على غرار محطاته السابقة حظي المنتخب الوطني باستقبال أسطوري بمطار العاصمة الإيرلندية دبلن حيث وجد أشبال سعدان عشرات الجماهير الجزائرية في استقبالهم مردّدين الشعارات الممجدة للخضر وللجزائر.. وهي الأجواء التي تركت أثرها في نفوس عناصر التشكيلة الوطنية التي تتأكد من يوم لآخر من حب الجزائريين لبلدهم ومدى عظمة المسؤولية الملقاة على رفقاء زياني من أجل رد الجميل لهؤلاء وإسعادهم في جنوب إفريقيا من خلال تحقيق نتائج في المستوى. “بوم عنتر يحيى” دارت حالة، وبلعيد “اتخلع” ومن بين العبارات التي رددها أنصار الخضر الذين كانوا متواجدين في مطار العاصمة الإيرلندية والذين فاق عددهم ال 500 مناصر عبارة “بوم عنتر يحيى“ وهي العبارة المقتبسة عن المعلق الجزائري القدير حفيظ دراجي، حيث تردّدت هذه الأخيرة طويلا على ألسنة أنصار الخضر الذين صنعوا أجواء مميزة ذهل لها العديد من لاعبي الخضر وفي مقدمتهم الوافد الجديد بلعيد الذي ظل مشدوها بما كان يفعله أنصار المنتخب الوطني، وهو ما جعله يردد عبارة تحيا الجزائر عدة مرات بعد خروج حافلة التشكيلة الوطنية من مطار العاصمة الإيرلندية. شعارات المولودية كانت حاضرة وصايفي “تفكّر أيمات زمان” ولم تكن شعارات الخضر وحدها التي رددها مستقبلو التشكيلة الوطنية بل رافقتها كذلك شعارات وألوان عميد الأندية الجزائرية مولودية العاصمة التي أحاط محبوها بمدلّلهم رفيق صايفي مصرين على ضرورة أخذ صور تذكارية معه، وهو الطلب الذي لم يرفضه اللاعب السابق للعميد الذي لبى كل طلبات عشاقه ومن ذلك التوقيع على إحدى الكرات حتى تبقى كذكرى، وذلك وسط فرحة عارمة للاعب إيستر الفرنسي الذي سمحت له هذه الأجواء باستعادة ذكرياته الرائعة مع المولودية وأنصارها الذين يعيشون حلم الفوز بلقب بطولة هذا الموسم شأنهم شأن صايفي الذي لم يخف أمله في اكتمال فرحة الشناوة وصعود فريقه المحبوب فوق منصة التتويج. طفلة معوّقة أصرّت على أخذ صورة مع زياني وإذا كان زياني قد رفض حمل الأطفال الصغار في تربص كرانس مونتانا خوفا من إسقاطهم رغم إلحاح أوليائهم، فإن هذا الأخير وجد نفسه في موقف مماثل لدى حلول التشكيلة الجزائرية بمطار العاصمة الإيرلندية، حيث وجد في انتظاره طفلة صغيرة مصابة بإعاقة رفقة والدها الذي ألح على وسط ميدان “الخضر“ بتلبية طلب ابنته بحجة أنها جاءت من بعيد وحملها وأخذ صورة في حضنه، وهو ما رفضه لاعب فولفسبورغ بدعوى أنه يخشى على الطفلة من أن تصاب بمكروه خاصة في ظل الزحمة التي كانت سائدة بمطار دبلن والتي كان وراءها أنصار الخضر بالدرجة الأولى. روراوة عالج الموقف بحكمة ولبى كل طلبات الطفلة ومقابل رفض زياني حمل الطفلة المذكورة لم يتوان رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة في احتواء الموقف وتلبية كل طلبات هذه الطفلة التي قطعت رفقة والدها عشرات الكيلومترات من أجل رؤية عناصر التشكيلة الوطنية التي باتت تستهوي الصغار قبل الكبار، بل وتستحوذ على اهتمام كل طبقات الشعب الجزائري الذي ينام أفراده ويستيقظون على أخبار الخضر وتحضيراتهم للمونديال. الخضر نزلوا بفندق “راديسون“ مباشرة بعد خروجهم من مطار العاصمة الإيرلندية دبلن توجّه عناصر المنتخب الوطني الى مقر إقامتهم بفندق “راديسون“ الواقع بقلب العاصمة دبلن، وهو الفندق الذي يتوفر على كل شروط الراحة والتركيز بحكم موقعه الجيد وكذا وسائل الراحة التي يوفرها لزواره، وذلك بشهادة الوفد الجزائري الذي أعجب كثيرًا بهذا الفندق. حصة تدريبية واحدة قبل مباراة إيرلندا بحضور روراوة وقد خاضت التشكيلة الوطنية أمس أول وآخر حصة تدريبية لها بإيرلندا قبل المواجهة المرتقبة ضد منتخب هذا البلد في حدود الساعة الثامنة إلا الربع من مساء اليوم الجمعة، وهي الحصة التي حضرها رئيس “الفاف” محمد روراوة الذي تزايدت اهتماماته بالتشكيلة الوطنية وأضحى لا يفرط حتى في الحصص التدريبية، وهي التصرفات التي تعكس مدى حرص روراوة على نجاح أشبال سعدان في مهمتهم المونديالية بعد أن كان وراء التأهل التاريخي الى مونديال جنوب إفريقيا. اللقاء سيلعب نهارًا في إيرلندا ووسط أجواء باردة ورغم أن الجزائر وإيرلندا لهما نفس التوقيت إلا أن لقاء اليوم بين منتخبي البلدين سيلعب بالنسبة للإيرلنديين في وضح النهار باستثناء الربع ساعة الأخيرة منه التي قد تجري تحت الأضواء الكاشفة، وذلك عكس ما سيحصل في الجزائر حيث سيتزامن موعد المباراة مع حلول الظلام، ويكمن هذا الفرق في كون إيرلندا تقع في الجزء الشمالي من القارة الأوروبية وهو الجزء الذي يتأخّر فيه حلول الليل قياسا بالجزء الجنوبي، كما يرتقب أن تقام مباراة هذا المساء وسط أجواء باردة نسبيا بالنظر الى الأجواء السائدة هذه الأيام بدولة إيرلندا والتي لا تختلف كثيرا عن تلك التي وجدها الخضر بسويسرا خلال الأيام الأولى من تربص كرانس مونتانا.