احتّل الجزائريون مطار “دبلن” بايرلندا منتصف نهار أمس الخميس، نتيجة الهبوط المنتظر للمنتخب الوطني، تحسّبا لمباراته الودّية مساء اليوم الجمعة، انطلاقا من السّابعة و45 دقيقة، أمام المنتخب الايرلندي إلى درجة أنّ الايرلنديين “مافهمو والو” وراحوا يتساءلون عن سرّ الحركة المكثّفة أمام المطار، قبل أن يتّضح لهم أنّه الجمهور الجزائري الذي جاء إلى غاية الأراضي الايرلندية لتشجيع منتخبه، استعدادا لنهائيات كأس العالم. جاءوا من انجلترا، اسكتلندا.. وعددهم فاق ال 500 وقد اتّضح لنا ونحن ننتظر نزول طائرة المنتخب الوطني القادمة من سويسرا بمطار “دبلن”، أنّ الجزائريين الذين كانوا في انتظار “الخضر” جاءوا من إنجلترا، أسكتلندا ومن دول أوربية أخرى.. وقد فاق عددهم ال 500 مشجّع وفي أيديهم الأعلام الوطنية، ورغم تأخّر المنتخب الوطني في الهبوط بمطار “دبلن”، إلاّ أنّ الجالية الجزائرية لم تيأس من الانتظار. توافدوا على 13:00 ظهرا وتجمّعوا في مكان واحد وكانت السّاعة تشير إلى الواحدة ظهرا، عندما بدأ الجزائريون في التوافد على مطار “دبلن” الدّولي، وقد تجمّع الجزائريون في مكان واحد وتحديدا وراء الحاجز الذي يشير إلى الوصول والمحاذي للمطار وكلّهم في حالة ترقّب وصول “الخضر” على متن طائرة خاصة من سويسرا أين أجروا تربّصهم استعدادا لنهائيات كأس العالم التي ستنطلق الشهر القادم. أعضاء سفارة انجلترا حاضرون برفقة أسرهم ولم يكن الجزائريون من الأنصار فقط من حضروا إلى مطار “دبلن” الدّولي، بل كان كذلك أعضاء سفارة بريطانيا في الموعد، يتقدّمهم القنصل ومعه المكلّف بالإعلام والثقافة على مستوى القنصلية في بريطانيا رابح طوبال والذين جاءوا برفقة أسرهم في أجواء رائعة جدا، جعلت الايرلنديين يتعجّبون ممّا يحدث في أرضهم. الجزائريون “هوّلوها” وغنّوا“ابكي يا المصري” وكانت الأجواء مثالية لدى الجالية الجزائرية التي بلغ عددها أكثر من 500 مشجّع بمحاذاة مطار “دبلن” الدّولي، وما لفت الانتباه أن بعض الأنصار كانوا يحملون “الدربوكة” في أيديهم وغنّوا مطوّلا: “ابكي يا المصري الجزائر كاليفي.. شحاتة حاكم قلبو.. وان، تو، ثري فيفا لالجيري..” وغيرها من الأغاني الممجّدة للمنتخب الوطني والشعارات، قبل أن يحوّلوا اهتمامهم إلى مراد مغني. أبدوا تعاطفهم مع مغني وردّدوا “سلامات.. سلامات” وأبدى الجزائريون الذين حضروا إلى مطار “دبلن” تعاطفهم الشّديد مع مراد مغني الذي تعذّر عليه مرافقة “الخضر” إلى “المونديال” بسبب لعنة الإصابة، حيث ردّدوا مطوّلا “سلامات يا مغني.. سلامات”.. وقد اتّفق المشجّعون على أنّ مغني ما يزال شابا وكلّ المشوار أمامه، فإنّ ضيّع مونديال هذه السّنة، فإنّه بإمكانه المشاركة في المونديال القادم في سنة 2014. العائلات حاضرة وامرأة“جلبابية” لم تتخلّف ولم تتخلّف العائلات بدورها وهنا نقصد النّساء الجزائريات عن الحضور ومن بينهنّ سيّدة كانت ترتدي الجلباب وهي مقيمة في إيرلندا منذ فترة قصيرة، حيث أكّدت على تعلّقها بالمنتخب الوطني، مضيفة أنّها تابعت كامل مشواره في التّصفيات المؤهلة لكأسي إفريقيا والعالم ومراهنة على تألّقه في كأس العالم القادمة التي ستقام في جنوب إفريقيا الشهر القادم. أحدهم سمع أن الطائرة ستحطّ ف “تخلّطت” وبينما كان الجميع في حالة ترقّب، سمع أحد من المنتظرين أحد رجال الشرطة يقول لزميله أنّ الطائرة الخاصة بالمنتخب ستحطّ، الأمر الذي جعل الحابل يختلط بالنّابل، إلى درجة أن المشجّعين عبروا الإشارة المدوّن عليها كلمة “الوصول” والتي من المفترض أن لا يعبروها، ما استدعى تدخّل رجال الأمن الذين طلبوا من الجماهير الجزائرية التزام أماكنها وإلاّ فإنّهم سيتصرّفون معهم تصرّفا آخر. الشرطة طلبت الهدوء والهتاف تحوّل “ايرلندا.. ايرلندا” ولأنّ قدوم الجالية الجزائرية وبقوّة إلى مطار “دبلن” كسّر الهدوء، فقد طلبت الشرطة من الجزائريين التزام الصّمت، وهنا تحوّل الجزائريون إلى الهتاف: “ايرلندا.. ايرلندا” حتى “يربحو الملاحة” مع الشرطة الايرلندية التي أصبحت متكوّنة من 12 فردا، بعدما كان شرطيان فقط، مكلّفان بتنظيم الأمور على مستوى الجانب الجزائري. وظلّ الكلّ ينتظر خروج “الخضر” من الباب المخصّص للمسافرين. أنصار المولودية و”الحرّاشية” كانوا في الموعد ومن بين الجالية الجزائرية التي جاءت إلى المطار، نجد أنصار مولودية الجزائر وآخرون يناصرون إتحاد الحرّاش والذين غنّوا مع بعض وأكّدوا أنّهم “رايحين يقلبوها” هذا الجمعة (اليوم)، قبل تحوّلهم إلى ملعب ايرلندا لمشاهدة “الخضر”، من خلال الاحتفال بلقب البطولة الوطنية، في حال إن فازت المولودية أو حتى تعادلت أمام شباب بلوزداد على ملعب 5 جويلية. 14.15 وصول “الخضر” وإعلان حالة الطوارئ وقد وصل المنتخب الجزائري إلى مطار “دبلن” في حدود الثانية وربع مساء، ومعها أعلنت حالة الطوارئ لدى الشرطة، على أساس أنّها “تقلّبت”، وبعد دقائق من الانتظار، بدأ أعضاء المنتخب والمسؤولين والإداريين يخرجون من الباب المخصص للمسافرين وسط “هستيريا” كبيرة جدا، اضطرّ معها رجال الشرطة إلى التدخّل من جديد. يبدة أوّل من خرج من المطار وتبعه روراوة وكان لاعب وسط ميدان المنتخب الوطني حسان يبدة أوّل من خرج من مطار “دبلن”، ليتبعه رئيس “الفاف” محمّد روراوة الذي يسهر على توفير كلّ الظروف المريحة لإنجاح تحضيرات “الخضر”، تحسبا لنهائيات كأس العالم، ليليه الوافد الجديد بودبّوز. الشرطة وضعت حاجزا بينهم وبين الأنصار وأمام إصرار الأنصار على مصافحة اللاعبين والحديث إليهم، اضطرّت الشرطة إلى وضع حاجز بينهم وبين الأنصار، حتى يسرع اللاعبون في امتطاء الحافلة والتي كانت بانتظارهم بمحاذاة المطار لتنقلهم إلى مقرّ إقامتهم بفندق “راديسون” تحسّبا لمباراة اليوم الجمعة أمام المنتخب الايرلندي. اللاعبون “عجبهم الحال” وبودبّوز “تخلع” وقد أعجب اللاّعبون بشدّة بالأجواء الرّائعة التي وجدوها في “دبلن” عند خروجهم من المطار، وهي الأجواء التي لم تختلف عن تلك التي صادفوها من قبل مع كلّ تنقّل خارج الوطن، آخرها إلى سويسرا.. وبمقابل إعجاب معظم اللاعبين بالأجواء، فقد “تخلّع” اللاّعب بودبوز الوافد الجديد بما شاهده عند خروجه من المطار، معبّرا في الوقت نفسه عن سعادته. مرّوا إلى إمضاء“الأوتوغرافات بالواحد” ومرّ اللاّعبون إلى إمضاء “الأوتوغرافات“ واحدا، واحدا تلبية لرغبات المئات من الأنصار وسط تنظيم من الشرطة الايرلندية، ومع انتهاء لاعب ما من العملية، يصعد مباشرة إلى الحافلة، بهدف إخراج العناصر الوطنية بأقصى سرعة من مطار “دبلن” حتى تلتحق بالفندق لأخذ قسط من الرّاحة، في انتظار المباراة الودية اليوم أمام المنتخب الايرلندي. 14.55 امتطاء الحافلة نحو الفندق ولم تنطلق الحافلة التي أقلّت العناصر الوطنية من مطار “دبلن” باتجاه فندق “راديسون” مقرّ إقامة “الخضر” في ايرلندا، إلاّ بعد 40 دقيقة كاملة من نزول زملاء يبدة. وظلّ اللاّعبون يتحدّثون في الحافلة عن الاستقبال المميّز الذي خصّتهم به الجالية الجزائرية التي “وين يروحو يصيبوها” على حدّ تعبيرهم. الأنصار “دارو كورتاج” في الطريق وبمجرّد أن امتطى اللاّعبون الحافلة التي كانت بانتظارهم لتصطحبهم إلى الفندق، امتطى الأنصار بدورهم سيّاراتهم للحاق بالحافلة، حيث صنعوا “كورتاج” في الطريق الرّابط بين المطار والفندق، مكسّرين هدوء ايرلندا، تماما مثلما فعلت الجالية الجزائرية في سويسرا عند وصول المنتخب لخوض تربّصه. ------------------------------------ مناصرو “الخضر” تنقلوا لتوديع المنتخب في مطار سويسرا دون أن يلتقوا اللاعبين تنقل عدد معتبر من أعضاء الجالية الجزائرية المقيمة بسويسرا إلى مطار جنيف صباح أمس لتوديع لاعبي “الخضر” الذين تنقلوا إلى أيرلندا من أجل إجراء المباراة الودية أمام المنتخب المحلي مساء اليوم، لكن خيبة أمل الأنصار كانت شديدة بما أنهم لم يلتقوا اللاعبين ولم يتمكنوا حتى من مشاهدتهم لأن وفد “الخضر” تم نقله عبر طائرة هيليكوبتر من مقر التربص ب “كرانس مونتانا” إلى مطار جنيف ثم صعد اللاعبون مباشرة إلى الطائرة الخاصة التي نقلتهم إلى العاصمة الأيرلندية “دبلن”. من الساعة 11 صباحا وهم في المطار أنصار “الخضر” كانوا يعتقدون أن المنتخب سيصل إلى مطار جنيف بطريقة عادية وهو ما جعلهم ينتظرون اللاعبين في بهو المطار، حيث وصل حوالي 50 مناصرا إلى مطار جنيف أمس في حوالي الساعة 11 صباحا لكن خيبتهم كانت شديدة بسبب عدم تمكنهم من الالتقاء برفقاء زياني، وهو ما جعلهم يجلسون في البهو ويتحدثون فيما بينهم في انتظار إقلاع طائرة “الخضر”. زماموش صنع الحدث والكل رفع معنوياته لكن المفاجأة السارة التي حدثت للمناصرين هي خروج الحارس زماموش إلى بهو مطار جنيف بما أنه كان متوجّها إلى الجزائر ولم يسافر مع المنتخب إلى أيرلندا، وقد صنع زماموش الحدث في مطار جنيف بما أن الجميع التفوا حوله وأخذوا معه الصور وطلبوا توقيعاته، كما حاول الجميع رفع معنوياته وأكدوا له أنه حارس موهوب ويجب أن يواصل العمل حتى يحظى بفرصة أخرى. وقفة الجماهير أثرت كثيرا في زماموش وخففت عنه قليلا وقع الصدمة وهو الذي حُرم في آخر لحظة من الذهاب إلى جنوب إفريقيا. لا حديث في بهو المطار إلا عن حالة مغني الأمر الذي لاحظناه خلال تواجدنا بين أنصار “الخضر” في مطار جنيف أن قضية اللاعب مراد مغني وعدم مشاركته في المونديال بسبب الإصابة أخذت الحيز الأكبر من حديث أعضاء الجالية الجزائرية في سويسرا، وقد ظهر تأثر شديد على الأنصار الذين أكدوا أن هذا اللاعب يعتبر من بين خيرة ما أنجبت الكرة الجزائرية، والكل كان يتمنّى تواجده في جنوب إفريقيا مع “الخضر” كما أكدوا أنهم متضامنون مع هذا اللاعب ويتمنون شفاءه في أقرب وقت حتى يعود إلى الميادين.