في الندوة الصحفية التي عقدت أول أمس بمركز النجم الساحلي، كان لاعب أرسنال الإنجليزي أبو ديابي هو المعني بالحضور من لاعبي فرنسا، “الهدّاف” حضرت الندوة إلى جانب عشرات الإعلاميين من وسائل الإعلام المختلفة، وقبل نهايتها طرحت عليه بعض الأسئلة فيما يتعلق بالمنتخب الجزائري وهو ما فاجأ الحضور، قبل أن ننفرد به في النهاية لبضع دقائق أخرى كانت كافية لمعرفة تعاطفه مع المنتخب الجزائري. “أعرف مغني وبلعيد، عبدون مثل أخي وأتمنى للخضر التأهل إلى الدور الثاني من أجل أصدقائي” “شاهدت لقاءي مصر وكوت ديفوار، وهناك روح جديدة وسط المنتخب الجزائري يجب استغلالها” بداية، كيف كانت أجواء الوصول، وما قولك في الإقامة بتونس؟ الأمور كانت جيدة ونستمتع بإقامتنا هنا، على الأقل خرجنا من روتين التربص (يضحك). لقد وجدنا ترحابا واسعا من التونسيين، سنحاول أن نمنح ما عندنا يوم الأحد في مواجهة المنتخب التونسي حتى نقول إن إقامتنا هنا كانت سعيدة، بالرغم من أنها مجرد مباراة ودية. ماذا تنتظرون من مواجهة منافس مثل تونس؟ المنتخب التونسي يلعب جيدا كرة القدم، ورغم أنه لم يتأهل إلى كأس العالم إلا أنه يلعب بطريقة سريعة وممتعة، لاعبوه لهم مهارات فنية وبدنية عالية، اعتبره أفضل امتحان بالنسبة لنا قبل أيام قليلة من التنقل الى جنوب إفريقيا. بالتأكيد المهمة لن تكون سهلة وسنجد لاعبين محفزين من أجل الفوز علينا، لهذا علينا أن نكون حذرين ونلعب بكامل إمكاناتنا ولا نتهاون لا دفاعيا ولا هجوميا خاصة أن التونسيين متحررون وستكون غايتهم إسعاد أنصارهم بفوز معنوي. صراحة، هل الروح المعنوية وسط المجموعة جيدة؟ صدقوني الأمور أكثر من رائعة، صرنا بمثابة كتلة واحدة حيث اتفقنا على وضع اليد في اليد حتى نكون أكثر قوة، ويمكنني أن أؤكد لكم بعيدا عن الأجواء العامة التي هي مشجعة للغاية، أننا عملنا بجد والتقرير الفني إيجابي كثيرا من الناحية التقنية وسنجني ثمار هذا العمل في كأس العالم. وماذا يمكن لفرنسا أن تحققه في هذه المنافسة؟ نحن ذاهبون للرمي بكل ثقلنا ولن ندخر جهدا، حيث سنمنح كل ما لدينا من أجل الوصول إلى أبعد مرحلة، لا أريد أن أقول نرفع الكأس أو نصل الى النهائي لكننا مطالبون بتبليل الأقمصة ومنح كل ما نستطيع أن نمنحه على أرضية الميدان، الأمر الجميل أن هناك تفاؤلا وسط المجموعة من جهة وروح قوية نشأت في المدة الأخيرة يجب أن نستغلها من أجل الذهاب بعيدا في كأس العالم. المنتخب الفرنسي غيّر مؤخرا خطته الى (4-3-3)، كيف تعاملتم مع هذا التغيير؟ هناك مدرب هو المسؤول عن مثل هذه الأمور، ونحن اللاعبون علينا أن نطبق فقط على أرضية الميدان. أعتقد أن الأمور تسير بطريقة جيدة ومواتية، وهذه التغييرات لن تنقص بل ستزيد، وهذا رأيي الشخصي. ستلعبون كأس العالم دون ديارا... (يقاطع)... أوووو (يتنهد) إنه خبر مؤسف للغاية، لم نكن ننتظر أن نسافر دونه، لقد تألمنا كلنا، أقول كلنا دون استثناء، لأن الخبر شكّل صدمة للجميع، وما علينا إلا أن نؤكد من جديد تضامننا، الذي نبقى مطالبين بأن نبلغه بطريقتنا الخاصة وهي تحقيق أمر ما يكون هدية له، نريد أن نقول لديارا إن قلوبنا معك ونتمنى لك الشفاء العاجل، وصراحة لا أجد الكلمات المناسبة لأعبّر بها عن موقف مثل هذا... وهل تحدثت معه؟ نعم، لقد اتصلت به هاتفيا لأقوم بالواجب ولأجل محاولة رفع معنوياته، فأي لاعب يضع نفسه مكانه سيشعر بإحباط شديد وسيكون من الصعوبة بمكان أن يخرج من الحالة التي هو فيها الآن إذا لم يجد الدعم المعنوي اللازم، وكما كنت أقول لكم نحن متضامنون معه فعليا وليس بمجرد الكلام. فرنسا فازت بشرف تنظيم كأس أوروبا للمرة الثالثة، ما تعليقك؟ إنها مفاجأة سارة لنا، لقد سمعنا الخبر ونحن في تونس، ما يمكنني أن أقول هو أنه أمر رائع للغاية، وليس لدينا شك في أن فرنسا ستنجح على كافة المستويات، مثلما نجحت في تنظيم كأس العالم 1998. بالنسبة لي شخصيا أتمنى أن أكون حاضرا وسيكون عمري خلال سنة 2016 بالتحديد 30 سنة (من مواليد 1986)، وسيكون من الرائع أن نلعب على أرضنا ونحتفل مع جمهورنا، قبل ذلك علينا التركيز على ما ينتظرنا في كأس العالم و2016 لا زالت بعيدة قياسا بالتحديات الأخرى التي لا زالت تنتظرنا. لم تدخل كثيرا في حسابات المدرب دومينيك، لماذا في رأيك؟ أنا موجود في قائمة المنتخب وهذا أمر محفز للغاية لأنه كانت هناك إمكانية أن لا أكون بتاتا ضمن حساباته... كأس العالم فرصة من ذهب وسأحاول أن أدخل في حسابات المدرب، وما دامت الأمور تحسم بالإمكانات الفنية فعليّ فقط أن أظهر ما يجعلني أستحق اللعب أساسيا. كيف تنظر الى تنظيم كأس إفريقيا من طرف بلد إفريقي، خاصة أن أصولك إيفوارية؟ أعتقد أنها أفضل فرصة لإفريقيا لتؤكد أنها قادرة على احتضان مثل هذه المواعيد وشخصيا أثق كثيرا في قدرات جنوب إفريقيا على النجاح، ولأننا من أصول إفريقية أعتقد أن المسؤولية ستكون ثقيلة علينا وسيشكل ذلك من جهة ضغطا ومن جهة أخرى سنشعر أننا نلعب مرتاحين على أرضنا، أقصد نحن اللاعبون الذين لنا أصول إفريقية في المنتخب الفرنسي. أتمنى أن يكون التوفيق حليفنا الإثنين سواء نحن اللاعبون أو بالنسبة لجنوب إفريقيا حتى تؤكد للعالم أن القارة الإفريقية قادرة أيضا على احتضان مثل هذه التظاهرات الكبرى وبنجاح غير مسبوق. ما دمت من أصول إفريقية، كيف تتصوّر حظوظ المنتخبات الإفريقية في كأس العالم؟ المنتخبات الإفريقية نضجت كثيرا، وأتوقع أن يصل منتخب ما الى مرحلة متقدمة، وكما تعرفون أنا أصولي إيفوارية ومن الطبيعي أن أكون مناصرا لكوت ديفوار التي أتمنى لها الذهاب بعيدا. صحيح أن المهمة صعبة نوعا ما بمدرب جديد عيّن قبل مدة قصيرة عن كأس العالم، لكن شخصيا لدي ثقة في قدرة اللاعبين على رفع التحدي، وتعويض إخفاق كأس إفريقيا الأخير. على ذكر كأس إفريقيا، ما رأيك في المنتخب الجزائري الذي أقصى زملاء دروڤبا في ربع النهائي؟ منتخب جيد، يلعب بالحرارة والقلب ما مكنه من التأهل. وقد كان ذلك مستحقا بالنظر الى ما قدمه المنتخب الجزائري طيلة 120 دقيقة، وفي اعتقادي المنتخب الجزائري ودون مجاملة قادر على الذهاب بعيدا بهذه الروح الجديدة التي تكوّنت وسطه في المدة الأخيرة. وهل شاهدت مشوار تأهل “الخضر” الى كأس العالم؟ شاهدت لقاءي مصر في القاهرة وكذلك في السودان، واستمتعت بفريق له روح قوية، يلعب بطريقة جماعية منظمة، كان يريد التأهل وعرف كيف يحصل على التأشيرة. أعتقد أنه تأهل مستحق بالنظر الى ما قدمه الجزائريون طيلة التصفيات. وهل تابعت التصفيات؟ ليس كل المقابلات لكنني تابعت بعضها، كما لدي اتصالات بزملائي الذين يحملون ألوان المنتخب الجزائري، هم أصدقاء جيدون وحتى عندما لا أشاهد “الخضر” أعرف الجديد منهم من خلال بعض أصدقائي. إذن ستناصر الجزائر في المونديال؟ بطبيعة الحال، مع كل الفرق الإفريقية. ومن هم أصدقاؤك في المنتخب الوطني؟ كثيرون، صدقني أعرف عددا معتبرا من اللاعبين الجزائريين من أتذكر ومن أنسى... أعرف مغني وعبدون، والوجه الجديد في المنتخب بلعيد، ولاعبين آخرين التقيتهم أو واجهتهم في مشواري. ومن هو صديقك المحبب من هؤلاء؟ عبدون صديق مقرب بالنسبة إليّ، يوم أمس (الحوار أجري مساء أول أمس) ونحن نتكلم هاتفيا، أنا على اتصال دائم به ولا يمكنني أن أستغني عن جمال. ماذا دار بينكما في المكالمة الهاتفية الأخيرة؟ سألته عن مستوى تحضيرات المنتخب الجزائري، وما إذا كان “الخضر” مستعدون لدخول كأس العالم، فقال لي إن الأمور رائعة للغاية، قبل مقابلة ايرلندا، التي تعتبر امتحانا حقيقيا بالنسبة للجزائريين، حتى وإن كان المنافس لم يتأهل الى كأس العالم، وقد تمنيت لجمال حظا سعيدا في جنوب إفريقيا. قلت إن مغني هو أحد أصدقائك، هل تعلم أنه لن يشارك في كأس العالم؟ بالطبع أعرف هذا، لقد علمت بالأمر، وهو خبر محزن بالنسبة إلينا، لأن الأمر يتعلق بلاعب ممتاز من حيث الإمكانات الفنية، الجزائر خسرته وأنا متضامن وحزين من أجله، وقد طلبت من عبدون أن يبلغه تضامني الشديد. ما رأيك في المجموعة الثالثة التي وقعت فيها الجزائر؟ مجموعة صعبة نوعا ما، الخطر الأكبر يأتي من المنتخب الإنجليزي الذي له ما يمكنه من تصدر المجموعة، المنتخب الجزائري عليه أن يعرف كيف يدافع عن حظوظه ويستغل الروح القوية الموجودة وسطه من أجل التأهل. وشخصيا أراها مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، فكرة القدم لا تعترف بالمستحيل، ومثلما تأهل المنتخب الجزائري عن جدارة واستحقاق الى كأس العالم، فهو قادر على قول كلمته في المجموعة. المرور الى الدور الثاني لن يكون مفاجأة إذن؟ لا، على العكس من ذلك، لماذا مفاجأة؟ المنتخب الجزائري أثبت في التصفيات أن له تشكيلة قوية تلعب بالقلب، المفاجأة ستكون في رأيي في حال بلوغ أدوارا متقدمة. إذا افترضنا أنكم ستواجهون الجزائر في المونديال، كيف سيكون شعورك؟ (يضحك)... لا أدري في أي دور يمكن أن نلتقي، لكن إذا لعبنا تأكد أنني سأضع مشاعري جانبا وسأدافع بقوة عن قميص منتخب بلادي، ولن أتعاطف مع أي كان ولو كان صديقي جمال أو حبيب (يقصد عبدون أو بلعيد). ماذا تضيف؟ أتمنى أن نوفق في تأدية مونديال طيب، وتمنياتي بالتوفيق الى المنتخب الجزائري والى أصدقائي الجزائريين الذين يحبون منتخب بلادهم بشدة.