“المنتخبات الصغيرة يجب أن تتحلّى بالإرادة من أجل صنع المفاجأة” “أعرف بلحاج ويبدة وهما من بين الفرديات التي يعتمد عليها المنتخب الجزائري” ونحن نتأهب لإستقبال لاعبي المنتخب الوطني في المطار، إلتقينا لاعب بايرن ميونخ الألماني سابقا وبلاكبورن الإنجليزي حاليا، روكي سونتا كروز... نحن الوحيدين الذين تعرّفنا على نجم منتخب الأوروغواي وتجاذبنا معه أطراف الحديث، وقد كشف إعجابه بالحرارة التي استقبل بها أنصار “الخضر” منتخبهم الوطني، وكانت لنا معه هذه الدردشة. مرحبًا، معك صحفي جريدة “الهدّاف“ من الجزائر... أهلا، سررت بلقائكم. هل لنا أن نطرح عليك بعض الأسئلة فيما يخص المنتخب الجزائري في المونديال؟ تفضّل أنا في الخدمة. كيف ترى حظوظ المنتخب الجزائري في كأس العالم المقبلة؟ بما أن منتخبكم وصل إلى النهائيات، فهذا دليل على أنه يملك حظا من بين المنتخبات ال32 المشاركة في هذه الدورة، ولا أظن أنه بوصوله إلى هناك يكون قد حقق الهدف، بل سيسعى لكي يكون تمثيله جيّدا والهدف الأسمى لكل المنتخبات التي لا تشارك دائما هو المرور إلى الدور الثاني. لكن أنت على علم بالمجموعة المتواجدة بها الجزائر؟ أجل، أدرك ذلك، هناك سلوفينيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، ناهيك عن إنجلترا التي تعتبر الرقم واحد في المجموعة. صحيح أنه منتخب من بين المنتخبات المرشّحة إلى الفوز باللقب، لكن كأس العالم عوّدتنا على المفاجآت وهذا ما يعني أن كل شيء وارد. أما فيما يخص منتخبكم فهو الآخر يملك حظوظا مثل المنتخبات الأخرى. وماذا ينقص هذه المنتخبات لكي تحقّق نتائج طيبة أمام الفرق الكبيرة؟ عليها أن تتحلّى بالإرادة التي تتحلّى بها المنتخبات الكبيرة، فالثقة في النفس لا تمنح وإنما تكتسب. لذا على لاعبي المنتخبات الصغيرة أن تدخل دون عقدة وتلعب دون تردد من أجل التمثيل الجيد لهذه المنتخبات التي باتت مطالبة برفع المستوى. ماذا تعرف عن الكرة الجزائرية؟ لا أعرف الكثير، لكنني على دراية تامة أن الجزائر تأهّلت على حساب مصر، وهذا دليل على أن كرتكم في تطوّر. شاهدت بعض المباريات في كأس إفريقيا الأخيرة ولاحظت أنه منتخب يعتمد على بعض الفرديات وهذا سر تألقكم في بعض المباريات، ولذا ننتظر منكم أن تكونوا كذلك في المستقبل. بما أنك تلعب في إنجلترا هل تعرف بعض اللاعبين الجزائريين الذين ينشطون هناك؟ أجل أعرف ثنائي بورتسموث بلحاج ويبدة، وأعرف أنهما من بين الفرديات التي يعتمد عليها المنتخب الجزائري. -------------------------------------------------- ما مصير بلفوضيل، طافر وإبراهيمي وكل من يحلم بفرنسا؟ فجّر مدرب المنتخب الفرنسي “ريمون دومينيك” مفاجأة من العيار الثقيل عندما كشف عن قائمة “25” الأولية للمنتخب الفرنسي تحسبا ل المونديال الإفريقي المزمع إقامته هذه الصائفة في جنوب إفريقيا، وهي القائمة التي خلت كما هو معلوم من أسماء ثقيلة لبعض اللاعبين، وفي مقدمتهم مهاجم ريال مدريد كريم بن زيمة ومهاجم أرسنال الإنجليزي سمير ناصري، بالإضافة طبعا إلى وسط الميدان “باتريك فييرا” الذي سلمنا جميعا أن كبر سنه هو الذي حال دون مشاركته في “مونديال” جديد... ولسنا هنا للحديث عن خيارات دومينيك التي تخصه وتخص منتخب بلاده الذي لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد، بل لأننا أردنا الربط بين هذه الخيارات وبين ما ينتظر لاعبين جزائريين مغتربين من مصير مجهول مع المنتخب الفرنسي الذي وقع إختيارهم عليه لما خُيّروا بين اللعب له أو تقمص ألوان المنتخب الوطني، ونخص بالذكر هنا عناصر مثل طافر وبلفوضيل اللذين يلعبان في صفوف “ليون“ الفرنسي وإبراهيمي الذي يلعب في صفوف النادي المغمور “كليرمون فوت”. لم يعر أي إهتمام لمن يلعب في مدريد وأرسنال ونتذكر جميعا أن بلفوضيل، طافر وإبراهيمي أطلوا علينا في السابق القريب فقط بتصريحات لمختلف وسائل الإعلام الفرنسية، يعبرون فيها عن ولائهم للمنتخب الفرنسي ورغبتهم الشديدة في تقمص ألوانه، عوض تقمص ألوان المنتخب الجزائري الذي قال أحدهم عنه: “كيف لي أن ألعب للجزائر وكل الفضل فيما وصلت إليه اليوم يعود إلى فرنسا؟“، إلى غيرها من التصريحات التي جعلت كل من سعدان وروراوة يطويان ملف هذه الأسماء نهائيا، ويكتفيان فقط ببودبوز وقادير وكل من نجحا في إقناعهم بحمل ألوان الوطن، وها هي الأيام القليلة التي تلت تلك التصريحات تجيب على أمثال بلفوضيل، طافر وإبراهيمي وآخرين ممن وجهت لهم رسالة مشفرة بعد استبعاد نجمين من طينة بن زيمة الذي يلعب في العملاق ريال مدريد، وناصري الذي يلعب في ناد كبير من حجم أرسنال من المشاركة في “المونديال”، وذلك رغم قيمتهما ووزنهما في المنتخب الفرنسي، فكل ذلك لم يشفع لهما لتمثيل منتخب “الديكة” في نهائيات كأس العالم المقبلة. كيف سيكون الحال مع من يلعب في “كليرمون“ والأندية المغمورة!؟ وما بالك الآن بخصوص عناصر غير معروفة تلعب في صفوف أندية فرنسية من الدرجة الأولى، أو أخرى مغمورة من الدرجة الثانية، لأن الإستغناء عن خدمات لاعبين كبار من طينة كريم بن زيمة وسمير ناصري، يجعل مصير عناصر عادية مثل بلفوضيل وطافر وإبراهيمي وغيرهم مجهولا تماما مع هذا المنتخب الذي اختاروا اللعب له، وربما قد لا يكتب لهم أن يحملوا ألوانه ولو لثانية واحدة مستقبلا، وحينها لن ينفع الندم على إعطائهم ظهرهم للمنتخب الوطني، لبلد الأصول والجذور، وقد يجدون أنفسهم يكتفون باللعب مع أنديتهم دون أن يتقمصوا ألوان أي بلد، مثلما حدث لكثيرين ممن ولدوا في فرنسا وأصولهم جزائرية. بودبوز عرف كيف ينفذ بجلده وقد يندب بن زيمة وناصري نفسيهما اليوم على اختيارهما اللعب في فرنسا، لأنهما حرما من فرصة العمر للمشاركة في المونديال، والتواجد في محفل كروي عالمي يتواجد فيه الكبار والعمالقة، وقد يندب أيضا من أعلنوها صراحة بأنهم يفضلون تقمص ألوان فرنسا على ألوان الجزائر، لأن مصيرهم قد يكون أسوأ من مصير بن زيمة وناصري، لكن بالعكس فإن السعادة تكون قد غمرت لاعبا كبودبوز الذي لهث الفرنسيون وراءه حتى يلعب لمنتخبهم مستقبلا، لكنه احتكم إلى خيار القلب واختار موطن الوالدين، وحجز لنفسه بطاقة “مونديالية” كان سيحرم منها لو أنه قال نعم لفرنسا، فنفذ بجلده من ممارسات الفرنسيين الذين حطموا مشوار الكثير من اللاعبين جزائريي الأصل على غرار كمال مريم مثلا الذي صار في خبر كان في ظرف قصير بعد اختياره اللعب لفرنسا. ليس كل جزائري الأصل “زيزو” وقد يكون الاستغناء عن بن زيمة وناصري درسا مفيدا للمغتربين الجزائريين، حتى يفكروا أولا في تطوير إمكاناتهم ومستواهم حتى ينضموا إلى أكبر الأندية سواء كانت فرنسية أو إسبانية أو إنجليزية أو إيطالية، لا أن يكتفوا باللعب للأندية المغمورة على غرار “كليرمون فوت” وينتظروا بعدها التفاتة من “دومينيك” أو من المدرب الذي يليه، ثم إن على أمثال طافر، بلفوضيل وإبراهيمي أن يضعوها في أذهانهم بأن ليس كل من هو جزائري الأصل سيخلف زين الدين، فذلك وقت والآن وقت آخر، وذاك موهبة من عالم آخر، وهم لاعبون لا زالوا في طور التكوين والتعلم، فكم من لاعب اعتقد أنه سيخلف زيدان فتبخرت أحلامه في الهواء، وكم من لاعب انتظر الفرصة حتى يعوض زيدان وصار شيخا دون أن تلتفت له فرنسا. ------------------------------------ روراوة غادر القاهرة بسلام والصحافة المصرية لم تظفر به مرت زيارة رئيس الإتحاد الجزائري لكرة القدم، محمد روراوة، إلى مصر من دون مشاكل تذكر، حيث حل الرجل بأرض “الكنانة” لأجل حضور إجتماع المكتب التنفيذي ل “الكاف” ورحل بسلام، مخلّفا حسرة كبيرة لدى وسائل الإعلام المصرية التي لم تظفر بلقائه، رغم المساعي الكبيرة التي بذلها الصحفيون المصريون للوصول إلى الرجل، وكانت خيبة هؤلاء أكبر لما انتظر الجميع تنقله إلى مقر “الكاف” القريب من مقر الإتحاد المصري بالجبلاية من أجل حضور قرعة كؤوس إفريقيا للأندية، لكنه لم يفعل وفضّل متابعة الحدث عبر الهاتف، متجنّبا إحراج العشرات من الأسئلة التي كانت ستتهاطل عليه من طرف الزملاء في مصر. روراوة سافر مباشرة إلى سويسرا لمتابعة تربص المنتخب الوطني هناك، قبل أن يلحقه غريمه سمير زاهر الذي يستعد لجلسة إستماع جديدة في قضية الإعتداء على حافلة “الخضر“ في القاهرة يوم 12 نوفمبر الماضي. فضّل متابعة القرعة بالهاتف من “الماريوت“ وقد لاحظ الجميع في مصر تجنّب محمد روراوة الظهور هناك، حيث لم يحضر مراسيم إجراء قرعة دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية الإفريقية بمقر الإتحاد الإفريقي، رغم تواجده في القاهرة بفندق “الماريوت”. وانتظر الكل روراوة، ربما يصل أثناء إجراء القرعة، أو في المؤتمر الصحفي، لكنه لم يحضر، ليعلن هاني أبو ريدة نائب رئيس الإتحاد المصري وعضو اللجنة التنفيذية ل”الكاف” نتائج القرعة. ليتبيّن أن روراوة اعتذر عن الحضور إلى مقر “الكاف” وقرر متابعة القرعة هاتفيًا من الفندق لمعرفة نتيجتها وموقف الأندية الجزائرية خلالها. يتمنّى عودة العلاقات إلى سابق عهدها ؟ وذكرت مصادر صحفية مصرية أن مصدرا مسؤولا أوضح أن اعتذار روراوة عن التنقل لحضور عملية القرعة جاء ليبتعد عن الإعلام والصحافة المصرية، لتحاشي توجيه أسئلة له عن طبيعة العلاقة الحالية بين مصر والجزائر، وخوفًا أيضًا أن تتسبّب إجاباته في زيادة الفتنة بين البلدين وإشعالها، وهو ما لا يريده رئيس الإتحاد الجزائري - على حد زعم هذا المصدر - الذي أكّد للمقربين أكثر من مرة أنه يتمنى عودة العلاقات بين مصر والجزائر لمسارها الصحيح، مع أن روراوة تفادى منذ اشتعال الأزمة الخوض في هذا الموضوع رغم كل الإساءات التي مست شخصه ووصلت حتى الى الطعن في دينه وهويته. لا بديل عن الإعتذار العلني والفاعل يعرف نفسه وزعمت مصادر صحفية مصرية أن نائب رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم روراوة أسرّ للمقربين منه خلال تواجده في القاهرة أن الحل الوحيد لإنهاء الأزمة الكروية “المصرية الجزائرية” هو تقدم الجانب المصري باعتذار علني للجزائر، بعد البحث عن المتسبب في الهجوم الذي تعرضت له بعثة المنتخب الجزائري في مصر في لقاء العودة، يوم 14 نوفمبر في القاهرة، مشيرًا إلى أن الحكومة الجزائرية لديها يقين أن قذف الحافلة كان “مُرتّبًا” بفعل فاعل. لو عُوقب الجاني لإنتهى الأمر وأضاف روراوة حسب المصدر المصري دائما أن “الفاعل عارف نفسه جيدًا، مشدّدا أنه لو تم التعامل مع التعدي على حافلة الخضر في القاهرة بطريقة صحيحة، وأكدت السلطات المصرية أنها ستتولى التحقيق وتعاقب الجاني، لانتهى الأمر تمامًا“، لكن هذا ما لم يحدث وتم اتهام اللاعبين الجزائريين بتأليف قصة وضرب أنفسهم وتكسير الحافلة، وهو ما أجّج غضب الشارع الجزائري والسلطات الجزائرية وأجّج الخلافات وأشعل الأزمة. زاهر في سويسرا يوم الأحد هذا وفي سياق متصل سيغادر وفد اتحاد الكرة المصري برئاسة سمير زاهر القاهرة مساء غد الأحد متوجها إلى سويسرا لحضور جلسة جديدة بلجنة الانضباط بالاتحاد الدولي على خلفية مواجهات المنتخب المصري مع نظيره الجزائريبالقاهرة خلال التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2010، ويلتقي الوفد المصري مع المحامي السويسري مونتيرو يوم الاثنين قبل حضور جلسة يوم الثلاثاء لسماع ملحقات الملفين المصري والجزائري زيادة على الملفات المقدّمة من قبل من الطرفين. النطق بالحكم مستبعد هذا ويؤكّد الجانب المصري أن النطق بالحكم النهائي في الأحداث مستبعد جدا أن يكون خلال هذه الفترة وهو ما أكد عليه محمود الشامي عضو مجلس إدارة الاتحاد وعضو الوفد المصري، فمن الصعب صدور قرار عن لجنة الانضباط في الوقت الحالي لأن اللجنة لا بد أن تدرس الملفات الجديدة التي قدّمها الطرفان قبل إصدار القرار، وهو ما يتطلب بالتأكيد المزيد من الوقت. -------------------- جزائريون يُقاطعون ندوة ل عمرو أديب وصحفية جزائرية أعطته درسا في اللغة العربية تسبّبت الخلافات القائمة بين جماهير مصر والجزائر في مشادّة كلاميه بين الإعلامي المصري عمرو أديب وبعض الصحفيين الجزائريين، وذلك في إحدى ندوات منتدى الإعلام العربي الذي أقيم في اليومين الأخيرين بدولة الإمارات. وأشار الإعلامي عمرو أديب خلال آخر جلسات منتدى الإعلام العربي في مداخلة حول ضعف المصدر العربي، وفاجأته مداخلة جزائرية من أحد الإعلاميين الجزائريين هناك وجّه كلامه إلى القائمين على المنتدى: “ما رأيكم فيما فعله برنامج “القاهرة اليوم“ ضدّ الجزائر؟“. وقام بعض الحضور بالتصفيق، فيما كان البعض الآخر مُحايداً، في الوقت الذي طالب الإعلامي عمرو أديب الجزائريين بالتحدّث باللغة العربية لأنه لا يفهم ما يقولونه، وما هي إلاّ لحظة حتى قامت صحافية جزائرية بالردّ على كلامه وتحدّثت بالعربية الفصحى وكرّرت الكلام مرة أخرى وقالت له: “فما ردك يا أديب”، وهو ما جعل الإعلامي المصري في موقف مُحرج وقال إنه لا يريد إعادة الحديث في موضوع قد إنتهى منذ فترة.