كشفت مصادر إعلامية متطابقة أن "مليشيات" مسلّحة دخلت مساء أول أمس تدريبات المنتخب الليبي بملعب طرابلس الدولي وأوقفت الحصة التدريبية التي كان يشرف عليها المدرب عبد الحفيظ أربيش، وقد تفاجأ اللاعبون بما شاهدوه وعاشوا أجواء غير مألوفة بالنسبة لهم.. وذهبت بعض المصادر الأخرى إلى حد الحديث عن سماع أصوات إطلاق الرصاص، وهو الأمر الذي يؤكد أن مظاهر التسلح في ليبيا رغم جهود المجلس الانتقالي قبل تسليمه المهام تعيق إقامة مباراة الجزائر في ليبيا وحتى الدوري المحلي الذي تطالب جهات كثيرة بعدم انطلاقته إلى أن يتم استرجاع الأسلحة، خاصة أن ليبيا بصدد التعافي التدريجي عقب ثورة 17 فبراير. أوقفوا الحصة، أغلقوا الأبواب وطلبوا تصفية حساباتهم مع لاعبين "من بقايا القذّافي" قالت مصادرنا الموثوقة إن المجهولين الذين كانوا في حالة هستيرية بمجرد دخولهم التدريبات قاموا بإغلاق كل أبواب الملعب، في غياب الحماية الأمنية وعدم تواجد أي مناصرين في المدرجات (عدد قليل من إداريي المنتخب كانوا حاضرين)، وقالت مصادرنا إن سبب ثورتهم هو رغبتهم كما قالوا في تصفية حساباتهم مع بعض اللاعبين الذين اعتبروهم محسوبين على القذافي ولم يترددوا في أن يعتبروهم من "بقايا نظامه"، وحسب ما علمنا فإن النقاشات تمت في غرف حفظ الملابس، بين هذه المجموعة وكذا اللاعبين وإداريي المنتخب، في صورة لم يتمن أحد أن تحصل. مناوشات كلامية بين الطرفين وأنباء عن طلقات نارية وعرف الجدال مناوشات كلامية حسب تأكيد مصدر آخر قال لنا إن الأمور كادت تأخذ منحى آخر في ظل الحالة الهستيرية التي كانت عليها المجموعة التي داهمت التدريبات والتي عجز عن تحديدها، ولكن رغم اجتهادنا في الاتصال بأكثر من مصدر سواء إعلامي أو من داخل الإتحاد إلا أن الأنباء جاءت متفرقة بين من قال إن طلقات رصاص سمعت بالقرب من ملعب طرابلس الدولي وبين من قال إن المسلحين هم من أطلقوها عشوائيا في السماء وبين من نفى كلية شيئا كهذا، الأمر الذي يجعلنا لا نجزم أنه حصل، وقد حاولنا الاتصال ببعض لاعبي منتخب ليبيا وكذا إدارييه وأعضاء الإتحاد وحتى من الطاقم الفني إلا أن لا أحد رد على اتصالاتنا والسبب معروف وهو تفادي الإعلام الجزائري خاصة أن المسألة حساسة نوعاً ما. عقلاء أخرجوا اللاعبين بجهد جهيد والأمن تدخل متأخرا عاش بعض اللاعبين بالأخص المستهدفون منهم حالة من الرعب خاصة أن المسلّحين الذين يحسبون أنفسهم من ثورة 17 فبراير كانوا يريدون تصفية حسابات معهم، ومن بين هؤلاء اللاعب علي رحومة الذي يبقى متهما من بعض الأطراف بمساندة نظام القذافي وكان قد تعرض إلى طعنة خنجر بعد الثورة من مجهولين كادت تودي بحياته، أمر كهذا جعل معنويات اللاعبين في الحضيض خاصة أن خروجهم من ملعب طرابلس الدولي لم يكن بالسهولة التي يمكن تصورها وجاء بعد جهد جهيد من خلال تدخل بعض العقلاء الذين هدأوا الأنفس وسمحوا للاعبين بالمغادرة، كل هذا في غياب الأمن الذي تدخّل بعد مغادرة المسلحين وسجل محضرا لمتابعة القضية عن قرب ومحاسبة المتسببين فيما حصل. التدريبات ألغيت أمس وتغيير الملعب اليوم ليست المرة الأولى التي يحصل فيها شيء كهذا، فقد سبق لمجهولين أن قاموا بالشيء ذاته في ملعب الأهلي، وتعرض رئيس اللجنة الأولمبية للاختطاف وهذا لا يعني أن ليبيا تعيش وضعا مأسويا من الناحية الأمنية حتى لا ننقل صورة سوداء عن بلد أشقائنا الذي تربطنا به علاقات تاريخية، ولكن من الناحية الرياضية التي تهمنا أكثر فإن الأوضاع لا تسمح بإقامة مباراة ليبيا عليها، وهو ما يعرفه جيدا اللاعبون، كما أعلن مساء أمس الأمين العام للاتحادية الليبية في مكالمة معه أن المباراة ستكون في المغرب يوم 9 سبتمبر، هذا وتحصل لاعبو ليبيا على راحة أمس الجمعة على أن تكون العودة بداية من اليوم في ملعب آخر، لم يتم تحديده.