في ضوء المواجهة التي خاضها الإنجليز أمام المكسيك الاثنين الفارط وإيرلندا أمام باراغواي في اليوم الموالي يتضح جيدا أن اختيار الجزائر لمواجهة إيرلندا الجنوبية استعداد لمواجهة المنتخب الإنجليزي في المونديال كانت فكرة حكيمة جدا، وكما ذكرناه أمس فإن اللقاءين متشابهين في الكثير من الأمور مما يؤكد بوضوح على أن إيرلندا وإنجلترا تلعبان بالطريقة نفسها. بدنيا المنتخبان لا يتعبان تماما على الصعيد البدني فإن المنتخبين أكدا أنه بإمكانهما اللعب بالوتيرة نفسها طوال المباراة، وقد أظهر ذلك كل من المنتخب الإنجليزي والأيرلندي في مباراتيهما حتى لو كانت التغييرات المتكررة التي قاموا بها من خلال إشراك أكبر عدد من اللاعبين قد سهّلت المهمة، وسيكون من المثير أن نرى كيف سيكون رد الجزائر على التحدي البدني. تراباتوني من نفس طينة كابيلو ميزة أخرى من شأنها أن تزيد المباراة سحرا وهي أن إنجلترا يشرف عليها مدرب إيطالي والأمر نفسه بالنسبة لإيرلندا، والأكثر من ذلك أن سمعة الإيطالي فابيو كابيلو مساوية لسمعة جيوفاني تراباتوني حيث يتشابه الرجلان في عدة أمور وبالتالي سيتعين على رابح سعدان ولاعبيه قياس الفلسفة ذاتها من اللعب يوم الجمعة وهذا من الناحية البدنية، التقنية والتكتيكية، وإذا أضفنا أن الأيرلنديين أقل خشونة من الإنجليز سيكون الأمر إيجابيا خاصة أننا لا نأمل في تعرض أي لاعب للإصابة. جمهورية إيرلندا تستعد إلى تصفيات أورو 2012 رغم أن إيرلندا غير معنية بنهائيات كأس العالم إلا أن هذا لا يعني أنها ستلعب لقاء شكليا أمام الجزائر وذلك لأنها بصدد الإعداد لتصفيات كأس الأمم الأوروبية 2012 التي ستبدأ في سبتمبر القادم، وبما أن هناك تاريخا واحدا في رزنامة “الفيفا” يوم 11 أوت المقبل للعب مباراة ودية فإن مباراة غد الجمعة ستكون فرصة مثالية للمنتخب الأيرلندي للتحضير لموعد سبتمبر القادم وهذا هو السبب أيضا الذي جعل تراباتوني يشرك التشكيلة المثالية أمام باراغواي، كما ينتظر أن يفعل الشيء نفسه أمام الجزائر حيث أنه لا يريد إلا الفوز في كل اللقاءات ومن ذلك المنطلق فإنه لا يمكن انتظار هدية من إيرلندا. مسيرة عند الخروج من المسجد للذهاب إلى الملعب تعيش الجالية الجزائرية القاطنة بإيرلندا حالة هستيريا منذ الإعلان عن إجراء مباراة بين “الخضر“ والمنتخب الأيرلندي ومن المفترض أن تصل الأمور إلى ذروتها غدا الجمعة موعد اللقاء، حيث تقرر أن يؤدي الجزائريون القاطنون في إيرلندا الجنوبية وأولئك القاطنون في إيرلندا الشمالية صلاة الجمعة في مسجد دبلن ومن هناك سيتنقلون جماعيا إلى الملعب الذي سيحتضن اللقاء في شكل مسيرة، خاصة أن المسافة لا تزيد عن كيلومترين بين المسجد والملعب الذي سيحتضن اللقاء. وجرت العادة في التقاليد الأوروبية أنه لا يتم شغل المقاعد إلى ربع ساعة قبل انطلاق المباراة حيث يوجد ترقيم جميع المقاعد ولا خوف على مكان أي مناصر، لذلك فإن الجزائريين قرروا إنتظار وصول المنتخب إلى الملعب أمام مدخله ثم بعدها احتلال مقاعدهم في وقت مبكر بالمدرجات من أجل مراقبة ارتفاع درجة الحرارة. مهدي والعربي يحتفلان بالطبل الإثارة لا تزداد في دبلن فقط بل حتى في ڤالواي وهي بلدة تقع على الساحل الغربي في إيرلندا وتبعد ساعتين بالسيارة من العاصمة دبلن، حيث تلتقي الجالية الجزائرية هناك بالألوان الوطنية مساء كل يوم في وقت مبكر للاحتفال، حتى الأطفال مثل العربي الذي والده سيد أحمد وهو مواطن من المدية ومهدي المنحدر أصله من البليدة يشاركون دائما في صنع جو مدهش من خلال الطبل. “ڤالواي” بألوان الجزائر ڤالواي هي ثاني أكبر مدينة في إيرلندا يوجد بها الكثير من الجزائريين، بدأت تعيش على موعد اللقاء حيث أن سيد أحمد بوبكري، نور الدين مجاني وجمال عزيز ومقداد وغيرهم يحتفلون في كل ليلة في شاطئ البحر في انتظار اللقاء، والأكيد أن الأعلام الجزائرية لم تنتشر بهذا العدد من قبل في إيرلندا. ممثلون من السفارة في لندن إلتحقوا ب “دبلن” يتواجد ممثلون عن سفارة الجزائر في إنجلترا في دبلن منذ أيام حيث وصلوها من أجل الإشراف على تحضيرات إقامة “الخضر“ في العاصمة الأيرلندية، وهم منذ أيام بصدد التحضير لهذا الموعد حتى من لندن كي تسير الأمور بالنسبة ل “الخضر“ غدا في أفضل الظروف. ^^ “روبي كين” يتعرض إلى إصابة في الأربطة ويغيب عن مواجهة الجزائر تعرض قائد ومهاجم المنتخب الإيرلندي “روبي كين” إلى إصابة بليغة خلال ربع الساعة الأول من الشوط الثاني من المواجهة الدولية الودية التي جمعت منتخب بلاده أمام الباراغواي وهو ما سيحرمه بنسبة كبيرة جدا من مشاركة زملائه في مواجهة الجزائر هذا الجمعة، فبالرغم من أن الاتحادية الإيرلندية لم تعلن رسميا نوعية الإصابة التي يعاني منها “كين” إلا أنه لن يكون حاضرا في مواجهة “الخضر” حسب المعلومات المتوفرة، خاصة أن المدرب “جيوفاني تراباتوني يفضل عدم المغامرة حتى لا تتفاقم إصابته. ^^ الصراع بين “كين” وبوڤرة لن يكون وفي ظل هذه المعطيات، لن نرى خلال مواجهة الجزائر وإيرلندا الصراع الذي كان ينتظره الكثيرون بين نجمي قطبي الكرة الاسكتلندية “غلاسغو” و”سيلتيك”. الأول هو المدافع بوڤرة قلب دفاع “غلاسغو” الذي يعاني في عضلة الساق والثاني المهاجم “روبي كين” الذي يعاني على مستوى الأربطة، وللأسف ستفتقد مباراة هذا الجمعة صراعا كان سيكون حادا على الأراضي الإيرلندية. ^^ راية الحراش حاضرة في ملعب”آرينا” لم تكن الرايات والأعلام الإيرلندية وحدها معلقة في مدرجات ملعب “أردي آس آرينا” خلال المباراة الدولية الودية بين إيرلندا والباراغواي، بل لفت إنتباهنا راية إتحاد الحراش التي حملها المناصر الجزائري عمر بونباش، إبن مدينة بوروبة وأحد الأنصار الأوفياء لإتحاد الحراش، حيث لا ينسى أبدا فريقه المحبوب والراية لا تفارقه في أي ملعب تنقل إليه طيلة 11 سنة من الغربة. ^^ usتتسبّب في تدخل سريع من شرطي الحادثة الطريفة التي وقفنا عليها بعد ذلك هو أن إسم اتحاد الحراش بالفرنسية في الراية كان مقسما إلى جزئين us وmh، لذا فقد صعد أحد أعوان الأمن إلى غاية المكان الذي يجلس فيه المناصر عمر بونباش ليتأكد مما هو مكتوب في الراية والطريف أن هذا الشرطي اعتقد أن عبارة us تعبر عن بلد الولاياتالمتحدة الأمريكية!؟ فظن (الشرطي) أن الأمر يتعلق بالسياسة أو شيئا من هذا القبيل قبل أن يكتشف في نهاية المطاف معنى العبارة كاملة وتأكد أن الأمر لا يعدو أن يكون تسمية ناد جزائري فعاد الشرطي إلى مكانه وهو مرتاح. جزائري بالعلم الوطني في “دبلن” في أحد شوارع العاصمة الأيرلندية دبلن التقينا بالعديد من الجزائريين المقيمين في إحد العمارات ومن منطقة الحراش، أحدهم لم يجد حرجا في وضع العلم الوطني على نافذة منزله افتخارا بهويته الجزائرية. أحد جيران بابوش حاضر يُعتبر الجزائري نجيح قرنان من سكان سكيكدة وهو ما تأكدنا منه بوجود علم صغير في سيارته، ويعرف جيدا رضا بابوش ويعتبر جاره، ويقول: “عندما انتقلت إلى إيرلندا كان صغيرا ولا يعرفني وكان يقص شعره عند شقيقي عبد الحق، وسيتعرف عليّ بهذا الشيء”. إبنه “يموت” على الجزائر ويملك نجيح ولدان من أم اسكتلندية اسميهما حمام وحريث ويتكلمان العربية ويفهمانها، وكانا يلبسان القميص الجزائري وأخذا صورا تذكارية أمام ملعب “لانسداون رواد بارك” الملعب الرئيسي للمدينة الذي تم تجديده مؤخرا. مجاني يريد الإلتقاء ب مجاني! يسيّر الجزائري نور الدين مجاني مطعما في “ڤالواي” وقال بخصوص لقبه الذي يشبه لقب كارل مجاني لاعب “الخضر”: “نحن من منطقة واحدة وهي مجانة في القبائل الصغرى شمال سطيف، قبل أن يستقر أجدادنا في سيدي عيش”، وتحدو نور الدين رغبة شديدة في الإلتقاء ب كارل والتحدث إليه، وقال: “سأحاول فعل ذلك في المطار”. تذاكر إضافية بيعت ب 45 أورو بيعت تذاكر أخرى أمس لكنها مخصصة للمدرجات الثانية مع الأنصار الأيرلنديين وكان ثمن التذكرة الواحدة 45 أورو، وبما أن رغبة الجزائريين قوية في مشاهدة اللقاء فالأكيد أن التجار سيجدون مشتريا لهذه التذاكر. بعثة “الخضر“ قد تمر عبر قاعة كبار الشخصيات خوفا من أية تجاوزات خلال وصول بعثة المنتخب الوطني إلى إيرلندا طلبت السفارة الجزائرية ببريطانيا العظمى عبر ممثل القنصلية في إيرلندا أن يكون إستقبال بعثة “الخضر“ فور وصولها في قاعة كبار الشخصيات بالمطار وليس في القاعة العادية مع بقية المسافرين، وهي الخرجة التي لن تعجب عشاق المنتخب الوطني في إيرلندا الذين يأملون في لقاء العناصر الوطنية والحصول على إمضاءات للذكرى وبعض الصور. سنُكرّر مشاهد جنيف في ‘'إيرلندا'' كشف لنا بعض الجزائريين المقيمين في دبلن الأيرلندية أنهم لن يفوتوا فرصة تواجد المنتخب الوطني في إيرلندا من اجل صنع الفرجة، إذ أوضح عدد منهم أنهم سمعوا بالإستقبال الممّيز الذي حظي به “الخضر“ في جنيف السويسرية وهم عازمون على تكرار السيناريو نفسه فور وصول “الخضر“ إلى دبلن، وذهب آخرون لحد التأكيد على أنه حتى لو تم مرور اللاعبين عبر قاعة كبار الشخصيات في المطار فإنهم سيتبعون حافلة “الخضر“ إلى غاية الوصول إلى الفندق. روك سانتا كروز: “لم أشاهد أي إختلاف في المناخ مقارنة بأعالي الجبال“ سبق وذكرنا أن منتخب باراغواي متواجد في سويسرا من أجل التحضير لنهائيات كأس العالم كذلك ووصوله كان في نفس توقيت المنتخب الوطني وبعدها تنقل إلى مواجهة منتخب إيرلندا، واستغلنا الفرصة للحديث مع نجم المنتخب روك سانتا كروز مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي الذي خصنا بحديث حصري وحاولنا معرفة رأيه حول إختلاف المناخ واللعب تحت مستوى سطح البحر بعد التربص في أعالي الجبال، وقال سانتا كروز: “لم أسجل أي إختلاف في المناخ، بالنسبة لي المناخ متشابه فقد سمعت العديد من الأوروبيين يتحدثون عن هذه النقطة لكني لم أسجل أي إختلاف في ذلك”. تسير على خطى الجزائر... الكامرون تنتظر الضوء الأخضر من “الفيفا“ لإشراك لاعبين أوروبيين تنتظر الكامرون الحصول على الضوء الأخضر من الاتحاد الدولي لكرة القدم من أجل إشراك لاعبين اثنين أعلنت انضمامهما إلى التشكيلة المبدئية لمنتخبها المشارك في نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا، وقال بول لوڤوين مدرب منتخب الكامرون للصحفيين إن المدافع “غايتان بونغ” والمهاجم “إريك شوبو موتينغ” لم يلعبا المباراة الودية أمام جورجيا التي انتهت بالتعادل بدون أهداف يوم الثلاثاء الماضي في النمسا لأن “الفيفا“ لم يمنحهما الضوء الأخضر لتغيير جنسيتيهما. ولعب بونغ سابقا بين صفوف منتخب فرنسا للشباب بينما خاض “شوبو موتينغ” أربع مباريات مع منتخب ألمانيا تحت 21 عاما، وينحدر اللاعبان من أصول كامرونية ويملكان جنسية مزدوجة. وكان اللاعبان ضمن تسعة لاعبين انضموا لأول مرة إلى تشكيلة المدرب لوڤوين المبدئية المؤلفة من 30 لاعبا لكأس العالم حيث سيتنافس المنتخب الكامروني مع الدنمرك واليابان وهولندا في المجموعة الخامسة.