتقد أن الأمر له علاقة بالتضامن مع زياني لأنهم كانوا قادرين على فعل ذلك من قبل" في ظل علامات الإستفهام التي خلفها قرار اعتزال عدد من لاعبي المنتخب الوطني بشكل مفاجئ في الآونة الأخيرة، ارتأينا أن نتصل بمساعد المدرب السابق للمنتخب الوطني زهير جلول حتى يعطينا رأيه حول هذا الأمر ويشرح لنا أسباب اعتزالهم في هذا الوقت بالذات، بحكم أنّه يعرف خبايا المنتخب الوطني ويعرف عقلية الثلاثي عنتر يحيى، بلحاج ومطمور جدّ المعرفة. كثير من الأخصائيين أبدوا رأيهم حول اعتزال الثلاثي عنتر يحيى، بلحاج ومطمور دوليا، وكل أعطى رأيه حول الموضوع، لكننا نراك الأنسب لإعطاء موقفك حول هذا الأمر بحكم أنك تعرف الثلاثي جيدا بما أنك درّبته من قبل، فهل من تعليق؟ صراحة تفاجأت للقرار الذي اتّخذه كلّ من عنتر يحيى، بلحاج ومطمور دفعة واحدة، لأنّهم في اعتقادي الشخصي مازالوا قادرين على العطاء، ناهيك على أن الأمر يتعلق باعتزال ركائز أساسية في المنتخب وليس بأي لاعبين عاد، هؤلاء هم من كانوا يصنعون الإستقرار داخل المنتخب وكانوا يدفعونه إلى الأمام نحو تحقيق نتائج إيجابية، لقد كانوا يساعدون الجدد على التأقلم ويصنعون روح المجموعة... صراحة مثلي مثل كل الناس تفاجأت لقرارهم هذا وقلت في قرارة نفسي... ... (نقاطعه) ما الذي قلته؟ علينا أن نحترم قرارهم مهما كانت دوافعه، علينا أن ننظر القرار من الجانب الإيجابي وليس السلبي لأنهم لاعبون أعطوا الكثير للجزائر وفي أوقات الشدة وجدنا هؤلاء القدامى، في وقت لم تكن لدي أنا والشيخ سعدان حلول كثيرة ولاعبون تحت تصرفنا، فقد كانوا هم من يعطونا الحلول بتلبيتهم الدعوة في أي وقت وفي أي بلد نتنقل إليه، منذ انضمامهم إلى المنتخب وهم في سن مبكرة لم يتخلفوا يوما عن أي موعد، كانوا يضحون بالعطل وبحياتهم الخاصة، وحتى بمصيرهم ومستقبلهم مع فرقهم ويلبون دعوة الجزائر، واليوم علينا أن نحترمهم ونحترم قرارهم، ليس لأنهم قرروا الإعتزال ننتقد قرارهم. في رأيك ما هي الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا القرار المفاجئ؟ يحيى، بلحاج ومطمور هم من يجيبون عن هذا السّؤال، لأني أرى أن الأسباب تبقى مجهولة. لكنّك وبحكم معرفتك عقلية الثلاثي بما أنك دربته من سنة 2007 إلى غاية 2011، فأنت قادر على كشف الأسباب الحقيقية التي تقف وراء قرار عتزاله اللّعب دوليا؟ لا أدري بالضبط ما هي الأسباب، لكني أعتقد أن قرارهم لم تكن وراء خلفيات أو أي شيء من هذا القبيل، وفي اعتقادي الشخصي أنهم وضعوا في ذهنهم بأنهم لابد أن يتوقفوا ويتركوا مكانهم لجيل جديد من اللاعبين، يحيى وبلحاج ومطمور دخلوا التاريخ في بابه الواسع وساهموا في صنع أمجاد الكرة الجزائرية، لديهم مشاركات قارية ومشاركة مونديالية سنة 2010، لقد عاشوا وساهموا في صنع أفراح الجزائريين وسيأتي وقت ويذكرهم التاريخ وتذكرهم الأجيال القادمة، أعتقد أيضا أنهم قرروا الإعتزال والخروج من الباب الواسع عوض أن يتم التفريط فيهم يوما ما، وعلينا ألا ننسى أن هذا الثلاثي وفضلا عن ما قدمه، فإني أشهد شخصيا بأخلاقه العالية والحميدة... تربية ما شاء الله صراحة. هل سبق لهم وأن خلقوا لك وللشيخ سعدان مشاكل من قبل؟ أبدا... خلال أربع سنوات قضيناها سويا لم يسبق لي أو للشيخ وأن واجهنا مشاكل معهم، بالعكس هم أجبرونا على احترامهم لأنهم لاعبون محترمون، فهم يقومون بدور كبير داخل وخارج الميدان، كانوا في كل مرة يساعدون الطاقم الفني، يساعدون الجدد على التأقلم، يحبون وطنهم ويعلمون حب الوطن للجدد، ويعلمونهم أيضا طريقة احترام النشيد الوطني... دورهم كان كبيرا ومغادرتهم المنتخب اليوم خسارة أكبر. لنعذر عنتر يحيى مثلا بما أنه قالها صراحة تعبت، ولنعذر معه بلحاج الذي لديه أسبابه الشخصية، لكن لاعب مثل مطمور الذي لم يبلغ بعد من العمر 27 سنة، يبقى قرار توقفه غريبا بعض الشيء، أليس كذلك؟ ليس لي رأي شخصي في الموضوع لأن مطمور وحده من هو قادر على الإجابة عن هذا السؤال، وكما قلت لك في البداية فمطمور مازال قادرا على العطاء لسنوات أخرى، وربما لديه أسباب شخصية تقف وراء قرار توقفه في هذه السن المبكرة وعلينا احترام قراره. إحجامهم عن الكشف عن الأسباب الحقيقية لقرار اعتزالهم فتح الباب للعديد من التأويلات، فهناك من قال أنهم تعبوا وصاروا غير قادرين على خوض تجربة ستكون طويلة بداية من 6 ماي إلى غاية مونديال 2014، وهناك من قال أنهم تضامنوا مع زياني، ما رأيك؟ من الطبيعي أن يؤوّل كل واحد ما أقدموا على القيام به بطريقته الخاصة، لكن في رأيي الشخصي فهم يريدون الخروج من الباب الواسع، ولو أني يمكن أن أؤكد لك أنهم تعبوا أيضا من الضغط المفروض عليهم، لأن يحيى اليوم أو بلحاج أو حتى مطمور تغيرت حياتهم الخاصة، لكن أن يكونوا قد تضامنوا مع زياني مثلما ذكر البعض، فأنا أستبعد الفكرة لأنهم لو تضامنوا معه لفعلوا منذ أوّل يوم أبعد فيه، وما كان لينتظروا حتى الآن حتى يقوموا بذلك. كيف تتوقع مستقبل المنتخب الوطني في ظل اعتزال ركائزه والحديث السائد عن اعتزال لاعبين آخرين عن قريب؟ علينا أن نعترف أن اعتزالهم سيكون ضربة موجعة ستهز استقرار المنتخب أحببنا أم كرهنا، فالناخب الوطني وحيد حليلوزيتش سيجد بعض الصعوبات بسبب هذا الأمر، لكن هناك أمور إيجابية سيستفيد منها كثيرا. ما هي هذه الأمور الإيجابية؟ التربص المقبل الذي سيدوم 40 يوما سيصب في صالح "الخضر" وفي صالح حليلوزيتش، لأنه ومنذ مجيئه لم يستفد سوى من تربصات قصيرة المدى، وهذه المرة سيستفيد من تربص طويل سيسمح له بالعمل على مدار مراحله الثلاث مع 32 لاعبا على ما أعتقد، وهي فترة كافية له كي يعرف لاعبيه جيدا عن كثب ويدخل روحا جديدة مع شبان جدد في المجموعة، سيستفيد من الحافز المعنوي لبعض الجدد ممن سيدخلون التربص محفزين قصد الشروع في رحلة البحث عن الوصول إلى المونديال لأول مرة، ومن يدري فقد نصل مع الجيل الجديد من اللاعبين إلى نهائيات كأس العالم 2014. في الختام، من تتوقعه "الباترون" الجديد في المنتخب بعد اعتزال عنتر يحيى؟ أرى بوڤرة هو القائد الأنسب للمنتخب، فهو الرجل المناسب لهذه المهمة بحكم أقدميته، ناهيك عن شخصيته القوية وخصاله الحميدة وخبرته الطويلة، وأتمنى له وللمنتخب التوفيق مستقبلا في مختلف التحديات التي تنتظرهم بداية من جوان المقبل.